البحرية الكندية تضبط قرابة 2400 كيلو من المخدرات في بحر العرب
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
كشفت القيادة المركزية الأمريكية، عن ضبط البحرية الكندية لـ 2400 كليو غرام من المخدرات في بحر العرب، نهاية مايو الماضي.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان على منصة إكس، إن فريق المدمرة من طراز 45 التابعة للبحرية الملكية الكندية إتش إم إس دايموند التي تعمل لدعم فرقة العمل المشتركة 150 التي تقودها كندا تكنت من ضبط ما يقرب من 2400 كيلوغرام من مادة الحشيش المخدر خلال عملية اعتراض في بحر العرب يوم 23 مايو / أيار.
وأضافت أنه باستخدام المعلومات الاستخباراتية لفرقة العمل المشتركة 150، نجح الفريق في تحديد موقع المركب الشراعي وصعوده وتفتيشه، وضبط 2382 كجم من الحشيش.
وقال الفريق البحري جورج ويكوف، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، والأسطول الخامس الأمريكي، وقائد القوات البحرية المشتركة: "أنا فخور للغاية بعمل فرقة العمل المشتركة 150 وإتش إم إس دايموند في منع هذه المواد المخدرة من الوصول إلى وجهتها النهائية".
وأضاف: "إن هذا المنع يدل على قيمة الجهود المتعددة الجنسيات في إطار القوة العسكرية المركزية لمنع المنظمات الإجرامية والإرهابية في البحر وتعطيلها".
وتعد فرقة العمل المشتركة 150 هي واحدة من خمس فرق عمل تابعة للقوات البحرية المشتركة، وهي أكبر شراكة بحرية دولية في العالم. وتتمثل مهمتها في ردع وتعطيل قدرة الجهات الفاعلة من غير الدول على نقل الأسلحة والمخدرات وغيرها من المواد غير المشروعة في المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عمان.
وتضم القوات البحرية المشتركة 44 دولة تدعم النظام الدولي القائم على القواعد من خلال تعزيز الأمن والاستقرار عبر 3.2 مليون ميل مربع من المياه تشمل بعضا من أهم ممرات الشحن في العالم.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: كندا بحر العرب مخدرات حشيش الحرب في اليمن
إقرأ أيضاً:
القيادة الأخلاقية في العمل
د. سعيد الدرمكي
الحديث عن أخلاقيات القيادة في بيئة العمل لا يقل أهمية عن الحديث عن ميزانية المؤسسة وأرباحها وأهدافها المستقبلية. بل إن أخلاقيات القيادة في بيئة العمل تعد بوصلة لنجاح المؤسسة واستدامتها. فهي ليست مجرد نهج إداري، بل أسلوب حياة يرتكز على احترام القيم وكرامة الإنسان، مع توجيه الأفراد بنزاهة وعدالة ومسؤولية.
القيادة الأخلاقية، كما عرفها مندونكا وكانونغو، هي التأثير بالمبادئ والقيم لتحقيق السلوك الصحيح. فقد أصبحت أولوية في المؤسسات الحديثة لدورها في ترسيخ النزاهة والشفافية. ورؤية "عُمان 2040" أبرزت أهميتها، مشددة على تطوير قيادات وطنية تتسم بالكفاءة والمسؤولية الأخلاقية، لتحقيق تنمية مستدامة قائمة على العدالة والقيم.
القائد الأخلاقي يتميز بسمات جوهرية تشكل حجر الأساس في نجاحه. النزاهة تأتي في المقدمة، حيث تعكس التزام القائد بالصدق والثبات على المبادئ. يليها الذكاء العاطفي، الذي يمكن القائد من فهم احتياجات فريقه وتقدير وجهات نظرهم، وبناء علاقات إيجابية. الشفافية عنصر رئيسي يعزز التواصل المفتوح، في حين تضمن العدالة تطبيق القواعد بشكل منصف ومتساوٍ. هذه السمات لا تقتصر على تصرفات القائد، بل تشكل مصدر إلهام للآخرين لتبني القيم الأخلاقية كمنهج دائم.
لا شك أن القيادة الأخلاقية تشكل أساسًا لبيئة عمل إيجابية تعزز التعاون، الشمولية، والنمو، بينما تسهم القيادة غير الأخلاقية في خلق بيئات سامة تُضعف الاستقرار وتضر بالسمعة المؤسسية. لذلك، يجب على المؤسسات اعتماد الأخلاق كمعيار أساسي في اختيار القادة، إلى جانب الإبداع، الفطنة التجارية، والجوانب ذات الصلة بالوظيفة وطبيعة المؤسسة، لضمان الاستدامة وتعزيز السمعة على المدى الطويل
تعد شركة تويوتا نموذجًا للقيادة الأخلاقية؛ حيث تعاملت بشفافية مع أزمة عيوب التصنيع عام 2010؛ مما عزز ثقة العملاء. كذلك، أظهرت مجموعة تاتا في الهند التزامًا بالنزاهة والمسؤولية الاجتماعية من خلال تخصيص جزء من أرباحها لتنمية المجتمع. في المقابل، تسببت فضائح مثل فساد شركة سامسونج الكورية في 2017، والتلاعب المالي في شركة نيسان اليابانية في 2018، وانهيار شركة إنرون الأمريكية في 2001، وحسابات شركة الخدمات المالية "ويلز فارجو" الوهمية في 2016، في الإضرار بالسمعة والثقة؛ مما يُبرِز أهمية القيادة الأخلاقية في تحقيق الاستدامة المؤسسية.
القيادة الأخلاقية تُعزِّز سُمعة المؤسسة، وتبني الثقة، وتقوِّي الولاء بين العاملين؛ مما يدعم الإبداع والشمولية. ولتعزيزها، يُمكن اعتماد مدونات السلوك، والتغذية الراجعة، وبرامج تدريبية لبناء المهارات، إضافة إلى قنوات للإبلاغ عن المخالفات لضمان الشفافية والالتزام.
يحمل المستقبل فرصًا وتحديات للقيادة الأخلاقية؛ حيث يُطلب من القادة الالتزام بمبادئ العدالة والإنصاف في ظل التحولات العالمية. ومن أبرز الاتجاهات الحديثة: أخلاقيات الذكاء الاصطناعي؛ لضمان استخدام التقنيات بمسؤولية وشفافية مع إشراف بشري يحمي من التجاوزات. كما تبرز الاستدامة كعنصر محوري، تركز على ممارسات أخلاقية في الحوكمة البيئية والاجتماعية. وفي نوفمبر 2021، أصدرت منظمة اليونسكو أول وثيقة عالمية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، اعتمدتها 193 دولة، لتترجم القيم الأخلاقية إلى سياسات عملية تدعم الشفافية والاستدامة عالميًا.
ولترسيخ مفهوم القيادة الأخلاقية، يتعين على القادة أن يكونوا نموذجًا يُحتذى به في التزامهم بالقيم والمبادئ الأخلاقية، مع التأكيد على أهمية اتخاذ قرارات تعكس النزاهة والشفافية. القيادة الأخلاقية تتطلب مواجهة أي ممارسات غير أخلاقية بحزم وسرعة، مع تعزيز بيئة عمل تحفّز على الاحترام المتبادل والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية.
ومن الضروري أن تسعى المؤسسات إلى بناء ثقافة تعتمد على القيم الأخلاقية كأساس للتميز المؤسسي، مع التركيز على التعلم المستمر كوسيلة للتطوير المستدام.
وفي هذا السياق، يجب أن تؤدي المؤسسات الأكاديمية والتدريبية، مثل الأكاديمية السلطانية للإدارة، دورًا محوريًا في تمكين القادة من خلال برامج مُتخصصة تُعنى بتعزيز مهارات القيادة الأخلاقية؛ مما يُسهم في إعداد جيل من القادة القادرين على قيادة مؤسساتهم بوعي أخلاقي وتوجه استراتيجي مُستدام.
إنَّ القيادة الأخلاقية ليست رفاهية؛ بل ضرورة لتحقيق النجاح المؤسسي على المدى القريب والبعيد؛ حيث إنها أداة لزرع الثقة وتعزيز الشفافية والمساءلة داخل المؤسسة. وللتغلب على التحديات المستقبلية، تحتاج المؤسسات إلى قادة يتمتعون بمرونة فكرية وقدرة على التكيف، مع التزام قوي بالمبادئ الأخلاقية التي تضمن لهم وللمؤسسات التي يقودونها الازدهار والتميز.