أشاد خبراء اقتصاديون باتجاه الدولة إلى التوسع فى إنشاء المجمعات الصناعية منذ عام 2014 على مستوى المحافظات، موضحين أن تلك المجمعات هى حجر الأساس من أجل النهوض بالقطاع الصناعى وزيادة الصادرات، كما أنها فرصة ذهبية لا تعوَّض أمام المستثمرين، وأن الدولة مدت يد المساعدة لراغبى الاستثمار فى قطاع الصناعة.

وقال د.

بلال شعيب، الخبير الاقتصادى، إن الدولة تهتم اهتماماً خاصاً بقطاع الصناعة، وإنه أصبح ملفاً أمنياً قومياً، حيث إن مصر تعانى من خلل هيكلى فى الميزان التجارى، ونستورد أكثر مما نصدر، وبالتالى كانت هناك الحاجة للعمل والاهتمام بملف الصناعة، وبالفعل اهتمت الدولة بالتوسع فى إنشاء المجمعات الصناعية من خلال 17 مجمعاً على مستوى 15 محافظة، وعددها يفوق الـ 5 آلاف وحدة صناعية مختلفة.

وأضاف لـ«الوطن»: «الميزة الأبرز فى المجمعات الصناعية هى تسلم المصنع بالخدمات والمرافق كاملة»، قائلاً: «كان زمان المستثمر ياخد الأرض أو المصنع ويقعد سنتين أو تلاتة مستنى يدخل المرافق ليها»، موضحاً أن اهتمام الدولة بمنظومة الطرق سهل من وصول المستثمرين الأجانب إلى كافة المدن والمجمعات الصناعية.

وتابع: القاعدة الأكبر فى دول العالم هى المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والمشروعات المتوسطة، وذلك لأن تلك الصناعات تعتمد على الأيدى العاملة بشكل أكبر، وأن هناك دولاً أوروبية لديها مشكلة فى قلة عدد الأيدى العاملة، كما أن الوحدات الصناعية الصغيرة هى كنز الاقتصاد القومى، وهى القاعدة الأكبر التى من شأنها أن ترفع من الاقتصاد، ويعمل بها عدد عمالة كبير، وبالتالى يتم القضاء على البطالة.

وأشار الخبير الاقتصادى إلى أن المجمعات الصناعية ليست مكلفة على الدولة مثل المدن الصناعية الكبرى، وأن الدولة مدت يدها إلى صغار المستثمرين من خلال إنشاء المجمعات الصناعية لمساعدتهم فى العمل بشكل رسمى ومستقر، وفى زيادة حجم الصادرات إلى الخارج، وأنها وفرت لهم أيضاً مبادرة البنك المركزى من أجل شراء الأجهزة والمعدات المختلفة.

وأكد «بلال» أن الهدف من التوسع فى المجمعات الصناعية بمختلف الصناعات هو أولاً توفير المنتج المحلى فى الأسواق، ثم المساعدة فى زيادة الصادرات، «هى بالتأكيد خطوة مهمة من جانب القيادة السياسية خلال الـ10 الماضية نحو النهوض بقطاع الصناعة وتوفير كل سبل العمل والتصدير أمام صغار ومتوسطى المستثمرين».

أما د. محمد البنا، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنوفية، فأوضح أنه إذا أردنا أن نعرف التنمية أو الارتفاع بمستوى المعيشة والارتقاء بالمواطن وتنمية الاقتصاد الوطنى، فنجد أن التصنيع هو حجر الزاوية لعملية التنمية الاقتصادية، فالتصنيع مهم للغاية، لأنه قطاع ديناميكى مستوعب للتقدم العلمى وتطبيقات التكنولوجيا والتقنيات العالية.

فضلاً عن أنه قطاع متنوع ومنضبط، ويتسم العاملون به بالانضباط، لأنهم يتعاملون مع آلات ومعدات دقيقة، ومرتبط بنظام ومواعيد عمل، فالتصنيع يمثل نقطة فارقة فى تاريخ البشرية، إذ نقل العالم بأكمله من نظام الإقطاع إلى العصر الحديث من خلال الثورة الصناعية فى القرن الـ18 وما تبعها من ثورات صناعية، فكانت بداية لنقطة فى غاية الأهمية.

وأوضح «البنا» أن الحكومة المصرية، ومن خلال التوسع فى إنشاء المجمعات الصناعية، أدركت دورها بأن تفسح المجال فى المشروعات الصناعية للقطاع الخاص والأفراد الاعتبارية، لافتا إلى أن هاتين الفئتين هما أفضل من يدير المشروعات ويمارس الأعمال، فالتاريخ الاقتصادى ملىء بقصص نجاح القطاع الخاص فى كل أنحاء الجمهورية، وبشكل خاص فى الأنشطة الإنتاجية الصناعية.

كما أن القطاع الخاص لديه حوافز ودوافع تساعد على الانضباط وتخفيض التكاليف وعلى النجاح، لأن عدم نجاحه يعنى خسارة مالك المشروع والأفراد والعمالة به، وهذا ما يبرز أهمية إشراك القطاع الخاص فى الصناعة كى يقود عملية التنمية الصناعية.

وأضاف أستاذ الاقتصاد بجامعة المنوفية أن الحكومة لها دور كبير فى تحفيز القطاع الخاص وتوفير الدوافع وأسباب النجاح فى المشروعات الخاصة الفردية والمتوسطة والكبيرة، ويتمثل فى توفير المرافق العامة والبنية الأساسية للمجمعات الصناعية، والتى تتضمن الطرق والكبارى والكهرباء والمياه والغاز، وتأتى أهمية ذلك لتوفير بيئة استثمار ومناخ أعمال جيد، وهو ما تسعى له الحكومة المصرية لضمان نجاح المشروعات.

وأشار إلى أن منح التراخيص وتسهيل إجراءات تنفيذ المشروعات كما حدث مع تسليم الوحدات الصناعية داخل المجمعات، هو من أهم النقاط التى تساعد على نجاحها وتحقيق التنمية، وتوفير بيئة جيدة ومناخ أعمال مناسب، إذ إن زيادة فترة الإجراءات وتعقيدها يعوق كثيراً من مبادرات الأفراد وطاقاتهم فى ريادة الأعمال، وهذا ما حاولت الحكومة القضاء عليه بتسهيل الإجراءات واستخراج التصاريح.

وتابع «البنا» أن عائد الصناعة طويل الأجل، وليس كبيراً على المستوى الفردى بالمقارنة بعائد استثمار المجالات الأخرى، فبناء المصانع والوحدات الصناعية هو استثمار وإضافة للطاقات الإنتاجية، ويوفر فرص عمل، ويزيد من القيمة المضافة، وينتج سلعاً ويُمكن من عملية التصدير وزيادة موارد البلد من النقد الأجنبى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصناعة قطاع الصناعة الوحدات الصناعية إنشاء المجمعات الصناعیة القطاع الخاص من خلال

إقرأ أيضاً:

إماراتيات: الاستثمار في المرأة يعزز دورها في مسيرة التنمية المستدامة

أكدت رائدات وسيدات أعمال أن شعار يوم المرأة العالمي 2025 "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم"، يعتبر نهجاً عملياً في الإمارات أخذت به قيادة الدولة إيماناً منها بأهمية تمكين ودمج المرأة في سوق العمل ومختلف المجالات، حتى أصبحت المرأة الإماراتية اليوم شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية المستدامة.

وقالت الرئيس التنفيذي لستاندرد تشارترد في الإمارات والشرق الأوسط وباكستان، رولا أبو منه: "الاستثمار في المرأة هو استثمار في مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة، ليس لأنها تشكل نصف المجتمع فحسب، بل لأنها قوة دافعة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، فقد أظهرت التجارب أن تمكين المرأة يفتح آفاقاً جديدة ويحفز الابتكار ويسرع التنمية".


دور محوري

وبدورها أشارت سيدة الأعمال، الحسناء سيف النعيمي، إلى أن المرأة تلعب دوراً محورياً في تحقيق التنميه المستدامة وتساهم فى مختلف المجالات الإقتصادية، والإجتماعية، والبيئية فهي شريك أساسي فى سوق العمل وتعزز النمو الإقتصادي من خلال ريادة الأعمال والمشاركة فى القطاعات الحيوية كما تسهم في تحسين جودة الحياه من خلال دورها في التعليم والصحة مما يساعد على بناء مجتمعات أكثر أستدامة".
ولفتت أن المرأة تساهم فى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز الوعي البيئي مما يدعم أهداف التنمية، والقيادة الحكيمة عملت على تمكينها عبر توفير فرص متكافئه فى التعليم والتوظيف وتعزيز دورها فى صنع القرار انطلاقاً من إيمانها أن تمكين المرأه ليس مجرد حق إنساني بل ضرورة لتحقيق تنمية متوازنه مستدامه للمجتمعات".



اقتصادات مزدهرة

ولفتت مؤسس ورئيس دائرة سيدات الأعمال لتمكين النساء، الدكتورة ليلى رحال العطفاني، أن شعار "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم" ليس مجرد شعار، بل هو دعوة حقيقية لتمكين المرأة وتعزيز دورها في مسيرة التنمية المستدامة".
وقالت: "عندما نستثمر في المرأة، فإننا نستثمر في بناء مجتمعات قوية، واقتصادات مزدهرة، وأجيال مبتكرة، بالإضافة لبناء قياديات ملهمات لمستقبل زاهر متطور. المرأة ليست فقط قائدة، بل هي رمز للنجاح والطموح، وسرّ التغيير الإيجابي في عالمنا اليوم، لم تعد المرأة نصف المجتمع فقط، بل هي قوته و بناءه و أساسه يداً بيد مع الرجل، وشريك أساسي في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا. ودعم الرجل لها كان الأساس في نجاحها، لأن التقدم الحقيقي يتحقق بالتعاون والتكامل والتأزر والاحترام".


دولة رائدة

بدورها، لفتت سيدة الأعمال، إيمان السوم إلى أن الإمارات من الدول الرائدة على الصعيد العالمي في مجال دعم وتمكين المرأة الإماراتية التي تمكنت من تحقيق إنجازات غير مسبوقة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والتنموية وأصبحت شريكاً رئيسياً في تطور المجتمع، بفضل حرص القيادة الحكيمة التي آمنت بقدرات إبنة الإمارات.

مقالات مشابهة

  • أمسية رمضانية بصنعاء للتعريف بقانوني الاستثمار والأدوية
  • أمسية رمضانية للتعريف بقانوني الاستثمار والدواء
  • الفيومي: مساندة المشروعات الصغيرة مفتاح زيادة نمو الاقتصاد المصري
  • لتحفيز الاستثمار.. الوزير: جار الانتهاء من ترفيق الأراضي بالمناطق الصناعية
  • تعرف على 6 أدوات رقمية لتعزيز بناء الثروة في عام 2025
  • أثر النهضة الصناعية الصينية على الاقتصاد العالمي
  • اليوم.. جولة تفقدية لوزير الإسكان بمشروعات سكنية وطرق ومرافق بـ العلمين الجديدة
  • وزير الصناعة: تشكيل لجنة لدراسة تصميم وتسعير مرافق الكهرباء في المنطقة الصناعية بأكتوبر الجديدة
  • إماراتيات: الاستثمار في المرأة يعزز دورها في مسيرة التنمية المستدامة
  • يوفر سيولة دولارية| قرار يعزز الثقة في الاقتصاد المصري ويعكس قوته..تفاصيل