الخليج الجديد:
2024-12-22@14:46:26 GMT

ماذا يعني اتفاق أوسلو لأمريكا؟

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

ماذا يعني اتفاق أوسلو لأمريكا؟

ماذا يعني اتفاق أوسلو لأمريكا؟

إمكانية كسر حلقة مهمة من حلقات نفوذ أمريكا في المنطقة التي بدأت آثارها تظهر في الاقتصاد والسياسية المحلية والخارجية الأمريكية.

انهيار اتفاق أوسلو يعني لأمريكا اندثار أحد أبرز معالم نفوذها في المنطقة الذي ارتكزت عليه منذ انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي.

ما تدركه واشنطن ويغفله شركاؤها المتحمسون للتطبيع مع العدو أن التطبيع ليس بديلا عن أوسلو، إذ لا يكفي عقد اتفاق مع العرب والمسلمين بدون الفلسطينين.

اتفاق أوسلو أحد عناوين الهيمنة والنفوذ الأمريكي بالمنطقة لما بعد الحرب الباردة وانهيار السوفيات؛ وانهيار مشروع أوسلو مؤشر لانحسار النفوذ الأمريكي بالمنطقة.

أوسلو مسار أمني وسياسي واقتصادي أمريكي يراد له البقاء والتجدد المستمر بعدة عناوين: معسكر السلام، مفاوضات السلام، السلام الاقتصادي، التطبيع واتفاقات أبراهام.

* * *

انهيار اتفاق أوسلو دون توافر بدائل له؛ وتحلل وتفكك السلطة في رام الله يعني الكثير للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي؛ فأوسلو حلقة من حلقات المشروع الأمريكي الذي بدأ بكامب ديفيد، ولم ينته بوادي عربة وصولا إلى اتفاقات إبراهام التطبيعية مع الكيان الإسرائيلي.

أوسلو بهذا المعنى، أساس لما قبله وما بعده؛ وانهياره يهدد بانهيار وتفكك نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في غرب آسيا وأفريقيا.

أوسلو ليس مجرد اتفاق في نظر الولايات المتحدة وشركائها في أوروبا؛ إذ جاء بعد انتهاء حقبة الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفييتي؛ فالاتفاق أحد عناوين الهيمنة والنفوذ الأمريكي في المنطقة لما بعد الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي؛ وانهيار مشروع أوسلو عنوان لما بعد النفوذ الأمريكي وانهياره في المنطقة.

أوسلو مسار أمني وسياسي واقتصادي أمريكي يراد له البقاء والتجدد المستمر تحت عناوين متعددة؛ تارة معسكر السلام، وتارة مفاوضات السلام؛ وتارة مسار السلام الاقتصادي، وأخيرا مسار التطبيع واتفاقات أبراهام؛ فهو عنوان يتكرر ليبرر كل ما سبقه وكل ما جاء بعده، وبدونه فإن الاتفاقات والمشاريع الأمريكية كافة في مهب الريح.

ما تدركه واشنطن ويغفله شركاؤها أحيانا من المتحمسين للتطبيع مع الاحتلال؛ أن التطبيع لا يمكنه أن يمثل بديلا عن أوسلو (الفكرة)، إذ لا يكفي عقد اتفاق مع العرب والمسلمين بدون الفلسطينين؛ فانهيار أوسلو ومشروع السلطة في رام الله، سيعني مأزقا كبيرا للنفوذ الأمريكي يقود لتجميد أو انهيار اتفاقات التطبيع والسلام، بما فيها كامب ديفيد مع مصر الذي سبقه ووادي عربة مع الأردن الذي جاء بعده.

خروج الفلسطينين من معادلة السلام الأمريكي سيكون لها تداعيات خطرة على النفوذ الأمريكي في المنطقة؛ ولا يتوقع أن تستسلم واشنطن بسهولة، إذ ستواصل بذل جهودها لإحيائه عبر مشاريع لا تختلف عن مشروع دايتون والتنسيق الأمني؛ خصوصا أنه يترافق مع صعود المقاومة المسلحة في الضفة الغربية كمسار بديل متمرد على المرجعية الأمريكية الأمنية والسياسية والاقتصادية.

ذلك كله يأتي في ظل تحديات استثنائية تواجهها أمريكا بسيطرة الفاشيين على الدولة العميقة في الكيان المحتل، مفقدة واشنطن القدرة على التأثير في مسار الكيان وقراراته؛ والأهم صعود النفوذ الصيني واتساع نطاق الاشتباك العسكري والأمني مع روسيا من أوكرانيا إلى القارة الأفريقية في النيجر ومال،ي مع احتمالات تفجره أيضا في الأراضي السورية على شكل حروب وصراعات بالوكالة.

فما تعانيه الولايات المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا يختلف كثيرا عما تعانيه في شبه الجزيرة الكورية ومضيق تايوان والباسفيك في آسيا، أو حتى في أوكرانيا والقارة الأوروبية أو في أفريقيا مؤخرا في النيجر وبوركينا فاسو ومالي والسنغال والسودان وفي كوبا وفنزويلا والأرجنيتن والبرازيل في أمريكا الجنوبية، وقبل ذلك كله في اتفاقات أوبك بلس بين السعودية وروسيا ومناورات الصين والإمارت الجوية.

أمريكا تشعر بالتهديد وبانكسار حلقات نفوذها في كل مكان من هذا العالم والأراضي الفلسطينية ليست بمعزل أو استثناء عن هذه الحالة. ورغم أن لها أسبابها ومفاعيله المحلية الفلسطينية والعربية والإسرائيلية؛ إلا أنها مؤشر آخر على إمكانية كسر حلقة مهمة من حلقات نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة التي بدأت آثارها تظهر في الاقتصاد والسياسية المحلية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية.

ما حدث ويحدث من إرهاصات في الأراضي الفلسطينيية والجوار العربي، يوحي بأن المواجهة المقبلة لن تكون سهلة على الفلسطينينين؛ فوصول اتفاق أوسلو إلى طريقه المسدود، والعجز عن إعادة إنتاجه أمريكيا، يعني انكسار حلقة من حلقات النفوذ الأمريكي التي ستقود إلى سلسة متتابعة من التفاعلات، تبدأ بالمسار التطبيعي لتصل إلى اتفاق كامب ديفيد ووادي عربة.

مخاوف ستقود الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات متطرفة في المستقبل القريب، تفاقم من حدة الصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة لرفع الكلف على الفلسطينيين؛ مسار سيقود بدوره إلى مزيد من التدهور في النفوذ الأمريكي، في نتائج عكسية لا تختلف عن المسار الذي أنتجته السياسة الأمريكية مؤخرا في السودان والنيجر وأوكرانيا ومضيق تايوان.

ختاما.. انهيار اتفاق أوسلو يعني لأمريكا اندثار أحد أبرز معالم نفوذها في المنطقة الذي ارتكزت عليه منذ انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي؛ فهو حلقة من حلقات السلام الأمريكي ـ الهيمنة الأمريكية، التي فرضت من خلاله واشنطن قواعد الحرب والسلام في المنطقة غلى مدى الـسنوات الـ45 الماضية ـ فإن انكسرت حلقاتها اهتز نفوذها بالكامل؛ لتحرم بذلك من تحديد قواعد الحرب والسلم في المنطقة.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الاحتلال فلسطين التطبيع السلام الأمريكي الهيمنة الأمريكية الولایات المتحدة النفوذ الأمریکی انهیار اتفاق فی الأراضی فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

الجيش الأمريكي يعلن قتله أبو يوسف زعيم داعش في سوريا بضربة دقيقة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، الجمعة، أنها قتلت زعيم تنظيم "داعش" في سوريا الملقب باسم "أبو يوسف" بضربة دقيقة.

وقالت "سنتكوم" في منشور عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "في 19 ديسمبر، نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية ضربة جوية دقيقة استهدفت أبو يوسف زعيم داعش، المعروف باسم محمود في محافظة دير الزور السورية، مما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر داعش، بينهم أبو يوسف".

وأضافت القيادة المركزية الأمريكية أن "هذه الضربة الجوية تأتي ضمن التزام القيادة المركزية المتواصل، جنبا إلى جنب مع الشركاء في المنطقة، بتعطيل وإضعاف جهود الإرهابيين للتخطيط وتنظيم وتنفيذ هجمات ضد المدنيين والعسكريين من الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

وذكرت "سنتكوم" في منشورها أنه "تم تنفيذ هذه الضربة في منطقة كانت خاضعة من قبل لسيطرة النظام السوري السابق والقوات الروسية".

وأكد الجنرال مايكل كوريللا، قائد القيادة المركزية الأمريكية: "كما ذكرنا من قبل، فإن الولايات المتحدة، بالعمل مع الحلفاء والشركاء في المنطقة، لن تسمح لداعش باستغلال الوضع الحالي في سوريا وإعادة تشكيل نفسه. لدى داعش نية لتحرير أكثر من 8000 عميل من داعش محتجزين حاليا في منشآت بسوريا".

وأضاف الجنرال مايكل كوريللا: "سنستهدف بقوة هؤلاء القادة والنشطاء، بما في ذلك الذين يحاولون شن عمليات خارج سوريا".

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تمدد مهمة حفظ السلام في الجولان المحتلة
  • مجلس الأمن الدولي يمدد عمل قوة حفظ السلام على حدود سوريا
  • مجلس الأمن يمدد مهمة قوة حفظ السلام بالجولان لستة أشهر
  • مجلس الأمن الدولي: قوة حفظ السلام يجب أن تبقى على الحدود الإسرائيلية السورية
  • رئيس مجلس النواب الأمريكي: الولايات المتحدة لن تشهد إغلاقا حكوميا
  • القيادة المركزية الأمريكية تعلن قتل زعيم "داعش" خلال ضربة دقيقة في سوريا
  • القيادة المركزية الأمريكية تقتل زعيم داعش في سوريا
  • الجيش الأمريكي يعلن قتله أبو يوسف زعيم داعش في سوريا بضربة دقيقة
  • وزير الخارجية الأمريكي: نحن نتحمل مسؤولية وقف المعاناة وإنهاء هذه الحرب ودعم الشعب السوداني
  • فريق بايدن يدفع بقوة نحو تحقيق السلام في السودان