ذكرت صحيفة نيويورك تايمز من المقرر أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كوريا الشمالية غداً للقاء الزعيم كيم جونغ أون، في إشارة إلى أن البلدين يسعيان إلى تعميق العلاقات العسكرية بينهما ودعم الحرب الروسية في أوكرانيا باستخدام الأسلحة الكورية الشمالية 

 

وذكرت الصحيفة - في تقرير اليوم الإثنين أن هذه الزيارة بالنسبة إلى كيم تعتبر لحظة نادرة إذ تسعى بلاده المنبوذة من الدول الغربية للحصول على حليف، أما بالنسبة لروسيا فهذه الزيارة تعزيز للعلاقات مع دولة تزودها بالذخائر التي تحتاجها بشدة في حربها مع أوكرانيا.

 

يُشار إلى أن آخر زيارة قام بها بوتين لكوريا الشمالية كانت عام 2000؛ حيث كان أول زعيم روسي أو سوفييتي يزورها، لكن زيارة الغد تسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية المتنامية لكوريا الشمالية بالنسبة لروسيا وخاصة في ظل قدرتها على توفير الأسلحة التقليدية التي يحتاجها الجيش الروسي لحربه في أوكرانيا. 

 

وكانت بيونج يانج وموسكو، حليفتين في حقبة الحرب الباردة، ولكن فترت علاقاتهما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، إلا أنهما خلال العامين الماضيين ازداد قربهما مرة أخرى نتيجة للعداوة المشتركة تجاه الولايات المتحدة من جانب روسيا بسبب حربها ضد أوكرانيا ومن جانب كوريا الشمالية بسبب برنامجها للأسلحة النووية.

 

وكان بوتين وكيم قد التقيا في روسيا - خلال سبتمبر الماضي - وكان هذا اللقاء بداية عصر جديد للعلاقات بين البلدين.

 

وأعلن الكرملين اليوم عن زيارة الرئيس الروسي لكوريا الشمالية وقال في بيان إنه بناء على دعوة من كيم جونج أون سيقوم بوتين بزيارة دولة ودية إلى كوريا الشمالية يومي 18 و19 يونيو. وقبل أيام من الإعلان عن الزيارة تعهد الكرملين بتعزيز التعاون مع كوريا الشمالية في جميع المجالات.

 

ومع استمرار الحرب في أوكرانيا وجدت روسيا نفسها في حاجة ماسة إلى الأسلحة التقليدية، خاصة قذائف المدفعية والصواريخ، ولدى كوريا الشمالية الكثير لتقدمه في هذا الجانب، وفي المقابل يريد الزعيم الكوري الشمالي تحديث أنظمة أسلحته وروسيا لديها التقنيات العسكرية المتقدمة والمساعدات أخرى لتقدمها.

 

فمنذ أن بدأت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا - خلال فبراير 2022 - أرسلت كوريا الشمالية إلى روسيا آلاف الحاويات من الذخائر وردت موسكو بالمثل بإرسال آلاف الحاويات المليئة بالمساعدات الاقتصادية وغيرها، وفقا لمسؤولين من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

 

وقبل زيارة بوتين المقررة بعدة أسابيع، قام كيم بزيارة مصانع الذخيرة في كوريا الشكالية ليتفاخر بما يمكن أن يقدمه لروسيا حيث أشاد بزيادة الإنتاج واستعرض مستودعات مليئة بالصواريخ الباليستية قصيرة المدى من نوع مماثل للصواريخ التي قالت واشنطن إن روسيا أطلقتها على أوكرانيا.

 

وعلى الرغم من أن موسكو وبيونج يانج تنفيان تجارة الأسلحة ولكن في قمة مجموعة السبع في إيطاليا - الأسبوع الماضي - أدان زعماء مجموعة السبع التعاون العسكري المتزايد بين البلدين وتصدير بيونج يانج للصواريخ الباليستية واستخدام روسيا لها ضد أوكرانيا.

 

وقال مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي تشانج هو جين "إن حقيقة قيام بوتين بهذه الزيارة تعني أن روسيا في حاجة ماسة لأسلحة كوريا الشمالية بسبب حربها في أوكرانيا، وسيحاول الكوريون الشماليون الحصول على أكبر قدر ممكن في المقابل".

 

وأوضح تشانج أن "كوريا الجنوبية حذرت موسكو من أنها لا ينبغي أن تتجاوز خطوطًا معينة"، حيث تكهن بعض المحللين في كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية ستسعى إلى الحصول على مساعدة روسية في تحسين قدراتها في مجال الأسلحة النووية ومحاولة إعادة التحالف العسكري الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة مع موسكو، حيث كانت الأمور تبدو قاتمة بالنسبة لكيم حتى هيأت الحرب في أوكرانيا فرصًا له.

 

يأتي ذلك في ظل دمار الاقتصاد الكوري الشمالي بسبب العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي لردع برنامج الأسلحة النووية، والتي قابلها كيم بتعزيز برنامجه النووي عندما توقع نشوب "حرب باردة جديدة"؛ حيث تأمل بلاده في رفع قيمتها الاستراتيجية بالنسبة للصين وروسيا في شمال شرق آسيا بينما توسع الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية تعاونها العسكري.

 

كانت كوريا الشمالية من بين الدول القليلة التي دعمت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ولمواجهة الضغوط الدولية بسبب الحرب في أوكرانيا، عزز بوتين علاقاته مع خصوم الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الصين وإيران وكوريا الشمالية مما يشكل تحديات لواشنطن خارج أوروبا.

 

وذكرت الصحيفة أن التعاون الوثيق بين بيونج يانج وموسكو له آثار أمنية على الولايات المتحدة وحلفائها. وقال خبراء الدفاع إن استخدام الصواريخ الكورية الشمالية في ساحة المعركة في أوكرانيا يمكن أن يزود كوريا الشمالية ببيانات قيمة حول أدائها ضد أنظمة الدفاع الصاروخي الغربية، مضيفين أن هذه العلاقات الوثيقة تحد من الجهود الدولية الرامية إلى خنق قدرة كوريا الشمالية على كسب العملة الصعبة.

 

ويخشى المحللون الكوريون الجنوبيون أيضا من أنه في مقابل الأسلحة الكورية الشمالية، قد تسمح موسكو لمزيد من العمال المهاجرين من كوريا الشمالية بالعمل في روسيا وكسب المال الذي يحتاجه كيم بشدة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نيويورك تايمز 2 بوتين في كوريا الشمالية 3 التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية 5 السياسة الخارجية لروسيا 6 الولایات المتحدة لکوریا الشمالیة کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

ويتكوف: الشركات الأمريكية ستعمل في روسيا عقب إنهاء الحرب في أوكرانيا

أفاد ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن الشركات الأمريكية قد تستأنف أعمالها في روسيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا. جاء ذلك خلال مقابلة مع برنامج "Face The Nation" على شبكة CBS، حيث قال ويتكوف: "من المتوقع أنه في حال الوصول إلى اتفاق سلام، ستتمكن الشركات الأمريكية من العودة ومزاولة أعمالها هناك. وأعتقد أن الجميع سيرى في ذلك خطوة إيجابية".

ويأتي هذا التصريح في ظل جهود إدارة ترامب لدفع عجلة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، حيث أجرى الرئيس ترامب اتصالات منفصلة مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الشهر، بهدف التوصل إلى حل ينهي الصراع المستمر منذ عام 2022.

من جانبه، أشار وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إلى إمكانية تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، وذلك بناءً على استعداد موسكو للتفاوض وإنهاء الحرب في أوكرانيا. وفي مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، أوضح بيسنت أن الولايات المتحدة قد تنظر في تقليص العقوبات أو زيادتها، اعتمادًا على سير المحادثات الرامية لإنهاء النزاع.

تجدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات تأتي عقب اجتماعات رفيعة المستوى بين مسؤولين أمريكيين ونظرائهم الروس في المملكة العربية السعودية، دون مشاركة الجانب الأوكراني. وقد أثارت هذه الخطوة تساؤلات حول مستقبل العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين واشنطن وموسكو، خاصة في ظل تأكيد الرئيس ترامب على ضرورة تعاون روسيا وأوكرانيا لوضع حد للحرب التي اندلعت إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

في سياق متصل، أعرب كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي، عن توقعاته بعودة عدة شركات أمريكية إلى السوق الروسية بحلول الربع الثاني من عام 2025. وأشار دميترييف إلى أن هذه الشركات ستواجه تحديات نظرًا لاستحواذ الشركات المحلية على العديد من القطاعات التي كانت تسيطر عليها سابقًا العلامات التجارية العالمية، وذلك بعد انسحاب العديد من الشركات الغربية إثر فرض العقوبات الاقتصادية على موسكو.

من الواضح أن هناك توجهاً نحو إعادة بناء العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وروسيا، مرتبطاً بشكل وثيق بالتقدم في المفاوضات السلمية لإنهاء الصراع في أوكرانيا. ويبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه التطورات على المشهد الاقتصادي العالمي، ودور الشركات الأمريكية في المرحلة المقبلة. 


مع استمرار تداعيات الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي، يتزايد الحديث في الأوساط الاقتصادية والسياسية عن مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وروسيا. وبينما تتكبد روسيا خسائر اقتصادية بسبب العقوبات الغربية، يظل السؤال الأبرز: هل ستعود الشركات الأمريكية لاستئناف أعمالها في روسيا بعد انتهاء الحرب؟


قبل اندلاع النزاع في أوكرانيا، كانت العديد من الشركات الأمريكية الكبرى نشطة في السوق الروسية. من شركات التكنولوجيا مثل Apple وMicrosoft، إلى عمالقة النفط والطاقة مثل ExxonMobil وChevron، بالإضافة إلى شركات المنتجات الاستهلاكية مثل McDonald's وPepsiCo.

كانت روسيا تمثل سوقًا واعدة، سواء من حيث استهلاك السلع والخدمات أو الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا والطاقة. ومع تصاعد التوترات وفرض العقوبات، انسحبت معظم هذه الشركات أو علّقت عملياتها.


فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون حزمة عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا، شملت تجميد الأصول، وحظر المعاملات المالية، وقيودًا على التصدير. هذه العقوبات لم تؤثر فقط على الاقتصاد الروسي، بل أثّرت أيضًا على الشركات الأمريكية التي خسرت استثمارات بمليارات الدولارات.


بحسب خبراء اقتصاديين، هناك عدة عوامل ستحدد عودة الشركات الأمريكية إلى روسيا بعد انتهاء الحرب، وأبرزها: الوضع الجيوسياسي ويتطلب استئناف العلاقات التجارية استقرار الأوضاع السياسية وتخفيف التوترات بين موسكو وواشنطن، ورفع العقوبات وهو ما تحتاج الولايات المتحدة إلى مراجعته في إطار سياساتها الاقتصادية تجاه روسيا قبل السماح للشركات بالعودة، والإصلاحات الاقتصادية الداخلية والتي قد تضطر روسيا إلى إجراء تغييرات جذرية في بنيتها الاقتصادية لجذب الاستثمارات الأجنبية من جديد.  

بعض الشركات الأمريكية الكبرى لم تغلق أبوابها بالكامل في روسيا، بل أبقت على وجود محدود تحسبًا لأي تغيرات مستقبلية. في المقابل، أعلنت شركات أخرى، مثل McDonald's وStarbucks، عن بيع أصولها بالكامل والخروج نهائيًا من السوق الروسية.


وقد تبدأ الشركات الأمريكية في استئناف أنشطتها تدريجيًا بمجرد انتهاء الحرب ورفع العقوبات تدريجيًا، وربما تضع واشنطن شروطًا قاسية لعودة الاستثمارات، تتعلق بتعويضات مالية أو تغييرات سياسية في موسكو.  

كما قد نشهد إعادة هيكلة جذرية في العلاقات التجارية بين البلدين، مع تعزيز قوانين الحماية التجارية في المستقبل.

وتظل عودة الشركات الأمريكية إلى روسيا رهينة بالتطورات السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية. وحتى ذلك الحين، سيبقى الاقتصاد الروسي في حالة ترقب لمستقبل علاقاته مع الغرب.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: من سيقف في وجه ترامب بشأن أوكرانيا؟
  • ويتكوف: الشركات الأمريكية ستعمل في روسيا عقب إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • رئيس الاستخبارات الأوكرانية: كوريا الشمالية تزود روسيا بنصف ذخيرتها
  • نيويورك تايمز: آمال أوروبا تتجه نحو الانتخابات الألمانية بعد «صدمة» ترامب
  • نيويورك تايمز: ترامب الفوضوي لا يملك مفاتيح إنهاء حرب أوكرانيا
  • نيويورك تايمز: مسودة اتفاق المعادن الجديدة أكثر إزعاجا لأوكرانيا
  • كوريا الشمالية: الاستفزازات العسكرية الأميركية تزايدت منذ تولي ترامب الرئاسة
  • كوريا الشمالية تتهم أمريكا بتصعيد الاستفزازات العسكرية
  • كوريا الشمالية تندد بتزايد الاستفزازات العسكرية الأمريكية
  • كوريا الشمالية تندد بتزايد "الاستفزازات العسكرية" الأميركية