المتظاهرين في الحرم الجامعي في بروكسل.. أساليب مألوفة بنتائج مختلفة
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مقالا، لماتينا ستيفيس غريدنيف، وهي مديرة مكتب جامعة فريجي (VUB) في بروكسل، قالت فيه "إن طلاب الجامعة، يطالبون منذ أشهر، بأن تقطع جامعتهم علاقاتها مع الأكاديميين الإسرائيليين، بسبب الحرب على غزة".
وأضافت غريدنيف، بأن "الطلاب يقتبسون قواعد اللعبة الاحتجاجية من الحرم الجامعي بالولايات المتحدة؛ حيث أقاموا معسكرا؛ ونظموا مظاهرات يومية.
وأشارت إلى أن "الاحتجاجات في الولايات المتحدة، اندلعت وسط بيئة سياسية شديدة الاستقطاب، وعلاقات مثيرة للجدل بين الطلاب والإداريين، وجلسات استماع حادة في الكونغرس. لكن في العاصمة البلجيكية، كان الاحتجاج في جامعة فريجي بروكسل أكثر سلمية بكثير، بسبب مجموعة فريدة من العوامل: البيئة السياسية الداعمة (بلجيكا من أشد منتقدي دولة الاحتلال الإسرائيلي)".
وتابعت: "الأهم من ذلك، أن المجتمع اليهودي الصغير في الحرم الجامعي والذي اختار عدم مواجهة المتظاهرين على الرغم من الانزعاج من بعض الاحتجاجات؛ ونتيجة لذلك، وبما أن الاحتجاجات المتشابهة التي أثارتها الحرب جلبت الفوضى والعنف إلى الجامعات في الولايات المتحدة وكذلك في أوروبا، فإن الطلاب في حرم بروكسل يفخرون ليس فقط بنجاح احتجاجهم، بل أيضا في أجوائه".
ونقلت عن رؤى، وهي متظاهرة من أصول فلسطينية، والتي قالت إنها لا تريد استخدام اسمها الكامل لأسباب أمنية، قولها: "من الجنون حقا أن ننظر إلى الولايات المتحدة ونرى ما يحدث هناك".
وقالت رؤى: "إن التناقض بين ترتيبات احتجاج الحرم الجامعي الخاص بهم وتلك التي شاهدوها الطلاب عبر الإنترنت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كان صارخا. ففي الولايات المتحدة، تضخمت الحملات المؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعات بسبب التغطية الإعلامية الإخبارية واسعة النطاق، والانتخابات الرئاسية.
وأضافت: "هناك، فتحت المواجهات في الحرم الجامعي خط هجوم جديد للجمهوريين، وأجبرت الرئيس بايدن على معالجة قضية قسمت حزبه بشكل مباشر" مردفة بأن "الاختلاف في بروكسل كان انعكاسا للسياق السياسي في بلجيكا، حيث تعتبر الحكومة البلجيكية من بين أشد المنتقدين لسلوك إسرائيل في حربها في غزة، وكانت من بين أوائل الحكومات في الاتحاد الأوروبي التي دعت إلى وقف إطلاق النار".
وأشارت إلى أن "تلك الحقيقة لم تنقذ البلد من الجدل العنيف أحيانا حول الحرب، فإن بلجيكا هي موطن لعدد كبير من السكان اليهود، فضلا عن أقلية مسلمة كبيرة من أصل شمال أفريقي في المقام الأول. وتنتشر كل من معاداة السامية وكراهية الإسلام، بحسب ما أفادت المجموعات التي تركز على كلا الاتجاهين، وقد ازدادت الأمور سوءا منذ عمليات 7 تشرين الأول/ أكتوبر".
وأكّدت رؤى بأن "الطلاب في جامعة VUB، يكلفون بحماية الطلاب معسكرهم من خلال تطبيق مجموعة من القواعد الملصقة على الجدران، حيث تُحظر المخدرات والكحول، وكذلك الغرباء، والعنف، ومعاداة السامية، وخطاب الكراهية".
وبحسب المقال نفسه، فقد نسبت رؤى الفضل إلى قيادة الجامعة في التعامل مع المتظاهرين منذ البداية. فيما قال العديد من الطلاب المؤيدين للفلسطينيين والمؤيدين لدولة الاحتلال الإسرائيلي في جامعة VUB إن "جان دانكيرت، وهو رئيس الجامعة، بدأ جولة استماع في الحرم الجامعي، بعد وقت قصير من 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث توفي حوالي 1200 شخص وتم احتجاز أكثر من 200 أسير في تلك العمليات، وفقا للسلطات الإسرائيلية؛ وفي هجوم من الاحتلال الإسرائيلي على غزة استشهد أكثر من 37000 فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة هناك".
وقالت كاتبة المقال، إن "الطلاب المؤيدين للفلسطينيين يعّبرون عن إحباطهم لأن دانكيرت لا يبذل ما يكفي لدعم قضيتهم. ويرد الطلاب المؤيدين لدولة الاحتلال الإسرائيلي بأنه يجب عليه بذل المزيد من الجهد لإبقاء الحرم الجامعي محايدا وخاليا من الكتابة على الجدران والشعارات. لكن كلا الجانبين يعترفان أنه يهتم بمخاوفهما".
إلى ذلك، قد سمح دانكيرت بإقامة المعسكر، لكنه خصّص له مساحة صغيرة على حافة الحرم الجامعي وأصرّ على فرض قواعد صارمة للمتظاهرين. كما عارض مطالب وشعارات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، وأحيانا بناء على طلب الطلاب اليهود.
وأشارت إلى أن دانكيرت قال في إحدى المقابلات، إنه مؤيّد بشدة لحرية التعبير ولكنه مناهض للكراهية. موضّحا: "طالما أن الإجراءات سلمية ومحترمة تجاه بقية مجتمع الجامعة، فإننا نعتقد أن الاحتجاج يقع ضمن حرية التعبير والمشاركة المجتمعية لطلابنا".
وبيّنت خلال المقال نفسه، أنه "بالمقابل، في الولايات المتحدة، دفع رؤساء الجامعات الذين حاولوا البقاء خارج النزاع، أو بدا وكأنهم يتهرّبون من الأسئلة في جلسات الاستماع في الكونغرس، الثمن في بعض الأحيان بخسارة وظائفهم".
واسترسلت: "هذا إضافة إلى قضية المال المهمّة. ففي الولايات المتحدة، يدفع الطلاب كلياتهم إلى التخلّي عن الأوقاف أو الاستثمارات المرتبطة بدولة الاحتلال الإسرائيلي أو شركات الدفاع. في أوروبا، يتم تمويل الجامعات إلى حد كبير من قبل الدولة".
وأردفت: "قد سمح ذلك للناشطين الطلابيين المؤيدين للفلسطينيين في جامعة VUB للتركيز بشكل أضيق على فكرة المقاطعة الأكاديمية، وعلى التدقيق في شراكة جامعاتهم مع المؤسسات الإسرائيلية؛ وردا على مطالب الطلاب، قالت الجامعة إن لجنة الأخلاقيات التابعة لها تراجع سبعة مشاريع مع شركاء إسرائيليين وقالت بالفعل إنها ستنسحب من أحدها".
ونقل المقال، عن جوك هويزر، وهو طالب الدكتوراه الذي يدرس في جامعة VUB، قوله إن "تعليق هذه الشراكة لأسباب أخلاقية كان خطوة شجاعة". لكن هويزر ورؤى وغيرهما من الطلاب الذين يشكلون جزءا من الحركة المؤيدة للفلسطينيين، كانوا مصرين على ضرورة أن يكون هناك تعليق أوسع للعلاقات مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، وهو مطلب رفضه دانكيرت، رئيس الجامعة.
وأشار المقال، إلى أن الجامعة قالت في بيان لها، الشهر الماضي: "إن VUB لا تدعو إلى مقاطعة أكاديمية عامة، لأننا نعتقد أنه من الأفضل الدخول في حوار مع الأصوات الناقدة داخل إسرائيل. الجامعات غالبا ما تكون أماكن للمقاومة، أو على الأقل تقدم منظورا نقديا تجاه السلطات".
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن جامعة VUB كونها تعتبر مؤسسة علمانية، وفقا لأحد الطلاب، يختار العديد من اليهود المتدينين جامعات أخرى. ما يعكس المجتمع اليهودي الصغير في بروكسل أيضا حقيقة أن معظم اليهود المقيمين في بروكسل يتحدثون الفرنسية ويفضلون الالتحاق بالجامعات الناطقة بالفرنسية مثل جامعة بروكسل الحرة، أو ULB، التي تقع على مقربة من VUB في بروكسل.
وقالت الصحفية إن "الطلاب اليهود الثلاثة الذين قابلتهم اختلفوا حول السياسة، وعبروا عن آراء تراوحت في الغالب بين المؤيدة للفلسطينيين والانحياز إلى حد كبير لخط حكومة الاحتلال الإسرائيلي. لكن الجميع قالوا إن شعارات مثل "أعيدوا لنا 48" والدعوات إلى "الانتفاضة العالمية" كانت خطيرة".
وأشارت إلى أن "البعض قالوا إنه على الرغم من شعورهم بالأمان، وإن كان محرجا في بعض الأحيان، في الحرم الجامعي، إلا أنهم شعروا أن فحوى الاحتجاجات الطلابية كان لها تأثيرها الأكبر خارج جامعة VUB، مما ساهم في خلق جو أوسع يتسامح مع معاداة السامية".
أما في جامعة ULB الفرانكفونية القريبة، حيث يوجد تجمع طلابي يهودي أكبر، قد واجه بعض الطلاب المؤيدين لدولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، وفي حالة واحدة على الأقل، وقعت مشاجرات أدّت إلى تدخل السلطات، بحسب المقال.
قال الطلاب اليهود الثلاثة الذين أجرت صحيفة "نيويورك" مقابلات معهم، في هذا المقال، إنهم "تعرضوا لمعاداة السامية في الحرم الجامعي قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر ومنذ ذلك الحين، بما في ذلك في منتديات الطلاب ومجموعات الواتساب".
قال المنظمون لاحتجاج VUB، للصحيفة إنهم مصممون على ضمان عدم الخلط بين رسالتهم المؤيدة للفلسطينيين ومعاداة السامية. كما رفضوا التلميحات بأن الشعارات التي استخدموها كانت معادية لليهود، مشيرين إلى أن "المتحدثين اليهود المؤيدين للفلسطينيين تحدثوا في احتجاجاتهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية بروكسل غزة غزة بروكسل التظاهرات الطلابية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المؤیدین للفلسطینیین الاحتلال الإسرائیلی المؤیدة للفلسطینیین فی الولایات المتحدة فی الحرم الجامعی الطلاب المؤیدین فی بروکسل فی جامعة
إقرأ أيضاً:
شبكة كولومبيا تضغط من وراء الكواليس لترحيل واعتقال الطلاب المحتجين
نشر موقع "ذي انترسبت" الأمريكي، تقريرا، للصحفيتين ناتاشا لينارد، أكيلا لاسي، قالتا فيه إنه: "عندما أصدر الرئيس دونالد ترامب، أمرا تنفيذيا، يهدّد بترحيل الطلاب الدوليين المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، أعرب المدافعون عن قلقهم الفوري من أن هذه الخطوة قد تستهدف المتظاهرين لمشاركتهم في أنشطة محمية بموجب التعديل الأول من الدستور".
وتابع الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنه: "مع ذلك، انتهز بعض أعضاء مجتمع جامعة كولومبيا، الفرصة، لاعتقال وترحيل الشباب الذين يزعمون أنهم: مؤيدون لحماس؛ ورحب العديد من الأشخاص بخطة ترامب، في مجموعة خريجي كولومبيا من أجل إسرائيل على واتساب (تضم أكثر من 1000 عضو) بما فيهم الآباء، وطالب حالي واحد على الأقل، وأساتذة كولومبيا".
وأضاف: "كان ترحيل المحتجين دعما لغزة أصلا موضوعا للنقاش في مجموعة خريجي كولومبيا من أجل إسرائيل (على واتساب) قبل صدور أمر ترامب. في اليوم الأول للرئيس في منصبه، شارك أعضاء المجموعة منشورات تعلن عن إضراب مؤيد لفلسطين في 21 كانون الثاني/ يناير لدفع الجامعة لإسقاط الإجراءات التأديبية ضد المتظاهرين المناهضين للحرب".
وفقا لصور رسائل مجموعة الواتساب، التي حصل عليها موقع "انترسبت"، قالت الأستاذة المساعدة السابقة في كلية المعلمين في جامعة كولومبيا، لين بورسكي تمام، في الدردشة: "إن تحديد هوية الطلاب المتعاطفين مع حماس في كولومبيا الذين يظهرون هو المفتاح لترحيل أولئك الذين يحملون تأشيرات طلابية".
وردّ خريج آخر وناشط مؤيد لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فيكتور موسلين: "إذا كانت هناك صور لشخص يحتاج إلى تحديد هويته (حتى مع وجود وجه غير واضح جزئيا)، فلدي إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا التي قد تكون قادرة على المساعدة. أرسلي لي رسالة مباشرة".
وأبرز التقرير أنه: "في أواخر كانون الثاني/ يناير، شارك أحد أعضاء المجموعة مقالا عن الطلاب الذين رشوا مبنى بالطلاء ووضعوا الأسمنت في خط الصرف الصحي، احتجاجا على الذكرى السنوية لقتل إسرائيل للطفلة هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات". فيما ردت بورسكي تمام على المقال، وتساءلت عن من يموّل المتظاهرين، مضيفة: "إن اعتقالهم بتهمة جرائم الكراهية ليس كافيا. يجب أن نتخلص منهم".
وبحسب التقرير نفسه، قامت جامعة كولومبيا بتأديب المتظاهرين وإيقافهم عن العمل، ما ساعد في خلق بيئة أدّت لإثارة الهجمات باستخدام المحاكم، من بين تكتيكات أخرى. كان أعضاء مجموعة واتساب المؤيدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي جزءا من هذه الجهود، إذ ناقشوا كيفية الإبلاغ عن الأشخاص إلى سلطات إنفاذ القانون.
وأردف: "مع تولي ترامب للرئاسة ركز الناشطون اليمينيون المؤيدون لإسرائيل، طاقتهم، على استخدام سياسات الهجرة القاسية للتعامل مع منتقدي إسرائيل". فيما قال المدير التنفيذي لمجموعة الحقوق المدنية لجنة مكافحة التمييز الأمريكية العربية، عابد أيوب: "من المزعج للغاية أن يفعل الخريجون والآباء هذا. في الحقيقة، إنها محاولة شاملة لإسكات وسلب حق التعديل الأول من الناس لمجرد أنهم لا يتفقون معهم. إنها سابقة خطيرة للغاية".
ويوم الخميس الماضي، كتب أستاذان من جامعة كولومبيا مقالا يطالبان فيه الجامعة بإدانة الدعوات إلى ترحيل طلابها. بينما قالت محامية في مجموعة الحريات المدنية Palestine Legal، التي قدمت شكوى بشأن التمييز ضد الفلسطينيين في جامعة كولومبيا التي أدّت إلى تحقيق فيدرالي، سابيا أحمد: "استثناء فلسطين من التعديل الأول، لحقنا في حرية التعبير، كان شيئا قائما لسنوات عديدة".
وقال أيوب: "كانت هذه الجامعات تضع الأساس لأي شيء يريد ترامب القيام به. لم يبدأ هذا الاستهداف للطلاب بمجرد تنصيب ترامب. بدأ هذا في العام الماضي. بدأ عندما بدأوا في استهداف الطلاب.. واستدعاء سلطات إنفاذ القانون والشرطة إلى الحرم الجامعي وتعريض الطلاب للأذى".
"مع تزايد الاحتجاجات في الحرم الجامعي ردا على الهجوم الإسرائيلي على غزة، بدأت مجموعة "خريجو كولومبيا من أجل إسرائيل" على الواتسآب في العمل بشكل مكثف. وسرعان ما أصبحت مركزا للجهود الرامية إلى تحديد هوية المتظاهرين من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، والادعاء بأنهم مرتبطون بحماس" استرسل التقرير ذاته.
وأردف: "كما تم استهداف العديد من الطلاب المذكورين في مجموعة الواتساب بالاسم من قبل مجموعات مثل كناري ميشين التي تنشر ملفات تعريف للطلاب المشاركين بالنشاط المناهض للصهيونية، أو في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مجموعة "توثيق كراهية اليهود في الحرم الجامعي في جامعة كولومبيا"، والتي يشارك فيها على الأقل أحد أعضاء الدردشة".
وتابع: "كما تم ذكر اسم أحد الطلاب المذكورين في الدردشة في منشور على تويتر من المجموعة الصهيونية Betar، والتي أرسلت الشهر الماضي قائمة بالطلاب الذين تريد ترحيلهم إلى البيت الأبيض والوكالات الفيدرالية بما في ذلك ICE".
كتبت عميدة مساعدة لخدمات التوظيف في جامعة كولومبيا، هيذر كراسنا: "هناك أسباب تجعل بعض هذه الجهود غير علنية"، في إشارة إلى اجتماعات مع كبار المسؤولين في جامعة كولومبيا.
وأضافت كراسنا، التي تشارك في مجموعة الواتساب تحت اسم "H": "على سبيل المثال، إذا تم الإعلان عن جهود معينة، فمن المحتمل أن يتم فصل أفراد محددين"، متوقّعة أن "تأتي جهودهم بنتائج عكسية من خلال منح أعضاء هيئة التدريس المؤيدين لحماس أسلحة سياسية من خلال الادعاء بأن القوى الخارجية تحاول التأثير على الجامعة أو سحق حرية التعبير؛ يحدث الكثير مما هو سري لهذه الأسباب وغيرها".
وبعيدا عن دفع الجامعة لاستهداف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بشكل فردي -بما في ذلك الدعوات لإزالة عميدين- وضع أعضاء مجموعة الواتساب، أيضا، استراتيجية حول أفضل السبل لبناء القضايا لتصوير المحتجين الطلاب على أنهم "مؤيدون لحماس".
وكان ترامب قد تعهّد "بإلغاء تأشيرات الطلاب بسرعة لجميع المتعاطفين مع حماس في الحرم الجامعي" وذلك عبر ورقة، أصدرها البيت الأبيض في 30 كانون الثاني/ يناير ونشرت جنبا إلى جنب مع أمره التنفيذي. ومثل ترامب، يشير أعضاء مجموعة واتساب بانتظام إلى المعارضة للحرب على غزة باعتبارها تعاطفا أو دعما لحماس.
كذلك، تناولت الأستاذة السابقة في جامعة كولومبيا، بورسكي تمام، كيف يمكن استهداف المواطنين الأمريكيين المؤيدين لفلسطين. وكتبت في إشارة إلى احتجاج هند رجب: "إذا كان بإمكان أي شخص تعقب أي من تمويله إلى منظمات إرهابية، وهي ليست مهمة بسيطة، فيمكن اعتقاله على أساس تقديم "دعم مادي" للمنظمات الإرهابية. هذا هو المفتاح لاعتقال هؤلاء المواطنين الأمريكيين المؤيدين لحماس، وما إلى ذلك".
وأوضح التقرير: "حتى قبل الأمر التنفيذي لترامب، أرسل خريج جامعة كولومبيا، موسلين، رسالة يسأل فيها عن كيفية تحديد ما إذا كان الطلاب الأجانب يحملون تأشيرات، وبالتالي مؤهلين للإبعاد".
"كان موسلين، وهو مسؤول تنفيذي في مجال التكنولوجيا، صريحا في دفع الكليات إلى التعامل مع انتقاد تصرفات إسرائيل كأمثلة على معاداة السامية. أسس CU-Monitor، وهي منصة عبر الإنترنت تتعقب معاداة الصهيونية في الحرم الجامعي" استرسل التقرير.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، طلب مدير مجموعة واتساب والرئيس التنفيذي لشركة ايليا كابيتال، آري شراغ، من المجموعة، المساعدة في "تحديد الطلاب الذين كانوا يحتجون" وقادة المجموعات التابعة لائتلاف جامعة كولومبيا ضد الفصل العنصري. وكتب شراغ، الذي شارك في تأسيس جمعية خريجي كولومبيا اليهود، "لدينا قائمة ونحتاج إلى أشخاص لإجراء بعض الأبحاث".
وفي الشهر الماضي، أشاد بالأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب والذي يستهدف المتظاهرين في الحرم الجامعي. ومن بين الطلاب اليهود المستهدفين من قبل النشطاء المؤيدين لدولة الاحتلال الإسرائيلي، كان الغضب محصورا بشكل خاص على صوت اليهود من أجل السلام، وهي مجموعة مناهضة للصهيونية تم حظر فرعها في كولومبيا بالفعل من الحرم الجامعي.
وفي إحدى صور الشاشة، أشار أحد أعضاء المجموعة إلى أعضاء صوت اليهود من أجل السلام باسم "كابو"، وهي "إهانة" تشير إلى السجناء اليهود الذين أجبروا على العمل كحراس في معسكرات الاعتقال النازية. فيما طلب عقب ذلك، معلومات عن الطلاب المشاركين في المجموعة.
وفي مناقشة في أواخر عام 2023 حول كيفية جعل المانحين مثل مالك فريق كرة القدم الملياردير، روبرت كرافت يؤثرون على تصرفات الجامعة، كتب شراغ: "روبرت مدرك تماما للموقف". وأعلن كرافت في نيسان/ أبريل الماضي أنه سوف يسحب الدعم المالي من كولومبيا بسبب تعاملها مع الاحتجاجات.
إلى ذلك، رئيس قسم الهندسة الكهربائية في جامعة كولومبيا، جيل زوسمان، إلى جانب أساتذة كلية كولومبيا للأعمال ران كيفيتز وشاي ديفيداي، هم أعضاء في مجموعة واتساب. حيث اشتهر ديفيداي بهجماته اللاذعة ضد احتجاجات غزة واتهمه العديد من الطلاب بالتحرش عبر الإنترنت. في مرحلة ما، شارك كيفيتز عريضة تحث على إقالة عميد بسبب تعليقات عامة في حفل التخرج بالجامعة العام الماضي.
وأوضح التقرير أن: "زوسمان، عضو في فريق عمل معاداة السامية بالجامعة، والذي تم تشكيله في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 وسط الاحتجاجات. ودفعت فرقة العمل، التي تضم مؤيدين صريحين لإسرائيل، الجامعة، إلى إدراج تعبيرات معاداة الصهيونية ضمن تعريفها لمعاداة السامية".
وأضاف: "يشارك زوسمان بانتظام في مجموعة الواتساب من خلال نشر قصص إخبارية ومشاركة منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي وطلب من الناس حفظ مواد الاحتجاج لأرشيف في الجامعة".
وفي نيسان/ أبريل الماضي، وقّع أكثر من 1600 شخص، بينهم خريجون بارزون من جامعة كولومبيا ومتبرعون، على رسالة مفتوحة، تدعو الرئيسة مينوش شفيق إلى إخلاء المخيمات ومعاقبة الطلاب المحتجين. واستقالت شفيق في آب/ أغسطس الماضي وسط ضغوط بسبب تعاملها مع الاحتجاجات.
آنذاك، كتب أحد مسؤولي مجموعة واتساب، شراغ، في الأول من أيار/ مايو أنه شارك في تأليف الرسالة مع ليزا كارنوي، وهي عضو فخري في مجلس أمناء جامعة كولومبيا وعضو حالي في أحد مجالس زوار مركز الدراسات الأمريكية بالجامعة. فيما لم تستجب كارنوي لطلب التعليق.
وقال شراغ، في مجموعة الواتسآب: إن الخريجين والمانحين كتبوا الرسالة "للضغط على الجامعة". وأضاف في إشارة إلى كارنوي وشفيق: "لقد وظفت ليزا مينوش وكانت رئيسة مشاركة سابقة لمجلس الإدارة".
وفي رسالة أخرى إلى المجموعة في تشرين الثاني/ نوفمبر، كتب شراغ أنّ: "خريج جامعة كولومبيا ديفيد فريدمان، مستشار ترامب والسفير السابق لإسرائيل، كان من بين أول 22 شخصا وقعوا على الرسالة".
وفي وقت سابق، عارضت جامعة كولومبيا، التحركات التي اتخذتها الحكومة الفيدرالية والتي أثرت على الطلاب الأجانب. وشاركت الجامعة في دعوى قضائية ضد قيود ICE التي تؤثر على الطلاب الدوليين في عام 2020 وأصدرت بيانا يندد بأمر ترامب بمنع المهاجرين من العديد من الدول الإسلامية في عام 2017.
وكتب رئيس الجامعة في ذلك الوقت، لي بولينغر، أنه في حين كان من المهم للجامعة تجنب المواقف السياسية أو الإيديولوجية، إلا أنها تتحمل مسؤولية التحرك "عندما تتعارض السياسات وإجراءات الدولة مع قيمها الأساسية، وخاصة عندما تعبر عن أغراض وعقلية تتعارض مع مهمتنا الأساسية".
بالنسبة لأعضاء مجموعة الواتساب الذين يسعون إلى الترحيل واتهامات الإرهاب، فإن تصرفات الجامعة ضد الطلاب المؤيدين لفلسطين توصف بانتظام بأنها غير كافية على الإطلاق. ومع ذلك، قالت أحمد من منظمة Palestine Legal إن تصرفات مجموعات مثل خريجي جامعة كولومبيا من أجل دولة الاحتلال الإسرائيلي مدعومة بقمع الجامعة للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.
وقالت: "كل هذه الأشياء التي كانت الجامعة تقوم بها كانت تهدف إلى تطبيع حقيقة مفادها أنه من الخطأ قول شيء عن فلسطين، وأن الاحتجاج من أجل فلسطين يتعارض مع سياساتنا. هذا هو نوع الرسالة التي كانت الجامعة ترسلها".