لا توجد خيارات.. مبتورو الأطراف في غزة يختبرون الجحيم
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
رغم أن الحرب في غزة أودت بحياة ما يزيد عن 37 ألف شخص، فإنها خلفت عددا أكبر بكثير من الجرحى، بما في ذلك أشخاص مبتوري الأطراف باتوا يواجهون خطر الموت بأمراض معدية.
وتقول السلطات الصحية المحلية، التي تسيطر عليها حركة حماس، إن عدد الجرحى يزيد عن 85 ألف شخص، فيما يتحدث عمال الإغاثة عن عدد كبير من مبتوري الأطراف.
وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الوصول إلى الرعاية الطبية والمياه النظيفة محدود، كما أن خطر الإصابة بالعدوى مرتفع، مما يجعل من الصعب على الأشخاص الذين بترت أطرافهم الحصول على العمليات الجراحية اللازمة لاحقا، والأطراف الصناعية وإعادة التأهيل.
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن نظام الرعاية الصحية في غزة غير مجهز للتعامل مع هذا الوضع بعد أن خرجت العديد من المستشفيات عن الخدمة تماما، بينما تعاني مستشفيات أخرى من نقص حاد في الإمدادات مثل التخدير والمضادات الحيوية.
ويقول الأطباء إنهم أصيبوا بالذهول من العدد الهائل من عمليات البتر في غزة، مما يعرض المرضى لخطر العدوى من جراء صعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية، وحتى المياه النظيفة محدود.
ويشير الجراحون إلى أن نقص الإمدادات، وعدد الجرحى، أجبرهم على بتر أطراف كان من الممكن إنقاذها في ظروف أخرى.
وقالت الدكتورة آنا جيلاني، جراحة العظام الإنكليزية، التي أمضت أسبوعين في مستشفى الأقصى وسط القطاع في مارس، "لا توجد خيارات جيدة هناك؛ كل شيء يتطلب متابعة طبية ولا يوجد أي متابعة".
وأضافت أن "التعقيم الكامل أمر صعب. تنفد الضمادات وأكياس الدم. ويرقد المرضى على أسرة قذرة"، مضيفة: "إنها عاصفة مثالية للعدوى".
ويعيش العديد من مبتوري الأطراف بسبب هذه الحرب في حالات من عدم اليقين، غير متأكدين مما إذا كانوا سيتمكنون من الحصول على جراحات المتابعة والأطراف الصناعية وإعادة التأهيل التي كانت متاحة في الماضي.
ولا توجد أرقام دقيقة لعدد سكان غزة الذين فقدوا أطرافهم في هذه الحرب. وفي نوفمبر، قدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن نحو ألف طفل فلسطيني تعرضوا لبتر إحدى ساقيهما أو كليهما.
وقالت المنظمة الأممية مؤخرا إن "من المرجح للغاية أن يكون هذا الرقم قد ارتفع كثيرا خلال الأشهر الأربعة الماضية".
"انتهت حياتي"كان شادي عصام الداية، 29 عاما، متواجدا في المستشفى الأوروبي في قطاع غزة بعد أن فقد كلتا ساقيه ويده اليسرى. وقال: "الحمد لله، لا يزال لدي يد واحدة لأمسك بها وأحمل أي شيء"، مردفا: "لن أحصل على أي وظيفة في المستقبل".
وكان الداية يعمل منسق موسيقي "دي جي" في فنادق غزة قبل الحرب، وهو متزوج ولديه ابنة تبلغ من العمر 9 أشهر. وتابع: "انتهت حياتي، وزوجتي تشعر بالتعاسة بسبب ما حدث لي".
وأجرى الأطباء الأجانب الزائرون له عمليات جراحية أساسية، لكن الداية قال إنه سيحتاج إلى المزيد من العمليات، ليس فقط لكتفه الأيسر، ولكن أيضا لساقيه.
ووفقا للدكتورة آنا جيلاني، فإن مرضى كان يمكن أن ينجوا من إصاباتهم يموتون بسبب العدوى، ولكنها قالت: "ليس لدينا خيار".
وأدى هذا إلى "جحيم مليء بالمشاهد الكابوسية"، بحسب وصف الدكتورة، سيما جيلاني، التي عملت مستشارة صحية طارئة كبيرة للجنة الإنقاذ الدولية.
وعملت الدكتورة سيما في العديد من مناطق الصراع، لكنها قالت إنها لم تستطع أن تمحو مشاهد الأسبوعين اللذين قضتهما في غزة من ذاكرتها.
وقالت إنها لم تستطع تخيل مشهدا أفظع من طفل يبلغ من العمر عاما واحدا من دون يد أو ساق وهو يختنق بدمائه. وهو ما يعطي مقياسا أو فكرة عن حجم الإصابات التي شاهدتها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
مرضى مزمنون في غزة.. بين عذابات الألم والموت المنتظر بسبب الحصار / شاهد
#سواليف
يدفع #الحصار المستمر المفروض على قطاع #غزة بشكل كامل منذ مطلع شهر مارس/آذار 2025، باتجاه تفاقم #معاناة جميع سكانه، وخاصة أصحاب #الأمراض_المزمنة منهم، الذين لا يجدون رعاية صحية في ظل انعدام الأجهزة الطبية وعدم توافر المستشفيات المختصة بالعناية بهم إضافة إلى #نقص_الأدوية بسبب نفاد مخازنها.
إغلاق المعابر في كافة أنحاء القطاع ألقى بظلاله على كل مظاهر الحياة فيه حتى حوّله إلى #مأساة لا نظير لها، فالقتل بكل أنواعه يعيشه سكان هذه المدن (من شمالها حتى جنوبها)، والناجون من القصف المباشر يعانون أنواعًا أخرى من الموت بسبب سوء التغذية ونقص المستلزمات الطبية والرعاية الصحية لا سيما من يعانون أمراضًا مزمنة.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك الآلاف من #المرضى_المزمنين الذين يبيتون في مآوي النزوح والخيام دون مراجعة طبية مستمرة، وهو ما يهدد حياتهم بالخطر في ظل الحصار المفروض على حركتهم، بالإضافة إلى ما تتسبب فيه الإقامة في تلك الخيام من أمراض نتيجة التلوث البيئي.
مقالات ذات صلة مركز حقوقي بغزة: “إسرائيل” تتعمد قتل الصحفيين لترهيبهم ومنعهم من نقل الحقيقة 2025/04/26رغم حصولهم على تصاريح.. إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر يحرم مرضى السرطان في #غزة من السفر للعلاج pic.twitter.com/qknQcouB24
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) April 25, 2025معاناة النزوح مع المرض
النازح الفلسطيني فايز عبده (67 عامًا)، انقطع عن تناول علاجه الخاص بدائي السكري والضغط المزمنين، منذ نحو 7 شهور.
عبده مر بتجربتي نزوح من مخيم البريج إلى النصيرات (وسط) ومن ثم لرفح (جنوب) ويعيش حاليًّا داخل غرفة أسسها من ألواح الصفيح (الزينكو)، برفقة 5 عائلات، ويشتكي من أن الحرب حرمته أيضًا من تلقي أدوية لأمراض جانبية نتجت بفعل إصابته بالسكري والضغط.
وذكر عبده في حديث لوكالة الأناضول، أن قصفًا إسرائيليًّا استهدف منزلًا مجاورًا لمنزله قبل نزوحه، تسبب بإصابته في قدمه التي تدهور وضعها سريعًا بسبب إصابته بالسكري وعدم تلقيه للعلاج، مبيّنًا أنه كان يتلقى أدويته من عيادة طبية في مخيم البريج، إلا أنه اليوم يعيش بلا دواء ولا طعام يساهم في رفع مناعة جسده.
ويستكمل قائلا: “قدمي اليوم لا أستطيع المشي عليها، كلما حاولت أسقط أرضًا لا أشعر بأي توازن خلال المشي”.
"نقص الأجهزة وانقطاع الإمدادات".. صرخة مرضى الكلى تتصاعد من غزة وسط انهيار النظام الصحي#فلسطين #الحدث pic.twitter.com/HxPEywZHMO
— ا لـحـدث (@AlHadath) April 24, 2025عائلة كاملة مرضى مزمنون
ويقول المواطن إسلام أبو رقعة، أحد النازحين إلى المدارس،: “وجدت لي ولزوجتي وابني مكانًا صغيرًا داخل مختبر العلوم في مدرسة تؤوي نازحين في جنوب قطاع غزة”، مضيفًا: “وضعنا الصحي سيء للغاية، فأنا مصاب بالسرطان وزوجتي مريضة بالفشل الكلوي”.
ويتابع أبو رقعة، أن زوجته على الرغم من مرضها تقوم برعايته ورعاية ابنها الذي كان قد تبرع لها بإحدى كليتيه ولا يزال طريح الفراش بلا أدوية ولا مسكنات.
الحرب الإسرائيلية والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية تفاقم معاناة مرضى الكلى في غزة..التلفزيون العربي يرصد من داخل أحد مستشفيات القطاع الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها المرضى في ظل تدهور النظام الصحي.
تقرير: عبد الله مقداد@abdallahmiqdad pic.twitter.com/teoRtn56vs
يناشد لإنقاذ حياته
وفي مناشدة أطلقها المواطن (مريض القلب) محمد عابد، دعا لإنقاذ حياته في ظل انعدام الرعاية الطبية المخصصة له.
وقال عابد -الذي يعاني من مشاكل في الصمامات ويحتاج عملية جراحية-: “أحتاج عملية جراحية ولكن الأطباء يخبرونني بتأجيلها بسبب العمليات العاجلة التي أفرزتها الحرب على غزة، وكذلك نقص المعدات الطبية وأهمها قسطرة القلب التداخلية التي أحتاجها للعملية”، مطالبًا بضرورة تعزيز الطواقم الطبية بالكادر والمستلزمات الطبية اللازمة لإجراء العمليات الجراحية المؤجلة منذ شهور.
وأعرب المريض عابد عن تخوفه من تدهور حالته الصحية بسبب تأجيل العملية، مؤكدا أن المنظومة الصحية تعاني من الانهيار في قطاع غزة بسبب استمرار الحرب ورفض (إسرائيل) إدخال الأدوية اللازمة للمرضى.
نقص المستلزمات الصحية في غزة يفاقم أزمة مرضى القطاع.. ووزارة الصحة تعلن نفاد أكثر من 37% من الأدوية الأساسية و59% من المستهلكات الطبية#قناة_الحدث pic.twitter.com/lifgsAoOQP
— ا لـحـدث (@AlHadath) April 25, 2025أمراض نتيجة الحرب
استمرار حالة الحرب منذ أكثر من 18 شهرًا أدى إلى إصابة الكثيرين بأمراض مزمنة مثل أمراض المعدة، والأنيميا، وأمراض الكبد، والروماتيزمات، والأمراض لعصبية، ومشاكل الحبل الشوكي، ومشاكل تأخر النمو، والتشوهات الخلقية.
وبعد تدهور الوضع الصحي أصبح هناك أكثر من 200 ألف مريض يعانون من أمراض مزمنة بدون متابعة صحية او دواء؛ حيث يحتاج أكثر من 1000 مريض بالكلى إلى غسيل كلوي بشكل دوري، كما يعاني 11 ألف مواطن من مرضى القلب من ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى 3220 مصابًا بأمراض القلب المختلفة.
ويعاني آلاف آخرون من أمراض الربو والرئة والأمراض الصدرية المختلفة، وكذلك يحتاج أكثر من 13 ألف مريض بالسكري إلى دواء الأنسولين، بالإضافة إلى 19.780 مواطنًا يعانون من داء السرطان بينهم 122 طفلاً من مرضى سرطان الدم. كل هؤلاء معرضون للموت بعد نفاد مخازن الأدوية في قطاع غزة بسبب منع المساعدات الإنسانية وإغلاق المعابر.
مرضى الكلى
تقول السيدة صباح ياسين، المريضة بالفشل الكلوي،: “نحن مرضى الكلى نموت بالبطيء، وأنا أشعر كل ليلة أنني مع الأموات.. نحن نحتاج إلى غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيًّا ولمدة 4 ساعات، هذا ما يكفينا”.
وأشارت السيدة ياسين، في حديث لها على شبكة الجزيرة، إلى ما تعانيه من نقص الغذاء؛ حيث تقول: إن أكل المعلبات غير صحي بالنسبة لنا”، مضيفة: “نحن نأتي إلى المستشفى سيرًا على الأقدام لعدم وجود سيارات، وهذا يسبب لنا عنتًا كبيرا”.
???? بسبب الحصار واستمرار الحرب .. تفاقم معاناة مرضى الكلى في قطاع غزة مع تقليص عدد جلسات غسيل الكلى وعدم توفر الغذاء المناسب لهم#اوقفوا_الحرب pic.twitter.com/2Mmj1PrBzT
— ساحات – عاجل ???????? (@Sa7atPlBreaking) April 25, 2025ويؤكد الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، أن “مريض الكلى من المرضى الذين نعتبرهم من الفئات الهشة؛ حيث لا بد أن يتوفر لديه كل الأدوية الخاصة بغسيل الكلى، ولا بد أن يغسل في الأسبوع أكثر من 3 مرات، ومن بينهم من يغسل 4 مرات”.
وأضاف البرش أن “هذه الإمكانيات لا تتوفر في غزة، فتكون نسبة الوفيات عالية كما هو حاصل، أثناء الحرب وكثرة النزوح، وعدم استقرار المستشفيات”، مشيرًا إلى أن الواقع الصحي يتجه إلى مزيد من التدهور.
الدكتور منير البرش: 18 مستشفى في غزة توقفت عن العمل كليًا و20 أخرى تعمل بقدرات جزئية فقط#الجزيرة_مباشر #المسائية pic.twitter.com/7ENL6LUzdu
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) April 24, 2025عجز الإمكانيات
ويقول المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران، إن نسبة العجز في المستلزمات الطبية والأدوية وصلت إلى مستويات خطيرة؛ حيث تحولت الأوضاع في جميع مستشفيات قطاع غزة إلى كارثية.
ويضيف الدقران في حديث للجزيرة، أن أكثر من 60 ألف طفل مهددون بالموت بسبب سوء التغذية، فضلًا عن عدم وجود تطعيمات لـ 650 ألف طفل، بعد منع الاحتلال إدخال أية مستلزمات طبية، وهذا يهدد حياتهم، بل وحياة الدول المجاورة نتيجة للعدوى التي تلازم مرض شلل الأطفال إذا استكرت معاناة منع إدخال التطعيمات.
أما الدكتور غازي اليازجي، رئيس قسم غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي، فيوضح قائلا: “كان عندنا قبل السابع من أكتوبر 2023 حوالي 1100 مريض غسيل كلى في محافظات الشمال والجنوب، والآن صار عددهم 700 مريض، ما يعني أن نسبة 42% منهم قد توفوا نتيجة خروج عدد من وحدات غسيل الكلى عن الخدمة بسبب الحصار وتدميرها بالكامل، بالإضافة إلى حصار المرضى في بيوتهم وعدم قدرتهم على المجيء إلى وحدات غسيل الكلى.
وأضاف اليازجي أن نقص عدد أجهزة غسيل الكلى بسبب تدميرها أو حرقها من قبل جيش الاحتلال، أدى إلى الاضطرار لتقليل عدد جلسات الغسيل الكلوي، ما نتج عنه مضاعفات وصلت إلى حد الوفاة.