مسلسل لدواعى السفر الذى تم عرضه على منصة واتش ات من تأليف وإخراج محمد ناير وبطولة جماعية لوجوه قديمة مثل نادين فى دور هدى وأيمن الشيوى، وأمير فى دور فنان الإعلانات على، مع وجوه جديدة غير مألوفة ولا معروفة ولا مدربة مثل كامل الباشا فى دور القبطان إبراهيم وطليقة على وابنة القبطان وغيرها من الشخصيات جميعها كانت فكرة جديدة وغريبة على الشاشة وعلى الدراما وعلى المجتمع المصرى، حيث تلك الدراما النفسية عن مجموعة من الشخصيات تعانى من الاكتئاب والوحدة وبعضها يعانى عقدا نفسية غير مبررة او محبوكة دراميا، تبدأ الحلقات فى لحظة مفارقة بين اثنين من الجيران، على الذى يقرر الانتحار فى يوم عيد ميلاده فيسمع صوتا غريبا فيهرع ليجد جاره القبطان فى حالة إغماء إثر أزمة قلبية كادت تودى بحياته لأنه مريض قلب حالته متأخرة .
. تتابع الأحداث بعد أن ينقذ الشاب هذا القبطان المريض وتتكشف لنا بعض من الحياة
التى يحياها كل منهما … قضية الوحدة وأزمة التصحر النفسى التى يعيشها العديد من الناس فى ظل ظروف وأزمات وتنافسية فى العمل وضغوط اجتماعية واقتصادية خانقة وأيضا مناخ سياسى عالمى ومحلى متوتر ملىء بالحروب والنزاعات، فإذ بنا نقابل شخصيات هائمة فى ذاتها متقوقعة على مشاكلها المرفهة وقد هربت من هذا الواقع الصادم إلى حيوات وعوالم فقاعية موازية للحياة الحقيقية.. الاكتئاب. الوحدة والعزلة التى يعيشها على ويترك عمله الناجح وشركته ويطلق زوجته ويهجر أباه وأخاه بالتبنى ويقرر الانتحار لم يتمكن السيناريو ولا الحوار ولا البناء الدرامى من تبريره للمشاهد وكذلك ذلك القبطان المريض الذى يصمم على أن يبتعد عن ابنته الوحيدة ويدفعها للسفر والهجرة لأستراليا مدعيا أنه لا يريدها بجواره وهو يرحل عن الدنيا يعد مبررا هشا وضعيفا لا يبنى حبكة درامية إنسانية أما فكرة تكوين جروب الوحدة الذى ينضم إليه طباخ وفنان وقبطان وكاتبة وطبيبة ورجل بنوك وفتاة شابة وصاحب مقهى أو كافيه فى تمازج غير مفهوم وغريب على الواقع المصرى فهو يجعل المشاهد يتساءل ما هى الرسالة وما هو المضمون من هذا الكم من العلاقات المتشابكة فى الظاهر غير المنطقية فى الباطن لأننا شعوب ومجتمعات مازالنا نعيش فى أطر أسرية مترابطة إلى حد كبير.. جميع القصص لا تندرج تحت مسمى المنطق الدرامى فلا يمكن لامرأة جميلة فى منصف العمر لديها الشهرة والمال والعلم ترتبط بقبطان كهل مريض كاذب كئيب، ولا هناك أى مبرر لظهور طليقة الفنان الشاب فلم نعرف لماذا تزوجها ولا لماذا طلقها بقسوة، وهناك ابنة القبطان التى تحب شبحا عبر الهاتف ليس لديه أى مقومات أو لديه قدرة العطاء والحب والرومانسية ! هذه النوعية من الأعمال الدرامية تصلح للمناسبات وأوقات الفراغ لأنها منفصلة عن الواقع وليس لديها أى خلفية اجتماعية تبرر التصرفات والصراعات لأنها بعيدة عن واقعنا وحياتنا تخاطب نخبة لا تعانى من مشاكل عمل أو ظروف اقتصادية أو مشاكل أسرية واضحة … هل هذا الفن يعبر عن واقعنا الذى فقد المضمون والجوهر وأصبح يهتم بالشكل والإطار والمظهر؟ هل نحن فى عيد بلا معايدة وأضحية بلا كبش ووقفة عرفات بلا تسليم جاد للمولى واجتماع للمسلمين على كلمة سواء لنصرة الحق وإغاثة الملهوف وإطعام الفقير وكساء المحتاج وإفشاء السلام ورباط القوة ضد أعداء الأمة والإنسانية ؟ أم أننا خلقنا عوالم موازية نخدع بها انفسنا ونقيم الشعائر ونؤدى المناسك بلا إدراك للمغزى والهدف والرسالة... لدواعى السفر عمل أنيق ولدواعى العيد مغزى كبير لم ندركه بعد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
الاكتئاب
جديدة وغريبة
إقرأ أيضاً:
سطر واحد..
الي حكومة الأمر الواقع او التي تسعي لكي تصبح هي الأخرى حكومة منفي، جهل الواقع وخطل التاريخ الذي سوف يهزم الثورة السودانية.
إنكار حقيقة ان نصف الشعب السوداني يعاني الموت جوعًا ألان عيب عليكم معا.
الجوع كافر وليس لديه كتاب مقدس. البطن الخاوية ليس لديها القدرة على النوم ولا ينبغي لشعبنا ان يموت جوعا، تجار الحرب وحملة البنادق يأكلون ويطعمون أطفالهم مثل الذباب علي أجساد الأبرياء، أثرياء لديهم أرصدة وأبنية في أركان الدنيا التي سوف تصبح في خاتمة المطاف قبر لا يسع سوي شبرين ومترين وليس لديه جيب او حساب بنك..
نحن لكم بالمرصاد
صلاح الدين سطيح