بوابة الوفد:
2025-02-23@21:47:16 GMT

لدواعى السفر والعيد

تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT

مسلسل لدواعى السفر الذى تم عرضه على منصة واتش ات من تأليف وإخراج محمد ناير وبطولة جماعية لوجوه قديمة مثل نادين فى دور هدى وأيمن الشيوى، وأمير فى دور فنان الإعلانات على، مع وجوه جديدة غير مألوفة ولا معروفة ولا مدربة مثل كامل الباشا فى دور القبطان إبراهيم وطليقة على وابنة القبطان وغيرها من الشخصيات جميعها كانت فكرة جديدة وغريبة على الشاشة وعلى الدراما وعلى المجتمع المصرى، حيث تلك الدراما النفسية عن مجموعة من الشخصيات تعانى من الاكتئاب والوحدة وبعضها يعانى عقدا نفسية غير مبررة او محبوكة دراميا، تبدأ الحلقات فى لحظة مفارقة بين اثنين من الجيران، على الذى يقرر الانتحار فى يوم عيد ميلاده فيسمع صوتا غريبا فيهرع ليجد جاره القبطان فى حالة إغماء إثر أزمة قلبية كادت تودى بحياته لأنه مريض قلب حالته متأخرة .

. تتابع الأحداث بعد أن ينقذ الشاب هذا القبطان المريض وتتكشف لنا بعض من الحياة التى يحياها كل منهما … قضية الوحدة وأزمة التصحر النفسى التى يعيشها العديد من الناس فى ظل ظروف وأزمات وتنافسية فى العمل وضغوط اجتماعية واقتصادية خانقة وأيضا مناخ سياسى عالمى ومحلى متوتر ملىء بالحروب والنزاعات، فإذ بنا نقابل شخصيات هائمة فى ذاتها متقوقعة على مشاكلها المرفهة وقد هربت من هذا الواقع الصادم إلى حيوات وعوالم فقاعية موازية للحياة الحقيقية.. الاكتئاب. الوحدة والعزلة التى يعيشها على ويترك عمله الناجح وشركته ويطلق زوجته ويهجر أباه وأخاه بالتبنى ويقرر الانتحار لم يتمكن السيناريو ولا الحوار ولا البناء الدرامى من تبريره للمشاهد وكذلك ذلك القبطان المريض الذى يصمم على أن يبتعد عن ابنته الوحيدة ويدفعها للسفر والهجرة لأستراليا مدعيا أنه لا يريدها بجواره وهو يرحل عن الدنيا يعد مبررا هشا وضعيفا لا يبنى حبكة درامية إنسانية أما فكرة تكوين جروب الوحدة الذى ينضم إليه طباخ وفنان وقبطان وكاتبة وطبيبة ورجل بنوك وفتاة شابة وصاحب مقهى أو كافيه فى تمازج غير مفهوم وغريب على الواقع المصرى فهو يجعل المشاهد يتساءل ما هى الرسالة وما هو المضمون من هذا الكم من العلاقات المتشابكة فى الظاهر غير المنطقية فى الباطن لأننا شعوب ومجتمعات مازالنا نعيش فى أطر أسرية مترابطة إلى حد كبير.. جميع القصص لا تندرج تحت مسمى المنطق الدرامى فلا يمكن لامرأة جميلة فى منصف العمر لديها الشهرة والمال والعلم ترتبط بقبطان كهل مريض كاذب كئيب، ولا هناك أى مبرر لظهور طليقة الفنان الشاب فلم نعرف لماذا تزوجها ولا لماذا طلقها بقسوة، وهناك ابنة القبطان التى تحب شبحا عبر الهاتف ليس لديه أى مقومات أو لديه قدرة العطاء والحب والرومانسية ! هذه النوعية من الأعمال الدرامية تصلح للمناسبات وأوقات الفراغ لأنها منفصلة عن الواقع وليس لديها أى خلفية اجتماعية تبرر التصرفات والصراعات لأنها بعيدة عن واقعنا وحياتنا تخاطب نخبة لا تعانى من مشاكل عمل أو ظروف اقتصادية أو مشاكل أسرية واضحة … هل هذا الفن يعبر عن واقعنا الذى فقد المضمون والجوهر وأصبح يهتم بالشكل والإطار والمظهر؟ هل نحن فى عيد بلا معايدة وأضحية بلا كبش ووقفة عرفات بلا تسليم جاد للمولى واجتماع للمسلمين على كلمة سواء لنصرة الحق وإغاثة الملهوف وإطعام الفقير وكساء المحتاج وإفشاء السلام ورباط القوة ضد أعداء الأمة والإنسانية ؟ أم أننا خلقنا عوالم موازية نخدع بها انفسنا ونقيم الشعائر ونؤدى المناسك بلا إدراك للمغزى والهدف والرسالة... لدواعى السفر عمل أنيق ولدواعى العيد مغزى كبير لم ندركه بعد.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاكتئاب جديدة وغريبة

إقرأ أيضاً:

تحديات المنهج التعليمي العُماني.. ما بين الواقع والتطلعات!

 

 

د. سالم بن محمد عمر العجيلي **

لا يخفى على أحد إنجازات التعليم في سلطنة عُمان، والتي ما تزال في تطوُّر وتقدم تصاعدي، وينبغي أن نشير أنه منذ نعومة أظفارنا ونحن نرى التطور الهائل في هذا المجال؛ فمن تحت ظل الشجرة إلى حيث المدارس الفارهة الحديثة الحالية على مستوى السلطنة بشكل عام، ونحن نشهد ونشيد بهذا التسارع المستمر وفق رؤى وثوابت نموذجية.

ومع هذه الطفرة والتسارع كان لا بد أن تكون هناك خطوات يجب مراعاتها ومراجعتها متى ما دعت الحاجة إلى ذلك، وهنا يجب أن نسلط الضوء إلى جانب واحد من هذا التطور وهو المنهج الدراسي التعليمي لدينا. ورغم الارتقاء الكبير في هذا المجال وتوسع وتعاظم قدرات هذا المنهج الدراسي، إلّا أن الواقع الدراسي الحالي على الأغلب لم يراع العوامل النفسية والبيئية والحياتية المحيطة بنا، والظروف المتقلبة وإمكانات الزمان والمكان في وقتنا هذا؛ حيث إن قدرات الطالب العُماني يجب دراستها والنظر فيها بتمعن، فلربما أن الطالب يملك مقومات كبيرة للتطور والاستيعاب كون أن البيئة العُمانية مساعدة على ذلك، ولكننا نعلم كذلك أن البيئة المحيطة بالفرد تؤثر فيه ويؤثر هو فيها، وهذا مربط الفرس.

هل نحن بحاجه لطالب يحفظ ويلزم بواجبات يومية مضاعفة؟ أم نحن بحاجة إلى الفهم وترسيخ المعلومة؟ الحفظ جيد، لكنه مع مرور الأيام يفقد الإنسان الكم الكثير من هذه المعلومات وتطوى إلى طي النسيان، عدا كتاب الله المنزل القرآن الكريم الذي قد تكفل الله به وحفظه جلت قدرته، بينما بالفهم والفطنة تثبت المعلومة بلا شك. والوضع الحالي يقول إن الطالب يجب أن يحفظ ويتم تزويده أحيانًا كذلك بواجبات يومية مكثفة ومعقدة تفوق وتتعدى قدراته ومستواه، لتعقد المنهج الواقعي للطلاب بالسلطنة الذي تطور ولكنه لم يراع المستوى النفسي الملموس لهذا الطالب وإمكانياته؛ فالمستوى تطور، لكنه في مستوى متقدم وأعلى من الإمكانيات والقدرات الحقيقية لهذا الطالب في كل مرحلة دراسية، وهذا ما جعل أغلب الأسر مضطرة ما بين خيارين، أن الوالدين وخصوصا الأم هي من تقوم بحل هذه الواجبات بدلًا عنه، أو من كان مُقتدرًا فبإمكانه تلقي دروس خصوصية مراعاة لوضعه الذي يواجهه.

وقد كان لنا في تجربة فترة جائحة كورونا البائسة عِبرة في كيفية تطوير التعليم وآلياته والاستفادة من التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد؛ حيث كان الأجدر بنا أن نستثمر ونستمر على هذا المنوال في خط متصاعد مراعاةً للظروف الراهنة وللتقدم الحديث والاستدامة ودمج التعليم الحديث بالتعليم الحالي، وعن الحفظ والفهم كان يجب أن نتوجه لأسلوب الفهم الذي يتعاظم بقدرة ومستوى الذكاء للطالب؛ فالقراءة التصويرية التي تقوم على المشاهدة بالعين المجردة بمشاهد أو بصور قد تثبت المعلومة بصورة كبيره، فالكائن البشري يتطور أسرع كلما شاهد ورأى بأم عينه وخصوصًا مع التكنولوجيا الحديثة وتقنيات التواصل الاجتماعي الجديدة، بعكس الحفظ الذي قد يندثر بتوالي الأيام ولا يدوم.

ففي الدول المتطورة في التعليم مثل المملكة المتحدة، نرى في معظم مناهجهم التعليمية بما فيها تعلم اللغة الإنجليزية، يعتمدون كثيرًا على المشاهدة المرئية عبر التلفاز أو الفيديوهات أو غيرها من تقنيات ووسائل حديثة، والاستعانة أحيانًا بالاستماع والقراءة والإنصات؛ ما يعمل على تطور هذا الطالب بسرعة فائقة والارتقاء به إلى مراتب ومستويات أخرى؛ كونها تعتمد على المشاهدة والفهم والاستيعاب.

وهناك أفضل الدول المتقدمة في ممارسة التعليم المتطور وعلى رأسها فنلندا، التي لم تتبع الكثير من المبادئ العالمية لإصلاح التعليم، فلا توجد اختبارات قياسية مُوحَّدة أو عمليات تفتيش على المدارس؛ فنظام التعليم يعتمد على المساءلة الذكية، وتتميز بتوفير تعليم شامل ومتكامل يُركِّز على تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداع لدى الطلاب. وتُستخدم الممارسات والتقنيات الحديثة في التعليم التي منها الشاشات الذكية في مدارسها بدلًا من التقليدية، ويستخدم الطلاب الأجهزة اللوحية الإلكترونية بها والتقليل من كم الواجبات المنزلية عليهم، وغير ذلك من أسلوب تعليمي حديث مشوق جعلها تتربع في صفوة الدول المتقدمة في هذا المجال في العالم.

وهناك أيضًا سنغافورة التي تقدمت وأصبحت من الدول الرائدة في مجال التعليم، ومثالًا يحتذى به؛ حيث تتميز بنظام تعليم متطور يُركِّز على تطوير مهارات العلوم والتكنولوجيا والرياضيات وجودة المدارس والمعلمين والمناهج.

ونحن هنا في عُمان بحاجة إلى مثل هذه الآليات والممارسات والإمكانيات المتطورة للنهوض بالتعليم لدينا؛ فنحن وطن النهضة ونحن مدرسة للأجيال ونحن نهضة متجددة، نسعى بكل قوة للتصدر والتفوق والاهتمام بتنمية كل ما هو جديد ومفيد للنهوض بهذا المجتمع وهذا المواطن وصولًا به لتحقيق السعادة وجودة الحياة له. وبكل تأكيد إن الجهات المعنية بالتعليم لدينا سعت وتسعى للتطور، وقد حصدت أعلى الشهادات والاعترافات الدولية لعل من أبرزها شهادة الآيزو العالمية التي لا تُمنح إلّا لمن حقق التفوق في أنظمة الآيزو العالمية ووصلت مستوى جودة الخدمات به لمرحلة الريادة والرفاهية. ولكن هناك بعض اللمسات كالبلسم التي إن تم ضبطها لأضافت للتعليم رونقًا ووسامًا خالصًا، مع الاهتمام النوعي بالجانب النفسي والبيئي والظرفي للطلبة وعدم الإغفال عنه في مجتمعنا؛ فهذا هو الواقع، وصولًا للتطلعات والمأمول لدرجة أقل ما نصفها بالكمال وهي النقطة الصعبة البعيدة التي يحلم بها الجميع.

إنَّنا على ثقة ويقين بقدرة مؤشرات التعليم لدينا بالوصول إلى بر الأمان، وإلى ذلك المستوى من الرقي والازدهار في عُمان المجد وعُمان المستقبل، ولن ننسى ما حيينا تلك المقولة الرنانة التي ترددت على ذهن كل عُماني "سنُعلِّم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة".     

** خبير الجودة والتميز المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي

مقالات مشابهة

  • نيللي كريم.. مشوار نجاح
  • مكتبة الإسكندرية تُطلق مشروع «حائط المعرفة»
  • الراعي: بعض السياسيين ليسوا على قدر الشعب والوطن
  • «بنت سمير ودلال».. دنيا سمير غانم موهبة فطرية ونجاح من أول لحظة
  • مسلسل عايشة الدور في رمضان.. حكاية مطلقة وأم لطفلين تنقلب حياتها بسبب ابنة شقيقتها
  • تحديات المنهج التعليمي العُماني.. ما بين الواقع والتطلعات!
  • نص قرار تعديل مواعيد غلق المحلات والكافيهات والمطاعم في رمضان والعيد -مستند
  • رمضان والعيد.. التحالف الوطني يوزع 11 مليون وجبة و4.5 مليون كرتونة
  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
  • الفوضى وأثرها على الأمم