بوابة الوفد:
2025-01-22@12:50:24 GMT

ما أنت غير «كومبارس»

تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT

ما أقسى أن تُسأل لو كنت مكانه ماذا كنت فاعلا؟ فهذا سؤال فى حقيقته فخ أو ورطة أراد سائلك أن يوقعك فيه، لأن السؤال الواضح منه هو محاولة قد تُشعرك بالحكمة خاصة إن كنت فى يوم من الأيام قائما بذات الأعمال التى ينتقدها سائلك، ويُريد منك أنت أن تُعلن عن حنكة القرار، وربما تدفعك الإجابة إلى الكشف عن العديد من أسرار المكان على الملأ بطريقة فيها خسة ووضاعة لا يبررها ابتسامة خذلان لحيوان قام صاحبه – هو فى الغالب صاحب السؤال – بذبحه وهو مستسلم رغم أنه يستطيع أن يُقاوم الذبح والدفاع عن نفسه وعدم إفشاء أى أسرار، كان ذلك كفيلا لكسب المعرفة والمحافظة على العِشرة وعدم خيانته للمكان الذى كان يقوم بذات الدور فيه، ونقول إن حل أى مشكلة مرتبط بعدد من الظروف منها طبيعة المشكلة والقواعد المعمول بها وشخصية الشخص الذى يتصدى للحل، ولأن الخسيس لا يستطيع إلا أن يُعطى لنفسه دور البطولة دائماً خاصة أن معظم الذين كانوا معه يحترمون أنفسهم ولا يتكلمون، إلا أنه يحكى قيامه بكل الأدوار، رغم ان دوره كان لا يخرج عن كونه دور «كومبارس» ليس أكثر، ويراه الناس وهو يُصارع على جلب المكاسب الخاصة له من ملابس وسفر، وما زال عالقا فى الأذهان أنه صاحب الجون.

لم نقصد أحدا!!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسين حلمى كنت مكانه

إقرأ أيضاً:

سيدة من غزة

يبدو أننا نتعلق بالحياة كلما عصفت بنا مخاطر فقدانها. قابلت سيدة خمسينية فى أحد محلات الملابس الرياضية بمدينة نصر، وكان بصحبتها طفل دون العاشرة. سألتنى لو أعرف أين تباع فانلات الزمالك، ومن لهجتها عرفت أنها شامية.. سألتها قالت، وأفراح الدنيا تهلل بوجهها أنا من غزة، وراجعه بعد يومين، الحمدلله الحرب وقفت.. بدت لى وكأنها تجهز لفرح حقيقى، وسألتها إيه حكاية فانلات الزمالك، قالت لى إن حفيديها فى غزة طلبا منها أن تحضر لهم تيشيرتات نادى الزمالك الذى يشجعونه.

هذه السيدة الغزاوية ليست مجرد أم أو جدة فى نهاية الخمسينيات من العمر تقريبًا، ولكنها شجرة زيتون فلسطينية عمرها من عمر هذه الأرض الطيبة التى تعطرت بدماء ما يقرب من 50 ألف شهيد خلال أقل من 15 شهرًا. هذه السيدة الغزاوية قبلة على جبين حياة يعرف الفلسطينيون وحدهم قيمة أن يتمسكوا بها، وأن يرتقوا فى سبيلها بالآلاف أطفالًا وشيوخًا ونساء، وهم على يقين أنهم وهم فوق جسر الشهادة محلقين نحو عالم أبدى أقوى ألف مرة من نازية المجرم المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو.

هذه السيدة الغزاوية قصة قصيرة أطول عمرا من كل الذين تواطئوا وصمتوا أمام جرائم إسرائيل بحق شعب يتمسك بالحياة، وبحقه فى التشبث بأرضه.. هذه السيدة الغزاوية فى تاريخ الإنسانية غير المكتوب أشرف وأعظم من رئيس مجرم مثل بايدن استمات فى دعم الكيان الصهيونى بكل أسلحة الدمار حتى آخر يوم له فى البيت الأبيض الذى تشهد جدرانه على التاريخ الأسود لهذا الرئيس القبيح. كم أتمنى على المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدنى المصرية والعربية أن تحرك قضايا – حتى لو شكلية – ضد مجرم البيت الأبيض جوبايدن الذى أعتبره الأحق بأن تلاحقه العدالة الدولية، لأنه ظل حتى توقيع اتفاق وقف القتال الداعم بالقنابل وحاملات الطائرات فى حرب الإبادة ضد أطفال ونساء غزة – منتهى القبح.. عودة إلى سيدة غزة التى تسبقها أفراح العودة إلى مكان قد لا تجد فيه الكثير من المعالم التى تركتها، ولكنها، ومن دون أن ترهق نفسها بالتفسير والتحليل تسبقها نشوة الفرح إلى المكان الذى ترتسم خرائطه تحت الجلد. ما لم يفهمه نتنياهو أن بيوت الفلسطينيين التى دمرتها آلة حربه الغبية ليست سوى حجارة، أما البيوت الخالدة خلود الزمن والتى لن يقوى على هدمها، فهى تلك التى تسكن روح وعقل كل فلسطينى، بيوتًا وشوارع وأحياء ومساجد وكنائس تحت الجلد وفى مقل العيون، وفوق جدران القلوب.. يا سيدتى، يا سيدة غزة – هنيئًا لك بعبقرية استقبال الحياة، وصدقينى لو قلت لك إن عرش مشاعرك أشرف بكثير من عروش عارية من أى قيمة..

 

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • السيسي: مصر لا تتآمر على أحد ولا يستطيع أحد المساس بها
  • السيسي: مصر لا تتأمر على أحد ولا يستطيع أحد المساس بها
  • السيسي: مصر دولة لا يستطيع أحد تهديدها
  • الزعيمان الروسي والصيني يعقدان اجتماعاً مشتركاً
  • صلاح ومرموش.. لا داعى للمقارنة!!
  • سيدة من غزة
  • دعاء سرعة الحفظ والفهم وعدم النسيان في المذاكرة.. اللهم إني استودعتك ما علمتني
  • السعودية .. “الموارد البشرية”: سحب وإيقاف تراخيص 44 مكتب استقدام مخالف
  • ضبط طن مخللات مجهولة المصدر خلال حملة تموينية بدلنجات البحيرة
  • التنمية المحلية تستجيب لشكاوى المواطنين حول تراكمات القمامة بالفيوم والبحيرة