بوابة الوفد:
2025-03-01@13:16:39 GMT

خطورة ما حدث في "الفاشر" السودانية

تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT

انشغال الجميع بالمجازر الإسرائيلية في غزة أبعد الأنظار عن مأساة أكبر تجري علي أرض السودان بسبب الاقتتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 

وهو الصراع الدائر منذ أكثر من عام دون حسم أو توافق علي إنهائه، وهو ما أدي إلي كارثة إنسانية غير مسبوقة شهدتها مدينة الفاشر السودانية بعد حصار واشتباكات بين طرفي الصراع، وأدي ذلك إلي مقتل العشرات ونزوح الآلاف في ظل تحذيرات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

 

الخطورة الأكبر في صدور قرار من مجلس الأمن صاغته وصنعته بريطانيا خلال جلسة عقدها المجلس في 14يونيه الجاري يقضي برفع الحصار عن مدينة الفاشر التي يسكنها 1,8 مليون نسمة وتقع في ولاية شمال دارفور، وأيضًا نص القرار علي الوقف الفوري وانسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المواطنين، وحصل القرار علي موافقة 14 دولة عضو بالمجلس، بينما امتنعت روسيا عن التصويت مبررة ذلك بأنها صوتت علي قرار قبل ذلك بوقف إطلاق النار في السودان بشكل كامل ولم ينفذ وظل حبرًا علي ورق. 

خطورة القرار أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ستفرضان من خلال هذا القرار علي السودان التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية المدعومة غربيًا والتي لعبت من قبل أدوارًا خطيرة في ثورات الربيع العربي، والسودان يعاني أصلًا من التقسيم وتم تقسيمه إلي شمال وجنوب، وقد يؤدي ما يحدث في مدينة الفاشر الواقعة في شمال دارفور إلي تقسيم جديد وانفصال للإقليم الهش، خاصة أن القرار البريطاني لم يعتبر قوات الدعم السريع جهة متمردة ويساوي بينها وبين الجيش السوداني في غل يد الاثنين عن التدخل في مدينة الفاشر، وهنا الخطورة، فالقرار ظاهره إنساني، ولكن يخفي وراءه خططًا سياسية واستخباراتية بريطانية أمريكية.

والقرار يلزم كل من الجيش وقوات الدعم بالتعاون مع منظمات غير حكومية وقد تدخل من خلال هذا التعاون عناصر تؤدي الي نزع الفاشر أولًا من سيطرة الطرفين وبعدها إقليم دارفور بالكامل واطالة أمد الصراع في السودان الشقيق بما يتناسب مع المصالح الغربية وانفجار وتفاقم أزمة اللاجئين السودانين، ما يشكل ضغطًا علي دول المنطقة، خاصة مصر التي تستوعب حاليًا العدد الأكبر من الفارين من هذه الحرب والوضع سيكون مرشحً لزيادة هذه الأعداد بسبب استمرار الصراع وجميعًا يعرف أن لدي مصر ضغوطًا كبيرة في الحرب التي تشنها إسرائيل علي غزة وبعد الحرب السودانية ودخول اعداد كبيرة من السودانين الي الأراضي المصرية فإن الضغوط ذادت بشكل كبير ناهيك عن الحرب في السودان نفسها التي تمثل قلقًا كبيرًا لمصر. 

بالطبع الغرب صاحب مصلحة في إطالة أمد الحرب في السودان خاصة أن زعزعة الاستقرار لن تمكن روسيا من تنفيذ الاتفاقية التي أبرمتها مع الحكومة السودانية بإنشاء قاعدة بحرية في البحر الأحمر والتي من شأنها تقويض نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في السودان. 

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: في الفاشر السودانية المجازر الإسرائيلية غزة مدینة الفاشر فی السودان

إقرأ أيضاً:

معركة القصر الرئاسي السوداني: كيف تطورت الأحداث وما التالي؟

تصاعدت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول القصر الرئاسي في الخرطوم، وسط تقدم ميداني للجيش في عدة محاور وتصاعد هجمات الدعم السريع بالطائرات المسيرة، مما يعمق الأزمة السياسية والإنسانية في البلاد دون أفق للحل.

اعلان

تتسارع الأحداث في السودان بوتيرة متصاعدة، حيث اندلعت مواجهات دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم. تدور المعارك الشرسة في منطقة استراتيجية تضم مقرات وزارية وسيادية، ما يجعل السيطرة على هذا الموقع أمراً بالغ الأهمية في معادلة الصراع الدائر بين الطرفين منذ اندلاع الحرب.

جذور الأزمة

تعود جذور الأزمة إلى التوترات المتصاعدة بين الجيش وقوات الدعم، التي بدأت منذ الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير في عام 2019. ومع تعثر العملية الانتقالية وتعاظم الخلافات حول تقاسم السلطة، تحول النزاع السياسي إلى مواجهة عسكرية مفتوحة في عام 2023، بآثار إنسانية كارثية.

كانت البداية بمواجهات محدودة في العاصمة الخرطوم، سرعان ما امتدت إلى مختلف أرجاء البلاد، مدفوعة بتداخل المصالح السياسية والعسكرية والقبلية. تفاقم الصراع بعد انهيار محادثات السلام في جوبا، والتي كانت تهدف إلى تهدئة الأوضاع وإيجاد حل سياسي شامل.

2024: مرحلة التصعيد العسكري والتحالفات الجديدة

شهد عام 2024 تصعيداً غير مسبوق في العمليات العسكرية، حيث تحولت الحرب إلى نزاع طويل الأمد بين قوتين عسكريتين متنافستين. وتعمقت الأزمة مع ظهور تحالفات جديدة بين قوات الدعم السريع وبعض الفصائل المسلحة، خاصة الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، ما زاد من تعقيد المشهد الميداني والسياسي.

Relatedحرب السودان تثير مخاوف التقسيم والتفتت بعد سبعة أشهر على اندلاعهاواشنطن تتهم موسكو باللعب على الحبلين في حرب السودان لاستثماراتها في تجارة الذهبأبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟

وفي ظل هذا التصعيد، بدأ الجيش السوداني في استعادة بعض المواقع الاستراتيجية، إلا أن قوات الدعم السريع أظهرت تكتيكات ميدانية فعالة بالاعتماد على حرب العصابات والانتشار في المناطق السكنية، مما جعل عملية الحسم العسكري أمراً بالغ الصعوبة. 

معركة السيطرة على القصر الرئاسي

وفي الوقت الراهن، تتطور حدة الصراع بصورةٍ خطرة، إذ اندلعت مواجهات عنيفة في محيط القصر الرئاسي وسط الخرطوم، حيث تحاول قوات الجيش السوداني إحكام سيطرتها على هذا الموقع الاستراتيجي الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب.

ورغم فرض الجيش حصاراً محكماً على القصر، إلا أنه يواجه مقاومة شديدة من قبل قوات الدعم. ومع ذلك، تمكن الجيش من إحراز تقدم في عدة محاور، حيث سيطر على حي إضافي قريب من القيادة العامة، واستعاد أجزاء واسعة من ضاحية حلة كوكو بشرق النيل، ويسعى للسيطرة على الجسر الذي يربط أطراف العاصمة الخرطوم.

هجمات بالطائرات المسيرة وتصعيد في الشمال

وفي شمال البلاد، شنت قوات الدعم السريع هجوماً بالطائرات المسيرة على مدينة مروي، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة. وذلك بعد استهداف سابق لمطار مروي الدولي.

كما امتدت دائرة القتال إلى ولاية النيل الأزرق، معقل نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، حيث تمكن تحالف جديد بين قوات الدعم السريع والحركة الشعبية من السيطرة على بلدات أولو وملكا والروم.

ويعكس هذا التصعيد تعقيد المشهد السياسي في السودان، حيث يتداخل البعد العسكري مع السياسي في ظل غياب أفق واضح للحوار. وتبدو محاولات الحسم العسكري بعيدة المنال، خاصة مع التحالفات الجديدة والتكتيكات الميدانية المتطورة لقوات الدعم السريع. كما أن اتساع رقعة النزاع ليشمل مناطق استراتيجية مثل مروي والنيل الأزرق يعكس رغبة في تغيير موازين القوى على الأرض، ما يفتح الباب أمام احتمالات تصاعد الصراع إلى حرب أهلية أكثر شمولاً. 

الأزمة الإنسانية: تحذيرات أممية من كارثة وشيكة

وفي ظل تفاقم الصراع، جددت الأمم المتحدة تحذيرها من خطر انزلاق البلاد نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة. وأكد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أن استمرار الحرب من دون السماح بتدفق المساعدات يهدد بوفاة مئات الآلاف بسبب نقص الغذاء والإمدادات الضرورية.

Relatedتصعيد دموي في السودان: أكثر من 200 قتيل في هجوم لقوات الدعم السريع خلال ثلاثة أيامحرب السودان: 12 مليون نازح وبنيةٌ صحية منهارة واستهدافٌ ممنهج للمستشفيات والأطباءالأمم المتحدة تحذر: السودان يواجه كارثة إنسانية والمجاعة تمتد إلى مناطق جديدة

من جانبه، أعلن برنامج الغذاء العالمي تعليق توزيع المساعدات في مخيمات النازحين بشمال دارفور بسبب تصاعد العنف، ما يعمق الأزمة الإنسانية التي تعصف بملايين السودانيين.

مساعي الوساطة ومستقبل الصراع

ومع تصاعد العنف، تزايدت الضغوط الدولية لإنهاء هذا الصراع، حيث دعت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية إلى وقف فوري لإطلاق النار واستئناف الحوار السياسي.

ورغم محاولات الوساطة من قبل عدد من الدول الإقليمية والدولية، إلا أن غياب الثقة بين أطراف النزاع وتضارب المصالح الإقليمية والدولية حال دون تحقيق أي تقدم ملموس نحو تسوية سياسية.

في ظل هذه المعطيات واتجاه الأحداث، يبدو أن السودان مقبل على مرحلة طويلة من الصراع المسلح، في ظل غياب أفق واضح للحل السياسي واستمرار التصعيد العسكري. ومع تصاعد الأزمة الإنسانية، يتزايد خطر انهيار الدولة السودانية وتحولها إلى بؤرة فوضى إقليمية، وتظل التساؤلات حول أفق أي تسوية مفتوحة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الأمم المتحدة تحذر: السودان يواجه كارثة إنسانية والمجاعة تمتد إلى مناطق جديدة ارتفاع ضحايا تحطم طائرة النقل العسكرية في السودان إلى46 قتيلًا على الأقل ضربة أخرى لقوات حميدتي.. الجيش السوداني يكسر حصار الدعم السريع لمدينة الأبيض الاستراتيجية عبد الفتاح البرهان جمهورية السودانقوات الدعم السريع - السودانمحمد حمدان دقلو (حميدتي)اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext تقرير: بنية مهترئة وتقصير ونقص في الموارد.. تلك هي أسباب حادث قطار تيمبي في اليونان يعرض الآنNext كوريا الشمالية تجري رابع تجربة صاروخية هذا العام وكيم يُشْهر فزّاعة السلاح النووي يعرض الآنNext تقرير هجوم 7 أكتوبر: فشل دفاعي إسرائيلي ومعلومات صادمة عن خطط حماس طويلة الأمد يعرض الآنNext هل يهدد الاعتماد على شركات التكنولوجيا الأمريكية سيادة أوروبا؟ يعرض الآنNext ترامب: سنحاول إعادة ما نستطيع من الأراضي إلى أوكرانيا اعلانالاكثر قراءة الحصبة تتفشى في الولايات المتحدة.. هل نحن أمام خطر عالمي؟ 620 أسيرا فلسطينيا إلى الحرية مجددا ضمن آخر دفعة من صفقة التبادل عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا يدعو لحل التنظيم وإلقاء السلاح اختبار ناجح لسيارة طائرة يبدأ إنتاجها هذا العام! الطب الشرعي في إسرائيل يؤكد هوية جثامين الأسرى الأربعة الذين سلمتهم حماس اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبالسياسة الأوروبيةروسياالمفوضية الأوروبيةقطاع غزةالصحةالاتحاد الأوروبيأمازون (شركة)الحرب في أوكرانيا أورسولا فون دير لايينأزمة المناخالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدعو الأطراف السودانية للانخراط في محادثات السلام
  • تصعيد خطير في السودان .. قصف متبادل ومعارك شرسة في الخرطوم والفاشر
  • معركة القصر الرئاسي السوداني: كيف تطورت الأحداث وما التالي؟
  • المبعوث الأممي للسودان يؤكد الحاجة لحل سياسي شامل ينهي الأزمة السودانية
  • مرافعة الطبقة الوسطى في الحرب السودانية
  • قائد القوة المشتركة ورئيس حركة جيش تحرير السودان وعدد من القيادات يتفقدون مراكز إيواء النازحين بالفاشر
  • تعاون سوداني بريطاني لاستعادة الآثار السودانية المنهوبة وتسجيل التراث الحي بالسودان
  • مندوب السودان لدى الأمم المتحدة: ???? نرفض أي دعوات لوقف إطلاق النار ما لم يتم رفع الحصار عن الفاشر
  • الأمم المتحدة: الصراع حوّل مناطق في السودان إلى جحيم
  • ما هي أبرز المناطق التي استعادتها القوات المسلحة السودانية من حركة الحلو