خطورة ما حدث في "الفاشر" السودانية
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
انشغال الجميع بالمجازر الإسرائيلية في غزة أبعد الأنظار عن مأساة أكبر تجري علي أرض السودان بسبب الاقتتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وهو الصراع الدائر منذ أكثر من عام دون حسم أو توافق علي إنهائه، وهو ما أدي إلي كارثة إنسانية غير مسبوقة شهدتها مدينة الفاشر السودانية بعد حصار واشتباكات بين طرفي الصراع، وأدي ذلك إلي مقتل العشرات ونزوح الآلاف في ظل تحذيرات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
الخطورة الأكبر في صدور قرار من مجلس الأمن صاغته وصنعته بريطانيا خلال جلسة عقدها المجلس في 14يونيه الجاري يقضي برفع الحصار عن مدينة الفاشر التي يسكنها 1,8 مليون نسمة وتقع في ولاية شمال دارفور، وأيضًا نص القرار علي الوقف الفوري وانسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة وأمن المواطنين، وحصل القرار علي موافقة 14 دولة عضو بالمجلس، بينما امتنعت روسيا عن التصويت مبررة ذلك بأنها صوتت علي قرار قبل ذلك بوقف إطلاق النار في السودان بشكل كامل ولم ينفذ وظل حبرًا علي ورق.
خطورة القرار أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ستفرضان من خلال هذا القرار علي السودان التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية المدعومة غربيًا والتي لعبت من قبل أدوارًا خطيرة في ثورات الربيع العربي، والسودان يعاني أصلًا من التقسيم وتم تقسيمه إلي شمال وجنوب، وقد يؤدي ما يحدث في مدينة الفاشر الواقعة في شمال دارفور إلي تقسيم جديد وانفصال للإقليم الهش، خاصة أن القرار البريطاني لم يعتبر قوات الدعم السريع جهة متمردة ويساوي بينها وبين الجيش السوداني في غل يد الاثنين عن التدخل في مدينة الفاشر، وهنا الخطورة، فالقرار ظاهره إنساني، ولكن يخفي وراءه خططًا سياسية واستخباراتية بريطانية أمريكية.
والقرار يلزم كل من الجيش وقوات الدعم بالتعاون مع منظمات غير حكومية وقد تدخل من خلال هذا التعاون عناصر تؤدي الي نزع الفاشر أولًا من سيطرة الطرفين وبعدها إقليم دارفور بالكامل واطالة أمد الصراع في السودان الشقيق بما يتناسب مع المصالح الغربية وانفجار وتفاقم أزمة اللاجئين السودانين، ما يشكل ضغطًا علي دول المنطقة، خاصة مصر التي تستوعب حاليًا العدد الأكبر من الفارين من هذه الحرب والوضع سيكون مرشحً لزيادة هذه الأعداد بسبب استمرار الصراع وجميعًا يعرف أن لدي مصر ضغوطًا كبيرة في الحرب التي تشنها إسرائيل علي غزة وبعد الحرب السودانية ودخول اعداد كبيرة من السودانين الي الأراضي المصرية فإن الضغوط ذادت بشكل كبير ناهيك عن الحرب في السودان نفسها التي تمثل قلقًا كبيرًا لمصر.
بالطبع الغرب صاحب مصلحة في إطالة أمد الحرب في السودان خاصة أن زعزعة الاستقرار لن تمكن روسيا من تنفيذ الاتفاقية التي أبرمتها مع الحكومة السودانية بإنشاء قاعدة بحرية في البحر الأحمر والتي من شأنها تقويض نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في السودان.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: في الفاشر السودانية المجازر الإسرائيلية غزة مدینة الفاشر فی السودان
إقرأ أيضاً:
30 قتيلا جراء قصف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر
قتل أكثر من 30 شخصا جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر السودانية المحاصرة في إقليم دارفور، بحسب ما أعلن ناشطون الإثنين.
وقالت "لجان المقاومة في الفاشر" إن المدنيين قتلوا الأحد في "قصف مدفعي مكثف" نفّذته قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ أبريل/نيسان 2023.
وتحاصر الدعم السريع الفاشر منذ أشهر في محاولة للسيطرة عليها، حيث تظل آخر مدينة رئيسية في دارفور تحت سيطرة الجيش.
وتعد المدينة هدفا استراتيجيا للدعم السريع التي تسعى إلى تعزيز قبضتها على دارفور بعد استعادة الجيش العاصمة الخرطوم الشهر الماضي.
والأسبوع الماضي، شنت قوات الدعم السريع هجوما متجددا على المدينة ومخيمين للنازحين بالقرب منها، هما زمزم وأبو شوك – مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص ونزوح نحو 400 ألف، بحسب الأمم المتحدة.
وفي هجوم بري دموي، سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم.
موجة نزوح
وفرّ نحو 400 ألف شخص من مخيم زمزم الذي يعاني المجاعة في إقليم دارفور في غرب السودان، بحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة.
وتقدر مصادر الإغاثة أن ما يصل إلى مليون شخص كانوا يحتمون في هذا المخيم.
وقالت الأمم المتحدة إن معظم النازحين فروا شمالا إلى الفاشر أو إلى بلدة طويلة الصغيرة على بُعد 60 كيلومترا إلى الغرب.
وبحلول الخميس، وصل أكثر من 150 ألف شخص إلى الفاشر، بينما فرّ 180 ألفا إلى طويلة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.
اندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في 15 أبريل/نيسان 2023، على خلفية صراع على السلطة بين الحليفين السابقين.
وأدت الحرب التي دخلت عامها الثالث الثلاثاء إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
كما أدى النزاع إلى تقسيم البلاد إلى قسمين عمليا، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا، بالإضافة إلى أجزاء من الجنوب مع حلفائها.