بوابة الوفد:
2025-03-07@02:57:44 GMT

رشيد بلد الأحباب ٢-٢

تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT

فى مقال الأسبوع الماضى تناولت الجانب الإنسانى وراء ارتباطى بمدينة رشيد وجدانيا والذى كان سبباً رئيسياً  للذهاب إليها فى رحلة للتعرف على هذه المدينة الساحلية عن قرب،وكان لا بد أن أتناول الجانب الأكثر أهمية وهو الجانب التاريخي.

فمدينة رشيد كما يرى المؤرخون يرجع أصل تسميتها إلى الكلمة المصرية القديمة «رخيت» بمعنى (عامة الناس)، واشتهرت فى ذلك الوقت بصناعة العجلات الحربية ونجحت فى عهد الملك منبتاح ابن الملك رمسيس الثانى فى صد هجمات الليبيين وشعوب البحر، كما أقام الملك بسماتيك الأول سنة 633 ق.

م. معسكراً على ساحل المدينة لحماية شواطئ البلاد.

وفى العصر القبطى أطلق عليها «رشيت»، حتى جاء الفتح الإسلامى على يد عمرو بن العاص والذى دخلها بعد أن فتح مدينة الإسكندرية عام 21 هـ، وقد استطاب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم سكنى المدينة فعمروها وأقاموا البيوت وبنوا المساجد وأطلقوا عليها رشيد والتى ما زالت تعرف بها حتى الآن.

وبمرور السنين، سطرت رشيد تاريخاً مع زمن الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت، ففى أغسطس عام 1799م عثر (بوشار) أحد ضباط الحملة الفرنسية على حجر رشيد تحت أنقاض قلعة قايتباي، والذى تم من خلاله فك رموز اللغة الهيروغليفية القديمة.

وفى عام 1807 حقق أهالى رشيد انتصاراً عظيماً على الحملة الإنجليزية (حملة فريزر)، وتمكنوا من القضاء عليهم من شرفات المنازل وأسطحها، وهو الحدث الذى جعلته محافظة البحيرة عيداً قومياً لها يحتفل به سنوياً.

وتعتبر هذه المدينة التاريخية ثانى أكبر مجمع للآثار الإسلامية فى مصر بعد  القاهرة، حيث إن بها حوالى 39 أثرا إسلاميا، يجعلها وكأنها متحف كبير مفتوح للعمارة الإسلامية.

ولكن للأسف الشديد رغم القيمة التاريخية العظيمة لمدينة رشيد فإن القادم اليها  يشعر للوهلة الأولى بمدى الإهمال الذى تعانيه، فشوارع رشيد مهملة تماما بداية من الفوضى على كورنيش النيل وانتشار التكاتك والقمامة، مرورا بالشوارع الداخلية المؤدية إلى المزارات الإسلامية والبيوت الأثرية، والتى تنبعث منها روائح كريهة ومياه راكدة لا تليق بالقيمة التاريخية ولا الأثرية لهذه المدينة العظيمة.

وتصورت كيف يكون انطباع السائح الذى يأتى مدفوعا بالفضول لمشاهدة عراقة هذه المدينة  وانبهاره بكم الكنوز الأثرية، وكيف له أن يستمتع بها وسط كل ألوان  الفوضى التى تجعل من الرحلة السياحية رحلة عذاب وشقاء.

أضف إلى ذلك خلو المدينة من الأماكن التى تليق باستضافة السياح سواء مطاعم أو فنادق او وسائل مواصلات متحضرة، وتساءلت كيف وصلنا الى هذه الدرجة من تشويه التاريخ وطمس الجمال وتحويله الى قبح.

إن بلادا أخرى تصنع من قطعة أثرية واحدة تحفة وقبلة للسياح وتتفنن وتبدع فى ترويجها. 

اننى كعاشق لهذه المدينة الرائعة اناشد السادة المسئولين سرعة إنقاذ رشيد من براثن الإهمال ووضعها فى المكانة اللائقة على خريطة السياحة العالمية .

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجانب الإنساني الجانب التاريخي هذه المدینة

إقرأ أيضاً:

مجلس الأعمال العُماني الإيراني يستعرض الحلول المبتكرة لتعزيز العمليات التجارية

مسقط- العُمانية

استعرض مجلس الأعمال العُماني الإيراني المشترك خلال اجتماعه الذي تم عقده عبر الاتصال المرئي، عددًا من الموضوعات الهادفة إلى تعزيز التعاون بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية. ترأس الاجتماع من الجانب العُماني محمد بن عبد الحسين باقر، ومن الجانب الإيراني جمال رازقي.

وشهد الاجتماع نقاشات حول تطورات المنصة الإلكترونية الذكية التي من المزمع إطلاقها خلال الفترات القادمة، حيث تهدف إلى تسهيل وتطوير العمليات التجارية وتوفير حلول مبتكرة تسهم في تسريع الإجراءات بين الطرفين، كما استعرض الاجتماع تخصيص مساحات في سلطنة عُمان للشركات الإيرانية المتخصّصة في الابتكار والأعمال المعرفية.

وناقش الاجتماع تعزيز التعاون بين البلدين في المنتجات الصيدلانية والمنتجات الصحية، والمنتجات الغذائية، والتطرق إلى إمكانية دعم خط شحن مباشر بين البلدين.

وأكد محمد عبد الحسين باقر رئيس الجانب العُماني في مجلس الأعمال العُماني الإيراني المشترك، أن الاقتراحات التي تم طرحها خلال الاجتماع ستؤخذ بعين الاعتبار، وتتم متابعتها لضمان تنفيذها في أقرب وقت. وأضاف: "نسعى جاهدين لتعزيز التعاون المشترك بين سلطنة عُمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية، متطلعا إلى نتائج ملموسة تدعم الابتكار والنمو الاقتصادي لكلا البلدين.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • مجلس الأعمال العُماني الإيراني يستعرض الحلول المبتكرة لتعزيز العمليات التجارية
  • كيف يقرأ الناتو مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية؟.. مسئول سابق بالحلف يجيب
  • كيف يقرأ الناتو مستجدات الأزمة الروسية الأوكرانية؟.. مسؤول سابق بالحلف يُجيب
  • برعاية الملك.. انطلاق مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" غدًا
  • هل يصل الإسبان إلى مدخل النفق المخصص لتهريب المخدرات إلى سبتة؟ تفاصيل جديدة عن التعاون المغربي
  • تحت رعاية الملك.. تنطلق أعمال مؤتمر “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” في نسخته الثانية بمكة غدًا
  • النفط: مفاوضات مع شركة أميركية لتطوير الجانب النفطي لحقل نهر بن عمر
  • البحيرة: متابعة أعمال رفع كفاءة طريق الموازنة بمركز رشيد
  • مجلسُ الأعمال العُماني الإيراني المشترك يناقش تعزيز التعاون بين البلدين
  • "رشيد للبترول" تُطلق مشروع "حواء".. تمكين وتدريب السيدات بالبحيرة لتحقيق التنمية المستدامة