آخر ظهور للموزع عمرو عبدالعزيز قبل وفاته.. «رحل بعد صراع مع السرطان»
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
رحلة مؤلمة أنهكت جسده على مدار شهور طويلة، لم يمهله خلالها القدر فرصة حتى يودّع أسرته وأصدقاءه، ليتركهم ويرحل في هدوء صبيحة عيد الأضحى المبارك، حتى خيَّم الحزن على الوسط الفني بإعلان وفاة الموزع عمرو عبدالعزيز بعد صراع طويل مع المرض، وتحوّلت صفحاتهم الشخصية إلى سرادق عزاء ينعون خلالها فقيدهم.
مَن هو الموزع عمرو عبدالعزيز؟وبحسب الصفحة الرسمية لنقابة الموسيقيين، نستعرض أبرز المعلومات عن الموزع عمرو عبدالعزيز الذي رحل عن عالمنا خلال الساعات الماضية:
- تعاون عمرو عبدالعزيز مع عدد كبير من مطربي الوطن العربي، بينهم المطرب العراقي كاظم الساهر، التونسيان لطيفة ولطفي بوشناق.
- وزع عمرو عبدالعزيز وألَّف ونفَّذ موسيقى أوبريت «مصر المكان والمكانة» عام 2015، الذي شارك فيه عدد من المطربين المصريين هم أحمد سعد، مي فاروق، محمد الحلو، محمد رشاد، وكارمن سليمان.
- حصل عمرو عبد العزيز على تكريم في مصر بعد مشاركته في أوبريت «مصر المكان والمكانة».
- تعاون عمرو عبدالعزيز مع عدد كبير من نجوم الأغنية الخليجية منهم محمد عبده، إذ قدّم معه أغنيات «كتير اشتقت» و«أموت وأعرف» و«شقائق النعمان».
- الموزع الراحل تعاون أيضًا مع عبدالله الرويشد، وفايز السعيد، وأصيل أبو بكر، وعبدالكريم عبد القادر، ونوال الكويتية، وماجد المهندس، وخالد الشيخ.
وبحسب الملحن والموزع وائل صبري، توفي الموزع عمرو عبدالعزيز بعد صراع مع مرض السرطان، إذ كتب عبر صفحته الشخصية على فيس بوك: «غيَّب الموت الموزع الموسيقي المصري عمرو عبدالعزيز، بعد صراع مع مرض السرطان، وشيعت جنازة عمرو عبدالعزيز عصر الأحد، من مسجد الرحمن الرحيم في العباسية، القاهرة، قبل التوجه لدفن جثمانه في مقابر عائلته في منطقة العبور».
وكشف الدكتور عاطف إمام، عميد معهد العالي للموسيقى العربية الأسبق، عن آخر ظهور للموزع الموسيقي من خلال صورة نشرها عبر صفحته على فيس بوك، والتي جرى التقاطها في حفل إفطار شهر رمضان الماضي الذي أقامه الفنان سعيد الأرتيست في منزله.
ويظهر في الصورة الموزع الراحل عمرو عبدالعزيز بجوار الفنان سعيد الأرتيست والشيخ خالد جمعة وعاطف إمام والفنان الموسيقار هاني مهنى، والموسيقار صلاح الشرنوبي والمنتج أحمد أيوب والفنان عازف الأكورديون فاروق محمد حسن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الموزع عمرو عبد العزيز عمرو عبدالعزيز عمرو عبد العزيز نقابة الموسيقيين وفاة عمرو عبدالعزيز بعد صراع
إقرأ أيضاً:
المنشاوي.. "القارئ الباكي" الذي نجا من محاولة اغتيال بالسم
يعد الشيخ محمد صديق المنشاوي واحداً من أعظم قراء القرآن الكريم في تاريخ العالم الإسلامي، حيث تميز بصوته الخاشع الباكي الذي أسر القلوب وأدخل السكينة على النفوس، وارتبط الجمهور بتلاواته العذبة، لا سيما خلال شهر رمضان.
النشأة في بيت القرآنوُلِدَ الشيخ محمد صديق المنشاوي في 20 يناير (كانون الثاني) 1920 بمدينة المنشاة بمحافظة سوهاج في صعيد مصر، في أسرة قرآنية عريقة اشتهرت بتلاوة كتاب الله وحفظه. فقد كان والده، الشيخ صديق المنشاوي، وأجداده من قبله، من كبار قرّاء القرآن، وكذلك شقيقاه أحمد ومحمود صديق المنشاوي.
أتم الشيخ حفظ القرآن الكريم في الثامنة من عمره، حيث بدأ رحلته مع الحفظ على يد الشيخ محمد النمكي، ثم انتقل إلى القاهرة لإتقان أحكام التلاوة والقراءات السبع والعشر الكبرى، على يد مشايخ مثل الشيخ محمد السعودي والشيخ أبو العلا محمد.
وبفضل صوته العذب ودقة أدائه، أصبح المنشاوي مدرسة قرآنية متفردة، أطلق عليها البعض "المدرسة المنشاوية".
التحاقه بالإذاعة المصريةبدأ الشيخ محمد صديق المنشاوي رحلته مع التلاوة الاحترافية في إحدى ليالي رمضان عام 1952، عندما اصطحبه والده إلى سهرة قرآنية في محافظة سوهاج، حيث تلا خواتيم سورة "المؤمنون" أمام حشد كبير من المستمعين. وبمجرد انتهائه، تدافع الحاضرون للثناء عليه، ليبدأ منذ تلك الليلة رحلة التألق والشهرة.
ولم يكن التحاق الشيخ المنشاوي بالإذاعة المصرية أمراً عادياً، بل كان نتيجة إصرار المسؤولين على ضمه، بعد أن رفض في البداية إجراء الاختبار، فبعدما وصل صوته إلى الإذاعة، أرسل المسؤولون إليه دعوة للانضمام، لكنه رفض الذهاب، فما كان من الإذاعة إلا أن انتقلت إليه بنفسها.
ففي إحدى الليالي، بينما كان يُحيي أمسية قرآنية في قرية بإسنا بمحافظة الأقصر، فوجئ الشيخ بمندوب الإذاعة يسجّل تلاوته مباشرة؛ وهكذا أصبح أول قارئ يتم اعتماده في الإذاعة دون أن يذهب إليها بنفسه.
عُرف الشيخ محمد صديق المنشاوي بكرامته وعزة نفسه، وهو ما ظهر بوضوح في واقعة رفضه التلاوة أمام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. فقد دعاه أحد الوزراء لحضور حفل رسمي، قائلًا له: "سيكون لك الشرف أن تقرأ القرآن أمام الرئيس عبدالناصر"، فما كان من الشيخ إلا أن رد بحزم: "ولماذا لا يكون الشرف لعبدالناصر أن يستمع إلى القرآن بصوت المنشاوي؟!".
ورفض الدعوة، معلقاً: "لقد أخطأ عبدالناصر حين أرسل إليّ أسوأ رسله".
محاولة اغتياله بالسم
لم يكن النجاح الذي حققه الشيخ محمد صديق المنشاوي خاليًاً من الحقد والغيرة، حتى وصل الأمر إلى محاولة التخلص منه بالسم، فبحسب ما رواه حفيده الشيخ علاء المنشاوي، فإن جدّه تعرض لمحاولة اغتيال في عام 1963، حين دعاه أحد الأشخاص إلى سهرة قرآنية، وبعد انتهائها، طلب منه المضيف تناول الطعام مع أهل بيته.
في البداية رفض، لكن بعد إلحاح وافق، وعندما همّ بتناول الطعام، اقترب منه الطباخ مرتعشاً، وهمس في أذنه: "يا شيخ محمد، لا تأكل هذا الطعام، فقد دُسّ لك السم فيه"، فتظاهر الشيخ بالإعياء، ورفض تناول الطعام بحجة عدم الشعور بالجوع، ثم انسحب من المكان.
ولم يكشف المنشاوي عن هوية من حاول اغتياله، لكنه أخبر عائلته أنه كان أحد قراء القرآن المشهورين.
سر لقب "القارئ الباكي"اكتسب محمد صديق المنشاوي لقب "القارئ الباكي" بسبب خشوعه العميق وتأثره الشديد بمعاني القرآن الكريم أثناء تلاوته، فقد كان صوته يحمل نبرة حزينة تخترق القلوب، وكأنه يبكي من خشية الله، مما جعل مستمعيه يشعرون بروحانية خاصة خلال تلاوته.
وكان الشيخ يقرأ القرآن بإحساس صادق ومعايشة كاملة للآيات، فتتجلى في صوته مشاعر التضرع والتذلل والخشية، حتى وصفه الشيخ محمد متولي الشعراوي قائلًا: "من أراد أن يستمع إلى خشوع القرآن فليستمع لصوت المنشاوي.. إنه ورفاقه الأربعة (مصطفى إسماعيل، وعبد الباسط عبد الصمد، والبنَّا، والحصري) يركبون مركباً، ويُبحرون في بحار القرآن الكريم، ولن تتوقف هذه المركب عن الإبحار حتى يرث الله الأرض ومن عليها".
ورغم رحيله المبكر عن عمر يناهز 49 عاماً في 20 يونيو 1969، ترك الشيخ محمد صديق المنشاوي إرثاً خالداً، حيث سجّل القرآن الكريم كاملًا مرتلًا ومجوّداً، إلى جانب العديد من التلاوات النادرة في دول مثل الكويت، سوريا، ليبيا، وفلسطين، حيث تلا القرآن في المسجد الأقصى أيضاً.