كشف الصحفي السويسري وعضو منظمة العفو الدولية وبرلمان كانتون غي ميتان عن السبب وراء رفض اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن التسوية الأوكرانية.

جاء ذلك في تصريحات غي ميتان لوكالة "نوفوستي"، حيث قال إن الغرب "ليس مستعدا بعد للحديث عن السلام في أوكرانيا مع روسيا، برغم التصريحات العلنية التي توحي بغير ذلك".

، وتابع: "لقد أشار بعض المشاركين، مثل نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إلى مقترحات الرئيس بوتين، مستخفين بها ورافضين لها. وهو ما يدل على أن الغرب، برغم تصريحاته، ومعه أوكرانيا، غير مستعدين للحديث عن السلام أو قبول روسيا على طاولة المفاوضات. وينبغي أن نتذكر أن الغرب كان ينتقد حتى الآن أولئك الذين يطالبون بالسلام، بحجة أن هذا يضعف أوكرانيا. وهكذا فإن معظم الزعماء الغربيين ووسائل الإعلام الغربية ما زالوا ينتقدون ذلك".

إقرأ المزيد هل ننتظر تصعيدا أعقاب "إنذار" بوتين الأخير؟

وأضاف ميتان: "لا يزال أمامنا طريق طويل لقبول فكرة السلام، علاوة على ذلك، إذا فعلوا ذلك في أوكرانيا، فسيتعين عليهم أيضا الموافقة على القيام بذلك في غزة".

وقد عقدت سويسرا مؤتمرا حول أوكرانيا يومي 15-16 يونيو بالقرب من مدينة لوسيرن في منتجع بورغنشتوك. وقد أكدت أكثر من 90 دولة، إضافة إلى 8 منظمات، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا والأمم المتحدة مشاركتها. ولم يحضر المؤتمر الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكذلك الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا. ولم ترسل سويسرا دعوة إلى روسيا للمشاركة في القمة حول أوكرانيا، ولم تكن موسكو لتشارك فيها بأي حال من الأحوال. وقد ذكر الكرملين أن البحث عن خيارات لحل الوضع في الصراع الأوكراني دون مشاركة روسيا أمر غير منطقي وغير مجد على الإطلاق.

وقد دعا البيان المشترك الذي أعقب المؤتمر إلى إعادة السيطرة على محطة زابوروجيه للطاقة النووية إلى كييف، وإلى حرية الحركة في البحر الأسود وبحر آزوف، وتبادل جميع أسرى الحرب وإطلاق سراحهم. كما تتحدث الوثيقة عن ضرورة الحوار بين جميع الأطراف لإنهاء الصراع. ومن بين المشاركين في الاجتماعي البالغ عددهم 91، أيّد البيان فقط 77.

وقد أشارت موسكو مرارا وتكرارا إلى أنها مستعدة للمفاوضات، إلا أن كييف فرضت حظرا عليها على المستوى التشريعي، فيما يتجاهل الغرب رفض كييف المستمر للدخول في الحوار. وفي وقت سابق، صرح الكرملين أنه لا توجد الآن أي متطلبات مسبقة لانتقال الوضع في أوكرانيا إلى الاتجاه السلمي، والأولوية المطلقة بالنسبة لروسيا هي تحقيق أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، وفي الوقت الراهن لا يمكن تحقيق ذلك سوى بالوسائل العسكرية.

من جانبه أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه إذا كانت أوكرانيا تريد عملية تفاوض، فلن تكون هناك حاجة إلى لفتات مسرحية، ومن الضروري إلغاء المرسوم الذي يحظر المفاوضات مع روسيا. ووفقا له، فإن روسيا لم تكن أبدا ضد حل النزاع في أوكرانيا بالوسائل السلمية، ولكن بشرط ضمانات أمنية لروسيا.

وقد صرح بوتين، في وقت سابق، خلال اجتماعه مع قيادة وزارة الخارجية الروسية، بأن فترة ولاية زيلينسكي قد انتهت، ولا يمكن استعادة شرعيته بأي حال من الأحوال.

وأوضح متحدث الكرملين دميتري بيسكوف أن بوتين لا يرفض إمكانية التفاوض مع أوكرانيا، إلا أن هناك سلطات شرعية أخرى هناك.

وكان بوتين قد قدم مقترحات سلام جديدة لتسوية النزاع في أوكرانيا، تنص على الاعتراف بشبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومنطقتي زابوروجيه وخيرسون مناطق تابعة لروسيا، وإعلان حياد أوكرانيا وخلوها من الأسلحة النووية، ونزع سلاحها، واجتثاث النازية، وإلغاء كافة العقوبات المفروضة على روسيا. وقد رفض الجانب الأوكراني هذه المبادرة.

المصدر: نوفوستي

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الدفاع الروسية فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

نهاية روسية للحرب الأوكرانية .. هل نفذ ترامب شروط بوتين ؟

يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى وضع نهاية للحرب الأوكرانية المستعرة منذ 3 سنوات بين الجيشين الأوكراني والروسي، إلا أن الموقف الذي ينتظر أن تنتهي به هذه المواجهة أغضب كييف من واشنطن وظهر ذلك خلال التصريحات المتبادلة بين الجانبين على مدار الأيام الماضية.

الحرب الروسية الأوكرانية

وكان ترامب، وعد خلال حملته الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض، بإنهاء الحرب الأوكرانية خلال 24 ساعة، وبعدما عاد إلى الحكم بدأت خطواته نحو تنفيذ وعده إلا أنه يبدو أن الحرب ستنتهي بالشروط التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتصف العام الماضي 2024.

ومن المنتظر أن تظهر كلمة النهاية على الدمار الجاري فوق الأرض الأوكرانية عبر ثلاثة مسارات، وهي الملفات البارزة إلى الآن في المباحثات التي جرت بين واشنطن وموسكو، وتفضي كلها في النهاية إلى ما كان يرمي إليه بوتين.

إزاحة زيلينسكي من الحكم

كان إزاحة الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي من الحكم أحد الشروط التي أعلنت عنها موسكو، وبعد انتهاء المباحثات الأمريكية الروسية التي استضافتها السعودية يوم الثلاثاء الماضي، بين وزيري الخارجية ماركو روبيو وسيرجي لافروف، ظهر جليا الاتفاق بين واشنطن وموسكو على هذا الأمر.

وتعالت بعدها التصريحات الغاضية من جانب زيلينسكي، وبدأ التلاسن مع نظيره الأمريكي إلى حد وصفه الأخير بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات" وإن لم يسرع في إبرام اتفاق السلام لن يجد دولة يحكمها، وجاء رد الرئيس الأوكراني على ترامب بالقول إن الأخير "يعيش في فضاء يسوده التضليل".

استيلاء روسيا على الأراضي الأوكرانية

وكانت العقبة الأخرى في طريق إنهاء الحرب هو المناطق التي تحتلها روسيا وضمتها إليها بداية من شبه جزيرة القرم بالإضافة إلى المناطق الأربعة التي ضمها الجيش الروسي خلال الحرب الدائرة منذ الثاني والعشرين من فبراير 2022.

وأعلن أكثر من مسئول في الإدارة الأمريكية أنه من غير الممكن أن تعود أوكرانيا إلى المناطق التي احتلتها روسيا خلال الحرب. 

استبعاد انضمام أوكرانيا إلى الناتو والاتحاد الأوروبي

وكان أحد أهم الشروط التي أعلنها الرئيس الروسي، هو عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" أو الاتحاد الأوروبي.

وقال الرئيس ترامب أمس إن زيلينسكي وبوتين يجب أن "يتواصلا" من أجل إنهاء الحرب الدائرة بينهما مضيفا "نريد وقف (حرب) تقتل ملايين الأشخاص".

ويوم الجمعة، قال ترامب أيضا إن القادة الأوكرانيين "ليست لديهم أي أوراق" في المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب مع روسيا، كما اعتبر أن الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني لم يفعلا شيئا للتوصل إلى السلام.

وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أهمية إرساء السلام في أوكرانيا، داعيا الأمم المتحدة لتأييد مشروع قرار أمريكي بشأن أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • نهاية روسية للحرب الأوكرانية .. هل نفذ ترامب شروط بوتين ؟
  • "ريا نوفوستي": روسيا تعدل مشروع القرار الأمريكي بشأن القضاء على أسباب الأزمة الأوكرانية
  • لافروف: لن نثير قضية العقوبات الغربية خلال مفاوضات "تسوية الأزمة الأوكرانية"
  • بريطانيا تشكك في رغبة روسيا بإرساء السلام في أوكرانيا
  • فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة"
  • واشنطن: يمكن تخفيف العقوبات عن روسيا ضمن محادثات أوكرانيا
  • حسين العزي: دول خليجية تعرقل جهود السلام بين روسيا وأمريكا بشأن أوكرانيا
  • ترامب: روسيا هي صاحبة اليد العليا بمفاوضات السلام مع أوكرانيا
  • ترامب: روسيا لديها الأفضلية في مفاوضات السلام مع أوكرانيا
  • ترامب: تحدثت مع بوتين للتوصل إلى السلام في أوكرانيا