كيف يؤثر الغبار من الصحراء الكبرى في الطاقة الشمسية؟
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
تُظهر الأبحاث أن العواصف الترابية القادمة من الصحراء الكبرى يمكن أن تضر بإنتاج الطاقة الشمسية بقوة. إذن، ما الذي يمكن فعله لإدارة هذه المشكلة بشكل أفضل؟ تقدم Climate Now تقارير من أندلسيا عن الجهود المبذولة للتغلب على الغبار.
اعلانفي حلقة هذا الشهر من برنامج Climate Now، ننطلق إلى جنوب إسبانيا لنقدم لكم تقريرًا عن المشكلة المتفاقمة لغبار الصحراء الكبرى الذي يؤثر بشكل كبير في توليد الطاقة الشمسية.
تأتي زيارتنا إلى جنوب إسبانيا في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة كوبرنيكوس لتغير المناخ أننا شهدنا أعلى درجات حرارة مسجلة على الإطلاق لشهر مايو/أيار 2024، حيث سجل ارتفاعًا في درجة الحرارة بمقدار 0.65 درجة مئوية عن متوسط الفترة 1991-2020.
هذا هو الشهر الثاني عشر على التوالي الذي يشهد أعلى درجات حرارة مسجلة للشهر المعني.
الشذوذ في درجات الحرارة عالميًا للفترة من 1979-2024 بيانات من هيئة كوبرنكس لتغير المناخ طبقها المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدىيورونيوزفي مايو/أيار 2024، شهدنا ظروفًا مناخية قاسية في العديد من المناطق. أدت الفيضانات في البرازيل إلى نزوح أكثر من نصف مليون شخص، وبلغت درجات الحرارة في منطقة دلهي في الهند 49.9 درجة مئوية، وهي أعلى درجة مسجلة لها حتى الآن، وأصدرت فنلندا تحذيرًا من موجة حارة بارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 27 درجة مئوية.
في أوروبا، أدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات في جنوب غرب ألمانيا، وبلجيكا، وشمال إيطاليا.
الشذوذ في مستوى هطول الأمطار في مايو/أيار 2024 بيانات من هيئة كوبرنكس لتغير المناخ طبقها المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدىيورونيوزخسائر هائلة في توليد الطاقة الشمسية نتيجة لغبار الصحراء الكبرىيشتهر غبار الصحراء الكبرى في أوروبا بتحويل سمائها إلى اللون البرتقالي، وهو ما يقلل من جودة الهواء ويترك طبقة دقيقة من الغبار على أسطح المنازل والسيارات. وعلى الجانب الآخر، تتسبب في مشكلة متفاقمة أخرى تُعرف باسم "اتساخ" الخلايا الشمسية.
في جامعة جَيَّان في أندلسيا، التقينا بالدكتور إدواردو فرنانديز والبروفيسور فلورنسيا ألموناسيد، اللذين كانا من بين مؤلفي ورقة بحثية حديثة وجدت أن ما حدث في مارس/آذار 2022 من اتساخ شديد للألواح قد قلل من القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية بنسبة تصل إلى 80 في المائة.
صرح الدكتور فرنانديز لقناة Euronews: "بدا الأمر وكأننا على المريخ حيث تحول كل شيء إلى اللون الأحمر".
شهد مارس/آذار 2022 أحوالاً جوية قاسية، ولكن حتى الكميات الصغيرة من الغبار يمكن أن تقلل من مقدار أشعة الشمس التي تصل إلى الخلايا الشمسية بنسبة 15%، ومع النمو السريع للطاقة الشمسية في أوروبا، وقد تصل تمثل الخسائر الناجمة عن الاتساخ مليارات اليورو سنويًا.
لذلك، يستعين فريق البحث في جامعة جيان بمختبرات الخلايا الضوئية للعثور على حلول. يركز بعض العلماء على تطوير طبقات مقاومة للغبار، بينما يبحث آخرون في الطريقة التي يتراكم الغبار مع اختلاف الظروف الجوية، كارتفاع وانخفاض درجات الحرارة، وقلة وكثرة هطول الأمطار.
هناك العديد من المتغيرات التي ينبغي مراعاتها. على سبيل المثال، قد تكون حبيبات الغبار ذات أحجام مختلفة أو ألوان مختلفة، ويمكن أن تؤثر في مدى جودة أداء تركيبات الألواح الشمسية.
تحدث حتى عناصر التصميم فرقًا، مثل ما إذا كانت اللوحة من دون إطار أو ذات شفة صلبة حول طرفها.
تصرح البروفيسور ألموناسيد أن غبار الصحراء الكبرى يتسبب في مشكلات بصفة خاصة: "جسيمات غبار الصحراء الكبرى دقيقة للغاية. ويصعب تنظيفها بشكل خاص".
شاهد الصور6 صورمعضلة التكلفة والفائدة لتنظيف الألواح الشمسيةتواجه شركة الطاقة المتجددة Sonnedix تحدي الاتساخ كل يوم، حيث تراقب الإنتاج من كل موقع من مواقع توليد الطاقة الشمسية وتحسب بعناية متى يكون تنظيف الألواح الكهروضوئية مجديًا من الناحية التجارية. وتُكبّد عملية التنظيف تكلفة كبيرة؛ أي نحو 400-500 يورو لكل ميجاوات، لذلك هناك خيارات صعبة ينبغي اتخاذها اعتمادًا على كيفية تسعير كهرباء المحطة.
يصرح الرئيس التنفيذي للعمليات في الشركة جوان فرنانديز ليورونيوز: "أثناء توليدك للكهرباء يشكّل كل كيلوواط للساعة أهمية بالنسبة لإيرادات المحطة، لذا يكون للأحوال الجوية الترابية هذه أثر كبير".
وهو يعمل الآن مع خبراء الأرصاد الجوية للمساعدة في التخطيط لجلسات التنظيف وفقًا للأحوال الجوية الترابية، ومقدار هطول الأمطار، حيث قد يزيد الرذاذ الخفيف من اتساخ الألواح، أما الأمطار الغزيرة فقد تغسلها مجانًا.
ويوضح أن "العواصف الترابية الشديدة القادمة من الصحراء الكبرى يمكن أن تؤدي في الواقع إلى انخفاض كبير في الإنتاج داخل الشبكة، وقد يتسبب ذلك في مشكلة كبيرة لمسؤول تشغيل الشبكة".
ويصرح: "لذا فإن التوقع، والتنبؤ، والقدرة على إدارة الشبكة بشكل استباقي هو الأهم".
اعلانهل زادت العواصف الترابية القادمة من الصحراء الكبرى بسبب تغير المناخ ؟يمكن أن تكون الزيادة الأخيرة في العواصف الترابية القادمة من الصحراء الكبرى نتيجة التقلبات المناخية الطبيعية، أو قد يكون السبب ورائه شيئًا آخر.
وصرح متحدث باسم هيئة كوبرنيكوس للأرصاد الجوية لقناة Euronews: "على الرغم من أن وصول أعمدة الغبار القادمة من الصحراء الكبرى إلى أوروبا ليس بالأمر غير المعتاد، فقد كانت هناك زيادة في شدة وتكرر مثل هذه الأحوال الجوية في السنوات الأخيرة، وقد يعزى إلى التغيرات في أنماط دوران الهواء في الغلاف الجوي".
هناك بعض التكهنات بأن هذه التغيرات في أنماط دوران الهواء في الغلاف الجوي مرتبطة بتغير المناخ.
يقول خبير الغبار الدكتور إدواردو فرنانديز: "يتوخى العلماء الحذر دائمًا بشأن استخلاص الاستنتاجات، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه الحال، أليس كذلك؟" "لكن ما نراه هو أن هناك تزايد شديد في الظروف الجوية القاسية، لا تتعلق فقط باتساخ الألواح، وإنما تتعلق أيضًا بهطول الأمطار وهبوب الرياح.
ويختتم قائلاً: "نسجل المزيد العواصف الترابية القادمة من الصحراء الكبرى، ويزداد توغلها إلى مساحات أكبر في شمال أوروبا، وهناك شكوك بالطبع أن ظاهرة الاحتباس الحراري هي السبب وراء ذلك".
اعلانشارك هذا المقال Partner: Copernicus إسبانيا طاقة متجددة طاقة شمسية الطقس اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب في غزة| نتنياهو يحل مجلس الحرب وبايدن يرسل مبعوثه إلى إسرائيل يعرض الآن Next تحقيق حديث وأرقام صادمة.. عائلات فلسطينية فقدت العشرات من أفرادها في القصف الإسرائيلي على غزة يعرض الآن Next شاهد: دول آسيوية تحتفل بعيد الأضحى وسط دعوات لنهاية الحرب في غزة يعرض الآن Next مبابي يحذر الفرنسيين من خطورة صعود اليمين المتطرف ويدعوهم للتصويت يعرض الآن Next افتتاح معرض يوروستوري للأسلحة في باريس باستبعاد إسرائيل ومشاركة الإمارات والسعودية وأوكرانيا اعلانالاكثر قراءة وفاة 14 حاجا أردنيا أثناء أداء مناسك الحج بسبب الحر الشديد وفقدان 17 آخرين قوات الأمن الروسية تقتحم مركز اعتقال وتقتل سجناء احتجزوا ضابطين في روستوف أون دون جنوب البلاد من حفر حفرة لغريمه وقع فيها.. ترامب يخطئ باسم الطبيب لدى مطالبته بايدن بالخضوع لاختبار معرفي شاهد: الجنود المثليون في أوكرانيا يتظاهرون تحت المطر للمطالبة بحقوقهم آملين في تغير الموقف حيالهم إعلان مؤتمر سويسرا: 80 دولة تتفق على وحدة أراضي أوكرانيا كأساس لأي عملية سلام مع روسيا اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الانتخابات الأوروبية 2024 عيد الأضحى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا الإسلام ألمانيا إسرائيل منوعات الحرب في أوكرانيا هجوم فولوديمير زيلينسكي Themes My Europeالعالمأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الأوروبية 2024 عيد الأضحى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا الإسلام الانتخابات الأوروبية 2024 عيد الأضحى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا الإسلام إسبانيا طاقة متجددة طاقة شمسية الطقس الانتخابات الأوروبية 2024 عيد الأضحى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا الإسلام ألمانيا إسرائيل منوعات الحرب في أوكرانيا هجوم فولوديمير زيلينسكي السياسة الأوروبية الطاقة الشمسیة درجات الحرارة لتغیر المناخ مایو أیار 2024 یمکن أن
إقرأ أيضاً:
هل يؤثر “شات جي بي تي” على نتيجة الانتخابات الأميركية 2024؟
سرايا - تمكن “شات جي بي تي” ومختلف روبوتات الدردشة المعتمدة على نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية من التغلغل في كافة جوانب الحياة اليومية لمختلف المستخدمين ذوي الخلفيات المتنوعة، وذلك بشكل أسرع من التقنيات الحديثة الأخرى، إذ يملك “شات جي بي تي” تحديدا أسرع معدل نمو في الاستخدام مقارنةً مع “فيسبوك” و”إنستغرام” كمثال.
ورغم الفوائد الجمة التي تقدمها نماذج الذكاء الاصطناعي وفي مقدمتها “شات جي بي تي”، إلا أنها تحمل بداخلها مخاطر تهدد السلام والأمن العام للدول، إما عبر نشر الشائعات الخاطئة من داخل النموذج ذاته، أو استخدامه لتوليد محتوى يروج للشائعات والمعلومات الخاطئة، ومع اقتراب يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024، تزداد المخاوف من الاستخدامات السيئة لهذه التقنية.
ولكن هل تملك هذه المخاوف أي أساس من الصحة؟ أم أنها مجرد لحظات تهويل من أشخاص غير خبراء أو مطلعين على التقنية ومدى قدرتها في التأثير على الآراء العامة؟ أم أنها فعلا تمثل خطرا حقيقيا على الانتخابات الرئاسية الأميركية أو أي عملية انتخابية في أي مكان حول العالم؟
تأثير غير مباشر
عند الحديث عن التأثير الذي يمكن أن يمتلكه “شات جي بي تي” ونماذج الدردشة الأخرى يتبادر إلى الذهن محاولة روبوت الدردشة التأثير المباشر في آراء الناخبين، ولكن الحقيقة أن هذا التأثير ليس مباشرا وقد لا يأتي من الروبوت بشكل مباشر.
وذلك بفضل قدرة “شات جي بي تي” وروبوتات الدردشة المماثلة على توليد محتوى سواءً كان نصيا أو مقاطع فيديو أو مقاطع صوتية تحاكي طريقة وأسلوب الحديث المحلي المستخدم في مختلف الدول حول العالم، وهو ما يجعل هذا المحتوى أقرب إلى المحتوى البشري ويمكن تصديقه.
وتعد هذه القدرة هي الخطر الأكبر الذي تمثله روبوتات الدردشة على المستخدمين وآرائهم، وبفضلها اختفت الحاجة إلى وجود أشخاص محليين راغبين ومستعدين لتوليد المحتوى المضلل، وفضلا عن جودة المحتوى الناتج من روبوتات الدردشة هذه، فإن سرعة توليد المحتوى ووفرته تجعله مثاليا للاستخدام مع مختلف المنصات عبر الإنترنت، سواءً كانت محركات بحث مثل “غوغل” أو منصات تواصل اجتماعي على غرار “فيسبوك” و”إنستغرام”.
ولم يغب هذا الاستخدام عن الجهات الخارجية التي وجدت في قدرات “شات جي بي تي” وسيلةً لتوليد محتوى مضلل مُقنع وأقرب إلى المحتوى البشري، لذا قامت مجموعة إيرانية باستخدامه ضمن عملية أطلقت عليها اسم “عاصفة-2035” (Storm-2035) لتوليد محتوى مضلل يستهدف الجاليات اللاتينية في الولايات المتحدة طمعا في التأثير على أصواتهم في الانتخابات.
وأشارت “أوبن إيه آي” إلى هذه العملية في بيان رسمي عبر موقعها، ومن خلال هذا البيان كشفت عن آلية استخدام “شات جي بي تي” في العملية، إذ كان الروبوت يولد المحتوى المضلل بناءً على المعلومات المضللة التي يتم تزويده بها، ثم يتم تخصيص المحتوى وتحسينه عبر الروبوت بشكل يجعله يقترب من المحتوى البشري قبل أن يتم نشره عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
ووفق تقرير الشركة، فإن الحسابات التي كانت مشتركة في هذه العملية تم حظر وصولها إلى “شات جي بي تي” فضلا عن أن المحتوى المولد عبره لم يحظَ بالانتشار الذي يجعله يهدد أمن وسلامة المستخدمين بشكل مباشر، لذا فإن آثارها لم تكن واسعة بحسب وصف الشركة، ولكن بالطبع لا يمكن التأكد من أن جميع الحسابات المشاركة في هذه العملية أو التي نشرت المحتوى تم حظرها، وذلك لأن الحسابات التي ستتمكن من الاختفاء عن أعين الرقابة ستكون قادرة على توليد محتوى ذي جودة أكبر وقابلية انتشار أعلى.
حقبة تخصيص المحتوى المضلل
في العادة، يتم توليد المحتوى المضلل ليخاطب أكبر عدد ممكن من الأفراد فضلا عن صعوبة تخصيص المحتوى ليناسب الثقافة المحلية من قبل أشخاص خارج هذه الثقافة، ولكن “شات جي بي تي” يحل هذه المشكلة بشكل بسيط وسريع للغاية.
يستطيع النموذج تحويل المعلومات المضللة المقدمة إليه لتصبح مناسبة لفئات معينة ومختلفة من الشعب المستهدف، وربما كانت عملية “عاصفة-2035” مثالا حيا على ذلك، إذ تمكن النموذج من تخصيص المعلومات المضللة لتناسب الجالية اللاتينية أو ذات الأصول اللاتينية.
ويمكن توسيع رقعة الاستهداف الخاصة بالمحتوى المضلل أو تضييقها بحسب ما تقتضي الحاجة لهذا المحتوى، فيمكن عبر “شات جي بي تي” صناعة محتوى يستهدف السيدات اللاتي يبلغ من العمر 50 عاما أو أكبر ويعشن في ولايات جنوب أميركا ولا يعملن ويحببن مشاهدة الأعمال الدرامية التي تتحدث عن المؤامرات، وفي هذه الحال يكون صدى المحتوى المولد أكبر من المحتوى العشوائي.
أداة جمع بيانات وتخصيص إعلانات أكثر قوة
في مارس/آذار 2018 ظهرت فضيحة شركة “كامبريدج أناليتيكا” (Cambridge Analytica) التي اعتمدت عليها حملة الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب من أجل توجيه الإعلانات وتخصيصها بشكل يجعلها أكثر تناسبا لفئة معينة من الشعب بناء على تفضيلاتهم وبياناتهم على منصات التواصل الاجتماعي.
وبينما كانت المشكلة في تلك الفضيحة هي آلية وصول الشركة إلى البيانات من شركة “ميتا” وغيرها، إلا أن وجود البيانات في حد ذاته لم يكن جزءا من الفضيحة، وبفضل قدرات الذكاء الاصطناعي على قراءة وفحص العديد من الصفحات والنصوص والحسابات عبر الإنترنت، فإنه يصبح قادرا على تقديم مثل هذه البيانات بشكل سريع وفوري.
وتتسع رقعة الخطر أيضا حين استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بنتائج الانتخابات، وهو الأمر الذي أشارت إليه ورقة بحثية نشرت في “جامعة كورنيل” (Cornell University) وشارك فيها خبراء من “غوغل” ومعهد “إم آي تي” وجامعة “هارفارد”.
وبحسب ما جاء في البحث، فإن هذه القدرة التي يتمتع بها الذكاء الاصطناعي تتيح للشركات والجهات الخارجية أو الداخلية توقع نتيجة الانتخابات بشكل أقرب للصواب ثم بناء إستراتيجيات وتصميم حملات تهدف للتأثير في هذه النتيجة بناءً على البيانات الواردة من الذكاء الاصطناعي، ليصبح بذلك الذكاء الاصطناعي مؤثرا في نتائج الانتخابات بشكل غير مباشر.
بناء روبوتات دردشة مضللة
رغم خطورة الاحتمالات السابقة، إلا أنها تناقش فقط استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى مضلل قادر على التأثير في الانتخابات، ولكن هناك آلية أكثر خطورة تجعل تهديد وخطر الذكاء الاصطناعي أكثر شراسة.
وتعتمد هذه الآلية على اختراق روبوتات الدردشة الموجودة في الوقت الحالي بمختلف أنواعها، ثم تزويدها ببيانات خاطئة تماما ليقوم الروبوت لاحقا بنشر هذه البيانات بين مستخدميه والإجابة عن الأسئلة التي يمتلكونها.
وإن كان اختراق “شات جي بي تي” أو “جيميناي” أمرا صعبا، فإن الجهات الخارجية أو الداخلية قد تسعى إلى بناء روبوت دردشة من الصفر والترويج له قبل الانتخابات بوقت كافٍ ليستطيع نشر المعلومات والبيانات المضللة عن الحملات الانتخابية بين المستخدمين.
وبينما يعد هذا السيناريو مستبعدا في الوقت الحالي، إلا أن التخطيط المناسب والاستعداد قبل الانتخابات بوقت كاف يجعله أقرب إلى التصديق، وهو سيناريو أكثر خطورة من مجرد توليد المحتوى المضلل عبر روبوتات الدردشة ونشره في منصات التواصل الاجتماعي.