إعلام إسرائيلي: يجب التحقيق بشفافية في أسباب تدمير مدرعة النمر
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
استعرض الإعلام الإسرائيلي في نقاشاته تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وتداعيات تفجير مدرعة النمر الذي أسفر عن مقتل 8 جنود وجرح آخرين.
وبحسب رئيس شبعة العمليات في الجيش الإسرائيلي سابقا يسرائيل زيف، فإن تفجير مدرعة النمر أمر غير مقبول، ويجب التحقيق فيه لأنه وقع خلال القتال قبل الانتهاء من معركة رفح، موضحا أن التحقيق يمكن أن يساعد في إنقاذ حياة جنود آخرين خلال الأسبوعين المقبلين من الحرب هناك.
وأشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كان لديها الكثير من الوقت لاستخلاص العبر والاستعداد لقتال الجيش الإسرائيلي، وأوضح أن العبوة كانت جاهزة وتنتظر مرور قافلة جيش الاحتلال التي كان يجب عليها ألا تمر بهذا الطريق وأن تشق طريقا جديدا، أو التحرك بطريقة أخرى، وتوقع في حال حدوث التحقيق أن تتم الإجابة على الكثير من الأسئلة.
ومن جهته، قال محلل الشؤون الفلسطينية في القناة الـ12 العبرية حيزي سيمانتوف إن حماس تسعى إلى تنفيذ المزيد من العمليات باستهداف الجيش في طرقات منطقة رفح، موضحا أن العملية الأخيرة كانت دمجا بين عبوة ناسفة مدفونة وعبوة تلصق على جوانب المصفحات.
وأضاف أن المقاومة تختبئ في المباني المهدمة والأنفاق، وتكثف جهودها لتهاجم جيش الاحتلال في رفح، لأن مثل هذه العملية التي قتل فيها 8 جنود تمنح حماس حالة من الدعم الكبير.
أما محلل الشؤون السياسية في قناة كانْ 11 فأرجع تدمير مدرعة النمر إلى أن جنود جيش الاحتلال كانوا يحملون كمية كبيرة من المواد المتفجرة خارج المدرعة، ظنا منهم أنها ستنفجر ولكن الجنود بالداخل سيكونون في أمان، وهو ما لم يحدث، وفق قوله.
حماس تعيد بناء هياكلهاوقال مراسل الشؤون العربية في القناة 12 أوهاد حمو إن حركة حماس كانت على وشك الانهيار والتفتت خلال القتال الضاري وخاصة في خان يونس، ولكنه أكد أن الحركة أعادت بناء نفسها، مشيرا إلى نشاط عناصر حماس في دير البلح ومخيمات الوسط، كما أن أجهزة حماس الأمنية عادت للظهور والعمل مجددا، وفقا لما ذكره له شهود عيان.
وبناء على قراءته للواقع الميداني، فإن حمو يرى أن عملية رفح لن تشكل تغييرا كبيرا كما كان متوقعا، داعيا إلى إعادة التفكير من جديد في كل القصة المسماة "قضية غزة".
وقال مراسل الشؤون العسكرية في القناة 14 هليل بيتون روزين إن "الأحداث القاسية أثارت غضب ضباط كبار يقاتلون في منطقة رفح، وقال أحدهم إما أن يحتل الجيش كل شيء وننتصر، وإما أن ننسحب من عزة".
وأضاف الضابط أننا دفعنا ثمنا كبيرا لغياب اتخاذ القرارات الفورية، في حين قال ضابط آخر إن "خدعة احتلال رفح فاشلة، لأن سلاح الهندسة لا يمتلك ذخيرة أو مركبات كافية لإنشاء منطقة آمنة على امتداد محور فلادلفيا"، داعيا إلى عدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين يجب أن يجوعوا لينكسروا أو أن نموت نحن، بحسب المراسل.
وأما وزير مجلس الحرب ورئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت فقال إن هناك أشخاصا في الحكومة يتحدثون عن احتلال كل قطاع غزة وفرض حكم عسكري وإعادة بناء المستوطنات، لكننا لا نرى أي تقدم حتى الآن لتحقيق أهداف الحرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مدرعة النمر
إقرأ أيضاً:
أسباب التظاهر في غزة وانعكاساتها على الساحة الداخلية
غزة- خرجت تظاهرة عفوية في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، عصر الثلاثاء الماضي، تطالب بوقف الحرب على غزة، وذلك بعدما عاد الجيش الإسرائيلي لشن غارات جوية كثيفة مصحوبا بقصف مدفعي تركز على المناطق الشمالية، بالتزامن مع مطالبته الأهالي الصامدين فيها بالإخلاء مجددا.
وتلت التظاهرة دعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي لتكرار التجمعات في عدة مناطق بقطاع غزة، لكنها تحولت للمطالبة بـ"إسقاط حكم حركة حماس في غزة"، مما أدى لردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض، ومشكك في أهدافها.
الإجابات عن الأسئلة التالية تشرح التطورات الميدانية للحراك الأخير في الشارع الغزي، وتسرد تفاصيلها، وانعكاسها على الساحة الداخلية.
لماذا انطلقت التظاهرة في شمال غزة؟دأبت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اتخاذ كل الوسائل الكفيلة بإحداث بلبلة وإرباك بين صفوف المواطنين، وأبرزها المتعلقة بإصدار أوامر إخلاء جديدة، مما يضع سكان تلك المناطق في حيرة من أمرهم إذا ما سيضطرون للنزوح أو البقاء، وذلك بعد معاناة طويلة من مرارة النزوح، وإجبارهم على ترك منازلهم منذ بداية الحرب على غزة.
وأجواء الإرباك التي يخلقها الاحتلال تدفع السكان للتشاور فيما بينهم بقرار البقاء أو النزوح، حينها تحول تجمع عدد من ساكني بلدة بيت لاهيا لمظاهرة تطالب بـ"وقف الحرب على غزة"، ورفعوا شعارات كتب عليها "أوقفوا الحرب"، "نرفض نحن نموت" ، "دماء أطفالنا ليست رخيصة".
إعلانكيف جاءت الدعوات لتكرار التظاهرات؟
مع انتشار صور ومقاطع مصورة للتظاهرة التي خرجت في بيت لاهيا، بدأت ازدواجية تفسيرات نشطاء التواصل الاجتماعي، بين من يقرأها بأنها مطالب وطنية طبيعية يريدها الجميع، تتمثل في وقف حرب الإبادة على قطاع غزة، وآخرين أعادوا نشرها على أنها ضد حركة حماس وتطالبها بإنهاء الحرب ومغادرة الحكم.
الغريب أن الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهن كان أول من استغل تلك المشاهد والاختلافات التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، ودعا لتجدد التظاهرات ضد حركة حماس، وحدد ساعة انطلاقتها، وأماكن تجمعها في مختلف محافظات قطاع غزة.
من الذي تبنى دعوات التظاهر مرة أخرى؟عقب كل حراك عفوي، يتصدر أشخاص فلسطينيون يقيمون خارج قطاع غزة الدعوات للتحرك مجددا، وهذه المرة عاد الأشخاص ذاتهم، الذين تتنوع أماكن إقامتهم بين بلجيكا وتركيا ومصر، بنشر دعوات التظاهر في الوقت ذاته وأماكن التجمعات التي حددها الصحفي الإسرائيلي.
أثار ذلك كثيرا من علامات الاستفهام بين الهدف الذي يريدون تحقيقه، وكيف حاول البعض استثمار التظاهرة العفوية وإخراجها عن سياقها الطبيعي لتحقيق أجندة أخرى.
ما العلاقة بين الداعين للتظاهر ضد حماس والحراكات السابقة؟تعود مطالبات النشطاء الذين يقيمون خارج الأراضي الفلسطينية للتظاهر ضد حركة حماس إلى عام 2018، حين دعوا وقتها لحراك تحت عنوان "بدنا نعيش"، مطالبين بإنهاء مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، التي تعود أساسا للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتكررت الدعوات ذاتها في سنوات لاحقة من الأشخاص ذاتهم للخروج إلى الشارع، لكن وجود القائمين على التجييش للحراك خارج قطاع غزة، وانخراط وسائل إعلام تابعة للسلطة الفلسطينية وحركة فتح بالدعوة للحراك أفرغه من مضمونه.
ما أبرز ردود الفعل الفلسطينية؟
قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم "من حق الناس جميعا أن تصرخ من شدة الألم، وأن ترفع صوتها عاليا ضد العدوان على شعبنا والخذلان من أمتنا، وشعبنا سواء من خرج أو من لم يخرج للشارع، فنحن منهم وهم منا".
إعلانواستدرك -في منشوره على موقع فيسبوك- قائلا "لكن مرفوض ومستنكر استغلال هذه الأوضاع الإنسانية المأساوية، سواء لتمرير أجندات سياسية مشبوهة، أو إسقاط المسؤولية عن المجرم المعتدي وهو الاحتلال وجيشه".
وأصدرت الجبهة الداخلية في قطاع غزة بيانا قالت فيه إن "المطالب المشروعة لا تبرر التساوق مع الاحتلال وأهدافه الخبيثة، فليس فلسطينيا من يخون دماء الشهداء ويقف في صف العدو الذي يذبح أطفالنا ونساءنا، ومن يستجب لدعوات مجرمي الحرب نتنياهو وكاتس، فقد تساوق مع الاحتلال ضد شعبه، وخان دماء الشهداء والتضحيات الجسام".
من جانبها، دعت فصائل العمل الوطني والإسلامي -في بيان لها- إلى "اليقظة والحذر، والانتباه من كل محاولة لحرف مسار الحراك الجماهيري الغاضب، واستغلال معاناة الفلسطينيين ووجعهم لتهديد التماسك الوطني، ومحاولة دق إسفين بين أبناء الشعب الواحد والتحريض ضد المقاومة، والدفع بكرة اللهب للساحة الداخلية".