الدور البريطاني في دعم العدوان على غزّة نحو الانكشاف
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
يومًا بعد يوم يثبت الفلسطينيون أنّهم لا يقاتلون فقط ضدّ قوات الاستيطان الصهيوني، بل ضدّ العالم الغربي بأجمعه. ولا يقتصر الدعم الغربي على الرعاية السياسية لهذا الكيان، ولا على الدعم العسكري الأميركي فقط، بل يتعداه إلى الرعاية السياسية والدعم الاقتصادي والعسكري من باقي الدول الغربية ومن ضمنها بريطانيا.
في هذا الإطار، كشف الصحافي البريطاني مات كينارد، معلومات جديدة عن أن الجيش البريطاني أرسل 60 طائرة إلى الكيان الصهيوني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وقد انطلقت معظم الرحلات الجوية من قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في أكروتيري في قبرص والتي تستخدمها أيضًا القوات الجوية الأميركية سرًا لنقل الأسلحة إلى “إسرائيل”. ووفقًا للصحافي البريطاني، فقد سبق واعترفت وزارة الحرب البريطانية بأن 48 رحلة جوية انطلقت في الفترة من أكتوبر 2023 إلى فبراير 2024. وفي الأشهر الثلاثة التالية حتّى 8 مايو، تم تنفيذ 12 رحلة جوية أخرى انطلاقًا من قاعدة أكروتيري القبرصية، علمًا أنه لم يتم تدوين سجل الرحلات الجوية البريطانية إلى الكيان الصهيوني التي سبقت السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وفي إجابة لها على استيضاح حول الغرض من كلّ رحلة لسلاح الجو الملكي البريطاني إلى “إسرائيل”، اكتفت وزارة الحرب بالإعلان أنها ترتبط بالطائرات المستخدمة لنقل الوزراء وكبار المسؤولين الذين يقومون بمعاملات دبلوماسية مع “إسرائيل”. لكن، هل يعقل أن يكون القادة البريطانيون قد قاموا بستين زيارة إلى الكيان مستقلّين طائرات ضخمة تستعمل لشحن العتاد العسكري الثقيل؟
ورفضت وزارة الحرب البريطانية أيضًا تقديم تفاصيل للبرلمان حول عدد الأفراد العسكريين البريطانيين الذين تم نقلهم إلى “إسرائيل” على متن هذه الرحلات، وقالت إن هذه المعلومات لا يتم الاحتفاظ بها مركزيًا داخل وزارة الحرب، وبالتالي لن تكون الوزارة قادرة على تقديم رقم محدّد. وهذا جواب غير تقليدي لسؤال برلماني. وكشفت صحيفة “ديكلاسيفايد” في وقت سابق أن المملكة المتحدة نشرت سرًا 500 جنديّ إضافي في قاعدتها القبرصية بعد أن بدأ الكيان الصهيوني بالعدوان على غزّة.
كما امتنعت وزارة الحرب أيضًا عن تقديم تفاصيل عن المكان الذي انطلقت منه رحلاتها إلى الكيان. لكن موقع “ديكلاسيفايد” تمكّن من الحصول على معلومات تفيد بأنه تم نقل 36 مركبة نقل عسكرية توجهت من قاعدة أكروتيري التابعة لسلاح الجو الملكي في قبرص إلى “تل أبيب” ناقلة 4300 فردً والعديد من المعدات العسكرية، بما في ذلك دبابات “أبرامز” وثلاث مروحيات “بلاك هوك” للمشاركة في القتال إلى جانب جيش العدو.
وكانت صحيفة “ذى صن” قد كشفت أن فرقة من قوات “أس أي أس” الخاصة البريطانية، قد وضعت على أهبة الاستعداد في القاعدة القبرصية للمشاركة في المعارك الدائرة في غزّة إلى جانب القوات الصهيونية بذريعة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية البريطانية.
وقد تعرضت وزارة الحرب البريطانية إلى حرج كبير نتيجة المعلومات التي تم كشفها. لذلك، وافق متحدث باسم وزارة الحرب على إجراء مقابلة مع موقع “ديكلاسيفايد” زعم فيها أن الرحلات الجوية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني إلى “إسرائيل” لم تنقل أي أسلحة فتاكة وأن سلاح الجو الملكي البريطاني قام بتشغيل عدد من الرحلات الجوية إلى الكيان منذ 7 أكتوبر 2023 من أجل دعم المشاركة الدبلوماسية للمملكة المتحدة والمساعدة في مغادرة المواطنين البريطانيين، حسب قوله.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الجو الملکی البریطانی الرحلات الجویة وزارة الحرب إلى الکیان
إقرأ أيضاً:
عاملات أجنبيات مشرّدات في الحرب… والحلّ في الرحيل
اتسعت في الآونة الأخيرة دائرة العدوان الاسرائيلي لتشمل بأضرارها العمال الاجانب ومن بينهم العاملات في المنازل اللاتي افترشن الأرصفة مع اشتداد القصف والدمار.
تُركت العاملات في الشارع لقدرهنّ وسط التخبط الاداري والرعب الذي تفرضه الحرب. فلم يبق أمام تلك العاملات من مكان يأويهن سوى الشوارع ودون أي مغيث. لقد تخلى عنهن الجميع فضاعت جوازات سفرهن عند الكفيل وتعثرت حكوماتهن في إجلائهن ولم تمدهن بأية مساعدة لا مادية ولا غذائية. وحتى الملاجئ عجزت عن استقبالهن لسبب اكتظاظها بالنازحين اللبنانيين، وباتت الكثيرات منهن في العراء وفي حدائق بيروت.
وأشارت المنظمة الدولية للهجرة ازاء هذا الواقع المرير، إن لبنان يستضيف أكثر من 177 ألف عامل مهاجر، جلهم من أفريقيا وآسيا. ويتشكل هؤلاء في الغالب من نساء يعملن في المنازل بموجب نظام الكفالة المجحف بحق العمال.
وفي ظل هذا الوضع المأساوي للعاملات الأجنبيات ومع استفحال الاعمال الحربية، بادرت مجموعة من اللبنانيين بتوفير مأوى لعاملات أفريقيات وجدن أنفسهن دون عمل، وهن ينتظرن من أحد ما أن يمدّ يد العون لهن، وسط تعاظم العدوان الإسرائيلي وتوسعه على لبنان منذ 23 أيلول الماضي. فاستأجرت اللبنانية ليا الغريب احدى الناشطات في المجال الاغاثي مأوى، بعد أن شاهدت نساء من السيراليون يفترشن أزقة بيروت، موجهة نداء للمساهمة في مساعدتهن.
وتحدثت ليا في حديث صحافي، عن المساعدات المقدمة للنساء الإفريقيات من خلال تبرعات عينية ونقدية يجمعونها، مشيرة إلى أنه سيتم تخصيص قسم من النفقات لإعادة النساء إلى سيراليون، كما سيتم استخدام الباقي لجعل هذا المكان أشبه بمنزل لهن.
وقالت: "نحن على تواصل مع المؤسسات الأمنية والسفارات والحكومات، حتى تتمكن النساء من العودة إلى بلادهن، باستثناء عدد قليل جدا منهن يفضلن البقاء والعمل في لبنان".
تشير عاملة أفريقية، متواجدة في مأوى في بيروت لـ"لبنان24" الى أنها جاءت إلى لبنان في عام 2019 وعملت مع عائلة في الجنوب وهي اليوم تريد العودة الى بلدها والخروج من المأوى في أسرع وقت ممكن، قائلة: "لبنان لم يعد بلدا آمنا، وتخيفني أصوات الحرب هنا والقصف كثيرا".
وتقول عاملة أخرى أنها كانت تعمل في أحد الفنادق الكبيرة في لبنان، وفجأة وجدت نفسها دون عمل في الشارع بعد اندلاع العدوان واغلاق الفندف. وتضيف: "لا مال لدي اليوم وانا أنتظر الدعم من المبادرات الفردية والايادي البيضاء، حتى عائلتي الفقيرة في الخارج بحاجة الى دعم مادي ولم أقدر على مساعدتها، ان الوضع الراهن أوقعنا بكارثة كبيرة لا اعلم متى ستنتهي".
قبل نشوب الحرب بين اسرائيل و"حزب الله" كان يقتصر عمل الجمعيات المهتمة بالعمال الاجانب على السعي لتأمين حقوق العاملات والعاملين لاجل حياة كريمة لهم في هذا البلد الذي يعج بالأزمات. أما اليوم ومع تعاظم الحرب والرعب أصبح لديهم مهمة واحدة يعملون لاجلها وهي تسهيل معاملات المغادرة لاولائك العمال كونه لم يعد هناك من حل آمن أفضل من الرحيل. المصدر: خاص "لبنان 24"