السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، سيدتي قبل كل شيء أشكر كثيرا هذا الموقع وبالأخص هذا الركن على الفسحة التي تمنح الطمأنينة في النفوس. فبسبب الحزن الذي يَلُف قلبي لم يعد لي رغبة في شيء. فأنا سيدة على عتبة الطلاق ولي ابن، عدت بيت أهلي بعد أن تجرعت من المرة ما يكفي. لكنه نصيبي وأنا راضيت به والحمد لله.

لكن ثمة مواقف ترهقنا تفاصيلها، وتعمق الجرح الذي نداريه عن الأعين، فأخي الوحيد حفظه الله في هذا العيد لم يسأل عني ولا عن احتياجاتي ماعدا مصافحة باردة تبادلنا فيها التهاني، حقيقة ومنذ أن عدت إلى بيت أهلي فأنا ومنذ أن عدت إلى بيت أهلي لم أكن أنتبه لشيء، وكان جيدا معي. لكن في هذه العيد انتابني إحساس غريب قبض على قلبي. فقد كان طيب مع الجميع يلعب مع أولاده، ويمازح أمي وأبي، أما أنا وابني كنا مهمشين من طرفه، أحمد الله أن أبي لم يكلني ذليلة، ولم يتركني بحاجة لشيء، لكنني تمنيت لو أن أخي جبر بقلبي المكسور، وحن على ابني الوحيد.

سيدتي حقا أحزنني الموقف كثيرا، وشعرت بالنقص، وأنه لا سندي لي في الحياة، فلا ذنب لي أنني قررت الطلاق، وهو أعلم بكل ما مررت به، وهذا موضوع لا أريد أن أخوض فيه، فلماذا يعاملني بها الإجحاف؟ فاتحت أمي في الموضوع وقالت أنني تحسست فقط، أنيروني حتى لا أظلم أخي من فضلكم.

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أشكرك على الثقة وأتمنى أن تكوني بخير، حبيبتي من الواضح أنك بذرة طيبة وأصيلة، لقد قدرت شعورك كثير، وتفهمت إحساسك لتلك المعاملة من أخيك، فكلمة مملوءة بالمحبة منه كانت كفيلة لتُدخل على قلبك البهجة والسعادة، فالأخ بالنسبة للأخت حقا كما قلت هو السند، بل هو الأمان والحماية، فدلال الأخ له نكهة خاصة ترغبها كل فتاة، وتتباهى بها، فمهما كانت ظروف الأخت عزباء متزوجة أو مطلقة يجب عليه أن يشعرها أخاها بالاحتواء وأن يقف بجانبها وأن لا يتركها تحتاج أمرا، أما مسألة الطلاق لا يجب أن تعتبريها أمرا سيئا، ولا يجب في نفس الوقت أن تعتبري تصرف أخاك سببه كونك هذا الطلاق.

أختاه رفقا بنفسك، ولا تهولي الأمر ولا تسمحي للشيطان أن يفعل فعلته بينك وبين أخاك، لهذا أدعوك لأن تلتمسي له الأعذار، فربما هو حزين لأمرك، وربما لديه ما يقول لاحقا، فحاولي أنت التودد إليه بالتي هي أقوم، ثم أنت حظيت باحتواء والدك، فالكثيرات ممن عدن إلى بيوت أهلهن لم يجدن الرحب، ولا الاحتواء، لا من أب ولا من أخ، فلا تحملي أخاك مسؤولية إحساسك المرهف، فهو لا يقصد جرحك أكيد أو تهميشك، خاصة وأنك لم تسمعي منه ما يريب مكانتك في قلبه.

نعلم جميعا أن الكلمة الطيبة والاهتمام الصادق يزيدان من الود والمحبة بين الناس، لكن ما في قلب أخيك لا يعلمه إلا الله تعالى، فلا داعي للتأويلات والفرضيات التي من شأنها أن تفسد ما بينكما من احترام، وبما أنك فاتحت أمك في الموضوع فمن المؤكد أنها ستنبهه للأمر، فلا تقلقي ولا داعي لتهويل هذا الموقف، اهتمي بنفسك وابنك، ودعي الأيام المقبلة تجيبك وتوضح لك مدى حب أخيك لك بحول الله، ودعي وكل عام وأنت بخير.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

الطلاق له خطة شرعية.. «خالد الجندي»: ما ينفعش تصحى من النوم تقول لها انت طالق يا نوال

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الطلاق في الإسلام ليس فعلًا عشوائيًا يتم في لحظة انفعال، بل هو خطة شرعية محكمة تضبطها نصوص القرآن الكريم، مشددًا على أن الطلاق لا يصح شرعًا إلا إذا وقع في طُهر لم تُمس فيه المرأة، أي لم يحدث فيه جماع.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس: "مش صحي من النوم يقول لها: يا نوال، إنتِ طالق! مفيش الكلام ده في الشرع.. الطلاق لازم يتم وفق خطة زي أي عبادة تانية، زي ما الوضوء له خطوات، والصلاة لها خطوات، الطلاق كمان له خطوات".

وأشار إلى قول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ"، مُوضحًا أن "لام" العدّة في الآية هي لام الاستقبال، أي أن الزوج ينبغي أن يُطلق الزوجة وهي في حالة استعداد للعدة، بمعنى أن تكون قد انتهت من حيض وبدأت طهراً جديداً لم تُمس فيه، لأن هذا هو الوضع الوحيد الذي تبدأ فيه العدة بشكل شرعي سليم.

وأضاف: "المرأة بعد الطلاق تعتد بثلاثة أطهار على مذهب المالكية والشافعية، ولو الزوج طلقها الطلقة الأولى أو الثانية، يقدر يرجعها خلال فترة العدة دون إذنها لأنها ما زالت زوجته، أما لو كانت الطلقة الثالثة، فدي بنسميها طلاق بائن بينونة كبرى، ولا تحل له حتى تنكح زوجًا غيره".

وتابع: "الناس لازم تفهم إن الطلاق مش قرار لحظي، ده تشريع إلهي منظم يهدف إلى الحفاظ على الكرامة والحقوق، وما فيش حاجة في ديننا بتمشي بعشوائية، حتى الانفصال له آدابه وأحكامه".

مقالات مشابهة

  • «أهلي 2008» يواجه غزل المحلة اليوم في بطولة الجمهورية
  • ياسر إبراهيم: حسبي الله ونعم الوكيل في أي حد بيغلط في أهلي اتقوا الله
  • سر توقف الزمالك عن سداد غرامة بوطيب
  • ريم مصطفى تحبس دموعها على الهواء.. والسبب وفاة جدتها
  • بعد إيقاف القيد.. ما سر توقف الزمالك عن سداد غرامة بوطيب؟
  • الطلاق له خطة شرعية.. «خالد الجندي»: ما ينفعش تصحى من النوم تقول لها انت طالق يا نوال
  • الطلاق لا يعني نهاية دور الرجل.. كيف يتعامل الأب مع أطفاله بعد الطلاق؟
  • هذا موعد ونقاط بيع أضاحي العيد المستوردة
  • الخاطبة عبير حسن: الأهالي يتفقون على شروط الطلاق قبل الزواج
  • ميناء سكيكدة سيستقبل 3 بواخر محملة بأضاحي العيد المستوردة