هل تنضم إيران إلى حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل؟
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
تزداد المخاوف في دولة الاحتلال من انزلاق التوتر على الحدود مع لبنان إلى حرب شاملة غير محسوبة مع حزب الله، وسط تساؤلات عن إمكانية مشاركة إيران فيها.
وقال تحليل للكاتب نداف إيال في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن أسوأ ما في الأمر هو أن "إسرائيل والولايات المتحدة ليس لديهما خطة متماسكة في حالة عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن المحتجزين لدى حماس، ففي الوقت الذي يريد فيه البيت الأبيض أن تتوقف الحرب، أصبح كل شيء آخر ثانويا".
ويضيف الكاتب أنه بعد دعم واشنطن لإسرائيل على مدار سبعة أشهر تقريبا، وهي فترة أطول من أي حرب إسرائيلية أخرى في الماضي، أصبح لدى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اعتباراته السياسية الخاصة، وأصبحت المشكلة الأكثر حدة هي أن الولايات المتحدة، بغض النظر عن الانتخابات، ليس لديها استراتيجية طويلة المدى للتعامل مع إيران وحلفائها الإقليميين.
تساؤلات بشأن جبهة الشمال
ويطرح الكاتب تساؤلات يصفها بأنها الأكثر إلحاحا وهي: إذا استمر حزب الله في إطلاق النار في الشمال وذهبت إسرائيل إلى حرب أوسع هناك، فكيف يمكن أن يستمر القتال المكثف في الجنوب، مع الأخذ في الاعتبار القوة البشرية للجيش الإسرائيلي والاحتياطيات المحدودة؟ وإذا شن الجيش الإسرائيلي عملية غزو بري داخل لبنان وتلقى حزب الله ضربة، فهل سيتوقف نصر الله بعد ذلك ويقطع العقدة التي تربط غزة بلبنان؟
ويلفت الكاتب إلى أن ساحة المعركة الرئيسية بالنسبة لإسرائيل تتحول من الجنوب إلى الشمال، مشيرا إلى أن الجيش ووزير الحرب، يوآف غالانت، مصممان على محاولة إعادة عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشمال قبل بدء العام الدراسي في أيلول/ سبتمبر، وهذا يتطلب محاولة حازمة، عسكرية أو غير ذلك، لوقف هجمات حزب الله.
ثلاث احتمالات
ويرى الكاتب أنه توجد ثلاثة احتمالات، أولها وقف إطلاق النار والتهدئة، وهو احتمال يعتبره الجيش الإسرائيلي غير جذاب، بمعنى أن تتوقف الحرب في الجنوب، ويوقف حزب الله إطلاق النار في الشمال، أو التوصل إلى نوع من التسوية الخادعة، مثل "انسحاب حزب الله إلى مسافة 8 كيلومترات"، بيد أن المشكلة هي أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الحرب في الجنوب سوف تتوقف، وهي الحرب التي من شأنها أن تسمح لحزب الله بالتراجع عن هجومه المستمر على إسرائيل منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر. وفقا للكاتب.
أما الاحتمال الثاني الذي يطرحه الكاتب يشير إلى التوصل إلى اتفاق في الجنوب، بما في ذلك إعادة المحتجزين واستخدام هذه النافذة لبدء عملية عسكرية في لبنان، ويفضل الجيش الإسرائيلي هذا الخيار لأن الاتفاق سيحرر القوات من الجنوب، إلا أن الجدوى السياسية لحدوث ذلك قليلة، فأولئك الذين يوقفون الحرب في الجنوب لن يفعلوا ذلك عادة لبدء حرب أكثر صعوبة في الشمال.
ويطرح الكاتب احتماله الثالث وهو تحويل التركيز نحو الشمال، وأنه لن يكون هناك اتفاق في الجنوب، لكن الحرب هناك ستنتهي أساسا، وسيقوم الجيش الإسرائيلي بنقل القوات والموارد إلى الشمال بهدف القيام بعملية قصيرة من شأنها أن تلحق ضررا شديدا بحزب الله وتؤدي إلى انسحابه من الحدود.
ترجيح دخول إيران
ويقول الكاتب إنه في مثل هذه العملية من المتوقع أن يطلق حزب الله آلاف الصواريخ الثقيلة والدقيقة نسبيا عبر الشمال وحيفا وخارجها، وحتى عندما يحدد الجانبان، إسرائيل ونصر الله، هدفهما، فمن المتوقع أن تشهد إسرائيل مستويات غير مسبوقة من الدمار، وتقدر وكالات الاستخبارات الغربية أنه من المرجح أن تنضم إيران وتهاجم إسرائيل في حرب واسعة النطاق مع حزب الله.
ويلفت الكاتب إلى تصريح كان قد أدلى به مصدر إسرائيلي رفيع المستوى وهو "إذا كان من المفترض حتى الآن أن حزب الله سينضم إذا هاجمنا إيران، فثمة استنتاج هو أن إيران ستنضم إذا هاجمنا حزب الله بعمق".
ويضيف الكاتب أن هناك تحديات أخرى لابد من أخذها في الاعتبار وهي التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة تواصل تأخير وصول الذخائر إلى إسرائيل، حتى الآن، وهذه الذخائر ضرورية للحرب في لبنان.
ويقول الكاتب إن التصور داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يتلخص في وجود إنجاز تكتيكي كبير، يمكن تضخيمه إذا كانت هناك حاجة إلى بدء حملة عسكرية جديدة في الشمال، مشيرا إلى حالة من القلق الهائل داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن التهديدات الجديدة وتقارب الجبهات البعيدة، وخاصة إيران.
أضرار دبلوماسية هائلة
ويتحدث الكاتب عن مخاوف رئيسية من أن تتحول غزة إلى ثقب أسود، يجذب أهم القوى إلى إسرائيل، بينما تتوالى التهديدات الشديدة في الشرق والشمال، وهذا من شأنه أن يستمر في التسبب في أضرار دبلوماسية هائلة، بما في ذلك توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، وإرهاق القوات العسكرية الإسرائيلية.
ويختتم ناداف إيال مقاله مشيرا إلى أن الإسرائيليين وقعوا مرة أخرى في فخ المماطلة اللانهائية، وهو ما يميز رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي، لأنه لا يتخذ أي قرار إلا بعد أن يصبح ذلك ضروريا، وأحيانا بعد فوات الأوان، وهو أسلوب وصفه الكاتب بأنه خدم نتنياهو سياسيا طوال مسيرته المهنية الطويلة، لكن ما يناسبه سياسيا لا يصب في المصلحة الاستراتيجية لإسرائيل، فنتنياهو لم يكن أبدا قائدا للحرب، ومن الواضح أن قدرته على المناورة السياسية ليست كافية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية دولة الاحتلال حزب الله إيران حماس الحرب إيران حماس حزب الله الحرب دولة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی فی الشمال فی الجنوب حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن عن محادثات مباشرة مع إيران وخيبة أمل في إسرائيل
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأول مرة عن إجراء محادثات أميركية مباشرة مع إيران، وفيما أكدت طهران أن المحدثات ستكون "غير مباشرة"، عبرت مصادر إسرائيلية عن "خيبة أمل" من الإعلان المفاجئ لترامب.
وخلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاثنين، أعلن ترامب أن اجتماعا هاما سيعقد يوم السبت المقبل على أعلى مستوى، مضيفا أن نجاح هذه المفاوضات سيكون إيجابيا لإيران وإلا فستكون في "خطر كبير".
وقال ترامب "إيران لا يمكن أن تملك سلاحا نوويا، وإذا لم تنجح المحادثات، أعتقد أنه سيكون يوما سيئا للغاية بالنسبة لإيران"، وأكد أنه لا واشنطن ولا إسرائيل ترغب في المشاركة في أي صدام ما دام تجنبه ممكنا.
ولم يحدد ترامب مكان إجراء المحادثات، لكنه أكد أنها لن تكون عبر وكلاء بل على "أعلى مستوى تقريبا".
وبعد ساعات أكدت طهران أن المحادثات ستجرى السبت في سلطنة عُمان، مشددة على أنها "غير مباشرة".
وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة اكس أن "إيران والولايات المتحدة ستجتمعان في عُمان السبت لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى"، مضيفا "إنها فرصة بقدر ما هي اختبار. الكرة في ملعب أميركا".
إعلانوأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن المحادثات سيقودها عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن إيران منفتحة على تفاوض مباشر مع واشنطن إذا سارت المفاوضات غير المباشرة بشكل جيد.
وأوضح المسؤولون الإيرانيون أن طهران "تفهم المحادثات بشكل مختلف إلى حد ما عما وصفه ترامب".
وأجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة خلال فترة الرئيس السابق جو بايدن، إلا أنها لم تحرز تقدما يذكر. وكانت آخر مفاوضات مباشرة معروفة بين الجانبين في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي قاد جهود التوصل للاتفاق النووي بين طهران وقوى عالمية في عام 2015، وهو الاتفاق الذي انسحب منه ترامب لاحقا.
صدمة الوفد الإسرائيليمن جانب آخر، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر سياسية قولها إن إسرائيل لم تكن تعلم مسبقا بالاتفاق بين ترامب والإيرانيين بشأن مفاوضات بين الطرفين، وذكرت أن مصدرا في الوفد الإسرائيلي أكد أن الصدمة كانت واضحة على وجوه الوفد الإسرائيلي في واشنطن عقب الإعلان عن المفاوضات.
واعتبرت الصحيفة أن زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض كانت مخيبة للآمال بعد إعلان ترامب عن المفاوضات.
وقال نتنياهو، الذي أبدى القليل من الدعم لعقد مفاوضات بين واشنطن وطهران، إنه إذا كانت الدبلوماسية قادرة على منع طهران من امتلاك أسلحة نووية "بشكل كامل، كما حدث في ليبيا، فإنني أعتقد أن هذا سيكون أمرا جيدا".
وكان ترامب قد بعث الشهر الماضي برسالة إلى طهران يدعوها إلى إجراء مباحثات بشأن برنامجها النووي، محذّرا في الوقت نفسه من تعرضها إلى "القصف" في حال فشل التفاوض بين البلدين.
وخلال ولايته الرئاسية الأولى، اعتمد ترامب سياسة "الضغوط القصوى" على إيران، حيث أعلن بشكل أحادي انسحاب بلاده من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي، وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجيا عن التزاماتها ضمن الاتفاق.
وعقب عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، عاود ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" تجاه طهران، لكنه أكد في موازاة ذلك انفتاحه على الحوار معها لإبرام اتفاق نووي جديد.
إعلان