منها الفاليوم.. سيلين ديون تكشف إفراطها في تناول الأدوية لمواجهة متلازمة الشخص المتيبس
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
تحدثت المغنية سيلين ديون خلال مقابلة عرضتها قناة "تي اف 1" الفرنسية الأحد، عن إفراطها في تناول "أدوية خطرة للغاية"، وذلك قبل بث فيلم وثائقي يروي كفاحها مع المرض الذي يبعدها منذ سنوات عن المسرح.
وتكافح الفنانة الكندية البالغة 56 عاما منذ سنوات ضد متلازمة الشخص المتيبس (SPS)، وهو مرض مناعي ذاتي ليس له علاج معروف، ويسبب آلاما حادة وصعوبة في الحركة وتشنجات.
وتبث منصة "أمازون برايم فيديو" هذا الفيلم الوثائقي بعنوان "أنا: سيلين ديون" اعتباراً من 25 حزيران/يونيو.
وقالت المغنية المتحدرة من إقليم كيبيك لقناة التلفزيون الفرنسية إنه عندما أصبح الألم قويا للغاية، لسبب لم تعرفه ديون حتى نهاية عام 2022، "ألغيتُ الكثير من العروض، وجدتُ نفسي أكذب، وأتناول الأدوية… وأجرّب مضاداً للالتهابات أو مضاداً للتشنج أو شيئاً من هذا القبيل".
وأوضحت خلال هذه المقابلة التي سُجّلت في أيار/مايو الماضي في لاس فيغاس بالولايات المتحدة "بدأت بأشياء صغيرة، حتى استسلمت.. مع تناول أدوية خطرة جداً، لأستمر".
ورداً على سؤال الصحافية الفرنسية آن كلير كودريه عمّا إذا تناولت عقار "الفاليوم" (مادة ديازيبام، من أدوية البنزوديازيبينات ذات التأثير النفسي)، أجابت سيلين ديون "نعم، من بين أدوية أخرى".
وأضافت "حصل ذلك من دون تشخيص. لذلك، في البداية، ساعد الأمر قليلاً، ولكن بسرعة كبيرة، كان لا بد من زيادة الجرعات"، و"عندما نصل إلى مستوى خطر من الدواء من دون أي فعالية، أمامنا خياران: إما نستمر أو نتوقف عن التنفس وينتهي الأمر".
وتابعت المغنية قائلة "لا تختبروا الألم بمفردكم (…) اقبلوا بأن تتحدثوا عنه ولكن أيضاً بأن تستشيروا" متخصصين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سیلین دیون
إقرأ أيضاً:
متلازمة سياسية سودانية
إضفاء صبغة حداثية على انشقاق التحالف المدني الديمقراطي(تقدم) استنادا لحدوثه سلما محاولة بئيسة لتجميل عاهة مزمنة متمكنة من الحركة السياسة. فالفراقُ السلميُ بين القيادات ليس جديداً على المشهد السوداني .كل الأُطر الحزبية عانت وتعاني من وباء الانشقاق حتى غدا ظاهرةً سياسية. لا فرق بين انقسام ناعم و آخر خشن . القاسمُ المشترك بين مكونات تلك الظاهرة هو شبقُ السلطة والتكسًّب وإن لم تنج أحياناً من عناصر الغيرة والحسد في التنافس بين القيادات . فالراصد لحركة المنشقين غالبا ما يشهد الهرولةَ إلى امتيازات السلطة دافعا للخروج عن التنظيم ،لا يهم سواء كان حزبا أو تحالفا. ربما في حالتي انشقاق مبكرتيْن وسط اليسار واليمين يكاد المرءُ يستبين ملمحاً فكرياً. جرثومة الانشطار تسللت إلى جسم الحركة السياسية مع بدء نشوء نواته الأولى. فقد بدأت الحركة مشوارها الوطني قبيل الاستقلال بانقسام حول (المسألة السودانية)حسب تعريف الصحافي الرائد حسين شريف.
*****
فمع بروز جمعية اللواء الأبيض وهي بذرة القوى الوطنية الحديثة اتخذ زعماء القوى التقليدية موقفا مناوئا لم يعرقل فقط نموَها بل قصم ساقها إذ عزلها عن تربتهاالشعبية. مع تشكل نادي الخريجين، النواة البكر لبلورة الوعي الوطني المنظّم، ظهر فيروس الانقسام تيارين فيما عُرف بالشوقيين (محمد على شوقي )والفيليين(السيد الفيل). (أسباب الانشقاق ظلت في التحليل النهائي ذاتية محضة)وفق قراءة البروفيسور فيصل عبد الرحمن علي طه. هذا الانشطار تسلل إلى الحركة السياسية إذ نهضت الكتلة الاستقلالية في مواجهة القوى الاتحادية مصبوغاً بتباين تجاه قضية الاستقلال.هو انشاق هيْمّن على خارطة العمل السياسي عقودا عديدة منذ عشية الاستقلال. إن لم تكن خطوطه ماثلة للعيان فربما لا يزال يلقي ظلالاً على المشهد.لعلك تجد منها داخل( تقدم ).
*****
هذه الشروخ المبكرة لم تكن عابرةً إذ ساهمت القيادات التقليدية والحديثة في تعميقها رأسيا و أفقيا.هي لم تضرب هياكل الأحزاب، بل نالت من روح الأمة (القومية)السودانية. فكل انقسام سياسي يمحق أي جهد مبذول أو محتمل لبعث الروح القومية كما أشار الدكتور حيدر إبراهيم علي. انسياق غالبية أبكار المثقفين وراء القطبين الطائفيين جذّر ممارسات التشقق وسط النخبة السياسية. هكذا لم يتوقف الضعف على القوى الحزبية، بل تعطّلت عمليةُ ترسيخ الإحساس الوطني في الأوساط الشعبية .فالقاعدة الجماهيرية سقطت بدورها أسيرةً لكاريزما القيادات فاقدة الثبات على الانتماء و الولاء ، خاصةً في ظل افتقاد الأحزاب المشروع الفكري أو البرنامج الوطني ، بالإضافة إلى إصابتها بحمى التنافس الفردي.
*****
لئن رصد البروفيسور فيصل سردا تاريخياً للبناء والتشققات داخل الحركة الوطنية في سفره الموسوم ( الحركة السياسية السودانية والصراع المصري السوداني) فإن الدكتورة عفاف عبد الماجد أبو حسبو تعمّقت في أطروحتها لنيل الدكتوراه في تشريح تلك الانقسامات وعلاقاتها التبادلية مع السلطة الاستعمارية. هذه القضية شغلت عدداً من المفكرين من أمثال الراحليْن جعفر بخيت ،محمد عمر بشير وحيدر إبراهيم . ربما كان مؤتمر الخريجين إطارا مناسبا لبناء حركة سياسية قومية قابلة للنمو .لكن انتخابات ١٩٤٤ (مثّلت نهاية المؤتمر كمؤسسة قومية) حسب رصد البروفيسور . أربعة تيارات خاضت الانتخابات ليفتقد المؤتمر معها وحدته. لو احتفظت التيارات الأربعة (الاتحاديون -الأحرار-الأشقاء-القوميون ) بكينوناتها لاستوت الحركة الوطنية ربما.غير أن أيا منها لم يستطع مقاومة وباء الانشطار.
*****
المجموعة الموالية لإمام الأنصار كانت أول المنسحبين من المؤتمر فشكلوا (حزب الأمة)باكورة الأحزاب السودانية. غير أنهم نقلوا معهم فيروس الانقسام. فمناعة الحزب لم تصمد بعد وفاة الإمام عبد الرحمن،ثم بدأت الانشطارات تتعدد إثر رحيل الصديق وصعود الصادق على عجل ثم تنازعه مع المحجوب والهادي. مرض التنازع الانقسامي استشرى داخل الحزب حتى بلغ التفسخ بحماقات مبارك الفاضل .تحالف الاتحاديين وُلد موبوءا بالفيروس و لا يزال ينهش كل خلاياه الأميبية . الانشقاق بين ازهري ونور الدين ينسج انموذجا للتنافس الفردي وشهوة امتيازات السلطة .الرجلان تبادلا حق الفصل بحجة الخروج عن الحزب.رأب الصدع بينهما استدعى تدخل النحاس باشا (حفاظا على وحدة وادي النيل ).مكمن وباء تشظي الحزبين الكبيرين.هو الداء وراء انهيار كل محاولات اكتسابهما مناعةً كشريكي زواج سياسي.هو وباء ينهش جسم الحركة السياسية .
*****
لعل الإنقساميْن المبكرين داخل الحزب الشيوعي والأخوان المسلمين اتسما دون غيرهما بملامح التباين الفكري أو الرؤى للعمل السياسي وسط الجماهير . الوصول إلى السلطة لم يكن في قدرة كليهما وقتذاك. عبد الخالق افلح في قيادة تيار أقصى مجوعة عوض عبد الرازق من منطلق أخراج الحزب من حالة ركود وانكفاء فكري وتتظيمي إلى رحاب العمل الجماهيري الواسع ب(صبر دؤوب وعمل خلاق ).مرتكزه في ذلك تطوير المستوى القيادي للحزب عبر منظور استراتيجي وتكتيكي. حسب توصيف عبد الخالق نفسه. غير أن الحزب لم يبرأ من جرثومة الانشقاق. عبد الخالق ظل على قناعة راكزة بأن القفز إلى السلطة عبر أي محاولة انقلابية ستتم بواسطة البورجوازية الصغيرة وليست لصالح الحزب .لكن شهوة السلطة أغرت ثلة من (رفاق راسخين) ،هجروا الحزب مهرولين إلى نظام مايو في انفلاق عظيم . المغامرة برمتها انتهت إلى حمام دم ضحيته القيادة والحزب معا!
*****
كذلك لم يكن الانقسام داخل الأخوان بقيادة حسن الترابي بعيدا عن مسألة تكتيك الخروج من دائرة الدعوة والتبشير بفتح الأفق أمام التنظيم للعمل وسط الجماهير. الانقلاب اتسم بطابع سلمي ،بل ربما ديمقراطي . إذ تمت إزاحة الرشيد طاهر بكر إثر تورطه في محاولة علي حامد الانقلابية. كما أُزيحت أو تراجعت كوكبة القكر والتنوير من طراز مالك بدري وجعفر شيخ ادريس .لكن التيار القيادي الجديد استهدف الإستيلاء على السلطة غاية لا تعلو عليها أولوية فكرية. شهوة السلطة وامتيازاتها تمكّنت من الجماعة حتى العظم . حينما لم يبلغ التيار ذلك الهدف بالتحالفات لجأ إلى خيار الإنقلاب ثم لم يتردد في الاحتفاظ بالسلطة عبر القمع المفرط وحمامات الدم.مع ذلك لم ينج التنظيم من الانقسام إذ لم يبرأ من الفيروس السياسي المزمن فوقعت (المفاصلة).
*****
تحالف (تقدم)يفتقر منذ نشأته إلى غالبية-إن لم نقل كل-شروط النجاة والحياة. فلا نجاح لحركة سياسية عارية من نظرية سياسية. هو تجمعٌ جرى تشكيله على عجل على الصعيد القيادي .هو رد فعل لانشطار وقع بقوة السلاح داخل معسكر ثورة ديسمبر .عدم توفر قسمات التجانس داخل المعسكر ثم داخل التحالف برز غير مرة . الهوة ظلت واسعة بين القاعدة الجماهيرية والقمة.غياب القيادة عن تجمعات المنكوبين في الداخل خاصة والخارج عامة أضعف فرصها لتوسيع تأثيرها. ذلك سلوك ظلم قياديين لا تنقصهم مؤهلات النجاح. مع ذلك فانسلاخ المشقين يجسّد اخفاقا فاضحاً .فالهرولة هنا إلى هيكل دولة معلق في الفضاء . هو لهاث وراء السراب لايفتقد فقط نور الحكمة والعقل بل يعري كذلك تضخم الذاتية وسعار شهوة السلطة! هذا انقسام يؤشر إلى فقدان الروح الوطنية.إذ يتجاوز انشطار التحالف إلى تقسيم الوطن. هذا هو البؤس السياسي في أشنع تجلياته!
*****
على نقيض تجربة (جبهة الهيئات)اتخذت (الحرية والتغيير) جذر (تقدم )مساراً معاكسا.مع ان النقابات شكّلت العمود الفقري للتحالفين في ثورتي اكتوبر ثم ديسمبر.إلا أن الأولى اصطدمت بالقوى السياسية التقليدية فيما أسندت الثانية ظهرها إلى تلك القوى.أبعد من ذلك تناقضاً ؛ فيما استقوت القوى التقليدية ب(عنف البادية) في اكتوبر بغية بلوغ غاياتها والانتصار على الجبهة لجأ المنشقون عن (تقدم) إلى محترفي (عنف البادية) سيئ الصيت من أجل أهداف تشكل ردة إن لم تكن خيانة!
aloomar@gmail.com