الثورة نت:
2025-04-25@06:07:47 GMT

الفقيد النهمي في ذكراه الرابعة

تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT

 

أربعة أعوام من الحزن قضيناها نكابد مرارة الفقد، ووجع الرحيل، أربعة أعوام والحزن يحاصرنا من كل الاتجاهات، أربعة أعوام على رحيل الأكاديمي والسياسي والشاعر والأديب الحصيف الدكتور أحمد صالح النهمي، الشخصية الوطنية المشهود له بالألق والإبداع والعطاء والتميز والحضور الأكثر من رائع في مختلف الميادين والمجالات التي عمل بها والتي كان آخرها عضويته بمجلس الشورى والتي حرم أولاده من حقوق والدهم التي كانت من المفترض أن تكون من نصيبهم في ظل الظروف الراهنة كحق مكتسب لا يسقط بوفاة العضو.


أربع سنوات على رحيل السياسي الشاب المتقد وطنية وحماسا الذي قاد بكل شجاعة وإقدام وحكمة وحنكة الأمانة العامة لحزب اتحاد القوى الشعبية في ظل ظروف بالغة التعقيد جراء العدوان والحصار الغاشم على بلادنا، وشكل رقما صعبا في مسار تحالف الأحزاب اليمنية المناهضة للعدوان الأمريكي والسعودي والإماراتي الغاشم، فكان صريح الموقف، واضح التوجه، لم يجبن، أو يخنع، أو يخضع، أمام تهديدات الأعداء، التي ضرب بها عرض الحائط.
أربع سنوات على رحيل الأكاديمي المستنير الذي ظل صامدا في جامعته وكليته وبين طلابه رغم انقطاع المرتبات، لإدراكه الأهمية التي تكتسبها جبهة التعليم في مواجهة العدوان الغاشم الذي استهدف كافة مقومات الحياة، لم يتذمر رغم ظروفه الصعبة، حيث ظل وفيا لطلابه وطالباته، مشجعا ومحفزا وداعما لهم، بقلب المعلم والأب الحنون الحريص على مستقبل أولاده.
أربع سنوات على رحيل الشاعر الحصيف الذي خلف الكثير من الأعمال والنصوص الشعرية البديعة بأسلوبه الشعري الفريد والمتميز الذي يعكس فراسته الشعرية وقدرته المبهرة على توظيف المفردات واستخدام الصور البلاغية والجمالية بطريقة رائعة تجذب نحوها مسامع وأذهان القراء والمستعمين والمتابعين.
أربع سنوات على رحيل الكاتب الصحفي المتميز في بلاط صاحبة الجلالة، صاحب القلم البالستي المجنح في فضاء الكلمة الصادقة، والتعبير الراقي، والطرح المنطقي، والنقد البناء، والنصح الصادق النابع من القلب، والرؤية الثاقبة للأمور، والتعاطي الإيجابي الوطني المسؤول مع الأحداث، كان قلمه نظيفا نظافة يديه من المال العام، لم يداهن أو يجامل أو يحابي على حساب صدق الكلمة، فكانت كتاباته الصحفية إنعكاسا لمواقفه الوطنية والقومية والسياسية والاجتماعية والإنسانية، وللقيم والمبادئ النبيلة التي نشأ وتربى عليها .
أربع سنوات على رحيل الناقد الأدبي المتمرس في النقد بأسلوبه الأدبي المتزن الخالي من التجريح والإساءة والشخصنة، وهو ما أكسبه احترام الكثير في الوسط الأدبي، وكان له من الكتابات النقدية الكثير والتي تمثل حالة متقدمة في النقد الأدبي في عصرنا الراهن .
أربع سنوات على رحيل أحمد صالح النهمي الإنسان الذي حمل بين جوانحه كل معاني الإنسانية، والتي جسدها طيلة حياته سلوكا وممارسة، فكسب حب وتقدير واحترام الجميع، الذين حزنوا كثيرا على رحيله، الذي شكل بالنسبة لهم خسارة كبيرة جدا، علاوة على ما يمثله رحيله من خسارة على المستوى الوطني، نظرا لما كان يمتلكه من قدرات ومهارات وملكات تجعل منه عنصرا هاما في مسار بناء الدولة اليمنية الحديثة، علاوة على ما يمتلكه من مؤهلات علمية وتوجهات عملية تؤهله للمشاركة في خدمة الوطن والمواطن على حد سواء .
واليوم، ونحن نحيي الذكرى الرابعة لرحيل هذا الوطني الغيور والتي تتزامن مع أحداث غزة وما تتعرض له من عدوان غاشم وحصار جائر وحرب إبادة شاملة، نتذكر تلكم المواقف القومية الأصيلة المناصرة لفلسطين والقضية الفلسطينية والتي جسدها فقيدنا الراحل بالكلمة الصادقة شعرا ونثرا وكتابة ونقدا، حيث كان ملهما بفلسطين وداعما لمقاومتها وقضيتها التي كان يرى كما هو حال كل الأحرار في المنطقة بأنها القضية الأولى والمصيرية لكل العرب والمسلمين، لقد كان الفقيد النهمي وفيا لكل القيم النبيلة، والمبادئ السامية، والثوابت الوطنية، والقضايا القومية، لذلك كان رحيله صادما لكل من عرفه، ومحزنا لكل من تعايشوا معه، ومؤلما لمن ألفوا على مرافقتهم له والقرب منه، لذا لا غرابة أن يظل الحزن على رحيله مستوطنا سويداء القلوب، وكأنه رحل عنا بالأمس، فمن عرفه يدرك تماما، بأن أحمد النهمي عصي على النسيان، وأن الحزن عليه يتجدد في كل لحظة نفتقده فيها .
لروحه الطاهرة الخلود في أعلى عليين، رحمة الله تغشاه، وطيب الله ثراه، وجعل الجنة سكناه، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الفيوم تستعيد بريقها الأدبي: نادي المحافظة يحتضن المؤتمر الأدبي الأول بمشاركة نخبة المثقفين

تستعد محافظة الفيوم لاستضافة فعاليات مؤتمر الفيوم الأدبي الأول على مدار يومي السبت والأحد الموافقين 26 و27 أبريل 2025، والذي يقام بنادي محافظة الفيوم الرياضي، وذلك في إطار المبادرة الطموحة "الفيوم تنهض من جديد".

عودة الروح الأدبية

يُعد هذا المؤتمر بمثابة محاولة جادة لإحياء وهج مؤتمر الفيوم الأدبي الذي انطلقت دورته الأولى عام 1995، حيث يسعى القائمون عليه إلى استعادة تلك الروح الأدبية والثقافية التي ميزت المحافظة، ويُقام المؤتمر بجهود ذاتية ومبادرة من الأدباء والمثقفين المشاركين، الذين يتجاوز عددهم 200 شخصية.

يوم حافل بالإبداع

تنطلق فعاليات المؤتمر يومياً من الساعة العاشرة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، ليومين حافلين بالجلسات النقاشية، والأمسيات الشعرية، وورش العمل الأدبية، التي تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي وتبادل الخبرات بين المبدعين.

مبادرة من القلب

تأتي هذه المبادرة الطيبة من الشاعر القدير أشرف أبو جليل، الذي أطلق شرارتها الأولى في ديسمبر الماضي، إيماناً منه بضرورة إعادة تنشيط الحراك الثقافي في الفيوم وتعزيز مكانة الأدباء والمبدعين في المجتمع.

عقدت اللجنة المنظمة للمؤتمر سلسلة من الاجتماعات المكثفة بمقر نادي محافظة الفيوم الرياضي، بحضور أيمن فزاع، المدير التنفيذي للنادي، وذلك لوضع اللمسات النهائية والتأكد من جاهزية كافة الترتيبات لاستقبال هذا الحدث الثقافي الهام، كما تم إجراء بروفة شاملة لضمان سير الفعاليات بسلاسة وتحقيق أقصى استفادة للمشاركين.

شهدت الاجتماعات التحضيرية مشاركة نخبة من المثقفين والأدباء البارزين في محافظة الفيوم، من بينهم: ": الدكتور محمد ربيع، الأديب عويس معوض، الشاعرة الدكتورة إيمان العقيلي، الكاتب أحمد فيصل، الكاتب سيد الليموني، طه عباس، مدير المسرح بالنادي، علا إبراهيم، المشرفة على النشاط المسرحي.

يُعلق المثقفون والأدباء في الفيوم آمالاً كبيرة على هذا المؤتمر في إعادة الزخم الثقافي للمحافظة، وتأكيد مكانتها كمنارة للإبداع والفكر في صعيد مصر.

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • في ذكراه الـ 155 كيف كان دور لينين في الثورة الروسية؟
  • كلية الإعلام في جامعة دمشق تخرج طلاب الدورات التدريبية المتخصصة، والتي أُقيمت ‏بالتعاون مع معهد الجزيرة للإعلام
  • الفيوم تستعيد بريقها الأدبي: نادي المحافظة يحتضن المؤتمر الأدبي الأول بمشاركة نخبة المثقفين
  • تألق ليبي في البطولة الإفريقية للكرة الطائرة
  • واردات الهند النفطية من العراق تتراجع الى ادنى مستوى في أربع سنوات
  • في ذكراه ال ١٥٥ كيف كان دور لينين في الثورة الروسية؟
  • محكمة البيضاء تصدر أحكامًا رادعة بحق موظفين بمصرف وطني بتهمة الفساد
  • العبدالوهاب: الشريك الأدبي أعاد تموضع بنية المشهد الثقافي الجديد
  • الشارقة.. إسقاط المخالفات المرورية التي مضى على ارتكابها 10 سنوات