RT Arabic:
2024-11-23@13:55:54 GMT

هل ننتظر تصعيدا أعقاب "إنذار" بوتين الأخير؟

تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT

هل ننتظر تصعيدا أعقاب 'إنذار' بوتين الأخير؟

قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إنه لم يتبق سوى ثلاثة إلى أربعة أشهر قبل الحرب العالمية، وانه يسيطر على مخزون البلاد من السلع الاستراتيجية، بما في ذلك السكر والملح.

تعكس هذه الكلمات الأجواء التي تعيشها أوروبا نتيجة تصعيد التصريحات، بدءا من وعود إيمانويل ماكرون بإرسال قوات إلى أوكرانيا، وصولا إلى توضيحات فلاديمير بوتين الأخيرة بشأن الشروط الضرورية لتسوية الأزمة الأوكرانية.

إقرأ المزيد قانون الطبيعة: باختيار النصر التكتيكي نعجّل بالهزيمة الاستراتيجية

وكما هو معلوم، فإن هذه الشروط تشمل رفع العقوبات الغربية، ونقل أوكرانيا إلى روسيا أجزاء من المناطق الأربع المنضمة حديثا إلى روسيا، والتي لا زالت أجزاء منها لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا، والتزامها وضع الحياد، وعدد من الشروط الأخرى. ومن الواضح للجميع أن هذه الشروط لن تقبل، على الأقل في الوقت الراهن، في حين أن كلمات بوتين بأن المسؤولية عن المزيد من إراقة الدماء في تلك الحالة ستقع على عاتق الجانب الأوكراني يُنظر إليها من الغرب بأنها تهديد ومقدمة لتكثيف روسيا لعملياتها العسكرية.

لا أميل إلى اعتبار تصريحات بوتين بمثابة إنذار نهائي، أو تهديد، أو علامة على بداية وشيكة لهجوم جديد. لكن هذا لا يجعل مخاوف الرئيس الصربي أقل وجاهة.

بصراحة، لا أرى أسبابا كافية لظهور بيان بوتين الآن، لكن هناك سببان ونصف محتملان لذلك، لكن جميعها ليست واضحة تماما.

نظريا، يمكن اعتبار إعلان هذه الشروط من جانب بوتين بمثابة خطوة وقائية قبل ما سمي بـ "قمة السلام"، التي بادرت إليها أوكرانيا بهدف الموافقة على الشروط الأوكرانية للتسوية من قبل أكبر عدد ممكن من الدول. وتشمل الشروط الأوكرانية المطالبة بالعودة إلى حدود عام 1991 (أي بما في ذلك شبه جزيرة القرم)، وتعويضات ضخمة لأوكرانيا، وما إلى ذلك، منتهى السخف. لذا قد ينظر المرء إلى تصريح بوتين باعتباره ردا استباقيا على نتائج هذه القمة، إلا أن هذه القمة فشلت حتى قبل أن تبدأ. حيث تجاهلها بايدن، وتقلصت مطالب أوكرانيا في البداية إلى أن تكون بلا أسنان نسبيا، وبعد ذلك حتى ما بقي لم يعد يحظى بدعم إلا من الدول الغربية، في حين أن بقية الدول إما لم تشارك، أو اقتصرت على دور المراقب، وهو ما يعني أنه لم يكن هناك ما يمكن الرد عليه من قبل بوتين بالأساس، ولم تكن هناك حاجة لذلك، ولم يكن هناك ضغط قوي على روسيا.

إقرأ المزيد اقتصاد الولايات المتحدة على وشك الانهيار.. فهل يصمد بايدن حتى الانتخابات؟

من الممكن نظريا أيضا افتراض أن تصريح بوتين كان بمثابة نقطة في سلسلة من الاتصالات والمفاوضات الخفية عن أعين الجمهور. حيث زار زيلينسكي، عشية "قمة السلام"، المملكة العربية السعودية، التي تلعب دور الوسيط في الصراع الأوكراني بنجاح، ويبدو أنه أظهر عنادا، ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود حتى "غسل بوتين يديه منها"، وبذا حمّل أوكرانيا علنا المسؤولية عن استمرار إراقة الدماء، وهو ما لا يعني، مع ذلك، أن روسيا ستبذل جهودا لتكثيف إراقة تلك الدماء.

أما التفسير الثالث، والأكثر إثارة للقلق، فهو أن صراعا بين الغرب وروسيا يجري الآن حول من سيبدأ الجولة التالية من التصعيد. أو بالأحرى من سينجح في التهرب من المسؤولية عن خطوة قد تنتهي باستخدام الأسلحة النووية، والتي ستؤثر بطريقة أو بأخرى على الكوكب بأكمله.

يدور الآن صراع من أجل الحصول على دعم "الجنوب العالمي" والشرق العالمي وأجزاء أخرى من العالم، أو كل ما هو خارج نطاق "المليار الذهبي". وبطبيعة الحال يشكل موقف الصين أهمية بالغة، نظرا للدور الذي تلعبه في الأداء الطبيعي للاقتصاد الروسي.

وقد زار بوتين بكين مؤخرا، والتي من الواضح أنها ترغب في ترك كل شيء على ما هو عليه، وتقاوم بكل الطرق فكرة ضرورة النضال من أجل قيادة العالم، ولا تستوعب أن النمو الاقتصادي للبلاد وحده لن يجلب لها هذه القيادة. وسابقة استخدام الأسلحة النووية هي الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للصين، لأنها ليست قوة عظمى في هذا المجال، ويمكن للولايات المتحدة أن تدمرها دون إمكانية الانتقام المناسب. ولعل تصريح بوتين هو استمرار للمفاوضات التي جرت في الصين.

وفي هذا السياق يتعين علينا أن ننظر إلى الحوار الذي دار بين فلاديمير بوتين وألكسندر كاراغانوف في المنتدى الاقتصادي الدولي ببطرسبورغ، والذي أظهر خلاله بوتين نفسه ضمن جناح "الحمائم" المتطرفة، رافضا أيا من مقترحات كاراغانوف بشأن التصعيد النووي.

ومع ذلك، فإن بيان بوتين الأخير بشأن شروط السلام ليس مسالما إلى هذا الحد، لكنه، وفقا لما أراه، لا يخلو من مسحة قدرية.

كما لا يمكن القول إن الجبهة في أوكرانيا تتحرك بقوة، وأن روسيا تقترب من تحقيق نصر عسكري، ما سيجبر دول "الناتو" على إرسال قوات إلى أوكرانيا في الأشهر المقبلة. في الوقت نفسه، سيكون لدى أوكرانيا قريبا طائرات غربية، ووفقا للمسؤولين الأوكرانيين، سوف يتمركز بعضها في مطارات دول "الناتو" بأوروبا الشرقية. وقد قالت روسيا مرارا وتكرارا إن بإمكان طائرات "إف-16" حمل أسلحة نووية، وإن مهاجمة موسكو بصواريخ بعيدة المدى، على سبيل المثال، يمكن أن تعتبر محاولة لضربة رأس نووية استباقية من أجل تدمير قيادة روسيا. وتمثل هذه الهجمات على وجه التحديد مصدرا رئيسيا لقلق موسكو، التي تقدمت بإنذار نهائي للولايات المتحدة وحلف "الناتو"، في ديسمبر 2021، وحينها بدأت الحرب في أوكرانيا.

إقرأ المزيد هل تبرم السعودية معاهدة أمنية مع الولايات المتحدة وتطبّع علاقاتها مع إسرائيل؟

وهذا يعني أن نقل طائرات "إف-16" إلى أوكرانيا مع وجود بعضها في مطارات "الناتو" يمكن أن يسمى بسهولة "قمة الاستفزازات"، ويمثل فرصة حقيقية لاستثارة ضربة روسية، إن لم يكن نووية، فعلى الأقل بالأسلحة التقليدية ضد هذه المطارات. وبطبيعة الحال، يمكن أن تكون لها تداعيات، بما في ذلك تلك التي يتوقعها الرئيس الصربي.

في رأيي المتواضع، يكفي أن تحافظ روسيا حتى نهاية العام الحالي على تقدم طفيف على الجبهة، الأمر الذي سيخلق لهجة وخلفية في وسائل الإعلام العالمية غير مواتية لإدارة بايدن. فالعمليات الهجومية الكبيرة، كما قال بوتين، سوف تكلف الكثير من الدماء، وبالتالي فهي غير مرغوب فيها. وقد ضمنت أوكرانيا بالفعل شتاء صعبا للغاية، قد يصبح كارثيا إذا واصلت القوات الروسية هجماتها على البنية التحتية للطاقة. إضافة إلى ذلك، لا يمكن حرمان الأمريكيين من فرصة بدء حرب أهلية لديهم بهدوء، دون أحداث خارجية قد تحشد الأمة.

أي أنه لا حاجة لروسيا، فيما أظن، للتعجل. فهي قادرة على ضبط النفس على الأقل حتى نهاية شتاء 2025، حتى تتضح خطط وقدرات الرئيس الأمريكي المقبل، أيا كان من سيشغل المنصب.

لكن ربما يكون لدى بوتين معلومات تفيد بأن "قمة الاستفزازات" للغرب أمر لا مفر منه، وستحدث قريبا. ولن يكون أمامه حينها سوى القول: "يا قوم، ها أنا فعلت كل ما بوسعي، لكن المسؤولية عن إراقة المزيد من الدماء الآن تقع على الجانب الآخر".

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف ألكسندر فوتشيتش الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي الحرب العالمية الثالثة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين جو بايدن حلف الناتو فلاديمير بوتين فلاديمير زيلينسكي وزارة الدفاع الروسية المسؤولیة عن

إقرأ أيضاً:

الكرملين: بوتين مستعد لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا

موسكو (وكالات) 

أخبار ذات صلة استطلاع: الحدود والإرهاب يثيران قلق الأوروبيين الجيش الأوكراني يتصدى لهجوم جوي على كييف الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملة

أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مستعد لإجراء اتصالات ومفاوضات بشأن أوكرانيا، وهو يتحدث عن ذلك.
وقال بيسكوف للصحفيين، تعليقاً على تقارير حول استعداد بوتين للمحادثات: «الرئيس يصرح مراراً وتكراراً، بأنه مستعد للاتصالات والمفاوضات»، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وأضاف أن المهم بالنسبة لروسيا هو تحقيق أهدافها في الصراع الأوكراني، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال بالفعل إن خيار التجميد لن ينجح. 
وقال بيسكوف، للصحفيين، رداً على سؤال حول ما إذا كان الكرملين مستعداً لمناقشة كيف ستكون الحدود بين روسيا وأوكرانيا: «قال الرئيس بالفعل إن أي خيار لتجميد هذا الصراع لن يناسبنا، ومن المهم بالنسبة لنا أن نحقق أهدافنا المعروفة للجميع». 
في غضون ذلك، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، من أنّ بلاده ستُهزم أمام الجيش الروسي إذا ما قطعت عنها الولايات المتّحدة المساعدات العسكرية، وذلك في الوقت الذي تخشى فيه كييف وحلفاؤها الغربيون أن توقف إدارة الرئيس المقبل دونالد ترامب هذه المساعدات.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية الأميركية، قال زيلينسكي: «إذا قطعوا المساعدات، فسنُهزم، أعتقد أننا سنُهزم».
وأضاف «بالطبع سنستمر في القتال، لدينا إنتاجنا، لكنّه ليس كافياً للانتصار، وأعتقد أنّه ليس كافياً للبقاء على قيد الحياة».
وانتقد ترامب إنفاق إدارة الرئيس جو بايدن عشرات مليارات الدولارات لدعم أوكرانيا منذ بداية الأزمة في فبراير 2022، متعهّداً حلّ هذا النزاع «خلال 24 ساعة»، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.
وعبر شاشة «فوكس نيوز»، أكّد زيلينسكي أنّ أكثر ما يهمّ هو الوحدة بين أوكرانيا والولايات المتحدة، مضيفاً أنّ ترامب يمكن أن يؤثر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب.
وأوضح أنّ بوتين قد يكون راغباً وينهي هذه الحرب، لكنّ الأمر يعتمد أيضاً وبدرجة أكبر على الولايات المتحدة.
في الأثناء، قالت السفارة الأميركية وغيرها من السفارات الغربية في العاصمة الأوكرانية كييف، إن أبوابها سوف تظل مغلقة أمس، لدواعٍ أمنية، فيما قال الوفد الأميركي إنه تلقى تحذيراً من احتمالية وقوع هجوم جوي روسي كبير على كييف.
وتأتي الخطوة الاحترازية بعد يوم من تعهد المسؤولين الروس برد على قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا بضرب أهداف على التراب الروسي بصواريخ أميركية الصنع، وهي خطوة أغضبت الكرملين.
وقالت السفارة الأميركية إن الغلق والتحذير من هجوم جاء في سياق هجمات روسية جارية بصواريخ ومسيَّرات على كييف، وتوقعت عودة سريعة للعمليات المنتظمة.
كما أغلقت السفارتان الإيطالية واليونانية أبوابهما أمام الجمهور أمس، ولكن الحكومة البريطانية قالت إن سفارتها مازالت مفتوحة.
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأول، عقيدة نووية منقحة تقضي بأن أي هجوم تقليدي على روسيا من قبل أي دولة، بمشاركة دولة نووية، يعتبر هجوماً مشتركاً على بلاده. 

مقالات مشابهة

  • هذا ما نعرفه عن الصاروخ فرط الصوتي الروسي الذي أطلق لأول مرة على أوكرانيا .. خارق ولا يمكن اعتراضه ويصل أمريكا
  • هل يمكن وقف الحرب في أوكرانيا؟
  • زيلينسكي: هجوم روسيا الصاروخي يمثل تصعيدا واضحا وخطيرا في نطاق الحرب
  • بوتين يحذر الدول التي تزود أوكرانيا بالسلاح ضد روسيا
  • بوتين: استخدام أسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثر على العملية العسكرية الخاصة
  • بوتين يقول إن روسيا أطلقت صاروخ باليستي تجريبي على أوكرانيا
  • بوتين: روسيا اختبرت صاروخًا جديدًا في هجوم على أوكرانيا
  • بوتين يتوعد باستهداف دول تستخدم أوكرانيا أسلحتها لضرب روسيا
  • بوتين يحذّر: أزمة أوكرانيا اكتسبت عناصر ذات طابع عالمي
  • الكرملين: بوتين مستعد لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا