مواطنون لـ”الثورة”: في العيد تتجسد معاني التكافل والإحسان والعطاء في المجتمع اليمني
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
الثورة / أسماء البزاز
أوضح مواطنون التقتهم «الثورة»، أن فرحة العيد لا تتحقق إلا بالتواصل والعطاء والزيارات وتجسيد صور الإحسان مع المحتاجين والفقراء وردم الخلافات وبدء صفحة جديدة من التسامح..
وأضافوا أن فرحة العيد تكتمل بمشاركة الآخرين الفرحة والحرص على إدخال السرور إلى قلوب من حولنا من المحتاجين وممن شاءت الظروف أن يكونوا في ظروف استثنائية، وتكتمل من خلال الزيارات العيدية وشراء كسوة العيد واصطحاب الأطفال إلى المتنزهات والحدائق وتقسيم الأضحية مع الآخرين من الأهل والجيران.
يقول محمد الحيدري موظف: فرحة العيد هي فرحة لكل المؤمنين، فرحة تعتريهم بتمام الأعمال الصالحة وبشرى القبول ولا تكتمل هذه الفرحة إلا بإسعاد من حولنا من محتاجين ومتضررين ومرضى وأيتام وفقراء وما أكثرهم.
وتابع: ولهذا تتجسد معاني التكافل والإحسان والعطاء في المجتمع اليمني في هذه الأيام العيدية المباركة والجميع يفرح متغلبا على جرحه وألمه وحاجته وفاقته والعيد عيد العافية.
غاية العيد
فاطمة المستكاء -محافظة البيضاء تقول: إن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العظيم: {ولتكبروا الله على ماهداكم} وهذه الغاية من الأعياد المباركة، إذا جمعنا ما في الآيتين من معانٍ عظيمة وآيات جلية، نعرف فضل ذلك علينا وأن الله سبحانه وتعالى قد أعلمنا بأهمية ذلك أن الغاية من الأعياد المباركة هي التكبير والشكر لما أنعمه الله علينا من هدى ونجاح وفلاح في الدنيا قبل الآخرة، لذلك لا بد من إحياء العيد بالأعمال الصالحة والتكافل الاجتماعي والإحسان، وخير من يجب أن نقدم لهم المعونة ويزيد التكافل الاجتماعي معهم هم أسر الشهداء والمرابطين، لأن هذا من باب الإحساس بالمسؤولية تجاه تلك الأسر التي قدمت التضحيات الجسيمة ومن باب العرفان ورد معروف ذويها الشهداء والمرابطين، وأننا جميعاً يد واحدة وهم إخواننا وأخواتنا وأننا سنفرح معهم وبهم ونعيّد جميعاً وكأننا كيان وأسرة واحدة ويتم ذلك من خلال الزيارات العيدية ومن خلال شراء كسوة العيد معاً ومن خلال اصطحاب الأطفال إلى المتنزهات والحدائق ومن خلال تقسيم الأضحية بيننا وبينهم كأنهم جزء من أسرنا، فهذا واجب، حيث يجب أن لا ننساهم أبداً وأن نقدم لهم العون والزيارات المستمرة لمعرفة احتياجاتهم وهذا من باب التكافل الاجتماعي مع تلك الأسر.
الإحسان ثم الإحسان
من جهتها تقول أمة الله عباس من محافظة المحويت: الحمدلله على نعم الله كلها، ونعمة هذه النفحات المباركة والمحطات الربانية التي جعلها الله تعالى وسيلة للتقرب، والتزود فيها بالأعمال الصالحة.
وقالت عباس: ها نحن نعيش الفرحة العيدية بالأضحى المبارك ولذا وجب علينا التقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة ومن أعظمها الإحسان إلى الناس وتعزيز روح العـــطـاء والتكافل الاجتماعي ولا بـد من تفـقد الفقـراء والمساكين ومـــــــد يـد العون والمـساعدة لهم، وتفقد أسر الشهداء والجرحى والمفقودين الذين أحسنوا لهذه الأمة وقدموا تضحياتهم العظيمة فــــي سبيل الله ومن أجل هذه الأمة وما نعيشه من عزة وكرامة ما هو إلاّ ثمرة تضحياتهم العظيمة.
وختمت حديثها قائلة: تفقدوهم واسألوهم عن أحوالهم وفي أي حال هم يا ترى هذا هو أقل واجب ورداً لجميل صنع ذويها الشهداء والجرحى وإحسانهم إلى هذه الأمة، ولا ننسى قـوله تـعـالـى» {وأحسنوا إنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلمُحسِنِینَ}»وقـوله تـعـالـى: {فَـَٔاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنیَا وَحُسنَ ثَوَابِ ٱلَآخِرَةِ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلمُحسِنِینَ}.
العيد عيدان
الكاتبة والثقافية خديجة المُري من محافظة صنعاء تقول: مما لا شك فيه أننا اليوم في ذروة التحديات، وفي أشدُّ المُعاناة والحصار الجائر، وفي ظل مرحلةٍ صعبةٍ جدًا، وشعبنا يُواجه عدوانًا كبيرًا تحالفت فيه كل القوى الشيطانيّة، ولكن شعبُنا العزيز رغم هذا كله ما يزال يُعزز روح الأمل ويحيي فرحة العيد من خلال التكافل الاجتماعي وصلة الأرحام والإحسان إلى المحتاجين والمساكين وزيارة أسر الشهداء والجرحى والمفقودين الذين ضحوا بأرواحهم وحياتهم من أجل ننعم نحنُ بالحرية والأمان؛ وذلك من خلال الرعاية والاهتمام بها، وتفقد أوضاعها وزيارتها والسؤال عنها، وتلمس احتياجاتها الضرورية، وتلبية مُتطلباتهم، والإحسان إليها ولو بالكلمة الطيّبة، وإشعارهم بأن هناك من يهتم بهم بعد أُسرهم، لاسَيما في مثل هذه الأيام العيدية المباركة والأجرُ فيها مُضاعف أن نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ونستغل هذه الفرصة العظيمة في الأعمال الخيرية والصالحة، لِما لها من أهمية كبيرة «كالعطاء والإحسان والتراحم والتعاون فيما بيننا» وأن نحسن إلى أُسر هؤلاء الشهداء والجرحى والمفقودين.
وأضافت المري: ينبغي علينا جميعًا أن لا ننساهم كما يجب علينا الوفاء لهم، بتكريم أُسرهم واحترامها وتقديرها والإحسان إليها، وأن نعطيها ما تحتاجه وألا نبخل عليها، بل نُواسيها ونُضمّد جراحها، ونكون لها الكتف الثابت الذي لا يميل عنها، أو يُفرط بها أو يخذلها.
وقالت: إننا اليوم بتكاتفنا وتعاوننا نُقدم رسالةً للعدوان مفادُها: إنكم أيها الأعداء لن تكسروا عزمنا، ولن تضعفوا صبرنا، بل ازداد صمودنا، وزادت قوتنا، ولن تستطيعوا أن تسلبوا منا حريتنا والعيش في وطننا وسنحيا العيد عيدين بفرحتنا وصمودنا..
غزة
محمد الضيفي -عمل حر يقول من جهته: نحن نعيش العيد كل يوم ولا نشعر، في ظل الأمن والاستقرار والعافية، وسط دفء العائلة والفرحة تكسو شوارعنا وهذا فضل كبير من الله علينا.
وتابع الضيفي: وما يعكر صفونا وينغص فرحتنا ويؤلم قلوبنا هو مستوى الجحيم الذي يعيشه أبناء غزة في ظل العدوان الصهيوني، ونسأل الله أن يجلي كربتهم ويرفع ما أصابهم وينصرهم عاجلا غير آجل.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: التکافل الاجتماعی الشهداء والجرحى فرحة العید من خلال
إقرأ أيضاً:
الحقد وأضراره على المجتمع
محفوظ بن راشد الشبلي
mahfood97739677@gmail.com
يلتزمُ البعض بالوقوف شاخصًا أحياناً عند حد مُعين في مساراته المتعددة في هذه الحياة، ليس اضمحلالًا في فكره أو ما شابه ذلك، بل هو إعادة لترتيب بعض الأوراق أو لفرز بعض الأشياء في نفسه ووضعها في مكانها الصحيح من جانب ومن جانب آخر للتفكّر في التعاملات الغريبة التي تصدر من بعض البشر تجاهه وتجاه غيره وتصنيفها بما يتناسب مع حجمها وطبيعتها مع تلك الفئة من البشر وتوجهاتهم وأفكارهم الغريبة الخارجة عن حدود العقل والمنطق في قانون التعاملات الإنسانية والبشرية.
الحقد هذه الكلمة التي وردت في كتاب الله العزيز وفي الأحاديث النبوية الشريفة وفي غيرها من المسارات والترجمات والمعاني والتفسيرات في صور متعددة وتُشير لنفس المعنى وفي مجملها تصب في جانب واحد وهو أنها تراكمات خبيثة في نفس الإنسان تجاه الغير، وتدخل الغيرة والحسد والغل لتُكمّل عليها وتصنع منها كرة كبيرة ككرة الثلج المتدحرجة، فيصب صاحبها حقده وغلّه على الغير بأسباب وبدون أسباب وليس لها تبرير سوى أنَّه إنسان حاقد وحاسد على نعمة يراها في غيره وهي بُغض منه وضغينة تجاه الغير بلا أية أسباب ولا تبريرات مفهومة وظاهرة منطقيًا وشرعيًا.
سألتُ زميلًا ذات مرة لِم لا أجد نشاطك المعتاد في جانب مُعين ولا أجد لك حضوراً فيه فأجابني بأن هناك فئة تتربص بي كلما أوجدت نفسي هّناك ويتعمدون إيذائي بشتّى الطرق، فسألته إن كان بينكم خلافات في جانب مُعين فأجاب ليس بيننا سوى الخير وأكن لهم وافر الاحترام والتقدير ولا أعي لِما يتعمدون إيذائي ولِما يحقدون علي، فقلت له السبب في ذلك هي نفوسهم المريضة، فبعض النفوس البشرية المريضة إن وجدت خيرًا في الغير حقدت عليه وإن وجدت من يتفوق عليهم في جانب مُعين حقدت عليه، فهم يكنّون للبشر حقدهم وغلّهم الخفي ويظهرون خلافه أمامهم والعِياذ بالله.
وشخص آخر سألته لِما لا يقفون بجانبك ويدعمونك في مجالك أقرب الناس إليك؟ فقال حِقدهم علي كي لا أصل لمستوى أفضل منهم أو يفوقهم، فهم يجدون في أنفسهم بأنهم أفضل مني ولو كانوا هم بلا مستوى وهذا هو السبب في خذلانهم لي، فلا نعي مرض الحقد هذا كيف يصل ببعض البشر لمستوى لا يفهم أسبابه أقرب الناس إليهم فالأمر عجيب وغريب.
الإنسان الحاقد- والعياذ بالله- لا يكتفي بالنظر للغير باحتقار على نعمة يجدها فيه، بل يحقد عليه في كل شيء يصدر منه، فهو ولو لم يُحسن عمل شيء وليس له في الغير شيء، إلّا أن غِلَّه يقتله في داخله على كل شيء، فالمرض ليس بالضرورة أن يكون ظاهرا في الجسد بل تَغلغله في النفوس يفوق ظاهره على الجسد.
ونستخلص من موضوع الحقد والحاقدين أن في داخلهم نار تأكلهم كما تأكل الحطب، وينفثون شرار تلك النار المستعرة داخلهم للغير كي يحرقوه بها ولكن اللّه سبحانه سيكويهم بها في الدنيا والآخرة، ولن يستطيعوا مضرة أحد غير مضرتهم لأنفسهم، فالحقد قد ذمه الله تعالى في كتابه، وكذا نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قوله: "ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإنَّ الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء: من مات لا يُشرك بالله شيئًا، ولم يكن ساحرًا يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه"، فاللهم قِنا وقِ عبادك شر الحاقدين الحاسدين المبغضين إنك سميعٌ مُجيب.