الجزيرة:
2024-12-26@19:39:49 GMT

أسطورة الأكل النظيف.. كيف خدعتنا صيحات التغذية؟

تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT

أسطورة الأكل النظيف.. كيف خدعتنا صيحات التغذية؟

"لقد تم تضليلك بشأن ما يحتاجه جسمك بالفعل"، هذا ما قالته أبيجيل غرين، خبيرة التغذية البريطانية الشهيرة، في معرض تناولها للخرافات التي تُطاردنا ليل نهار على وسائل التواصل الاجتماعي حول "الأكل النظيف"، وصيحات الحمية الغذائية، وتصنيفات الأطعمة الصحية، وأهمية اللياقة البدنية، والترويج لمساحيق البروتين.

وفَجّرت غرين مفاجأة عندما أكدت لصحيفة "هافينغتون بوست" مؤخرا، أن معظم الأشياء التي تعلمناها عن الأكل الصحي والأنظمة الغذائية، "ليست صحيحة تماما".

فإلى أكثر الأفكار الشائعة التي يجب الحذر منها..

تناول البروتين بلا حساب

فقد تزايدت الدعوة في عالم الصحة واللياقة البدنية إلى الإكثار من تناول البروتين، دون اهتمام بالكمية التي نحتاج لتناولها منه فعلا. لذلك، توضح غرين أن "البروتين مهم لوظيفة المناعة وتفاعلات الجسم الكيميائية التي لا يمكننا العيش بدونها"، لكن كمية البروتين التي يجب تناولها يوميا، يُحددها:

وزن الجسم مستوى النشاط البدني مؤخرا، تزايدت الدعوات إلى الإكثار من تناول البروتين، دون اهتمام بالكمية التي نحتاج لتناولها منه فعلا (بيكساباي)

فالحد الأدنى لاستهلاك البروتين لشخص لا يمارس الرياضة بانتظام ولا يتبع نمط حياة نشط، هو 0.8 غرام، مقابل كل كيلوغرام من وزن الجسم". على سبيل المثال، إذا كان وزن هذا الشخص 60 كيلوغراما، فسيحتاج إلى 48 غراما من البروتين يوميا.

أما الأشخاص الأكثر نشاطا والذين يواظبون على تدريبات القوة، فهم يحتاجون إلى كمية من البروتين "تتراوح بين 1.2 و 1.8 غرام يوميا". وبالتالي سوف يحتاج شخص رياضي وزنه 60 كيلوغراما، أن يتناول من 72 إلى 108 غرامات من البروتين يوميا.

اعتبار كل الدهون سيئة

فقد شاع انطباع بأن جميع الدهون سيئة، وأصبح من السهل الافتراض أن أي دهون نأكلها ستكون ضارة لنا، وهو ما ترفضه غرين قائلة "إن الدهون  تحتل مكانا ضروريا في وجباتنا الغذائية، فما يقرب من 30% من إجمالي استهلاكنا للطاقة في اليوم يجب أن يأتي من الدهون". وذلك لأن الدهون هي الأعلى في توفير الطاقة، فمقابل 4 سعرات حرارية فقط يوفرها كل غرام من الكربوهيدرات والبروتينات، يُعطي كل غرام من الدهون 9 سعرات حرارية.

كما أن الدهون ليست كلها متساوية، بحسب غرين، فالدهون المشبعة، كتلك الموجودة في الأطعمة المصنعة والمنتجات الحيوانية، مثل الجبن والزبدة والكريمة، بالإضافة إلى الشوكولاتة ورقائق البطاطس، على سبيل المثال، "هي ما يجب أن نحد منه في وجباتنا، لارتباطه بالعديد من الأمراض".

لكن هناك "دهونا مفيدة" تقدم فوائد صحية للقلب ومضادة للالتهابات، يمكننا الحصول عليها من الأسماك الدهنية والأفوكادو والمكسرات والبذور وزيت الزيتون وغيرها.

وتوضح غرين كيفية معرفة الفرق بينهما، "فالدهون المشبعة تكون صلبة في درجة حرارة الغرفة بسبب تركيبها الكيميائي، في حين أن الدهون غير المشبعة تكون سائلة في درجة حرارة الغرفة".

يجب الحد من الأطعمة المصنعة لارتباطها بالعديد من الأمراض (بيكسلز) إشاعة أن الغذاء الصحي أكثر تكلفة

تُبدي غرين دهشتها من حملات الترويج التي توهمنا بأن الأطعمة الفائقة المعالجة أسهل وأرخص، أما الأكل الصحي فقد يكلفنا أكثر، وتؤكد أن "نفس الأموال التي ندفعها لشراء أطعمة تمنحنا المزيد من السعرات الحرارية، يمكننا أن نشتري بها طعاما ذا قيمة غذائية عالية".

فعلى سبيل المثال، بثمن 100 غرام من الشوكولاتة، تمنحنا 160 سعرا حراريا، و 15.5 غراما سكرا، و5.9 غرامات دهون مشبعة. يمكننا شراء 100 غرام برتقالا، وسنحصل على 41 سعرا حراريا فقط، ناهيك عن الألياف والفيتامينات والمعادن. وهذا مجرد مثال على أن الغذاء الرخيص يمكن أن يوفر المزيد من الطاقة، ولكنه قد لا يكون الأفضل للصحة.

بالإضافة إلى أن بعض الأطعمة الأكثر تغذية، مثل البقول والحبوب والفواكه والخضراوات الطازجة والمجمدة، هي غالبا رخيصة وفي متناول الجميع.

إهمال الألياف لصالح البروتين

وذلك بالرغم من أننا يجب أن نحصل على ما يقرب من 30 غراما من الألياف يوميا، للمساعدة في هضم شيء واحد، بالإضافة إلى الدور المهم الذي تلعبه الألياف في الشعور بالشبع، بإبقائها الطعام في المعدة لفترة أطول، وهو دور مشابه لدور البروتين الذي يحفز إطلاق هرمونات الشبع.

ليس هذا فحسب، بل يمكن للألياف أن تساعد في الحفاظ على نسبة الكوليسترول الضار (إل دي إل) منخفضة، مما يقي من أمراض القلب والأوعية الدموية.

تكريس مصطلح "الأكل النظيف"

والأكل النظيف، مصطلح انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات القليلة الماضية، ويرمز إلى بعض الأطعمة التي تُحاط بهالة صحية خاصة، "رغم أنها قد لا تكون مفيدة بشكل مُطلق"، مثل الحليب والزبادي ومنتجات الألبان قليلة الدسم، ومنتجات اللحوم النباتية، والخبز منزوع الغلوتين، والمشروبات الرياضية، وألواح البروتين.

لكن غرين تؤكد أنه "لا يوجد شيء اسمه أكل نظيف، ولا طعام خارق"، وترى أنها "مجرد مصطلحات براقة غزت ثقافتنا الغذائية، وأربكت أفكارنا الصحية تجاه تناول الطعام".

الأموال التي ندفعها لشراء أطعمة تمنحنا المزيد من السعرات الحرارية، يمكننا أن نشتري بها طعاما ذا قيمة غذائية عالية (بيكسلز)

بل وتحذر من أن يكون لهذا تأثير ضار على الصحة، يتمثل في الإصابة بشكل من أشكال اضطراب الأكل يجعل المصاب لا يتناول إلا ما يعتقد أنه "طعام نظيف".

وأضافت أنه يمكن أن يجعل مشكلة اضطرابات الأكل أسوأ، عندما تكون غير ملحوظة وغير مشخصة، وتتحول إلى وسيلة لتبرير سلوكيات الأكل غير الطبيعية، "فعندما يسأل الشخص عن سبب اتباعه نظاما غذائيا قاسيا أو مقيدا، يسارع بقول إنه يحاول تناول طعام نظيف".

كثرة الخرافات حول خسارة الوزن

تقول غرين، "بالرغم من أن العالم مليء بالأساطير المتعلقة بفقدان الوزن، مثل الاستغناء عن الكربوهيدرات وتناول وجبة واحدة فقط في اليوم"، لكنني أنسى كل هذا وألتزم بقول مايكل بولان، أستاذ العلوم والصحافة البيئية بجامعة كاليفورنيا، "إن كل ما تعلمه عن الطعام يمكن تلخيصه في هذه الكلمات: تناول الطعام (طعام حقيقي من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة، والأسماك واللحوم)، ولكن لا تأكل كثيرا، واجعل معظم  طعامك من النباتات".

التخويف من الكربوهيدرات

تقول غرين "إن الكربوهيدرات ليست عدونا بأي حال من الأحوال، فهي المصدر الأساسي للطاقة لدينا، ويكاد الدماغ يعتمد عليها بشكل حصري تقريبا".

الكربوهيدرات ليست عدونا بأي حال من الأحوال، فهي المصدر الأساسي للطاقة لدينا (وكالة الأنباء الألمانية)

فقط، يفضل أن تكون الكربوهيدرات معقدة مثل الحبوب الكاملة أو الخضراوات الجذرية النشوية، "لتوفر المزيد من الألياف والشبع والطاقة طويلة الأمد". وحذرت غرين من الأنظمة الغذائية المقيدة للكربوهيدرات قائلة، "يتجنب الناس الكربوهيدرات لاستخدام مخازن الدهون كمصدر للطاقة، دون أن يدركوا أن هذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل تحطيم العضلات للحصول على الطاقة والدهون معا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

بذور غير متوقعة تعالج الكوليسترول ودهون الدم

 تشكل زيادة الدهون في الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول خطورة كبيرة على صحة عدد كبير من الأشخاص وتعرضهم للإصابة بأمراض القلب والشرايين.

ووفقا لما جاء في موقع draxe نعرض لكم أهم فوائد بذور الكتان في علاج الكوليسترول ودهون الدم.

يخفض مستويات الكوليسترول

تعتبر بذور الكتان من أفضل الأطعمة التي تساعد على خفض مستوى الكوليسترول وقد أظهرت الدراسات  أن هذه البذور قادرة على خفض مستويات الكوليسترول الكلي والضار للحفاظ على صحة قلبك.

إن محتوى الألياف القابلة للذوبان في بذور الكتان يحبس الدهون والكوليسترول في الجهاز الهضمي بحيث لا يمكن امتصاصها كما تحبس الألياف القابلة للذوبان في بذور الكتان الصفراء، والتي تتكون من الكوليسترول في المرارة ثم يتم إفراز الصفراء من خلال الجهاز الهضمي، مما يجبر الجسم على إنتاج المزيد منها، واستخدام الكوليسترول الزائد في الدم وبالتالي خفض الكوليسترول.

توصلت دراسة نشرت في مجلة  التغذية والتمثيل الغذائي  إلى أن إضافة بذور الكتان إلى نظامك الغذائي يمكن أن يقلل بشكل طبيعي مستويات "الكوليسترول السيئ" عن طريق زيادة كمية الدهون التي تفرز من خلال حركات الأمعاء.

أظهرت دراسة أجريت عام 2021 على 8866 شخصًا أن زيادة تناول حمض ألفا لينوليك قد يؤدي إلى انخفاض مستويات الكوليسترول بالإضافة إلى انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب الإقفارية ومرض السكري من النوع 2.

علاج زيادة الدهون في الدم

ارتفاع مستوى الدهون في الدم هو ارتفاع غير طبيعي في تركيز الدهون أو الشحوم في الدم، وهو أحد أهم عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب الإقفارية و تشير الدراسات إلى أن بذور الكتان (وليس زيت بذور الكتان) يمكن أن تخفض مستويات هذه الدهون بشكل كبير.

يعمل الكتان على تعزيز صحة القلب والشرايين بسبب تأثيره المضاد للالتهابات، وخصائصه المضادة لارتفاع ضغط الدم، وتأثيراته الخافضة للكوليسترول، وقدرته المضادة للأكسدة وخصائصه المعدلة للدهون.

في دراسة أجريت عام 2015، تم تقسيم 70 مريضًا يعانون من ارتفاع نسبة الدهون في الدم إلى مجموعتين، حيث تلقت المجموعة الأولى 30 جرامًا من مسحوق بذور الكتان الخام يوميًا لمدة 40 يومًا وفي نهاية الدراسة، تم قياس نسبة الدهون في مصل الدم لديهم مرة أخرى.

وقد لاحظت المجموعة التي تناولت مسحوق بذور الكتان انخفاض مستويات الدهون في مصل الدم (أو ما يعرف بانخفاض مستويات "الكوليسترول السيئ") وخلص المؤلفون إلى أن بذور الكتان يمكن اعتبارها غذاءً علاجيًا مفيدًا للحد من ارتفاع نسبة الدهون في الدم"

مقالات مشابهة

  • بدون جراحة.. طرق تخسيس الكرش وإنزال الوزن في المنزل
  • ذاكرة الدهون... لماذا يصعب الحفاظ على الوزن بعد فقدانه؟
  • احذر طهي الخضراوات يزيد من خطر إصابتك بأمراض القلب
  • سيرين عبدالنور تحتفل بالكريسماس بأحدث صيحات موضة 2025
  • ما هو الأفوكادو وفوائده وكيفية تناوله؟
  • طلب إحاطة بشأن تعثر تعميم مشروع التغذية المدرسية
  • بذور غير متوقعة تعالج الكوليسترول ودهون الدم
  • لعام 2025.. توصيات خبراء التغذية لأفضل حياة
  • أحدث صيحات موضة 2025 تعكس سحر قوام نرمين الفقي (صور)
  • كهرباء لبنان :رفع التغذية اليومية ساعتين إضافيتين