شابة من السويداء تتحدى إعاقتها السمعية بتقانة الأعمال اليدوية
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
السويداء-سانا
بإصرارها على تحدي ظروف إعاقتها السمعية التي رافقتها منذ طفولتها نجحت الشابة أماني شروف من بلدة القريا بريف السويداء الجنوبي بتأسيس مشروع منزلي متناهي الصغر لتصنيع الإكسسوارات وحقائب الخرز شكل نقطة تحول في حياتها.
المشروع جاء كما ذكرت أماني رغم صعوبة نطقها وعبر مساعدة شقيقتها أمل بلغة الإشارة تتويجاً لحالة شغفها بالعمل اليدوي ورغبة منها بإثبات حضورها بالمجتمع وإظهار مهارتها بالعمل وقدرتها على ترك بصمة مميزة في المجتمع.
أماني (24 عاماً) التي تحمل شهادة ثانوية في تقنيات الحاسوب قبل سنوات انطلقت بمشروعها دون حصولها على أي تمويل بمنحة أو قرض وبالاعتماد على أدوات بسيطة تطوعها بين يديها للإنتاج وذلك بعد أن جرى توفير المواد الأولية اللازمة لها للعمل من قبل أهلها وفق ما ذكرت لـ سانا الشبابية.
وبحسب أمل شقيقة أماني فإن شقيقتها تحمست بشكل أكبر للعمل بعد التشجيع الذي وجدته وأصبحت تنتج بمحبة وشغف وبما يلبي مختلف الأذواق ومتطلبات العصر وتوجهت للمشاركة بالمعارض خلال الفترة الأخيرة ومنها مؤخراً المعرض الذي أقامته “مجموعة سيدات السويداء الراقية بفكرها والمؤثرة بعملها” مع حبها للابتكار بالأفكار وعكس ما يجول في خواطرها.
وبينت أمل والتي لديها أيضا مشروع للأعمال اليدوية أن شقيقتها بعد الانتهاء من دراستها بحثت عن أشياء مفيدة لملء أوقات فراغها، حيث بدأت بمشروعها الذي تطوره تباعاً رغم الصعوبات المتعلقة بغلاء أسعار المواد الأولية مع امتلاكها طموحاً لافتتاح محل خاص بها خلال الفترة القادمة.
وأماني وفقاً لسناء مكارم وهي صديقة لولديها اللذين لديهما إعاقة سمعية أيضاً نجحت كابنتها ريم بتأسيس مشروع متناهي الصغر، بما يعزز من انخراطها بالمجتمع ويدعمها، وقدمت منتجات تحمل ذائقة فنية مؤكدة أهمية تشجيع مشاريع ذوي الإعاقة ودعمهم وخاصة فيما يتعلق بتسويق المنتجات.
عمر الطويل
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
كتابات تتحدى الحرب: ثورة 19 ديسمبر او اين ذهب الوطن
استدرجني احد المهتمين بما نكتب، والرجل يعرف كيف يحاورك، وامثاله قليلون في ايامنا هذه، وقل ان تجد مثله ذو همة وبصيرة، وكان حديثنا عن مقالٍ كتبته قبل فترة ضمن سلسلة "الكتابة في زمن الحرب". اما المقال المعني فقد كان يتحدث عن اسباب انهيار الدولة السودانية الاسباب والحلول..وكنت قد تناولتُ فيها ايضاً شي من أبعاد الازمة السودانية، وانتزاع احلام الشباب الذين ضحوا بارواحهم الغالية ثمناً للحرية وفداء للوطن المسلوب..
المقال قد يبدو مألوفًا لدى الكثيرين، لكنه أثار فضول صديقي الذي، على الرغم من علمه الواسع، طرح علي سؤالًا أشعل في نفسي نيران التفكير.
هذا الصديق ليس كأي صديق؛ فهو انسان مسكوناً بالفكر والإبداع. اما صاحبكم ففي حقيقة الامر اعترف انه أدهشني بتعليقه وسؤاله وأنا بطبيعتي لا أحب أن أُختبر (الامتحان)، لكن راي العلماء وأهل الفكر دائمًا يُلهمني ويُثري نقاشاتي. في خضم هذا الحوار الممتع، الذي كنت فيه كالتلميذ بين يدي أستاذه، فاجأني بسؤال مباشر:
"بالله يا فلان، دايرك توريني حالتك النفسية والذهنية كانت كيف لما كتبت مقالك عن أسباب فشل المجتمعات؟"
كان السؤال يحمل في طياته عمقًا فكريًا وتأمليًا واضحًا، وقد بني بأسلوب أدبي ثري يبرز براعة السائل في سرد الأفكار وربطها بالسياق. واعتقد ان ذلك السؤال لم يكن بالنسبة لي سؤالاً عابراً فقدّ أرقني وشغل فكري ومازال..وبت اساؤل نفسي هل كنت اكتب معبراً عن وجع شخصي؟ ام ياترى من ألمٍ عام يعيشه الوطن؟ وربما من شعور بالعجز امام الفشل الذي يبتلع المجتمعات؟.
اليوم، ونحن في الذكرى الخامسة لثورة الشباب، الثورة التي حملت آمالاً عريضة وأحلامًا كبيرة، أجد نفسي مستغرقًا في التفكير مرة أخرى. أين ذهب الحلم؟ كيف تبددت تلك الطاقات العظيمة في رياح الفوضى والتشتت؟ وكيف يمكن للكتابة أن تظل شاهدًا على تلك اللحظات المفصلية في تاريخ الشعوب؟..
اما ما كتبناه (الكتابة في زمن الحرب) فهي في واقع الأمر ليست مجرد فعل توثيق أو تعبير عن الألم؛ إنها محاولة لفهم المأساة ورصد أسبابها، وربما اقتراح الحلول. ولكن عندما تسألني عن حالتي النفسية أثناء الكتابة، فإن الإجابة ليست سهلة. كنت أكتب وأنا أحمل في داخلي كمية من الغضب مشوبًا بالأمل، وجرحًا مليئًا بالشوق إلى وطنٍ يرفض ونأبى أن يضيع.
ما زال ياسادتي السؤال عالقًا في ذهني، تمامًا كالسؤال الأكبر: كيف يُمكن أن نعيد البناء بعد أن توارت أركان الأحلام؟..وهنا لابد ان ندرك ما ذهب اليه ابن خلدون في قوله الشهير عن انهيار الدولة الذي عزاه لعدة عوامل اهمها الظلم والذي يشير فيه ابن خلدون الي انه يؤدي الي الخراب ومن ذلك فرض الضرايب التي تثقل كاهل الناس والعمد الي الترف والتلاعب بالمال العام وسلب حقوق الناس الشيء الذي ارجعه الي ضياع الاخلاق والقيم وانعدام ذلك نتيجته انهيار الحضارة..
اما الاجابة على السؤال أعلاه فهي عند الشباب..فهم جيل الغد وعليهم تقع أعباء اعادة وطنهم ومن جديد ولن يحدث ذلك إلا بالعلم والعمل مع نبذ الخلافات العرقية والطائفية والقبلية التي قد تكون سبباً في فشل عملية الإصلاح والتنمية كما نوهنا سابقاً. المجد والخلود للشهداء ومن مات في سبيل ترابه ورفعة السودان..
osmanyousif1@icloud.com