طوّر الباحثون نظيرا كميا لمقياس التداخل "سانياك"، وهو جهاز قياس خاص يستخدم لقياس سرعة دوران الأرض وأشياء من صنع الإنسان.

لأول مرة، قام الفيزيائيون النمساويون بقياس سرعة دوران الأرض بدقة عالية إلى حد ما في أثناء رصد كيفية تأثير حركة الكوكب حول محوره على خصائص جسيمات الضوء المتشابكة التي تتحرك داخل مقياس التداخل الكمي.

جاء ذلك في بيان نشرته الخدمة الصحفية لجامعة "فيينا."

وقال يو هاوتسون الباحث في جامعة "فيينا": كانت تجاربنا خطوة كبيرة إلى الأمام على طريق  قياس سرعة دوران الأرض حول محورها.  لقد مر قرن تقريبا منذ أن بدأ علماء الفيزياء لأول مرة في استخدام الضوء العادي لدراسة حركة الكوكب حول محوره. لقد تمكنا من تحقيق القدر المطلوب من الحساسية لإجراء مثل هذه القياسات باستخدام الكميات المتشابكة من الضوء".

إقرأ المزيد ماهي المواصفات التفصيلية لمصادم الأيونات NICA الذي تفقده بوتين؟

وقام يو هاوتسون وزملاؤه بتطوير نظير كمي لمقياس التداخل "سانياك"، وهو أداة علمية خاصة تستخدم لقياس سرعة دوران الأرض والأجسام من صنع الإنسان. وإنه يتكون من مجموعة من مصادر الضوء وعدة مرايا تجعل الضوء يسير في اتجاه عقارب الساعة وعكس اتجاه عقارب الساعة داخل حلقة مغلقة. وأما دوران الجسم المراد دراسته فيجبر أشعة الضوء على "التداخل" مع بعضها البعض بطريقة خاصة، مما يسمح بتحديد سرعة دورانه.

وافترض الفيزيائيون النمساويون أن دقة مقياس التداخل "سانياك" ستزداد إلى حد بعيد إذا لم يستخدم أشعة الليزر العادية، بل يستخدم مصادر الفوتونات المفردة القادرة على إنتاج أزواج من جسيمات الضوء الأكثر "تشابكا". مع ذلك فيجب اختيار خصائص هذه الكمات بطريقة تجعل قياسات خصائصها تتجاوز القيود المفروضة على دقة القياس التي يفرضها مبدأ عدم اليقين لـ"هايزنبرغ".

واسترشادا بهذه الفكرة، قام العلماء بتجميع نموذج أولي لمقياس التداخل الكمي "سانياك"، وهو مصدر للفوتونات المتشابكة المتصلة تم توصيله بقطعتين بطول كيلومترين من الألياف الضوئية الملفوفة على إطار من الألومنيوم. وترتبط هذه الأجزاء ببعضها البعض بواسطة مفتاح خاص يسمح للعلماء بجعل جزيئات الضوء في كل حلقة تسير في نفس الاتجاه أو في اتجاهين متعاكسين.

سمح هذا المفتاح  للفيزيائيين بتحييد تأثير دوران الأرض على تشغيل مقياس التداخل وقياس سرعة الكوكب حول محوره لمقدار 452 مترا في الثانية  مع خطأ منخفض إلى حد ما يبلغ حوالي 30 م/ث، بالاعتماد فقط على الخصائص الكمومية للفوتونات. ويأمل العلماء أن تؤدي التطويرات اللاحقة في تشغيل مقاييس التداخل الكمومية إلى زيادة دقة القياسات أضعافا، وستجعل من الممكن استخدام هذه الأدوات لرصد الأجسام الكمومية في الزمكان المنحني.

المصدر: تاس

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: بحوث يوم الأرض

إقرأ أيضاً:

رغم سرعة الاستجابة وحجم الدعم.. كييف تستمر في انتقاد حلفائها الغربيين

كييف- بعد إسرائيل، ربما لم تستجب الولايات المتحدة ودول الغرب عموما لمطالب دولة أخرى، ولم تتفاعل معها وتدعمها كما فعلت مع أوكرانيا في أزمتها، منذ بداية الحرب الروسية عليها في فبراير/شباط 2022.

وجاءت استجابة هؤلاء سريعة نسبيا، وفي شكل دعم سنوي بعشرات مليارات الدولارات، يشمل سيولة مالية للحكومة، وأسلحة دفاعية وهجومية متطورة ليست موجودة حتى في بعض دول الغرب وحلف شمال الأطلسي "الناتو".

ورغم الشد على الأيادي ووجوه المسؤولين الحازمة عند الحديث عن مبادئ وعبارات الدعم الثابت حتى النهاية، تنتقد كييف -من حين إلى آخر- بعض أو كل حلفائها الغربيين، الأمر الذي يكشف خلافات معهم بدرجات متفاوتة.

عقوبات متساهلة

فرغم أن الحرب على أوكرانيا كانت سببا بتصدر روسيا قائمة العقوبات الغربية، فإن كييف لا تزال تنتقد آلية تطبيق تلك العقوبات، وتدعو إلى تشديدها أكثر.

ولعل آخر انتقاد وجهته أوكرانيا في هذا الصدد جاء على لسان رئيسها، فولوديمير زيلينسكي، الذي قال إن روسيا تقصف أوكرانيا أسبوعيا بمئات المسيّرات التي تضم 8755 مكونا غربيا، ومئات الصواريخ والقنابل الجوية الموجهة، التي تضم بمجملها أكثر من 50 ألف مكون غربي المنشأ أيضا.

ولا تكفي العقوبات -بحسب زيلينسكي- لأن "روسيا تحصل على ما تريد من جميع أنحاء العالم تقريبا"، كما قال، و"بشكل مباشر، أو عبر أطراف ثالثة ورابعة"، كما يقول خبراء.

قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك بجوار طائرة من طراز "F-16" التي غيّرت الموازين في الحرب الروسية الأوكرانية (رويترز) بيروقراطية الدعم

ولعل من أبرز الانتقادات التي توجهها أوكرانيا لدول الغرب تلك المتعلقة بكمّ وببطء وتيرة حصولها على ما تحتاج من مساعدات عسكرية لحماية المدن وتعزيز المواقع، خاصة في مجالات الدفاع الجوي والذخائر والأسلحة بعيدة المدى.

إعلان

وأبرز وآخر ما قيل في هذا الشأن يتعلق بطائرات "إف-16" التي حصلت عليها أوكرانيا، وكانت أبرز عناوين العام الماضي، خاصة أنها اعتبرت "منعطفا كبيرا في مسار الحرب".

وفجّر رئيس قسم الاتصالات حاليا والمتحدث السابق باسم القوات الجوية، العقيد يوري إرهنات، مفاجأة قبل أيام، بالقول إنه "لا توجد ذخائر بعيدة المدى لتلك الطائرات، ولم تُجرَ تعديلات لازمة عليها، وبالتالي لا يمكنها التنافس مع المزايا والتقنيات الموجودة في الطائرات الروسية الحديثة".

أزمات تاريخية

ليس هذا وحسب، فأحيانا تخرج إلى العلن تصريحات لاذعة واتهامات كبيرة من الجارة البولندية، التي تتصدر (نظريا) قائمة الداعمين لأوكرانيا في أوروبا بالمال والسلاح، والمؤيدين بشدة لمساعي تكاملها وعضويتها في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

ويرجع أساس هذه الانتقادات والاتهامات إلى ما تسمى بـ"مذبحة فولين" في أربعينيات القرن الماضي، التي يصنفها البولنديون جريمة إبادة جماعية لا تعترف بها كييف، مؤكدين أن عدد ضحاياها بلغ نحو 100 ألف بولندي، بينهم أطفال ونساء، وأن من قام بها هو "جيش التمرد الأوكراني" خلال الحرب العالمية الثانية، لمنع بولندا من إعادة سيادتها على مناطق كانت جزءا من الدولة البولندية قبل الحرب، ومنها مدينة لفيف، أكبر وأهم مدن غرب أوكرانيا حاليا.

والحديث عن مأساة "المذبحة" يتجدد كلما توترت العلاقات بين كييف ووارسو، على خلفية أزمة إغلاق المزارعين البولنديين حدود بلادهم مع أوكرانيا خلال العام الماضي مثلا، واتهام زيلينسكي بولندا بتقديم "وعود كاذبة" فيما يخص إمدادات السلاح، وأخيرا انتقاد بولندا تقاعس أوكرانيا عن تعبئة رجالها في الجيش، وهروب أعداد كبيرة منهم إليها.

أطماع "انفصالية"

ولأسباب تاريخية وعرقية وجغرافية أيضا، ثمة توترات مستمرة بين أوكرانيا والمجر، لا تسترها الدبلوماسية والأولويات التي تفرضها الحرب، كما هو الحال في العلاقات الأوكرانية البولندية.

وتُعَد المجر من أبرز الدول المعادية لدعم أوكرانيا بالمال والسلاح في حربها، والمناوئة لمساعي تقاربها مع معسكر الغرب منذ أحداث الثورة البرتقالية قبل نحو عقدين، حتى وإن اضطرت للتماشي مع الهوى الغربي العام، إن صح التعبير.

إعلان

وأساس الخلاف اتهامات متكررة وجهتها بودابست لكييف بانتهاك حقوق الأقلية المجرية في مقاطعة زاكارباتيا غرب أوكرانيا، والمتعلقة بقضايا اللغة والتعليم والحريات، مقابل اتهامات صريحة وجهتها كييف لبودابست حول أطماع توسعية لديها، من خلال دعم حراك انفصالي بين تلك الأقليات، على غرار ما فعلته روسيا في جنوب شرق أوكرانيا سنة 2014.

توتر العلاقة الأوكرانية المجرية في مصافحة فولوديمير زيلينسكي (يمين) ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بكييف (الفرنسية) حدود قدرة أم سياسة؟

وعلى خلفية ما سبق، تضطر أوكرانيا للتماشي أيضا مع هذا الواقع والتعامل مع مشاكل الجيران، على ما يبدو، وإلا فستُترك وحيدة في حربها، وقد تكون عرضة لخطر لا يأتيها فقط من الشرق الروسي، كما هو الحال اليوم.

حول هذا الشأن يقول أوليكسي كوشيل، رئيس مؤسسة "الخيارات الأوكرانية" للدراسات الإستراتيجية، في حديث مع الجزيرة نت، إن "تطبيق العقوبات على روسيا أصعب من فرضها. هذه المشكلة ستبقى دون حل، لأنها معقدة، وتحتاج إجماعا دوليا، الأمر الذي يعتبر مستحيلا في زماننا الراهن".

وأضاف موضحا "لدى روسيا علاقات مع دول تشتري منها النفط والغاز، وتؤمّن لها بالمقابل ما تحتاجه من مواد وتقنيات، كالصين والهند وغيرها من الدول التي ترفض العقوبات وقطع العلاقات مع روسيا".

ومن وجهة نظر الخبير كوشيل أيضا، "البيروقراطية كانت من أهم أسباب فشل العمليات الأوكرانية المضادة في العام الماضي، والعجز أمام الضغط الروسي هذا العام. ولكن، للأسف، لا خيار أمام أوكرانيا سوى الرضا والسعي دبلوماسيا نحو المزيد، ومحاولة النهوض بما يتوفر لديها وتستطيع تطويره محليا من سلاح".

وتابع "إنهم (في الغرب) منقسمون بين دول تعتبر أوكرانيا "درعا لها"، ولهذا تريد تقديم الدعم سريعا، لكنها لا تمتلك القدرة، كدول البلطيق وحتى بولندا الخائفة أكثر من غيرها من مخاطر التوسع الروسي، وبين دول ربما تريد فعلا أن تصمد أوكرانيا أو حتى تنتصر، لكنها وجدت في الحرب ذريعة لإضعاف روسيا واستنزافها ببطء، كألمانيا والولايات المتحدة، اللتين، بحجة الخشية من التصعيد، لا تقدمان كل ما يحتاجه الصمود والنصر"، على حد قوله.

إعلان النظام العالمي

وفيما يتعلق بالخلافات التاريخية والثقافية مع دول الجوار، يرى الكاتب والمحلل السياسي أولكساندر بالي، وهو مؤلف كتاب "تاريخ أوكرانيا المعاصر"، أنها "خلافات محدودة الأثر وقابلة للحل إذا ما انتهت الحرب بشكل أو بآخر".

لكنه لفت، في حديث مع الجزيرة نت، إلى أن "خطر تطور هذه الخلافات إلى تدخلات وصراعات لن يكون إلا إذا انتهت الحرب لصالح روسيا بقوة، لأن ذلك سيؤثر على النظام العالمي، وسيخلق فوضى، ويكشف عيوبا وأطماعا كثيرة حول العالم، وليس فقط حول أوكرانيا"، على حد قوله.

مقالات مشابهة

  • 4 طرق لزيادة سرعة هاتف آيفون
  • رغم سرعة الاستجابة وحجم الدعم.. كييف تستمر في انتقاد حلفائها الغربيين
  • "وحش كولومبي" على أعتاب سان جيرمان
  • YouTube Music يختبر ميزة قياس حديثة للفنانين لتقدير حجم شهرتهم
  • محافظ الإسكندرية يحدد سرعة السيارات على محور المحمودية
  • بقوة 436 حصانا ..تجهيزات جديدة لـرام وحش البيك أب | صور
  • فيديو: لقطات من القمر الصناعي توثق سرعة انتشار حرائق لوس أنجليس
  • عفاف شعيب: محمد رمضان كان يواظب على الصلاة والصوم في دوران شبرا
  • اجتماع برئاسة الرهوي يناقش آلية إنهاء التداخل في الترددات بين الجهات المستخدمة للطيف الترددي
  • اجتماع يناقش إنهاء التداخل بين الجهات المستخدمة للطيف الترددي