أطفال غزة يستقبلون أول أيام عيد الأضحى من وسط الدمار (صور)
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
غزة – حل أول أيام عيد الأضحى هذا العام، في محاولة من أطفال قطاع غزة اقتناص لحظات من الفرح والسعادة وسط الدمار والركام الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة.
ووسط الدمار والركام، تتجلى ابتسامات بريئة على وجوه الأطفال، إذ يسعون ببساطتهم إلى تحويل أيام العيد إلى فسحة من الأمل واللعب، رغم الحرب المستمرة التي تفرض قسوتها على القطاع.
وحل عيد الأضحى هذا العام فيما تواصل إسرائيل، منذ 7 أكتوبر الماضي، قصفها لقطاع غزة، مخلفة أكثر من 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح.
ورغم حالة الفرحة المنقوصة لدى الأطفال، يخيم الحزن العميق على الكثير من الذين فقدوا آباءهم وأبناءهم بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل، حيث يجدون في لحظات اللعب والضحك بعض الراحة من واقعهم المؤلم والمأساوي.
ومنذ ساعات الصباح الباكر، سارع الأطفال في مخيمات النزوح والإيواء في وسط وجنوبي قطاع غزة إلى قضاء أوقاتهم في اللعب والهواء، رغم مرارة الواقع وآلام الحرب المستمرة للشهر التاسع على التوالي.
ومن غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، قال الطفل الفلسطيني مصطفى قاسم (15 عاما): “هذا العيد مختلف تماما عن باقي الأعياد، لم نشتر ملابس وحلوى العيد، فالأوضاع صعبة”.
وأضاف: “لم يأت أحد لمعايدتنا بسبب الحرب والقصف المتواصل، لكن والدي قرر أن يسعدنا وأهدانا بعض العيدية النقدية حتى نتمكن من اللعب “.
ولم يختلف حال الطفلة رانيا العرعير (16 عاما)، نازحة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، عن سابقها، حيث استثمرت الوقت في اللعب مع صديقاتها رغم حرارة الشمس المرتفعة وأصوات القصف المتقطعة.
وتقول العرعير، وهي تركض وراء صديقاتها في شوارع مدينة خان يونس: ” في هذا العيد لم نتمكن من شراء الملابس الجديدة ولا الأضحية ولا الحلوى، ولا يوجد أحد يقدم لنا العيدية (مبلغ مالي يقدم للأطفال من أقاربهم)”.
وتضيف: “نفرح ونحن خائفون من صوت القصف، وأيضا نحن بعيدون عن بيوتنا التي دمرها الجيش الإسرائيلي، وفقدنا شقيقي محمد، وشقيقتي سحر، بسبب القصف”.
وفي بلدة الزوايدة وسط القطاع، تقوم الفنانة التشكيلية الفلسطينية شيماء نصار برسم خارطة فلسطين بألوان العلم الفلسطيني الزاهية والجميلة على وجه الطفلة سناء أحمد.
وتنعكس الفرحة بوضوح على وجه الطفلة سناء، النازحة من مدينة غزة، التي تعيش حالة نفسية صعبة جراء الحرب المستمرة.
وبمجرد أن انتهت الفنانة نصار من رسم وجه سناء، انطلقت الطفلة بفرح لترقص، وطلبت من شقيقتها الأكبر أن تلتقط صورة لها بالجوال لتخليد هذه اللحظة الجميلة.
وقالت الطفلة سناء: “نحن سعداء بالعيد، لكننا نشعر بالخوف والقلق بسبب الحرب.. أردت أن ترسم خريطة فلسطين على وجهي لأني أحبها، و نحن نحب غزة وأتمنى انتهاء الحرب ونعود للعب في بيتي”.
وذكرت الفنانة الفلسطينية نصار أنها “قررت تنظيم هذه المبادرة الفردية في أول أيام عيد الأضحى المبارك، في بلدة الزوايدة، بهدف رسم البسمة على وجوه الأطفال من خلال الرسم على وجوههم”.
وأضافت: “أطفال قطاع غزة يعيشون حياة صعبة وقاسية للغاية ولا يمكن تحملها، بسبب القصف والدمار والجوع والعطش والأزمات الإنسانية والكوارث الصحية والبيئية، والحرمان من أدنى الحقوق التي كفلتها المعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية”.
ويعاني سكان غزة البالغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة من ظروف اقتصادية خانقة، حيث يفتقرون إلى المال لشراء الملابس وهدايا العيد للأطفال، مما حرمهم أجواء العيد والفرح التي يتمتع بها أقرانهم حول العالم.
هذا وقالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إن أطفال غزة يدفعون ثمنا باهظا بسبب فرض السلطات الإسرائيلية قيودا إضافية على وصول المساعدات الإنسانية للقطاع.
المصدر: RT + وسائل إعلام
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: عید الأضحى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
رسالة دعم بالورقة والألوان من ابنة أسوان إلى أطفال غزة: «علمتونا الصبر»
علامات الحزن الممزوجة بالدموع تُسيطر عليها بعد مشاهدتها الأحداث الصعبة التى يمر بها أطفال غزة على التليفزيون، لم تكن إيلاف شعبان، صاحبة الـ12 عاماً، تعلم شيئاً عن القضية الفلسطينية من قبل، ولكن مع بدء الحرب زادت معرفتها عن القضية وتاريخها: «أنا فى الأول ماكنتش أعرف يعنى إيه حرب، لكن لما بقيت أشوف الأطفال فى غزة بدأت أسأل ماما وتجاوبنى، وبقيت أشوف النشرات، وأعرف الأحداث».
دعم أطفال غزة بالرسم الألواناستخدمت الطفلة الأسوانية موهبتها في الرسم، للتعبير عن تعاطفها مع أطفال غزة، فرسمت لوحة فنية تحمل علم فلسطين مدوناً عليها عبارة «فلسطين بخطر.. هيا بنا نساعدها؟.. نعم هيا بنا»، مؤكدة أن أطفال غزة علّموا العالم معنى الصمود والصبر: «دائماً كنت باسأل نفسى هما إزاى أقوياء كده، وإزاى صابرين ومستحملين يعيشوا وسط الحرب والنار والبيوت المهدّمة».
إحساس بالمسؤولية تولد في قلب «إيلاف» وشقيقها تجاه أطفال غزة، وتساءلا عن كيفية مساعدتهم: «لما شُفت طفل أهله ماتوا قُلت لماما ينفع ييجى يعيش معانا، ولما أخويا شاف الأطفال قاعدين فى الشارع، قال لماما طيب ما ييجوا يعيشوا معانا، وده علّمنا الصبر، وعرفنا معنى الأمان اللى بنعيش فيه فى مصر»، حسب ما روته لـ«الوطن».
تحرص «إيلاف» على قراءة الآيات القرآنية مع والدتها، تضرّعاً إلى الله لتخفيف آلام أطفال غزة: «بنصلى مع ماما ونفضل ندعى ليهم أن ربنا يخفّف عنهم والحرب تخلص، وبعدين باروح أمسك المصحف واقرأ قرآن بنية انتهاء الحرب».
رسالة لأطفال غزةرسالة من القلب وجهتها «إيلاف» إلى أطفال غزة فى اليوم العالمي للطفولة: «باقول لهم اصبروا ووطنكم هيرجع، أنتم علمتونا الصبر، وزاد حبنا لفلسطين التى هتفضل على طول حرة، وبكرة ترجعوا تلعبوا وتعبّروا عن مشاعركم، وتروحوا المدرسة وتتعلموا، وترجع كل حاجة حلوة».