في إطار جهودها المتواصلة لتحسين تجربة الحج، استطاعت المملكة العربية السعودية تحقيق نجاح باهر في موسم الحج لهذا العام، وذلك بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي كأداة فعّالة لتسهيل مناسك الحج وضمان سلامة الحجاج، فمع توافد أكثر من 1.5 مليون حاج من مختلف أنحاء العالم إلى مكة المكرمة، اتسمت رحلة الحج بسلاسة وسهولة أكبر، بفضل الخدمات المبتكرة التي وفرتها المملكة العربية السعودية

فتح باب التقدم لمرافقة بعثات الحج ١٤٤٦هـ مشاهد من مناسك الحج

" البرلمان " يشيد بتسهيلات وخدمات حجاج بيت الله الحرام

ومن جهته اشاد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، بكافة الإجراءات والتسهيلات والمبادرات التي قامت بها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وبدعم ومساندة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتيسير أداء فريضة الحج على حجاج بيت الله الحرام، بما ساهم في نجاح موسم الحج لهذا العام ١٤٤٥ ، ، وهو نجاح يعكس إرادة قادة وشعب المملكة، وكافة منسوبي وزارة الحج والعمرة وجميع المكلفين بالعمل مباشرة في خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج القادمين من كافة دول العالم.

وأشار رئيس البرلمان العربي إلى أن الخطة التشغيلية المتكاملة والتعاون بين كافة الوزارات والهيئات والعمل الدؤوب والمستمر من كافة الجهات المعنية، ساهم في تذليل كافة الصعوبات أمام حجاج بيت الله الحرام، وساعدهم في أداء مناسك الحج في سهولة ويسر.

*التاكسي الطائر والمكانس الذكية تقنيات جديدة*

وفي مجال الذكاء الاصطناعي،  استخدمت السعودية تقنيات مبتكرة، لإدارة تدفقات الحجاج بكفاءة عالية، وتوفير خدمات إرشادية وطبية متقدمة، مما أسهم في تعزيز تجربة الحج وإثرائها.

دشنت المملكة العربية السعودية، لأول مرة في العالم، تجربة التاكسي الجوي ذاتي القيادة، لنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة بكفاءة وسرعة ودقة متناهية؛ ما يسهم في التخفيف من زحام الطرق وتوفير الوقت والجهد على الحجاج.

 

و نقل أيضا جميع أنواع المعدات الطبية والأدوية بسرعة فائقة في حالات الطوارئ، ما يسهم في إنقاذ الأرواح وتقديم أفضل رعاية صحية لضيوف الرحمن، كما تعد هذه الطائرة صديقة للبيئة، ما يسهم في تحقيق أهداف المملكة في مجال الاستدامة، ويعزز من مكانتها كرائدة في تبني التقنيات الحديثة والمستدامة.

فعّلت رئاسة الشؤون الدينية في المملكة العربية السعودية الروبوتات الذكية لتوجيه الحجاج والمعتمرين وتقديم الفتوى الشرعية إلكترونيًا، تتميز بقدرتها على التواصل مع الحجاج والمعتمرين بـ(11) لغة عالمية، وهي: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الروسية، الفارسية، التركية، الملاوية، الأوردية، الصينية، البنغالية، الهوساوية، كما أنها مزودة بشاشة لمس (21 بوصة) لتقديم مختلف الخدمات، ونظام كاميرات عالية الدقة لنقل الصورة، وسماعات وميكروفون لضمان وضوح الصوت، ونظام شبكة لاسلكية سريعة.

*روبوتات لتوزيع ماء زمزم ومعالجة المرضي*

هذا بالاضافة الى الروبوتات الذكية التي تقوم بتوزيع عبوات الماء في مختلف أرجاء الحرم، وتتميز هذه الروبوتات بقدرتها على التنقل بسلاسة بين الحشود وتوزيع العبوات بدقة وكفاءة، بالاضافة الي ابتكار “مكانس التطهير الذكية” التي تعمل بشكل يدوي، لتنظيف المكان والحفاظ عليه

كما تم تجهيز العديد من الروبوتات الطبية لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن في موسم الحج 2024؛ حيث تأتي هذه الخطوة للتغلب على مشكلة الازدحام في المستشفيات والمراكز الصحية، خاصة مع ازدياد أعداد الحجاج كل عام.

يُشير هذا التقدم إلى أهمية دور التكنولوجيا في تطوير منظومة الحج، ويُعزز من مكانة المملكة كنموذج يُحتذى به في استضافة وإدارة أحد أهم الشعائر الدينية في العالم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحج المملكة العربية السعودية الذكاء الاصطناعي الحجاج رحلة الحج حجاج بيت الله الحرام المملکة العربیة السعودیة موسم الحج یسهم فی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟

في إحدى المناسبات الاجتماعية، وجدت نفسي طرفاً في نقاش محتدم حول الذكاء الإصطناعي. كان بعض الحاضرين يرونه المستقبل الحتمي، الذي لا مهرب منه، وأنه سيُحدث نقلة نوعية في حياتنا، جاعلاً إياها أكثر يسرًا وإنتاجًا. وعلى الضفة الأخرى، وقف من يراه تهديدًا داهمًا، وكابوسًا مقبلًا قد يعصف بوظائف البشر، وربما يُفضي إلى نهايات مأساوية لا تختلف كثيرًا عمّا تُصوّره أفلام الخيال العلمي. وبين هذين الرأيين، جلست متأملاً، أتساءل: ما الذي يدعو بعض الناس إلى هذا الخوف العميق من الذكاء الإصطناعي؟
طالعتُ مؤخرًا مقالًا تناول هذه المسألة بشيء من التحليل، وبيّن أن رفض الذكاء الإصطناعي لا يعود إلى الخشية من فقدان الوظائف فحسب، بل يمتد إلى أسباب نفسية أعمق وأبعد غورًا. ومن أبرز هذه الأسباب، أن الذكاء الإصطناعي بالنسبة للكثيرين لا يزال بمنزلة “الصندوق الأسود”؛ يُنجز أعمالًا مبهرة دون أن يُفصح عن كيفية اتخاذه لتلك القرارات أو الأسباب الكامنة خلفها. والبشر بطبيعتهم يميلون إلى الفهم والإدراك، فإذا واجهوا أنظمة تتخذ قرارات غامضة، دون تفسير بيّن، نشأ لديهم شعور بالتهديد. ولذا، فإن الثقة بتقنيات الذكاء الإصطناعي تزداد حين تكون قراراتها مفسّرة ومعلّلة، سيما إذا اقترنت بشروحات مقنعة تبيّن لماذا اختارت هذه النتيجة دون غيرها.
ثم أن ثمة عقبة أخرى، وهي أن الذكاء الإصطناعي يفتقر إلى المشاعر والعواطف. والناس بطبعهم يفضّلون التفاعل مع من يُظهر تعاطفًا وتفهّمًا لحالاتهم النفسية والانفعالية. من هنا، يبدو الرفض واضحًا لاستخدام هذه التقنيات في مجالات تتطلب لمسة إنسانية، كالعلاج النفسي أو تقديم المشورة في العلاقات الشخصية. إلا أن بعض الشركات تسعى لتجاوز هذه المعضلة، بمحاولة إضفاء مسحة إنسانية على الذكاء الإصطناعي، وذلك بمنحه أسماء مألوفة وأصواتًا ودودة، كما هو الحال مع “أليكسا” و”سيري”، مما يُسهّل على المستخدمين التفاعل معه وقبوله.
ومن بين الأسباب التي تُثير حفيظة البعض تجاه هذه التقنية، اعتقادهم بأنها جامدة لا تتغير، ولا تملك مرونة البشر في التعلّم من الأخطاء. فالإنسان، وإن أخطأ، يتعلّم ويطوّر أداءه، بينما يُنظر إلى الذكاء الإصطناعي على أنه آلة صمّاء، لا تعرف التراجع ولا التصحيح. غير أن الحقيقة أن كثيرًا من الأنظمة الذكية مصمّمة لتتعلّم وتتطور مع مرور الوقت، كما نرى في خوارزميات التوصيات لدى “نتفليكس”، التي تتحسّن كلما زاد تفاعل المستخدم معها.
أما أكثر ما يُثير الهلع، فهو الخوف من أن يبلغ الذكاء الإصطناعي حدّ الاستقلال التام، فيتّخذ قرارات دون تدخل بشري، مما يولّد شعورًا بفقدان السيطرة. لذا، ليس من الغريب أن نرى الكثير من الناس يتحفّظون على السيارات ذاتية القيادة، خشية أن تنقلب إلى “آلات مجنونة” تتحكّم في مصائرهم. والحل يكمن في إيجاد توازن دقيق، يُبقي الإنسان داخل دائرة القرار، ويمنحه شعورًا بأنه ما زال ممسكًا بزمام الأمور.
ومهما بلغ الذكاء الإصطناعي من تطوّر وتقدّم، فلن يكون بديلاً عن الإنسان، بل أداة في خدمته، تُعينه على تحسين حياته وتيسيرها. فالرهان الحقيقي لا يكمن في مقاومته أو رفضه، بل في إدراك كيفية التعامل معه بحكمة، بحيث يتحوّل إلى حليف لا خصم، وشريك لا خصيم.

jebadr@

مقالات مشابهة

  • Gmail يطور ميزة البحث .. الذكاء الاصطناعي يحدد ما تحتاجه أولا
  • مصر: الداخلية تضبط شركة تخصصت في النصب على الحجاج
  • الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
  • أول صحيفة مطبوعة في العالم يحررها الذكاء الاصطناعي بالكامل
  • صدور أول صحيفة مطبوعة في العالم يحررها الذكاء الاصطناعي بالكامل
  • لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟
  • مصر.. ضبط شركة نصبت على الحجاج بـ«ملايين الجنيهات»
  • ألمانيا تطلق أفضل روبوت بشري في العالم
  • الذكاء الاصطناعي يرد على مقال لا تقلل أبدا من شأن السعودية وسط تفاعل
  • زراعة غير تقليدية.. نجاح موسم حصاد الكمون بالوادى الجديد علي مساحة 6615 فدانا