هذا ما سيحصل لو اندلعت الحرب بين حزب الله وإسرائيل
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
ازدادت وتيرة القصف المتبادل بين "حزب الله" وإسرائيل بشكل كبير جدّاً، خلال هذا الأسبوع، بعدما أغار الطيران الحربيّ الإسرائيليّ على بلدة جويا، في عمليّة، تسببت بها تل أبيب باغتيال القياديّ طالب سامي عبدالله، ما دفع "المقاومة الإسلاميّة"، إلى ردٍّ غير مسبوق.
وأمام المشهد المتوتّر في جنوب لبنان، تضاعفت التحذيرات الغربيّة من إنجرار "حزب الله" وإسرائيل إلى حربٍ، إنّ بَقِيَ الوضع على ما هو عليه، وارتفعت أيضاً الأصوات المُطالبة في تل أبيب، بشنّ عمليّة عسكريّة وباجتياح بيروت، للقضاء على قدرات "الحزب"، كما أنّ مستوطنات بعيدة نسبيّاً عن الحدود الجنوبيّة، اتّخذت إحتياطات أمنيّة، عبر الطلب من الإسرائيليين الإستعداد لكلّ طارىء.
وما حدث في الجنوب خلال الأيّام الأخيرة، يدلّ على ما يُمكن أنّ يحصل، لو اندلعت الحرب فعلاً بين "حزب الله" وإسرائيل. ويقول مرجع عسكريّ في هذا السيّاق، إنّ "المقاومة" لم تكشف عن كافة إمكانياتها بعد، والقصف الصاروخيّ العنيف الذي شنّته على إسرائيل، كذلك، إستخدامها لأسراب من الطائرات المسيّرة الإنقضاضيّة، عيّنة صغيرة مما قد تُقدم عليه، في حال بدأت تل أبيب الحرب على لبنان.
ويلفت المرجع العسكريّ، إلى أنّ أغلبيّة الصواريخ التي يستخدمها "الحزب" هي "الكاتيوشا"، والبعض من "البركان" و"الفجر"، وأخرى مُوجّهة تُصيب أهدافها بدقّة. ويُضيف أنّ لـ"المقاومة" قدرات أكبر، وأكثر تدميراً وفتكاً لم تُدخلها إلى أرض المعركة، وستُفاجىء بها العدوّ الإسرائيليّ، كلما تمادى أكثر في الإعتداء على الأراضي الجنوبيّة واللبنانيّة، وكلما نجح في الوصول إلى شخصيّات الصفّ الأوّل من "حزب الله".
إضافة إلى ذلك، فإنّ "الحزب" لم يُوسّع كثيراً في قصف المستوطنات الإسرائيليّة البعيدة عن الحدود، وعمليّاته بأغلبيتها تشمل مناطق الجليل والجولان السوريّ المحتلّ. ويُشير المرجع العسكريّ، إلى أنّه في الحرب، سيضرب "حزب الله" أهدافاً مهمّة جدّاً في العمق الإسرائيليّ، وستطال صواريخه البعيدة المدى بشكل خاص، حيفا وتل أبيب، وسينقل المعارك من جنوب لبنان إلى داخل إسرائيل، الأمر الذي سيُرعب المدنيين الإسرائيليين، الذين سيضغطون بقوّة على حكومتهم، لإنهاء الأعمال القتاليّة، ولإعادة الأمن والإستقرار.
هذا ما سيحصل في إسرائيل، يقول المرجع العسكريّ. أمّا في ما يخصّ لبنان، فيرى أنّ "حزب الله" أرسل رسالة واضحة إلى العدوّ، أنّه يمتلك صواريخ قد تُسقط طائراته الأميركيّة الـ"اف -16" التي يفتخر بتفوّقه بها، على بلدان الشرق الأوسط. ويعتبر المرجع أنّ "المقاومة" قد تنجح في استهداف بعض الطائرات، لكّن إسرائيل ستقصف المناطق اللبنانيّة كافة، تماماً كما حصل في تموز 2006، إنّ وقعت حرب جديدة، كيّ تزيد من الضغوطات الشعبيّة على "حزب الله"، ليس فقط في البيئة الشيعيّة، وإنّما في الشارع السنّي والمسيحيّ أيضاً.
ويُتابع المرجع العسكريّ أنّ الدمار قد يلحق بلبنان كبير، وخصوصاً في البنى التحتيّة، فالعدوّ سيعمد إلى استهداف معامل الكهرباء والمطار والمرافىء، وبطبيعة الحال، سيردّ "حزب الله" بالمثل. وعن قدرة إسرائيل على اجتياح بيروت، يجزم المرجع العسكريّ أنّ تل أبيب لا يُمكنها تحقيق ذلك أبداً، وكلّ ما يقوله المسؤولون فيها هو كلام فارغ، كيّ يُوقف "الحزب" قصفه للمستوطنات الشماليّة.
ويُؤكّد المرجع العسكريّ أنّ إسرائيل يصعب عليها إختراق الجنوب، وربما قد تتوغّل قليلاً في المناطق الحدوديّة، غير أنّها لا يُمكنها الإبتعاد أكثر، فـ"حزب الله" شدّد قبضته منذ العام 2006 وحتّى الآن، على البلدات المُحاذية لفلسطين المحتلّة، وعناصره في كلّ مكان هناك، وهو مستعدّ لصدّ أيّ هجوم بريّ، وإفشاله، ولديه القدرة على إقتحام المستعمرات الإسرائيليّة.
كذلك، فإنّ إسرائيل لا يُمكنها التوغّل في لبنان، وهي غارقة في الحرب في غزة، والدول الغربيّة تُمارس ضغوطاً عليها، كيّ تستثني "حزب الله"، لأنّها لا تستطيع ردعه وحدها، تزامناً مع انشغال الولايات المتّحدة بالإنتخابات الرئاسيّة، وبما يحصل في أوكرانيا.
وحتّى انتهاء الحرب في غزة، يقول المرجع العسكريّ إنّ جبهة الجنوب ستبقى مُساندة لغزة، وقد تعود المعارك بين "حزب الله" وإسرائيل إلى مناوشات عاديّة، وقد تخرج عن السيطرة، كلما زاد أحد الطرفين من حدّة قصفه. ويختم المرجع العسكريّ بالقول، إنّ الحرب بين لبنان والعدوّ لا تزال مستبعدة، لأنّ واشنطن لم تُعطِ تل أبيب الضوء الأخضر لذلك. وأيضاً، هناك تعويل كبيرٌ على المُحادثات الدبلوماسيّة، رغم أنّها لم تتقدّم، لتحييد البلاد عما يجري في فلسطين. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله تل أبیب
إقرأ أيضاً:
اللواء أيمن عبد المحسن: إسرائيل تدعي استخدام الطائرات المسيرة لمراقبة حزب الله
قال اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، إنّ إسرائيل دأبت على عدم الالتزام بتنفيذ أي اتفاقات موقعة، بالإضافة إلى انتهاكاتها المتواصلة لسيادة الدول وخرقها للقانون الدولي.
الانتهاكات الإسرائيلية في لبنان واستخدام الطائرات المسيرةوأضاف «عبد المحسن»، خلال مداخلة هاتفية على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ إسرائيل تواصل انتهاك سيادة الدولة اللبنانية من خلال عملياتها العسكرية واستخدام الطائرات المسيرة في الجنوب اللبناني، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في نوفمبر الماضي ودخل حيز التنفيذ.
ادعاءات إسرائيل بشأن الطائرات المسيرةوأشار إلى أنّ إسرائيل تدعي أن الطائرات المسيرة تُستخدم لمراقبة الأوضاع في الجنوب اللبناني، خاصة تلك المتعلقة بـ حزب الله، كما تزعم إسرائيل أنها تحذر السكان في المنطقة وتفجر بعض المناطق السكنية بدعوى وجود عناصر مسلحة من حزب الله فيها.
إسرائيل تطالب لبنان بالالتزام بوقف إطلاق الناروأوضح أن إسرائيل تطالب لبنان بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بينما هي نفسها لا تلتزم به، مؤكدًا أن أهداف إسرائيل من خروقاتها المستمرة للاتفاق هي إرسال رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، خاصة في الشمال، تؤكد فيها أنها تسيطر بشكل كامل على الجنوب اللبناني، مما يساعد في تهدئة مخاوف المستوطنات الإسرائيلية.