واشتركت القوة الصاروخية، والقوات البحرية، والطيران المسير، في الهجوم، حيث تم استهداف المدمرة الأمريكية في البحر الأحمر، بصواريخ باليستية، فيما تم استهداف إحدى السفن بصواريخ بحرية، وسفينة ثالثة بالطيران المسير، وهي كلها عمليات تأتي أولاً للرد على الجرائم الصهيونية في قطاع غزة، وثانياً للرد على العدوان الأمريكي البريطانية على بلادنا.

ويأتي تزامن هذه العملية مع عيد الأضحى المبارك، ليوصل رسالة للأعداء، بأن القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان اليمن، في أفراحه، وأتراحه، وأن مناسبة العيد لن تحول دون تقديم العون والمساندة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث يتعرض سكانها لحرب إبادة جماعية على مدى أكثر من 8 أشهر.

وتعاني الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من مأزق حقيقي في البحر الأحمر، فهذه المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، التي تخوض البحرية الأمريكية حرباً طويلة مع القوات المسلحة اليمنية، وتشعر فيها بمرارة الهزيمة، وعدم قدرتها على المواجهة، أو القيام بردة فعل توقف العمليات العسكرية اليمنية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم كانوا يتأهبون لمواجهة بحرية مع الصين أو روسيا، لكنهم يواجهون الآن مشكلة كبرى مع اليمن، وأن قواتهم في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، منكسرة، ولم تعد تجدي نفعاً.

على كل، لقد ظهرت اليمن بعد عملية "طوفان الأقصى" بأنها قوة بحرية مهابة في المنطقة، وظهر ذلك جلياً من خلال عجز الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الأوروبي عن صد هذه العمليات، أو إيقافها، مقابل، إصرار اليمن والقوات المسلحة اليمنية على مساندة المقاومة الفلسطينية بكل السبل المتاحة، ومنها إطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة على "أم الرشراش" المحتلة"، ومنع مرور السفن أياً كانت جنسيتها من المرور عبر البحر الأحمر إلى ميناء "أم الرشراش" ذاته.

ويمكن رصد أبرز عوامل الفشل والإخفاق الأمريكي خلال المواجهة مع اليمن فيما يلي:

العجز في حماية السفن الإسرائيلية التي تمر من البحر الأحمر، أو البحر العربي، والمحيط الهندي، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط.
العجز في حماية السفن التي تتجه إلى الموانئ الصهيونية.
فشل وعجز الولايات المتحدة الأمريكية في حماية قطعها البحرية المنتشرة في البحر الأحمر، ومنها المدمرات، وحاملة الطائرات "إيزنهاور".
الآن، يتصاعد أنين الأمريكيين، من هذا الإخفاق، والضربات المتتالية التي تتلقاها من قبل القوات المسلحة اليمنية، ويعترف المسؤولون عن حجم المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه، كما تتزايد الخيبات الإسرائيلية من الأمريكيين أنفسهم، فالوعود التي قطعوها للصهاينة بحماية سفنهم في البحر الأحمر، لم يلتزموا بها، وظل الإخفاق سيد الموقف.

بالنسبة لعمليات القوات المسلحة اليمنية، فقد تصاعدت منذ بدايتها بشكل تدريجي، وصولاً إلى المرحلة الرابعة من التصعيد، وهي المرحلة الأهم حتى هذه اللحظة، حيث وصلت إلى الذروة من التصعيد، تجسد ذلك من خلال اغراق سفينتين تجاريتين، الأولى في البحر الأحمر، والثانية في خليج عدن، والثالثة في طريقها للغرق، كل ذلك حدث خلال أسبوع فقط، وفي عمليات نوعية ومتميزة.

القطع الحربية هي الأخرى، لم تعد بمنأى عن الهجمات والضربات الصاروخية، فحاملة الطائرات "ايزنهاور" لا تزال في موقع الهروب والفرار من البحر الأحمر، ومستقرة بالقرب من جدة، والمدمرات والقطع الحربية الأخرى، تتعرض بين الفينة والأخرى لضربات مباشرة ودقيقة، تحقق أهدافها بنجاح.

ستظل النيران تشتعل في البحرين الأحمر والعربي، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، فالقرار اليمني واضح، ولا تراجع فيه على الإطلاق، وإنهاء هذه العمليات متوقف على إيقاف العدوان والحصار الصهيوني على قطاع غزة، وغير ذلك سنشهد تطورات وارتفاعاً في وتيرة التصعيد المؤلمة على الأعداء.

 

* المسيرة 

 

 

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: المسلحة الیمنیة فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

رغم الحرب .. الاقبال على عمليات التجميل في اليمن

تقرير: علاء الدين الشلالي:

تعتبر الجراحة التجميلية من التخصصات الطبية الحديثة في الوطن العربي، وقد مرت بمراحل تطور عديدة وفي اليمن قطع القائمون على هذا النوع من الطب اشواطاً كبيرة حتى أصبحت اليمن من أبرز البلدان التي تجري فيها – عمليات جراحية تجميلية ناجحة وبأسعار مناسبة لليمنيين وغير اليمنيين، في صنعاء يعمل الدكتور محمد الشرجبي طوال أيام الأسبوع على اجراء عمليات التجميل لمن تعرضوا لحروق منذ اندلاع الحرب في اليمن، كما يعمل على اجراء عمليات زراعة الشعر وعمليات تجميلية أخرى لمن يطلبها من اليمنيين والعرب، وعلى الرغم من تلقيه عروضاً مغرية للعمل في كبريات المشافي والمراكز الطبية في دول عربية وغربية، إلا أنه فضل البقاء في اليمن لخدمة أهله وناسه كما يقول.

عمل الشرجبي قبل عودته الى اليمن في مستشفيات روسيا الدولة التي حصل على جنسيتها ، وفي دولة بيلاروسيا، وعمل كذلك في جامعات ومراكز عالمية وعربية مرموقة.

يرى الدكتور الشرجبي أن وعي اليمنيين، تغير تجاه عمليات التجميل فقد أصبح معظمهم يتقبلونها فيما يرى البعض أن التجميل موضة، خاصة لمن يطالبون بعمليات التجميل التحسيني، وقد شهدت اليمن في الآونة الأخيرة اقبال كبير على عمليات التجميل لأشخاص أُصيبوا بحروق أو تشوهات خُلقية وبدلاً من السفر لخارج اليمن مثلما كان يحدث في السابق، أصبح اليمنيون يتلقون الجراحات التجميلية داخل بلادهم، يقول الدكتور الشرجبي« بعد العام 2000م بدأت طفرة في عالم طب الجراحة التجميلية في العالم، ونحن في اليمن سايرنا هذه الطفرة، وأنا بدوري أؤكد لكم أنه لا يوجد فرق بين الإمكانيات والكوادر الموجودة في اليمن وما هو موجود في البلدان العربية».. يضيف القول «اليوم أصبح موجود لدينا تجميل الأنف والصدر وتكبير الصدر بالسيلكون وزراعة الشعر، وفقاً لما هو جديد عالمياً، ربما في بعض الدول العربية يستقدمون بعض الأجهزة الحديثة فقط.».

– الكل يرغب في التجميل

يعمل الدكتور محمد الشرحبي وهو استشاري أول في جراحة التجميل، على اجراء عمليات ترميم وتحسين التشوهات والحروق والعيوب الخُلقية، إضافةً إلى زراعة شعر الرأس والذقن والحواجب، وتصغير الجبهة، وتجميل الأنف، وشد ترهلات البطن، وحقن الدهون، وإصلاح تشوهات الأعضاء التناسلية وإجراء حقن البوتكس والفيلر والبلازما، وشفط الدهون..

لا يتردد على طلب عمليات التجميل أغنياء ووجهاء القوم وميسوري الحال في اليمن فقط، بل إن الفقراء ايضاَ لهم الرغبة في اجراء تلك العمليات وهو الحلم الذي بالفعل أصبحوا قادرين على تحقيقه، وفي هذا الصدد يلفت الدكتور الشرجبي أن الكثير من المواطنين كانوا يأتون اليه وخاصة من الفقراء لطلب اجراء عمليات التجميل ويتم استيعابهم إما عبر مخيمات طبية أو عبر منحهم تخفيضات كبيرة، يتذكر الدكتور الشرجبي حينما جاء اليه شاب عشريني يعاني من الشفة الارنبية ،وحينما سأله الدكتور محمد عن اسمه فرد عليه الشاب بأن اسمه هو على الاشرم،إذ كان يعتبر ذلك الشاب أن اسمه هو الاشرم، وفي حقيقة الأمر أنه كان يعاني من مشكلة تنمر المجتمع اليمني تجاه بعض من يعانون من تشوهات خُلقيه. وهذا ما أعتبره الشرجبي من المواقف المؤلمة التي مرت عليه خلال مشواره المهني.

ذلك الموقف دفع الدكتور محمد لتكثيف أنشطته في مساعدة الفقراء وذوي الدخل المحدود ممن يحتاجون لإجراء عمليات تجميليه، وبالفعل أقام 17مخيما طبياً داخل اليمن من صعدة إلى سقطرى؛ تحت شعار « الله جميل يحب الجمال».

– تأثير الحرب

زادت الحرب من أعداد المصابين بالتشوهات والحروق الناتجة عن المتفجرات والقصف الصاروخي، والألغام والحروق الناتجة عن انفجار أسطوانات الغاز، كما أن الحرب زادت من أعداد المصابين بتشوهات الأجِنة نتيجة استخدام بعض الأسلحة، كما أدى سوء التغذية ونقص الحديد الى حدوث تشوهات خُلقية عند بعض اليمنيين، وهذه الإشكالية أوحد تحديات لدى الدكتور الشرجبي وغيره من أطباء الجراحة التجميلية، إذ أنهم لا يتلقوا أي دعم مادي من أي منظمات مهتمة بالصحة والتطبيب سواءً محلية أم عالمية، ولا حتى من الجمعيات الخيرية، يشير الدكتور الشرجبي إلى أن منظمة أطباء بلا حدود كانت تأخذ بعض المصابين بحروق للعلاج في الأردن، لكن ذات المنظمة الدولية في ذات الوقت لا تقوم بدعم مراكز جراحة التجميل في اليمن، ويقول الشرجبي بحُرقة «هل تصدقون أنه لا يوجد في كل المحافظات اليمنية إلا مركز واحد لعلاج الحروق، وعشرون سريراً فقط»، وهنا يتساءل الشرجبي : لماذا لا يوجد صندوق لتجميل الحروق والتشوهات، أُسوةً بصناديق دعم ذوي الإعاقة والتراث والشباب والرياضة وغيرها من الصناديق..

ويشير الدكتور الشرجبي أن أكثر فئات المجتمع التي تزوره وتطالب بعمل جراحات تجميلية هم أيضاً من الذين يتعاملون مع الكاميرا مثل الإعلاميين والممثلين والفنانين والمشاهير والسياسيين.. ويفتخر الشرجبي أنه يقدم “كرت ضمان” بصلاحية الشعر الجديد خاصةً للرأس لمن يطلبون منه زراعة الشعر.

– جراحات غير مقبولة

يرى الدكتور الشرجبي أن بعض الجراحات التجميلية غير مقبولة كعمليات تغيير الجنس ،و إزالة الثدي، وتغيير بصمات الايدي، فيما أن بعض العمليات تعتبر حساسة ويتم عملها بسرية تامة احتراماً لخصوصيات الناس كعمليات اصلاح التشوهات الخلقية في العضو الذكري والأعضاء التناسلية كتوسيع المهبل.

يقول الشرجبي «بعض الأشخاص يتعمد إحراق بصمات أصابعه بسبب أنه تم ترحيله من أي دولة خليجية ويريد أن يعود إليها، فيطلب مني تغيير بصمته حتى يعود للدولة التي رحَّلته، ونحن بدورنا نرفض مثل هكذا أمور مشبوهة»..

يتذكر الدكتور الشرجبي كيف ان بداياته المهنية كانت صعبة بسبب ان طب الجراحة التجميلية يُعد تخصص مجمَّع من كل التخصصات، وكان التحدي الأكبر بالنسبة له هو كيف يعمل على إقناع المجتمع اليمني بأهمية هذا الطب، وكيف يمكنه تجاوز الفتاوى الدينية التي تحرّمه، فأخذ الشرجبي على عاتقة مسؤولية توعية الناس في وسائل الإعلام وفي لقاءاته بأهمية الجراحة التجميلية.

يطمح الدكتور محمد بإنشاء مركز تجميل متكامل في اليمن، ولكنه في نفس الوقت يؤكد أنمثل هكذا مشاريع مهمة بحاجة إلى دعم أكبر.

مقالات مشابهة

  • رغم الحرب .. الاقبال على عمليات التجميل في اليمن
  • بين التصعيد وخريطة الطريق.. هل يعود اليمن للحرب الشاملة؟
  • البحرية الأمريكية في مأزق .. استنزاف غير مسبوق أمام تكتيكات صنعاء
  • بعد تهديدات صنعاء.. مصير غامض لحاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”
  • تطور لافت.. إسرائيل ترسل صواريخ خاصة إلى القوات الأمريكية في العراق
  • تطور لافت.. إسرائيل ترسل صواريخ خاصة إلى القوات الأمريكية في العراق - عاجل
  • عودة التصعيد داخلياً في اليمن بالتزامن مع تهديدات صنعاء بعودة عمليات اسناد لغزة
  • صنعاء تكشف عن موعد عودة عمليات البحر الأحمر
  • كاتب صحفي: تطور قواتنا المسلحة على رأس أولويات الرئيس
  • عصام السقا: أحب التغيير في الشخصيات التي أجسدها