الاقتصاد نيوز - متابعة

تنشط 37 شركة مصنعة للسيارات في إيران وفقا لما قاله عباس علي آبادي، وزير الصناعة في البلاد. في حين لا يتم نشر سوى قوائم سبع شركات خاصة في التقرير الإحصائي لوزارة الصناعة، إلى جانب شركتي إيران خودرو وسايبا.

وفقًا لإحصائيات وزارة الصناعة في مارس المنصرم، من بين تلك السيارات، تداولت شركتا “مديران خودرو” و “كرمان موتور” نحو 149 و58 ألف مركبة على التوالي في عام 2023، في حين أنتجت شركة بهمن 23 ألف سيارة، ودخلت قائمة أكبر ثلاث شركات مصنعة للسيارات في القطاع الخاص.

أما باقي شركات صناعة السيارات في إيران فيبلغ إنتاجها التجميعي أقل من 10 آلاف سيارة.

وإلى جانب المستوردين الذين يشاركون في إنتاج السيارات في داخل إيران، تهتم بعض الشركات في المصانع الأخرى بإنتاج السيارات في البلاد، ويبدو أنهم حصلوا أيضًا على ترخيصهم لإزاحة الستار عن المنتج الخاص بهم في الوقت المناسب. علاوة على ذلك، أعربت بعض الشركات النشطة في مجال الأغذية مرارا وتكرارا عن رغبتها في شراء أسهم شركات تصنيع السيارات شبه الحكومية، بل إن بعضها يدعي أنها تشكل القطب الثالث لصناعة السيارات.

ماهو واضح للعيان أن سوء إدارة صانع السياسات في صياغة استراتيجية صناعة السيارات خلال العقد الماضي كان السبب في استقطاب الشركات الأخرى لإنتاج السيارات، بما في ذلك الناشطين في مجال المواد الغذائية، بحيث ارتفعت حصة الشركات الخاصة في العقد الماضي في سوق السيارات في البلاد إلى 25% بعد أن كانت لا تتجاوز 10%.

لكن ما يمكن ملاحظته في أداء هذه الشركات هو اعتمادها التام على الشركاء الأجانب، أما ما يمكن رصده في خطأ صانع السياسة هو وقف استيراد السيارات واستبدال المجمعين بالمستوردين. وبعد هذه الخطوة، أي إيقاف استيراد السيارات، واصلت الشركات الخاصة الإنتاج والالتفاف على العقوبات واستخدام كافة الوسائل والأفكار، وخلقت سوقا احتكارية في إنتاج وتوريد المنتجات الأجنبية. يمكن أن يكون هذا الاتجاه هو السبب وراء جاذبية إنتاج السيارات في إيران. أي أنه إذا كان لديك رأس المال اللازم لإنشاء خط تجميع سيارات، يمكنك استيراد قطع غيار السيارات في سوق احتكارية من الخارج (يفضل أن تكون من الصين) وتصنيع سيارة تبلغ مليار دولار عبر تجميع بعض القطع. بالتالي، يمكن حصر كل من الإنتاج وسوق السيارات بسهولة إلى الشركة المصنعة للسيارة.

من ناحية أخرى، إذا كان إيقاف أو استيراد السيارات بالقطارة يعد أيضًا فكرة مثالية للحكومة، فإن أي مبلغ من العملة المستخدمة سيكون متاحًا أيضًا. هذه هي العملية التي اتخذتها الشركات الخاصة ذات التداول المنخفض، ومن المفارقات أنها شجعت الآخرين على إنتاج السيارات في البلاد.

هل انتشار السيارات علامة على المنافسة؟

يقول وزير الصناعة الإيراني: إن 37 شركة لصناعة السيارات تنشط في البلاد؛ ومع ذلك، نحن لسنا بحاجة إلى هذا العدد من شركات تصنيع السيارات، بل بحاجة إلى زيادة تداول السيارات في إيران، وليس أن تنتج كل شركة 10 آلاف سيارة.

وتأتي تصريحاته في وقت يعتقد الرأي العام أنه كلما زاد عدد مصنعي السيارات في بلد ما، كلما قل احتكار سوق ذلك البلد. والسؤال الآن هل كثرة مصنعي السيارات في دولة ما دليل على عدم الاحتكار؟

ووفقا للعديد من الخبراء، فإن عدد شركات التصنيع ليس مقياسا مناسبا لقياس احتكارها، فالدول المتقدمة لا تستضيف سوى عدد قليل من مصنعي السيارات. لذلك، في حين تنشط 37 شركة تصنيع سيارات في إيران، فإن هذا الرقم يصل إلى 35 في الصين و20 في أمريكا و11 في إيطاليا و10 في الهند و10 في ألمانيا و9 في اليابان و10 في فرنسا و6 في كوريا الجنوبية.

ويتنافس مصنعو السيارات في هذه الدول مع بعضهم البعض ومع شركات صناعة السيارات العالمية، وتعتبر التكنولوجيا صاحبة الكلمة الأولى في المنافسة. لكن في إيران، على الرغم من وجود 37 شركة مصنعة للسيارات، تختفي المنافسة تماما بين هذه الشركات، وقد أدى التداول الصغير للسيارات وارتفاع الطلب إلى ضخ أي منتج مهما كانت جودته في السوق.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار إنتاج السیارات فی فی البلاد

إقرأ أيضاً:

هل اقتربت ساعة التهجير الكبير في غزة؟

إسرائيل على وشك تنفيذ أكبر حملة تطهير عرقي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فمنذ الثاني من مارس/ آذار، منعت دخول الغذاء والمساعدات الإنسانية إلى غزة وقطعت الكهرباء، مما أدى إلى توقف آخر محطة لتحلية المياه عن العمل.

وقد استولت القوات الإسرائيلية على نصف مساحة القطاع – غزة تمتد بطول 25 ميلًا وعرضها ما بين أربعة إلى خمسة أميال – وفرضت أوامر نزوح على ثلثي سكانها، معلنة العديد من المناطق، بما فيها مدينة رفح الحدودية المحاصرة بقوات إسرائيلية، "مناطق محظورة".

وفي يوم الجمعة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن إسرائيل ستقوم بـ"تكثيف" الحرب ضد حماس، وستستخدم "كل أشكال الضغط العسكري والمدني، بما في ذلك إجلاء سكان غزة جنوبًا وتنفيذ خطة الهجرة الطوعية لسكان غزة التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ومنذ إنهاء إسرائيل أحادي الجانب وقف إطلاق النار في (18 مارس/ آذار) – وهو الوقف الذي لم تلتزم به إسرائيل أبدًا – تواصل إسرائيل قصفها الجوي والمدفعي المتواصل ضد المدنيين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 فلسطيني وإصابة أكثر من 3600، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

وبحسب الأمم المتحدة، يُقتل حوالي مئة طفل يوميًا. وفي الوقت نفسه، تثير إسرائيل التوترات مع مصر، فيما يبدو أنه تمهيد لعملية طرد جماعي للفلسطينيين إلى سيناء المصرية.

إعلان

وردد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، تصريحات كاتس، مؤكدًا أن إسرائيل لن ترفع الحصار الكامل عن غزة حتى يتم "هزيمة" حماس، وإطلاق سراح الـ59 رهينة إسرائيلية المتبقية. وقال: "لن تدخل حتى حبة قمح إلى غزة".

لكن لا أحد في إسرائيل أو غزة يتوقع أن تستسلم حماس، التي صمدت رغم تدمير غزة والمجازر الجماعية.

لم يعد السؤال اليوم هو ما إذا كان سيتم ترحيل الفلسطينيين من غزة، بل متى وأين سيتم طردهم. يبدو أن القيادة الإسرائيلية منقسمة بين دفع الفلسطينيين عبر الحدود إلى مصر، أو نقلهم إلى دول في أفريقيا.

وقد تواصلت الولايات المتحدة وإسرائيل مع ثلاث حكومات في شرق أفريقيا – السودان، الصومال، ومنطقة أرض الصومال الانفصالية – لمناقشة إعادة توطين الفلسطينيين الذين يتم تطهيرهم عرقيًا.

إن عواقب هذا التطهير العرقي الشامل ستكون كارثية، إذ ستعرض استقرار الأنظمة العربية المتحالفة مع واشنطن للخطر، وستشعل احتجاجات عارمة داخل الدول العربية.

ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر – اللتين أصبحت علاقاتهما مع إسرائيل على وشك الانهيار – ويدفع بالمنطقة نحو الحرب.

لقد وصلت العلاقات الدبلوماسية إلى أدنى مستوياتها منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979. السفارتان الإسرائيليتان في القاهرة وعمان شبه فارغتين، بعدما تم سحب الطاقم الإسرائيلي لأسباب أمنية عقب عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول التي شنتها حماس وفصائل فلسطينية أخرى.

ورفضت مصر قبول أوراق اعتماد أوري روثمان الذي تم تعيينه سفيرًا لإسرائيل في سبتمبر/ أيلول الماضي. كما لم تعين مصر سفيرًا جديدًا لدى إسرائيل منذ أن تم استدعاء السفير السابق خالد عزمي، العام الماضي.

ويتهم المسؤولون الإسرائيليون مصر بانتهاك اتفاقيات كامب ديفيد من خلال تعزيز وجودها العسكري وبناء منشآت عسكرية جديدة في شمال سيناء، وهي اتهامات تصفها مصر بأنها "ملفقة". ويجيز الملحق العسكري للاتفاقية لمصر زيادة عتادها العسكري في سيناء.

إعلان

وحذر رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، هرتسي هاليفي، مما وصفه بـ"التهديد الأمني" المصري. فيما قال كاتس إن إسرائيل لن تسمح لمصر "بانتهاك معاهدة السلام" الموقعة عام 1979.

ويشير المسؤولون المصريون إلى أن إسرائيل هي من انتهكت المعاهدة من خلال احتلالها محور فيلادلفيا، المعروف أيضًا بمحور صلاح الدين، الذي يمتد بطول تسعة أميال على الحدود بين غزة ومصر، وكان من المفترض أن يكون منزوع السلاح.

وقال اللواء محمد رشاد، الرئيس السابق للمخابرات الحربية المصرية، لصحيفة الشرق الأوسط السعودية: "كل تحرك إسرائيلي على حدود غزة مع مصر يشكل سلوكًا عدائيًا ضد الأمن القومي المصري. لا يمكن لمصر أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التهديدات، ويجب أن تكون مستعدة لكل السيناريوهات المحتملة".

ينادي المسؤولون الإسرائيليون علنًا بـ"النقل الطوعي" للفلسطينيين إلى مصر. فقد صرّح عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان بأن "ترحيل معظم الفلسطينيين من غزة إلى سيناء المصرية هو حل عملي وفعّال".

وقارن بين الكثافة السكانية المرتفعة لغزة – التي تعد واحدة من أكثر الأماكن ازدحامًا في العالم – وبين "الأراضي الشاسعة غير المستغلة" في شمال سيناء، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين يتشاركون الثقافة واللغة مع مصر، مما يجعل أي عملية ترحيل "طبيعية".

كما انتقد مصر زاعمًا أنها "تستفيد اقتصاديًا من الوضع السياسي الحالي"، كوسيط بين إسرائيل وحماس، وتحقق أرباحًا من عمليات التهريب عبر الأنفاق ومعبر رفح.

وقد نشر معهد مسجاف للأمن القومي، وهو مركز أبحاث إسرائيلي يضم مسؤولين عسكريين وأمنيين سابقين، ورقة بحثية في (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) تدعو الحكومة إلى استغلال "الفرصة النادرة والفريدة لإجلاء كامل سكان قطاع غزة"، وإعادة توطين الفلسطينيين في القاهرة، بمساعدة الحكومة المصرية.

إعلان

كما اقترح تقرير مسرّب صادر عن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية نقل الفلسطينيين من غزة إلى شمال سيناء، وبناء حواجز ومناطق عازلة لمنع عودتهم.

من المرجح أن يتم تنفيذ أي عملية طرد بسرعة، مع قيام القوات الإسرائيلية – التي تقوم بالفعل بجمع الفلسطينيين بلا رحمة في مناطق احتواء داخل غزة – بشنّ حملة قصف مستمرة ضد الفلسطينيين المحاصرين، مع فتح ممرات إجلاء محدودة على طول الحدود مع مصر.

وستنطوي العملية على مواجهة محتملة مميتة مع الجيش المصري ما يمثل أزمة محتملة للحكومة المصرية التي وصف رئيسها أي تطهير عرقي للفلسطينيين في غزة بأنه "خط أحمر". وسيكون الانتقال من هناك إلى صراع إقليمي قصيرًا جدًا.

وقد استولت إسرائيل على أراضٍ في سوريا وجنوب لبنان، ضمن رؤيتها لـ"إسرائيل الكبرى"، التي تشمل أيضًا احتلال أراضٍ في مصر، والأردن، والسعودية.

كما تطمع في حقول الغاز البحرية قبالة سواحل غزة، وطرحت خططًا لإنشاء قناة جديدة تتجاوز قناة السويس، لربط ميناء إيلات الإسرائيلي المفلس على البحر الأحمر، بالبحر المتوسط. وتتطلب هذه المشاريع إفراغ غزة من سكانها الفلسطينيين وإعادة توطينها بمستعمرين يهود.

الغضب الشعبي العربي – الذي شهدته شخصيًا خلال الأشهر الماضية أثناء زياراتي لمصر والأردن والضفة الغربية – سينفجر في حالة من الغضب المشروع إذا حدثت عملية الترحيل الجماعي.

وستضطر هذه الأنظمة، حفاظًا على بقائها، إلى التحرك. وستنتشر الهجمات الإرهابية، سواء من قبل جماعات منظمة أو ذئاب منفردة، ضد أهداف إسرائيلية وغربية، لا سيما الولايات المتحدة.

إن الإبادة الجماعية تشكل حلمًا دعائيًا للمتشددين الإسلاميين. ولا بد أن واشنطن وإسرائيل تدركان، بدرجة ما، ثمن هذه الوحشية. ولكن يبدو أنهما تقبلان بها، في محاولة حمقاء لمحو أولئك الذين تم إخراجهم من مجتمع الأمم، وأولئك الذين يتم وصفهم بأنهم "حيوانات بشرية".

إعلان

ماذا تتوقع إسرائيل وواشنطن أن يحدث عندما يتم طرد الفلسطينيين من أرض عاشوا فيها لقرون؟ كيف تظنان أن شعبًا يائسًا، محرومًا من الأمل والكرامة وسبل العيش، يتم ذبحه على يد واحدٍ من أكثر الجيوش تقدمًا في العالم، سيرد؟

هل تعتقدان أن خلق جحيم دانتي للفلسطينيين سيحد من الإرهاب أو يكبح الهجمات الانتحارية أو يعزز السلام؟ ألا تدركان الغضب المتصاعد في الشرق الأوسط وكيف سيزرع كراهية تجاهنا ستستمر لعقود؟

الإبادة الجماعية في غزة هي أعظم جريمة في هذا القرن. وسوف تلاحق إسرائيل. وسوف تلاحقنا. وسوف تجلب إلى أبوابنا الشر الذي أنزلناه على الفلسطينيين.

"كما تزرع تحصد"

لقد زرعنا حقل ألغام من الكراهية والعنف.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • «التايمز»: رضا بهلوى.. مُنقذ إيران المُحتمل أم رمزٌ للماضى؟.. ابن الشاه: نحن بحاجة إلى تغيير النظام.. وسأموت من أجل ذلك
  • محمد صلاح: على الزمالك التعاقد مع لاعبين بشخصية النادي.. والأهم الجودة وليس العدد
  • الجودة وليس العدد.. محمد صلاح يتحدث عن صفقات الزمالك الجديدة
  • عقوبات أمريكية جديدة على إيران تستهدف شركات شحن وناقلات نفط
  • الليمون خارج العدد
  • هل اقتربت ساعة التهجير الكبير في غزة؟
  • افتتاحية.. من ينقذ الاقتصاد من نفسه؟
  • السيد الخامنئي: لا ينبغي ربط قضايا إيران بمفاوضات عمان والخطوط الحمراء واضحة بالنسبة لنا
  • إيران… عجز الطاقة يكسر كاهل شركات السيارات ويعرض إنتاجها للشلل
  • حسين فهمي متحدثا رئيسًا بمعرض أبو ظبي للكتاب