زاوين برداقجيان… رحلة إبداعية تجمع بين الواقع والخيال
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
حلب -سانا
زاوين برداقجيان فنان تشكيلي، يُعدّ أحد الأسماء البارزة في الفن التشكيلي السوري حيث تميز ببصمته الفريدة التي تمزج بين الأصالة والحداثة، وبين الواقع والخيال التي استمرت قرابة أربعين عاماً.
وتنتمي أعمال برداقجيان إلى المدرسة السريالية التجريدية التي تعبر عن كل ما هو مكبوت داخل العقل الباطن، وتميزت بالتركيز الغريب والمتناقض واللاشعوري حيث يؤمن بفلسفة فنية خاصة تنطلق من ان الفن هو وسيلة للتواصل مع المشاهدين على مستوى عميق، فيسعى من خلال أعماله إلى تصوير الواقع بطريقة تعكس الحساسية والتفاصيل الدقيقة، بهدف إثارة التفكير والتأمل.
كما يستخدم برداقجيان البعد الثالث في لوحاته بشكل مبتكر وفق ما أوضح في حديث لمراسلة سانا فهو يعتمد على تقنيات خاصة لإضافة العمق والواقعية إلى أعماله، ما يجعلها تبدو وكأنها تنبض بالحياة.
ويعتبر برداقجيان البعد الثالث وسيلة لتعزيز تأثير اللوحة وإغناء تجربة المشاهد فيشعر المتلقي بأنه جزء من المشهد الفني وذلك من خلال إضافة معدن عاكس يسمح برؤية نفسه من خلاله.
ويستخدم برداقجيان مواد غير تقليدية في انجاز لوحاته مثل السيراميك اللين والمعدن وعن سبب استخدامه لهذه المواد، أشار الى أن هذه المواد تضفي بعداً جديداً على أعماله حيث يمنح السيراميك اللين ملمساً ناعماً ودافئاً، بينما يضفي المعدن بريقاً وقوة كما أنه يجد أن التنوع في المواد يساهم في خلق نسيج بصري مميز وثراء في التجربة الفنية.
شارك برداقجيان بالعديد من المعارض الفردية والجماعية خلال مسيرة حياته الفنية الغنية، وعرضت أعماله محلياً في حلب ودمشق وعالمياً في إيطاليا وأرمينيا والعديد من الدول الأخرى، فتميزت معارضه بالتنوع والجدة والتعمق في الفكر البشري، ما أكسبه شهرة واسعة.
ويشجع برداقجيان الفنانين الشباب على الاستمرار في تطوير مهاراتهم وعدم التوقف عن الإبداع رغم الصعوبات، وينصحهم بالاستفادة من التراث الثقافي والتاريخي، ويحثهم على الابتعاد عن التقليد والتكرار والغرور وتقبل النقد من الآخرين والبحث عن هويتهم الفنية الخاصة مؤكداً على أهمية التعليم المستمر والانفتاح على التجارب الفنية العالمية.
آلاء الشهابي
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ٤٥.. سنوات من الريادة الفنية.. القاهرة منارة العرب وأفريقيا وعاصمة الفنون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انتهت فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في دورته الـ ٤٥، في دورة استثنائية تحمل أبعاد إنسانية، ومسؤولية فنية وثقافية كبري، للمهرجان الأهم عربياً وأفريقياً.
تأتي الحالة الاستثنائية للدورة الـ ٤٥ من مهرجان القاهرة السينمائي، نظراً للعدوان الإسرائيلي المجرم، والمجازر الإنسانية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، تجاه أشقائنا العرب في فلسطين ولبنان، وهو ما أجل الدورة من العام الماضي، مع بداية العدوان علي قطاع غزة.
القاهرة منارة العرب وإفريقيا ومهد الفنون والثقافةمهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو أحد أهم المهرجانات الدولية السينمائية علي مستوي العالم، وهو حدث له ثقل كبير علي المستوي الفني دولياً، ويأتي ذلك لتصنيف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي من ١٥ مهرجان ضمن الفئة "أ"، من قبل الإتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام، وهو ما مثل إعتماد وثقل دولي للمهرجان الأهم والأبرز علي مستوي العالم العربي وأفريقيا والشرق الأوسط.
أحجار كريمة علي تاج القوي الناعمة العربية
تقلد منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عدد كبير من نجوم الفن المصري، وأسماء كبيرة لها تاريخ فني عظيم، وأبرز تلك الأسماء الكاتب سعد الدين وهبة، والذي قدم للفن كثيراً، حيث قدم كتابات في المسرح والسينما والتلفزيون، وتولي رئاسة المهرجان لمدة ١٢ عام، وصل خلالها المهرجان إلي مكانة كبيرة علي المستوي الدولي.
المخرج كمال الشيخ، وهو أهم مخرجي السينما في عصر انطلاقتها، وقدم عدد كبير من الأفلام السينمائية، ونجح في حجز مكانة كبيرة من خلال مسيرة فنية حافله بالأعمال.
الدكتور عزت ابو عوف، والذي قدم لكل ألوان الفنون علي مستوي عالم السينما والدراما والموسيقي الكثير من الأعمال.
وتولي رئاسة المهرجان لسبع دورات نجح من خلالها في تقديم صورة مشرفة عن المهرجان، وحفظ مكانته الدولية.
السيناريست والمنتج محمد حفظي، والذي يهتم طوال الوقت بالفن للدرجة التي جعلته يتوسع من مجال الكتابة إلي مجال الإنتاج، وخاصةً الأعمال التي يري أن لها قيمة فنية وما تسمي بأعمال المهرجانات، حتي لو لم تنل النجاح الجماهيري.
الفنان حسين فهمي، أحد نجوم السينما والدراما، لعائلة فنية هو وشقيقة الراحل مصطفى فهمي، ونجح الفنان حسين فهمي في تقديم العديد من الأعمال السينمائية الهامة علي مدار تاريخه، وبعمل الفنان حسين فهمي طوال الوقت علي تطوير المهرجان بما يواكب التحديات والتنافسية الدولية.
ولكل من هؤلاء الأسماء، باع طويل في الفن، وقدم العديد من خلال رحلة كبيرة وحافلة لخدمة الفن كل حسب مجاله ورؤيته.
فعاليات وأنشطة فنية متبادلة
يعتبر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو واحد من أهم التجمعات الدولية لكل صناع الفن والسينما علي مستوي العالم، لما له من طبيعة خاصه، من شمولية وتنوع فني وتبادل الخبرات والثقافات لكل الدول علي مستوي العربي والعالمي، وما يشمله من ندوات وفعاليات خاصه بالصناعة وكل تحدياتها، وما تسمح به تلك التجمعات الدولية من تبادل لكل الأفكار والرؤى المستقبلية حول صناعة السينما وما آلت إليه.
ويعتبر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ملتقي حقيقي لكل المبدعين ومحبي السينما، وعنصر جذب كبير خاصةً وأنه يحتضن طوال الوقت الشباب والمبدعين، ويعمل علي صهر تلك المواهب داخل العملية السينمائية والكشف عنهم ودعمهم، من خلال الوقوف بجانب التجارب الشبابية.
دعم فلسطين
أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أن فيلم الافتتاح للدورة الـ ٤٥، هو الفيلم الفلسطيني «أحلام عابرة»، في رسالة قوية لدعم القضية الفلسطينية من خلال المهرجان.
إلي جانب أن دعم السينما الفلسطينية أمر موجود بشكل كبير خلال الدورة، وهو دور لابد من التأكيد عليه من خلال كل الفعاليات الفنية الخاصة بفلسطين ولبنان.
وأكد الفنان حسين فهمي أن الدورة الماضية تم تأجيلها بسبب العدوان الإسرائيلي على أهالينا في غزة، ولا يمكن التأجيل لدورتين متتاليتين
وكرمت إدارة المهرجان في دورته الـ٤٥، الفنان أحمد عز بجائزة فاتن حمامة للتميز، والمخرج يسري نصر الله بجائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، والمخرج دانيس تانوفيتش.