تقرير لـThe Hill: هل من الأفضل لإسرائيل أن تتحرك ضد حزب الله عاجلاً أم آجلاً؟
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أن "غزة لا تشكل سوى جبهة واحدة من الصراع الإيراني الإسرائيلي الأوسع نطاقاً، والذي بدأ يتحول شمالاً إلى لبنان. وتشير التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة الرفيعة المستوى إلى أن حربًا واسعة النطاق بين حزب الله وإسرائيل، أصبحت مسألة "متى ستحدث" وليس "ما إذا كانت ستحدث".
وبحسب الصحيفة، "مباشرة بعد هجوم حماس في السابع من تشرين الأول، خشي القادة الإسرائيليون أن يقوم حزب الله، بترسانته التي تبلغ 150 ألف صاروخ وأسلحة موجهة بدقة، بالهجوم التالي، وناقشوا ذلك، لكنهم قرروا في نهاية المطاف عدم القيام بذلك، واستباقه.
وتابعت الصحيفة، "عاقبت إسرائيل حزب الله في جنوب لبنان وخارجه، سعياً إلى إنشاء منطقة عازلة تبلغ مساحتها 13 كيلومتراً وتمكين الإسرائيليين من العودة إلى منازلهم في الشمال، لكن ذلك لم يؤد بعد إلى اتفاق مع حزب الله. وحتى لو توقف القتال في الشمال،فإن أي هدوء قد يكون قصير الأجل. بعد السابع من تشرين الأول، لم تعد إسرائيل مستعدة أو قادرة على التعايش مع وكلاء إيران على حدودها، وخاصة أولئك الذين يمتلكون ترسانة صاروخية يمكن أن تطغى على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وتؤدي إلى دمار البلاد،وتحمي البرنامج النووي الإيراني. فهل من الأفضل لإسرائيل أن تتحرك عاجلاً أم آجلاً؟"
وبحسب الصحيفة، "إذا قررت إسرائيل التحرك عاجلاً فستكون حجتها أن تضمن عودة مواطنيها إلى ديارهم في الشمال، سواء من باب الالتزام أو لأن تهجيرهم يقوض الوعد التأسيسي للدولة اليهودية: وهو أن اليهود سيكونون آمنين للعيش في أي مكان داخل حدودها. كما ويشكل التقدم النووي الإيراني سبباً ملحاً آخر يدفع إسرائيل إلى التحرك ضد حزب الله قريباً. ومع قدرة طهران الآن على تخصيب ما يعادل قنبلة نووية من المواد الانشطارية في أقل من أسبوعين، فقد لا تتمكن إسرائيل من الانتظار لفترة أطول لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. لكن ذلك قد يتطلب أولاً القضاء على صواريخ حزب الله التي يمكن لإيران أن ترد بها على أي ضربة إسرائيلية. وقد لا يرغب حزب الله في مواجهة دمار هائل على يد إسرائيل لحماية البرنامج النووي الإيراني، ولكن من المرجح أن يستجيب لرغبات طهران".
وتابعت الصحيفة، "لكن لدى إسرائيل أيضاً أسباب وجيهة للانتظار قبل التصعيد ضد حزب الله، أهمها هو ضرورة إنهاء القتال في غزة وتحرير الرهائن الإسرائيليين المتبقين البالغ عددهم 116 رهينة.وتفضل إسرائيل عدم إرهاق قواتها وزيادة مخزون أسلحتها من خلال شن حرب في شمالها وجنوبها في الوقت نفسه. تحتاج إسرائيل أيضًا إلى الراحة وإعادة الضبط والإمداد. إن ثمانية أشهر من الحرب، مع حشد مئات الآلاف من جنود الاحتياط، كانت بمثابة اختبار للمجتمع والاقتصاد الإسرائيلي. كما ترغب إسرائيل في إعادة تخزين أسلحتها قبل الدخول في حرب صعبة للغاية في لبنان. علاوة على ذلك، في العام أو العامين المقبلين، من الممكن أن يصبح نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المبتكر الذي يعتمد على الليزر جاهزاً للعمل، مما يساعد في إضعاف وابل الصواريخ التي يطلقها حزب الله".
وأضافت الصحيفة، "قد ترغب إسرائيل أيضاً في الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني لشن حرب ضد حزب الله. ومن المرجح أن تحتاج إلى إعادة إمداد عسكري أميركي وغطاء سياسي ومساعدة في التعامل مع إيران، لكنها لا تستطيع الآن الاعتماد على مثل هذا الدعم الأميركي. من الواضح للجميع، من ديربورن إلى طهران، أن البيت الأبيض يعتقد أن استمرار القتال بين إسرائيل وحماس يقوض إعادة انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن، وأنه يعتبر الحرب بين إسرائيل وحزب الله أكثر ضرراً من الناحية السياسية. أما إذا فاز دونالد ترامب، فقد يمنح إسرائيل مساحة أكبر لإدارة حملتها".
وبحسب الصحيفة، "إن وجود إسرائيل قوية، وإيران غير نووية، وشرق أوسط آمن، هي مصالح حيوية للولايات المتحدة، ومن المرجح أن يحقق الدعم الأميركي الكامل للعمل العسكري الوقائي الإسرائيلي ضد حزب الله هذه الأهداف. إن احتمال قيام إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة بنقل المعركة إلى حزب الله، وحتى البرنامج النووي الإيراني، هو الشيء الوحيد الذي يهدئ أسلحة حزب الله وأجهزة الطرد المركزي في طهران. لكن إذا ثبت أن الحرب ضرورية، فإن الدعم الأميركي سيضمن استعادة إسرائيل لقوة الردع التي فقدتها بعد 7 تشرين الأول، ونزع أنياب حزب الله، ومنع إيران من عبور العتبة النووية، وتوسيع اتفاقيات السلام الإقليمية".
وختمت الصحيفة، "سيكون على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستخوض حرباً ضد حزب الله عاجلاً أم آجلاً".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: النووی الإیرانی ضد حزب الله فی الشمال
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ترسم خطة التعامل مع لبنان وحزب الله
أفادت مصادر إسرائيلية مطلعة على دوائر صنع القرار بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يضع خططًا تتعلق بلبنان وحزب الله.
اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
و تتضمن تمركزه في مواقع متقدمة ودائمة مقابل كل منطقة سكنية في شمال فلسطين المحتلة، على الجانب المقابل للحدود اللبنانية.
يتزامن هذا التحرك مع تقارير إعلامية إسرائيلية تؤكد وجود نشاط استخباراتي مكثف في جنوب لبنان، يهدف إلى رصد أي تحركات لحزب الله قد تشير إلى إعادة تموضعه.
في سياق متصل، أرسلت السلطات الأمريكية تحذيرًا إلى الحكومة اللبنانية من تعيين مرشح مدعوم من حزب الله على رأس وزارة المالية في الحكومة الجديدة. يأتي هذا الموقف الأمريكي متسقًا مع المزاعم الإسرائيلية التي تشير إلى تلقي حزب الله دعمًا ماليًا كبيرًا من إيران، يقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
ووفقًا لوسائل إعلام أمريكية، فإن واشنطن ألمحت إلى فرض عقوبات على لبنان قد تعيق عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الحرب الأخيرة، في حال تولى الحزب وزارة المالية. من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف، نواف سلام، أنه يعمل بجهد كبير للإسراع في تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي هذا الإطار، شدد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية بحلول 18 فبراير.
تعد التوترات بين لبنان وإسرائيل من أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط، حيث تمتد جذورها لعقود من المواجهات والتدخلات العسكرية.
منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، شهدت العلاقات بين الطرفين تصعيدات متكررة، كان أبرزها حرب يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله، والتي خلفت دمارًا واسعًا في لبنان وخسائر كبيرة على الجانبين. ورغم وقف إطلاق النار الذي أعقب الحرب، لا تزال الأوضاع على الحدود تشهد توترات متقطعة، حيث تتبادل القوات الإسرائيلية وحزب الله القصف والاستهدافات العسكرية.
يضاف إلى ذلك النزاع حول مزارع شبعا والخلافات على الحدود البحرية، خصوصًا مع اكتشافات الغاز في شرق البحر المتوسط، ما يجعل المنطقة ساحة محتملة لنزاعات جديدة. في السنوات الأخيرة، تصاعدت التهديدات المتبادلة، حيث كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على مواقع مرتبطة بحزب الله في سوريا، فيما أعلن الحزب استعداده للرد على أي هجمات إسرائيلية.
هذا التصعيد المستمر يثير مخاوف دولية من اندلاع مواجهة واسعة قد تهدد استقرار المنطقة. وفي ظل غياب أي اتفاق سلام رسمي، تظل الأوضاع على الحدود قابلة للانفجار في أي لحظة، مما يجعل النزاع بين لبنان وإسرائيل مصدر قلق إقليمي له تداعيات خطيرة على الأمن في الشرق الأوسط.