بوابة زمنية..مصري يكتشف إطلالة مهيبة على القاهرة التاريخية
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في مقطع فيديو مثير للإعجاب (شاهده أعلاه)، تبرز إطلالة مدهشة لأحد أشهر معالم القاهرة التاريخية، أي قلعة صلاح الدين، ولكن السؤال هو كيف يمكن الوصول إلى هذه الإطلالة؟
اكتشف مدون سفر مصري هذه الإطلالة المذهلة بمحض الصدفة أثناء صعوده إلى قمة إحدى مئذنتي "باب زويلة".
تُعد بوابة "زويلة" واحدة من أهم المعالم الآثرية في القاهرة الفاطمية، إذا أنها البوابة الحجرية الباقية من السور الجنوبي لمدينة القاهرة الفاطمية، بحسب ما ذكره موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.
يعود تاريخ إنشاء "باب زويلة" إلى عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، حيث شيدّه الوزير القائد الفاطمي بدر الجمالي في عام 1092 ميلادي.
وأوضح مدون السفر المصري أحمد غريب لموقع CNN بالعربية أنه أراد استكشاف مئذنتي "باب زويلة"، حيث أضيفتا في عام 1415 ميلادي على يد السلطان المملوكي المؤيد شيخ.
وبحسب ما أشار إليه موقع وزارة السياحة والآثار المصرية، فقد بنى السلطان المملوكي المؤيد شيخ مسجده بجوار البوابة، واستغل برجيها لإقامة مئذنتي جامعه.
وأضاف غريب أن بوابة "باب زويلة" تقع في شارع الغورية المقابل لشارع المعز، ويمكن زيارة هذا المعلم من خلال شراء تذكرة من منفذ التذاكر داخل المبنى.
وقد سُميت بوابة "باب زويلة" بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة زويلة الوافدة من شمال إفريقيا مع قائد الجيوش الفاطمية جوهر الصقلي، وسكنت بالقرب من البوابة، كما عرفت البوابة باسم "بوابة المتولّي" نسبة إلى متولّي الحسبة الذي كان يجلس عند البوابة لتحصيل الضرائب في العصر الفاطمي، وفقًا لما ذكره موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.
يصف غريب الإطلالة من أعلى نقطة في القاهرة الفاطمية بأنها مشهد مذهل، إذ تشعر وكأنك عبرت بوابة زمنية إلى الماضي، كما أنها بعض أبرز معالم القاهرة مثل قلعة صلاح الدين.
ومن وجهة نظر غريب، تتمثل أهمية "باب زويلة" في كونه من الآثار المهمة في فترة الحكم الفاطمي الذي شكل الكثير من هوية القاهرة التاريخية.
وبكتلة بنائية ضخمة عرضها 25.72 متراً وارتفاعها 24 متراً، تتكوّن بوابة "باب زويلة" من برجين مستديرين يتوسطهما ممر مكشوف يؤدي إلى باب المدخل.
ونُعد بوابة "باب زويلة"، التي بُنيت في الجزء الجنوبي لسور القاهرة، من الحصون الدفاعية لمدينة القاهرة، وكانت تُستخدم سابقاً كميدان عام لإعدام المدانين وتعليق رؤوسهم فوق هذا الباب، وفقا للموقع الرسمي البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة.
وقد شهدت بوابة "باب زويلة" العديد من الأحداث التاريخية، إذ عُلّقت عليها رؤوس رسل هولاكو قائد جيوش التتار، بحسب موقع البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة.
View this post on InstagramA post shared by Egypt ???????? Travel | Tips | Ahmed ghareeb (@ahmed_ghaarib)
وحصد مقطع الفيديو الذي شاركه غريب عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "انستغرام"، أكثر من 200 ألف مشاهدة. وأثار فضول متابعيه حول كيفية الوصول إلى هذه الإطلالة المهيبة للقاهرة التاريخية.
مصرالقاهرةنشر الاثنين، 17 يونيو / حزيران 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: القاهرة
إقرأ أيضاً:
أشرف غريب يكتب: سلام لفيروز في عامها التسعين
أتمت جارة القمر فيروز عامها التسعين، كرست من ذلك العمر المديد ما يقرب من خمسة وسبعين عاماً كى تمتعنا ببديع فنها وجميل عطائها، فكانت الصوت العربى الأطول عمراً، والأكثر قدرة على لم شمل الفرقاء.. فى زمن الحرب الأهلية اللبنانية، الذى أخذ من لبنان خمسة عشر عاماً، وقت أن كان اللبنانى يشهر سلاحه فى وجه شقيقه الفعلى ابن أمه وأبيه، والخلافات الطائفية والمذهبية والحزبية تعصف ببلاد الأرز.
كان صوت فيروز الوحيد تقريباً الذى يجمع ولا يفرق، يوحد ولا يشتت، يحفز على الانتماء للوطن ولا ينتصر لفئة دون أخرى، غنت فيروز للبنان الوطن، ولم يثبت يوماً أنها انحازت غنائياً لفصيل دون آخر، فعشقها اللبنانيون دون تحزُّب، واحترمها الجميع دون استثناء، حتى حينما جهرت ذات مرة بدعمها لحزب الله، وهى المسيحية الأرثوذكسية، سارعت وأكدت أنها تؤيد فيه روح المقاومة ضد إسرائيل والدفاع عن الكرامة اللبنانية ولا شىء آخر.
ومن لبنان، تتسع دائرة محبة فيروز لتشمل جميع أرجاء الوطن العربى، فيروز هى أكثر المطربين والمطربات العرب التى لها فى كل مدينة عربية كبرى أغنية وذكرى، حتى مدينة مكة، قلب الإسلام ومهبط الوحى، غنت لها فيروز المسيحية بذات القدسية والإجلال التى رتلت بها ترانيمها الكنسية الشهيرة، فهى حينما تقف لتغنى أمام الميكروفون تنزع عن نفسها كل ميل وهوى، وتطلق لصوتها عنان المحبة الإنسانية فى أبهى صورها وتجلياتها.
أما عن القضية الفلسطينية، فإن صوت فيروز كان الحاضر دائماً فى كل مناسبة وحدث، هى التى ناصرت الشعب والهوية، وبثت الأمل فى العودة والقضاء على آثار القدم الهمجية، هى التى حملت على كتفيها وعبر صوتها الهمَّ الفلسطينى وطافت به العالم شرقاً وغرباً لتغنى: زهرة المدائن، القدس العتيقة، سيف فليشهر، الغرباء، جسر العودة، غاب نهار آخر، يافا، بيسان، وعشرات الأغنيات الأخرى.
هى التى غنت القدس فى البال، وعنونت بها ألبومها الصادر عام 1971 يحمل بعضاً مما غنته للقضية، فيروز كانت صوت فلسطين الهادر أكثر من الفلسطينيين أنفسهم مثلما قال شاعر المقاومة الفلسطينية الأكبر محمود درويش فى أحد مقالاته الشهيرة عام 1986، ولذلك قدرها الفلسطينيون وأجلوا لها عظيم مواقفها تجاه القضية، ومنحوها دون غيرها من المطربين العرب مفتاح مدينة القدس وصينية من الصدف صنعتها نسوة مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، فى احتفال مهيب بالعاصمة اللبنانية بيروت فى أغسطس عام 1968 بعد أربعة عشر شهراً من ضياع بقية المدينة المقدسة فى حرب يونيو 1967، يومها ألقى منصور رحبانى، رفيق سلاحها الغنائى مع شقيقه عاصى، كلمة معبرة تلخص موقف ثلاثتهم وإصرارهم على المضى قدماً فى طريق النضال الغنائى من أجل فلسطين حيث قال:
«تكون المفاتيح من حديد، غير أن مفتاح المدينة المقدسة من خشب الزيتون، من خشب السلام، من جذوع صلى عليها خادم السلام، وتفيأ ظلالها الأنبياء، فيا أبناء القدس إخوتنا، ويا أيها السادة الذين تحملوا مشقة السفر: باسم فيروز ومنصور وعاصى وكل من أسهم معنا أقول لكم شكراً.. إن كل ما أعطيناه واجب، بل هو أقل من واجب، إن هو إلا شعور داخلى، شعور ينبع من هول المأساة التى زلزلتنا، ولو أن الغناء يكون صامتاً لكان أجدر بنا أن نغنى صامتين، لكنه صراخ الحق تفجر غناء، إن لقاءنا بكم اليوم عهد نجدده بأننا لن نتوقف عن الغناء.
نغنى للذين يقاومون بالداخل، فتمتزج جراحنا بجراحهم، نغنى للأطفال الذين ولدوا فى الغربة ليتذكروا أنهم دائماً على سفر، وأن العودة إلى هناك آتية، لكل ضمير فى الدنيا، لكل إنسان نعلن نشيد الحق ونجرح سماء العالم بصراخنا، نحن نؤمن بالعودة، نتلوها فى كل صلاة، نؤمن بها فعلاً وإيماناً، نرددها كما فى ذكر أسمائه الحسنى، وإنه لفرح عظيم أن يختارنا المفتاح الرمز، أن نعلقه بركة فى بيتنا، أمانة فى أعناقنا، ووعداً فى قلوبنا، أما الفرح العميم فيوم أن تتدافع الأيادى السمر عائدة حاملة مفاتيح بيوتها، ذلك أن هناك أبواباً وجدراناً وبقية من ظلال تنتظر، تعرف أهلها وتحن إليهم، يومنا الكبير يوم انتصار الحق، يوم عودة أصحاب المفاتيح».
وفى يقينى أن فيروز والرحابنة ظلوا أوفياء لهذا العهد الذى قطعوه على أنفسهم يوم أن تسلموا مفتاح مدينة القدس، فيروز التى قالت وهى تمر بشوارع القدس العتيقة: «البيت لنا، والقدس لنا، وبأيدينا سنعيد بهاء القدس، للقدس سلام»، نقول لها وهى فى التسعين: سلام عليكِ يوم ولدتِ، ويوم غنيتِ، ويوم أتممتِ عِقدك التاسع.
كبير مستشاري الاتحاد البرلماني يزور «ضريح عمر المختار» في بنغازي