وزير الدفاع التايواني: تايوان لا تسعى إلى الحرب مع بكين
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
قال وزير الدفاع التايواني "ولنجتون كو" اليوم الإثنين الموافق 17 يونيو، إن تايوان لا تسعى إلى الحرب مع بكين وإن سياستها تتمثل في بناء قدرة ردع دفاعية متعددة المستويات لتجعل من الصعب على الصين الاستيلاء على الجزيرة.
ووفق لوكالة "رويترز"، واجهت تايوان الخاضعة للحكم الديمقراطي، والتي تعتبرها الصين أراضيها، حملة ضغط عسكرية وسياسية متصاعدة من بكين لقبول مطالبات السيادة التي ترفضها الحكومة في تايبيه.
وقال رئيس تايوان لاي تشينغ-تي، أمس الأحد، إن الصين تعتبر ضم تايوان والقضاء عليها، قضيتها الوطنية الكبرى، مطالبا طلاب الجيش التايوانيين بعدم الاستسلام للانهزامية المتمثلة في "المعركة الأولى هي المعركة الأخيرة"، وهي نظرية أن تايوان يمكن أن تنهار بمجرد أن تشن الصين هجوما.
وكجزء من الإصلاحات العسكرية الجارية، تروج تايوان لفكرة "الحرب غير المتكافئة"، لجعل قواتها، وهي أصغر بكثير من القوات الصينية، أكثر قدرة على الحركة وأصعب للهجوم، على سبيل المثال "بالصواريخ المحمولة على المركبات والطائرات بدون طيار".
وتقول الصين إن "لاي" "انفصالي خطير" يخاطر بالصراع من خلال الضغط من أجل استقلال تايوان رسميا، ويقول "لاي" إن شعب تايوان وحده هو الذي يستطيع أن يقرر مستقبله، وقد عرض مرارا إجراء محادثات مع بكين لكن طلبه قوبل بالرفض.
ومن جانبه أوضح "كو" إن الصين مثيرة المشاكل ومثيرة للتوترات عبر مضيق تايوان، قائلًا :"لم نسعى للحرب قط، فنحن واضحون للغاية أن استراتيجيتنا بأكملها هي العمليات الدفاعية".
وأزعج الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكومة الصينية بتصريحات تشير فيما يبدو إلى أن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا تعرضت لهجوم، وهو انحراف عن الموقف الأمريكي القائم منذ فترة طويلة والمتمثل في "الغموض الاستراتيجي".
وقال "كو" إن الهدف الأساسي من الغموض الاستراتيجي الأمريكي هو تعقيد خطط الصين لأي غزو لتايوان، موضحًا أن الصين لن تتمكن أبدا من استبعاد احتمال التدخل العسكري الأمريكي".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تايوان الصين بكين مضيق تايوان جو بايدن
إقرأ أيضاً:
اليوم التالي في غزة.. جثث في كل مكان وفظائع مرعبة
مع بدء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة يوم الأحد الماضي، هرعت فرق الإنقاذ والطوارئ بمعداتها البسيطة للبحث عن ناجين بين أكوام الركام المنتشرة في كل شبر من القطاع، ليجدوا أهوالاً وفظائع يعجز الكلام عن وصفها.
وكان أمس الإثنين، اليوم الأول الذي يشهد فيه سكان غزة هدوءاً نسبياً منذ الهدنة الأولى التي تخللت الحرب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وخلاله سارع الفلسطينيون لململة جراحهم، وإسكات جوعهم بشيء من طعام شاحنات المساعدات، بينما فرق الإنقاذ تعمل وتكشف وتؤكد وجود جثث بعضها متحلل في كل جزء مدمر داست أرجلهم عليه.
10 آلاف جثةوقالت وكالة الدفاع المدني في غزة، إنها تخشى أن يكون هناك أكثر من 10 آلاف جثة لا تزال مدفونة تحت حطام الأنقاض الشاسع.
وقال المتحدث باسم الوكالة محمود بصل لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنهم يأملون في انتشال الجثث في غضون 100 يوم، ولكن من المرجح أن يتأخر ذلك بسبب نقص الجرافات والمعدات الأساسية الأخرى.
الدفاع المدني في غزة:
نقدر عدد الشهداء التي تبخرت أجسادهم ولم نجد لهم أثرا بنحو 2400 شهيد.
رقم صادم pic.twitter.com/3OYR0DIp6m
وأظهرت صور جديدة من غزة بعد وقف إطلاق النار مشاهد الدمار الشامل الذي حدث خلال 15 شهراً من الحرب الإسرائيلية، وخاصة في شمال القطاع.
دمار بنسبة 60٪وقد قدرت الأمم المتحدة في وقت سابق أن 60% من المباني في مختلف أنحاء غزة تضررت أو دمرت.
ورغم أن أصوات القصف حلت محلها الاحتفالات مع بدء وقف إطلاق النار يوم الأحد، فإن الواقع الذي يواجهه الناس في مختلف أنحاء غزة يظل يائساً.
وبحسب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، فإن الحرب خلفت أكثر من مليوني غزّي بلا مأوى، وبلا دخل، وباتوا يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
وبدأت المساعدات تدخل غزة فور وقف إطلاق النار يوم الأحد، وقالت الأمم المتحدة إن 630 شاحنة على الأقل دخلت القطاع قبل نهاية اليوم.
وذكرت الأمم المتحدة، أن 915 شاحنة أخرى دخلت القطاع يوم الإثنين، وهو أعلى رقم منذ بدء الحرب قبل 15 شهراً.
وأكد سام روز القائم بأعمال مدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة، أن المساعدات كانت مجرد بداية للتحدي المتمثل في إعادة الحياة إلى القطاع.
وتابع، "نحن لا نتحدث فقط عن الغذاء والرعاية الصحية والمباني والطرق والبنية الأساسية، بل لدينا أفراد وأسر ومجتمعات تحتاج إلى إعادة البناء".
وأضاف، "الصدمة التي مروا بها، والمعاناة، والخسارة، والحزن، والإذلال، والقسوة التي تحملوها على مدى الأشهر الـ16 الماضية - ستكون هذه رحلة طويلة جداً جداً".
وتقدر السلطات الصحية الفلسطينية، أن أكثر من 46900 شخص قتلوا في غزة خلال أكثر من 15 شهراً من الحرب وأصيب أكثر من 110700.
"آلاف الجثامين تبخرت".. الدفاع المدني في غزة أمام مهمة شاقة للبحث عن 10 آلاف جثمان تحت أنقاض القطاع المدمر #الشرق #الشرق_للأخبار pic.twitter.com/k4LOwRxb0f
— Asharq News الشرق للأخبار (@AsharqNews) January 21, 2025وأشارت دراسة بريطانية نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية هذا الشهر إلى أن أرقام وزارة الصحة ربما تقلل من تقدير عدد القتلى بأكثر من 40٪.
وقالت وكالة الدفاع المدني في غزة في بيان يوم الإثنين، إن 48٪ من موظفيها قتلوا أو أصيبوا أو اعتقلوا أثناء الصراع، وأن 85٪ من مركباتها و17 من أصل 21 منشأة تضررت أو دمرت.
ورغم أن خطر الضربات الجوية قد زال، إلا أن العمل الشاق لا يزال مستمراً بالنسبة لعمال الدفاع المدني المتبقين. وأظهرت الصور التي شاركها أعضاء الوكالة مع هيئة الإذاعة البريطانية في شمال غزة يوم الإثنين أنهم يؤدون أعمالاً مروعة، بما في ذلك انتشال جثث الأطفال والكبار، بعضها متحلل.
وقال عبد الله المجدلاوي (24 عاماً) وهو عامل في الدفاع المدني في مدينة غزة، "في كل شارع هناك قتلى وفي كل حي هناك أشخاص تحت المباني. وحتى بعد وقف إطلاق النار تلقينا العديد من الاتصالات من أشخاص يقولون لنا من فضلكم تعالوا، عائلتي مدفونة تحت الأنقاض".
طواقم الدفاع المدني تبحث عن جثامين الشـــــهداء بين الركام في رفح جنوب قطاع غزة، بعد وقف الحرب. pic.twitter.com/wUsGSSLVo2
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 20, 2025وتؤكد ملاك كساب، وهي خريجة جامعية تبلغ من العمر 23 عاماً نزحت مؤخراً من مدينة غزة، يوم الإثنين، إن أفراداً من أسرتها من بين الذين لم يتم انتشالهم بعد.
وقالت: "لقد فقدنا الكثير من أفراد أسرتنا ولا يزال بعضهم تحت أنقاض المباني المدمرة. هناك الكثير من الناس تحت الأنقاض ـ والجميع يعلمون بهذا".
وبيّنت، أن منزل عائلة كساب في مبنى سكني لم يدمر بالكامل، ولكنه تضرر بشدة، "فلا توجد أبواب ولا نوافذ ولا ماء ولا كهرباء ولا أي شيء. ولا حتى الخشب لإشعال النار. إنه غير صالح للعيش".
كما لا تزال الحركة تشكل خطراً على النازحين في غزة مع بدء الجيش الإسرائيلي عملية الانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان في القطاع.
لكن العديد من سكان القطاع النازحين كانوا حريصين على رؤية ما تبقى من منازلهم قبل الموعد المحدد. وقال حاتم عليوة، مشرف مصنع يبلغ من العمر 42 عاماً من مدينة غزة، إنه يفكر في الخروج سيراً على الأقدام من ملجأه في خان يونس في الجنوب.
وقال عليوة، "كنا ننتظر وقف إطلاق النار هذا مثل الناس الذين ينتظرون دخول الجنة. لقد فقدت اثنين من إخوتي وعائلاتهم. لقد فقدت أبناء عمومتي وأعمامي. الشيء الوحيد الذي ما زلت آمل فيه هو العودة إلى المنزل".
هناك مخاوف جدية على كلا الجانبين من أن الاتفاق قد ينهار حتى قبل اكتمال المرحلة الأولى في غضون 6 أسابيع تقريباً، وأكدت إسرائيل أنها تحتفظ بالحق في استئناف العمل العسكري في غزة في أي وقت.