سبب غريب.. لماذا تخشى اليونان من السياحة المفرطة للمواقع الثقافية والتاريخية؟
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
تعطي الحكومة اليونانية أهمية كبيرة للمواقع الثقافية في البلاد، حيث يعتمد اقتصاد اليونان بشكل كبير على السياحة في المواقع الأثرية، وبشكل خاص موقع الأكروبوليس التاريخي، الذي يُعَدّ الأشهر في اليونان ومدرجًا على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1987.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "أرت نيوز" الأميركية، قام أكثر من 3 ملايين شخص بزيارة الأكروبوليس في عام 2022، بمتوسط 23 ألف زائر يوميًا، ومن المتوقع أن يصل عدد زوار الموقع إلى 20 ألف زائر يوميًا خلال هذا الصيف.
وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة اليونانية مؤخرا أن الزيارات إلى موقع الأكروبوليس ستقتصر على عدد محدد وتوقيت محدد، دون تحديد المدة التي يمكن للزوار قضائها داخل الموقع، وعادة ما تستغرق حوالي 45 دقيقة داخل الأكروبوليس.
وأوضحت وزيرة الثقافة اليونانية، لينا ميندوني، في مقابلة مع وكالة الأسوشيتد برس، أن تجربة تحديد أوقات الدخول وعدد الزوار ستبدأ اعتبارًا من 4 سبتمبر 2023، وسيصبح هذا الإجراء دائمًا في الأول من أبريل 2024.
وأكدت ميندوني أن "الضوابط الجديدة ضرورية لتجنب الازدحامات، حيث كانت الأكروبوليس تستقبل يوميًا ما يصل إلى 23 ألف زائر، ومعظمهم يأتون ضمن مجموعات سياحية كبيرة قبل الظهر، بالإضافة إلى زوار السفن السياحية".
وأضافت أن "الإجراءات المتخذة ستساهم في حماية هذا الموقع الهام، وهو الأمر الأساسي بالنسبة لنا، وتعزيز تجربة الزوار داخل الموقع".
وصفت ميندوني الإقبال على الموقع بأنه ضخم، وقالت: "من الواضح أن السياحة في بلادنا مرغوبة فيها، ولكن يجب علينا أن نكون حذرين لعدم التأثير سلبًا على المعالم الثقافية بسبب السياحة المفرطة"
تأثير بيئي
وتواجه أثينا أيضًا قلقًا متزايداً يتعلق بالتأثير البيئي للسياحة الجماعية والضغط الذي يمكن أن يفرضه الزوار على المواقع الثقافية الهامة. ولهذا السبب، تعمل الحكومة اليونانية على تنفيذ سلسلة من الإجراءات للحفاظ على المواقع الثقافية وتحسين تجربة الزوار. تشمل هذه الإجراءات:
1- تحديد عدد الزوار: تم تحديد حد أقصى لعدد الزوار الذين يمكن دخول المواقع الثقافية في وقت واحد. يهدف ذلك إلى تقليل الازدحام والحفاظ على سلامة الموقع.
2- توزيع الزوار على مدار اليوم: تم تنظيم الزيارات بحيث يتم توزيع الزوار على فترات زمنية محددة. يساعد ذلك في تجنب التزاحم الزمني وتقليل الضغط على الموقع.
3- حجز التذاكر المسبق: يتم تشجيع الزوار على حجز تذاكرهم مسبقًا عبر الإنترنت. هذا يساعد في تنظيم زيارات الزوار وتفادي الاكتظاظ في نقاط البيع.
4- توجيه الزوار: يقوم موظفو الموقع بتوجيه الزوار وتوفير معلومات حول الموقع والتاريخ والثقافة المحيطة. يهدف ذلك إلى تحسين تجربة الزوار وضمان أن يتم الاستفادة الكاملة من الموقع.
5- توسيع البنية التحتية: تعمل الحكومة اليونانية على تحسين البنية التحتية المحيطة بالمواقع الثقافية، بما في ذلك تطوير وسائل النقل وتوفير وسائل راحة للزوار.
وتسعى الحكومة اليونانية إلى الحفاظ على المواقع الثقافية الهامة وتوفير تجربة سياحية ممتعة وثقافية للزوار، إذ تهدف هذه الإجراءات إلى الحفاظ على الثقافة والتاريخ الغني لليونان وتجنب التأثير السلبي على المواقع الثقافية نتيجة للسياحة المفرطة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اليونان المواقع الاثرية الأكروبوليس أثينا الزوار على
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يتفقد استعدادات انطلاق فعاليات الأيام الثقافية المصرية فى قطر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تفقد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، يوم الإثنين، الاستعدادات النهائية والتحضيرات الفنية واللوجستية لانطلاق فعاليات "الأيام الثقافية المصرية في قطر"، التي تبدأ اليوم الثلاثاء الموافق 28 يناير، وتستمر حتى 31 يناير الجاري، في "درب الساعي" بالعاصمة القطرية الدوحة.
وخلال جولته التفقدية، اطلع وزير الثقافة على معرض الحرف التراثية والتقليدية الذي يعكس ثراء التراث المصري المتنوع، بالإضافة إلى ورش العمل والعروض الحية للحرف اليدوية التي تسلط الضوء على المهارات الفريدة للحرفيين المصريين. كما تفقد ورش الأراجوز وخيال الظل، التي تُبرز فنون المصري القديم وارتباطها العميق بالثقافة الشعبية.
واستمع الوزير إلى شرح تفصيلي عن فنون بيت العود المصري، الذي سيقدم عروضًا مميزة تعكس تطور الموسيقى المصرية وإرثها الغني. كما زار قاعة عرض الفنون التشكيلية، وأبدى إعجابه بمستوى الأعمال الفنية المشاركة.
وخلال الجولة، أشاد الدكتور أحمد فؤاد هنو بمستوى التنظيم والتحضير، ووجه الشكر لجميع الفنانين والمبدعين المشاركين في هذه الفعاليات، مثمنًا جهودهم في إبراز جماليات التراث المصري وتعزيز مكانته على الساحة الدولية. وأكد الوزير أن هذه الفعاليات تمثل جسرًا ثقافيًا مهمًا بين مصر وقطر، حيث تتيح الفرصة للجمهور القطري والدولي للتعرف على ملامح متنوعة من الثقافة المصرية.
وأشار وزير الثقافة إلى أهمية البرامج الفنية المصاحبة التي ستتضمن حفلات غنائية وموسيقية لنجوم الطرب الأصيل والإنشاد، وعروض الأراجوز والتنورة، بالإضافة إلى عروض أفلام سينمائية كلاسيكية وورش تعليمية للأطفال والشباب. كما أثنى على تنوع الأنشطة، التي تمثل مزيجًا فريدًا بين التراث التقليدي والتعبير الفني المعاصر، مما يبرز الهوية الثقافية المصرية بجميع جوانبها.
واختتم الوزير جولته بتوجيه رسالة شكر إلى جميع القائمين على تنظيم الفعاليات، مشيرًا إلى أن مثل هذه المبادرات الثقافية تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الإبداعي بين الدول، وتؤكد أهمية الثقافة كوسيلة لتعزيز التفاهم والتواصل بين الشعوب.
تأتي فعاليات "الأيام الثقافية المصرية في قطر" ضمن رؤية وزارة الثقافة لتعزيز القوة الناعمة المصرية وإبراز التراث والفنون المصرية في المحافل الدولية، بما يسهم في تحقيق تواصل حضاري وثقافي مستدام.
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون معضلة اللغة