«مدد مدد شدي حيلك يا بلد» أغنية أيقونية لإثارة الحماس الوطني قدمها الموسيقار الكبير الراحل محمد نوح لتستدعيها الجماهير على مدار الأجيال المتعاقبة، وتصبح واحدة من الأغاني الوطنية التي حمست الشباب والكبار وأخلجت الصدور بحب الوطن.

محمد نوح كان رائدًا في تقديم الأغنية الحماسية والوطنية وكان سخيًا في إنتاجه الفني في السبعينيات والثمانينيات ومن أشهر أغانيه «دلعو يا دلعو والحب محدش منعو، الشور شورك على صدرك، يابو سنة، الله حي، بحبك يا حياة، ولا على بالي، لا تنسانا، أديني قلت آه، لو يروق الحال  يا عصفورين، حبيبتي يا حبيبتي».

كانت الوطنية تسري في دمائه وبالألحان يعبر عن حبه الشديد للبلد، كان يملك جسدًا نحيفًا، وبعد مرور 7 أشهر على هزيمة 1967 زاد وزنه وسقط شعره حزنًا.

عبر نوح عن حزنه بأغنية "آه يا بلدي" وكان يغني في الجبهة ويدعو الناس للتبرع للمجهود الحربي، والتبرع بالدم حول مسرح الجمهورية الذي يقدم عليه أغانيه الوطنية.

وبعد الحرب كان يغني للجنود الجرحى ووصف نوح ما فعله في لقاء تلفزيوني بأنه أعظم شيء قدمه في حياته لأنه أصبح له قواعد في كل قرية في مصر بسبب ذلك.
 

كون نوح فرقة النهار، سنة 1974 بعد حرب أكتوبر 1973 حيث ظهرت موجة جديدة من الأغاني وكان أول من ظهر بهذا الشكل الجديد هو محمد نوح الذي تولى تقديم أغنيات وطنية حماسية، من أشهرها هي "مدد مدد مدد مدد شدي حيلك يا بلد"، وسرعان ما اشتهر نوح بأدائه الجديد، وصار له اسم وشهرة كبيرة في ذلك الوقت. 

قدمت فرقة النهار الألبومات “لا تنسانا والصبر طيب”، ومن أشهر أغانيها “اشبهك بايه، الشور شورك يا غزال، الصبر طيب، شيلي طرح الأحزان، مدد مدد شيدى حيلك يابلد، نرضى مانرضاش”.

وتفرّد نوح مع فرقة النهار بتقديم أغانيه المحفزة على الفوز من المدرجات في المباريات مع الفريق القومي. 

كما استقبل بالأغاني الوطنية الحماسية، في شوارع القاهرة، ناحية المطار، السادات لدى عودته من زيارته التاريخية للقدس.

وقدم نوح الموسيقى لعدد من الأفلام منها “قلب جريء، المهاجر، أجدع ناس، كريستال، مرسيدس، قانون إيكا، قبضة الهلالي، معركة النقيب نادية، المزيكا في خطر، إسكندرية كمان وكمان سنة، السجين 79”.

وقدم الموسيقار الراحل موسيقى المسرحيات منها إنت اللي قتلت الوحش،  قصة علي سالم، موسيقى مسرحية «كلام فارغ جدا»، موسيقى مسرحية «سحلب»، مسرحية «مدد»، مسرحية «سالومي»، مسرحية «انقلاب».

وعلى مستوى الشاشة الصغيرة قدم موسيقى المسلسلات  «ألف ليلة وليلة»، «ثمن الخوف»، 1989.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مدد مدد

إقرأ أيضاً:

مسلسل كساندرا.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة

يمتلك الشعب الألماني إرثًا غنيًا من الميلودراما التي تشكلت عبر تجربتي حربين عالميتين وهزيمتين قاسيتين، لكنه يزخر أيضًا بتراث فلسفي وموسيقي وأدبي يعكس حساسية فريدة وقدرة استثنائية على إنتاج أعمال إبداعية متميزة. منذ أواخر القرن التاسع عشر، أبهرت السينما الألمانية العالم، ورغم التحولات الجذرية التي شهدتها البلاد، من الانقسام إلى الوحدة، تواصل صناعة الدراما الألمانية تطورها، مقدمة إنتاجات تلفزيونية تضاهي في روعتها تلك التي تميز بها الفن السينمائي. ويعد مسلسل "كساندرا" (Cassandra) أحدث دليل على هذا التميز.

ينتمي "كساندرا" إلى نوعية الخيال العلمي الممزوج بعناصر الرعب، حيث نجح في تقديم تجربة فنية متكاملة، تمزج بين إثارة الأفلام البوليسية، ومتعة الاستكشاف العلمي والابتكار، إلى جانب العمق الدرامي الذي يعكس قضايا اجتماعية حساسة. إلا أن المسلسل لا يتوقف عند تقديم المتعة فحسب، بل يوجه نقدًا صارخًا لهيمنة المجتمع وأحكامه المسبقة، التي سحقت أجيالًا وأنتجت أخرى تعاني التشوهات النفسية. وتجسد ذلك ببراعة شخصية "كساندرا"، المرأة التي سحقها الظلم والخيانة، فتحولت إلى كيان رقمي شبح لا يسعى سوى إلى الهيمنة والانتقام.

إعلان

يحمل العمل بصمة واضحة للمجتمع الألماني، رابطًا بين الماضي والحاضر، فإذا كان شريط الصوت يستحضر إرث شوبان وبيتهوفن وفاغنر عبر موسيقى ماثيو لامبولي، فإن المسلسل أيضًا يستعيد ظلال الغرور العلمي الذي دفع إلى تجارب نووية وطبية على البشر في بدايات القرن الماضي. كما يسلط الضوء على القوالب النمطية الصارمة التي حكمت أدوار الرجال والنساء والأطفال، والتي لا تزال السلطة المجتمعية متمسكة بها حتى اليوم.

 العمل يحمل بصمة واضحة للمجتمع الألماني، رابطًا بين الماضي والحاضر (المصدر: آي ام دي بي)  مأساة مزدوجة

على مدار ست حلقات، يروي المخرج والكاتب بنجامين غوتشه قصة "كساندرا"، حيث تنتقل عائلة للعيش في منزل ذكي يخضع لتحكم روبوت يُدعى كساندرا. رغم أن الروبوت لا يلجأ إلى العنف المباشر، فإن طبيعته المتلاعبة والمخيفة كافية لتمزيق العائلة. بالتوازي مع هذه القصة، نشاهد عبر مشاهد "فلاش باك" عائلة أخرى عاشت في المنزل نفسه خلال الستينيات والسبعينيات، وهي العائلة التي قامت بإنشاء الروبوت، مُستنسخة فيه عقلية ونفسية الأم، مما منحه إرادة مستقلة. تتكشف الأحداث تدريجيًا لتكشف أصل "كساندرا"، وكيف وُلد هذا الكيان الرقمي من رحم الماضي.

كل حلقة من العمل تبدو وكأنها فيلم مستقل بفضل تكثيفه البصري المذهل، حيث يدفع المشاهد داخل جدران المنزل الذي، رغم تصميمه العصري، يبدو مسكونًا بالأشباح. إلا أن الشبح هذه المرة ليس سوى كيان رقمي، يمتلك قدرة مرعبة على إشعال النيران، ليس فقط في الأشياء، بل في النفوس أيضًا، مسببًا تمزقًا داخليًا يفوق أي أذى مادي.

منذ اللحظات الأولى، يضع المخرج بصمته البصرية الخاصة، حيث يخلق تناقضًا بين مشاعر القلق والطمأنينة، مستخدمًا تصويرًا سينمائيًا يُبرز التباين بين الإضاءة الدافئة والباردة، مما يعكس التغيرات المزاجية للروبوت "كساندرا" والمنزل ذاته. تتباطأ حركة الكاميرا عند استعراض عناصر المنزل، محولة الأشياء العادية إلى كائنات تنبض بالغموض والرعب. تلعب الظلال دورًا محوريًا في زيادة التشويق، إذ ينساب ضوء خافت زاحف ليؤكد الحضور الطاغي لنظرات "كساندرا" الرقمية التي تراقب كل شيء.

إعلان

الميلودراما التي عاشتها الأم والزوجة الأصلية في الماضي تتقاطع مع قصة العائلة الجديدة التي تواجه تجربة مشابهة في المنزل المليء بالذكريات. يبدو المنزل ككيان بحد ذاته، تتشابك فيه أحزان الماضي مع كآبة الحاضر، ممزوجًا بمفهوم المنازل الذكية في السبعينيات. وسط هذا التوتر، يظهر الذكاء الاصطناعي لـ"كساندرا" كأداة انتقام، حيث تسعى هذه المرأة الرقمية، التي خلقها الظلم والخذلان، إلى استعادة ما فقدته في حياتها السابقة. تتحول رغبتها في الانتقام إلى محاولة استبدال الأم الجديدة، وكأنها بذلك تحاول استعادة أسرتها المفقودة، ولكن هذه المرة على طريقتها الخاصة.

البراعة السمعية لم تقتصر  على الموسيقى، بل تميز المخرج في توظيف الصمت كأداة درامية (المصدر: آي إم دي بي) دور الموسيقى التصويرية

لعبت الموسيقى التصويرية، التي أبدعها الملحن الشهير ماثيو لامبولي، دورًا جوهريًا في بناء الأجواء النفسية والدرامية للمسلسل، حيث تألفت من 22 مقطوعة موسيقية تمثل مزيجًا متقنًا من المؤثرات الصوتية الإلكترونية المحيطة والتوزيعات الأوركسترالية، صُممت كل منها بعناية لتجسد العذاب النفسي العميق الذي تعيشه الشخصيات.

تعكس مقطوعات مثل "الاستيقاظ" (The Wake Up) و"تهديد" (Threat) أجواء الخطر الوشيك من خلال طبقات موسيقية نابضة، بينما تضيف مقطوعات أخرى مثل "دموع" (Tears) و"الحب" (Love) نغمات بيانو رقيقة، متداخلة مع أصداء بعيدة تحمل لمسة من الغموض والتوتر، ما يمنح المشاهدين تجربة حسية تجمع بين العمق العاطفي والشعور المستمر بالقلق.

انسجم الدمج بين الموسيقى التصويرية والأصوات المحيطة في المنزل بسلاسة، خاصة مع صوت "كساندرا" الناعم والمحمّل بجرعة خفية من التهديد، ما خلق وهمًا سمعيًا يوحي بوجودها الدائم في كل زاوية. كما استخدم التصميم الصوتي ترددات منخفضة تتصاعد تدريجيًا لتعزيز التوتر دون أن تطغى على السرد البصري أو الدرامي.

إعلان

ولم تقتصر البراعة السمعية على الموسيقى، بل تميز المخرج في توظيف الصمت كأداة درامية بقدر إتقانه لدمج الموسيقى، حيث كان صوت "كساندرا" يخترق لحظات السكون التام بنغمات مفاجئة ومزعجة، ما عزز الشعور بعدم القدرة على التنبؤ بسيطرة هذا الكائن الرقمي على المنزل وسكانه. في النهاية، أصبحت الموسيقى التصويرية، إلى جانب لحظات الصمت، قوة خفية تتحكم في الأحداث، وتخلق توترًا دائمًا يجعل المشاهدين في حالة ترقب مستمر.

التوازي والتكافؤ

جاءت الأسرة التي تتكون من أب، كاتب روائي يعمل من المنزل، وأم تعمل بالنحت و ابن مراهق، وطفلة إلى أقدم منزل ذكي في البلدة، لتفاجأ بوجود "روبوت"، قيل لهم أنه لا يعمل، لكن الإبن قام بتشغيله بالفعل، وهكذا ظهر روبوت يحمل في الجزء الأعلى منه شاشة تطل منها كساندرا، التي لم تكن روبوتا، وإنما نسخة رقمية من الأم التي عاشت في ستينات وسبعينات القرن الماضي، وكانت زوجة لرجل دفعه غروره العلمي إلى إخضاعها لتجربة إشعاعية اصابتها بالسرطان و شوهت طفلتها، وكان ذلك العالم والزوج والأب هو الأسوأ بغروره العلمي وخيانته لزوجته، وإساءته لابنه المراهق، ومن ثم شعوره بالعار من إظهار طفلته التي تسبب بتشويهها وهي في رحم أمها.

بينما تعيش الأم "كساندرا" أيامها الأخيرة بسبب السرطان، تقرر ومعها زوجها أنها لا تريد أن تفقد أسرتها، فيصنع الزوج نسخة رقمية منها، ليموت الجسد وتبقى النسخة التي حملت آمال وألام وأحلام الزوجة المظلومة المخذولة، وتقرر أن تستعيد أسرتها عبر السطو على الأسرة الجديدة والكيد للأم الجديدة التي جاءت للإقامة في المنزل.

يعرض المسلسل حالتين لأسرتين، أولاهما دمرها الغرور العلمي والخيانة والخضوع لمعايير المجتمع بعدم إظهار طفلتها المشوهة وحبسها بعيدا عن المجتمع، والثانية لأسرة تبدو أقل حزنا رغم انتحار أخت الزوجة، وإصابتها باضطرابات نفسية، لكن في وجود أب سلبي، يكتفي بالحضور الجسدي. يظهر المسلسل تلك المفارقة المدهشة بين مرحلتين طغى في إحداهما الرجل، فدمر البناء الأسري بكامله، وسقط في الثانية الرجل في هوة الغياب، فوقفت الأسرة على حافة الانهيار.

إعلان

مقالات مشابهة

  • في ذكرى رحيله.. محطات في حياة المخرج حسام الدين مصطفى
  • القيادة الإماراتية تهنئ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد بمناسبة ذكرى يوم التأسيس
  • "أبيض الشاطئية".. نموذج إماراتي رائد في الألعاب الجماعية
  • «علكة صالح».. مسرحية تقرأ تعدد الرأي وبساطة الحل
  • اقتصاديون في ذكرى التأسيس: السعودية تصنع أعظم قصة نجاح عالمية
  • ذكرى رحيل محمد رضا.. أحب المسرح وأصبح أشهر معلم بالسينما المصرية
  • بذكرى رحيله.. مصطفى بكري عن محمد حسنين هيكل: من أهم الصحفيين العرب والدوليين
  • مسلسل كساندرا.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
  • وزير التعليم: نتطلع لتقديم برامج تعليمية متكاملة في مجال الموسيقى
  • بعد 25 عاما من العمل في تصميم بوسترات أشهر المطربين.. يوسف عادل يطرح أولى أغانيه