علاء ولي الدين.. تفاصيل لحظاته الأخيرة وحكايات من دفتر حياته
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
تميز علاء ولي الدين بوجهه الطفولي الملائكي الذي يشع نورا، وهو نجم الكوميديا الذي برع في تقديم شخصيات فكاهية لا تُنسى على شاشات السينما والتلفزيون، واشتهر بأدواره الكوميدية التي جمعت بين الدهاء والفكاهة، ما جعله من أبرز نجوم الكوميديا في الوطن العربي، من خلال مسيرته الفنية المليئة بأعمال متنوعة رسخت بقلوب محبيه حتي الآن، وسرعان ما اكتسب شهرة واسعة بفضل أدواره المبتكرة والمسلية التي تمزج بين السخرية الذكية والتعبير الجسدي المميز، كما قدم علاء ولي الدين العديد من الأعمال السينمائية والدرامية التي تركت بصمة خاصة على طريقته في عالم الفن المصري، متركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا يستذكره الجمهور بكل امتنان وحب.
تعود علاء ولي الدين، طيلة حياته أن يقف على أضحية عيد الأضحى، إلا أنّه يوم 11 فبراير عام 2003، أصيب بأزمة نُقل على إثرها إلى أحد مستشفيات مصر الجديدة، ثم فاضت روحه، وقبلها بساعات كان الفنان الراحل، قد استيقظ مبكرًا لأداء صلاة الفجر، وجرى بينه وبين شقيقه معتز حديثًا عن ترتيبات أول أيام العيد، وبعدها أدى صلاة العيد وتناول وجبة الإفطار رفقة صديقه أشرف عبد الباقي ووالدته وشقيقه، وبعد دقائق دخل في غيبوبة عادية.
علاء ولي الدينسبب عدم زواج علاء ولي الدين حتى وفاتهكشف معتز ولي الدين الشقيق الأصغر لعلاء ولي الدين، بأنّ شقيقه دَخَلَ في قِصص حُبّ كثيرة لكنّه كان يَخشَى من فِكرة الزّواج بسبب اقتِنَاعِه الدائم بأنّه سوف يموت في مرحلة شبابه، رغم أنّ والدته كانت تشجعه، وتقول له: "علاء كان رجلا تقدم قدما ويُؤَخِّر أخرى في مسألة الزواج".
علاء ولي الدينأكد معتز ولي الدين أن شقيقه الراحل علاء قَرّر في مرة واحدة الارتباط، واصطحب والدته لخطبة إحدى الفتيات من خارج الوسط الفني، لكنّه تَراجع عن إكمال الارتباط، وهو ما أوضحه إسماعيل ولي الدين ابن عمه قائلا: "أنا مقدرش أتجوز وأجيب طفل يتربى يتيم زي ما كنت يتيم".
شقيق علاء ولي الدينواضاف معتز إلى أنّ شقيقه علاء أحضر بعض التراب من البقيع في المملكة العربية السعودية، وأوصى بوضعه تحت رأسه حين يُدفن، فيما أبلغ الوصية إلى صديقه محمد هنيدي وابن عمه إسماعيل، ليتأكّد أنّ المُقَرّبين منه يعرفون بها، وزَار قبره قبل وفاته بأيام قليلة ولمس الأرض قائلاً: "يا لما الواحد يتدفن هنا".
علاء ولي الدين الميلاد والنشأة
وُلد الفنان علاء ولي الدين، في 28 سبتمبر 1963، في محافظة المنيا، مركز بني مزار، كان جده الشيخ سيد ولي الدين مؤسس مدرسة في القرية التي أنشأها كاملا على نفقته الخاصة وظلت تعمل لأعوام إلى أن انتقلت إلى الجهات الحكومية، بينما والده سمير ولي الدين، عمل مديرا لملاهي القاهرة.
تخرج علاء ولي الدين، من مدرسة مصر الجديدة الثانوية العسكرية، والتحق بكلية التجارة في جامعة عين شمس.
علاء ولي الدينبدايات علاء ولي الدين فى عالم الفنسلك الفنان علاء ولي الدين، طريقه ولكن هذه المرة في خوضه تجربة التمثيل، من خلال ظهوره الكوميدي، في الكثير من الأعمال الفنية، وبعد فترة من الظهور بالأدوار الثانوية، تقلد دور البطولة في عدد من الأفلام، حيث ساهم في ظهور عدد من النجوم بالساحة الفنية، من بينهم، كريم عبد العزيز، محمد سعد، أحمد حلمي.
علاء ولي الدينأبرز أعمال علاء ولي الدينصاحب المسيرة الفنية الحافلة بالأعمال المتنوعة، الفنان الراحل علاء ولي الدين، أبرزها "أيام الغضب، غبي علي الزيرو، الذل، هدى ومعالي الوزير، رسالة إلى الوالي، خلطبيطة، حلق حوش، الإرهاب والكباب، المنسي، بخيت وعديلة، النوم في العسل، الجينز، علاقات مشبوهة، سمكة وأربع قروش".
علاء ولي الدينالبطولة المطلقة بحياة علاء ولي الدينوبدأ الفنان الراحل علاء ولي الدين، مرحلة جديدة في البطولة المطلقة من خلال أفلام "عبود على الحدود، الناظر، ابن عز"، وكذلك مسرحية "ألابندا، ولما بابا ينام".
علاء ولي الدين والهضبة عمرو ديابشارك مع الهضبة عمرو دياب في فيلمين وهما "آيس كريم في جليم" عام 1992، و"ضحك ولعب وجد وحب" عام 1993.
علاء ولي الدينبصمة علاء ولي الدين على خشبة المسرحالأعمال المسرحية التي عمل فيها: "حكيم عيون" وهي إحدى المسرحيات الكوميدية التي حققت شهرة كبيرة في مصر والعالم العربي، ومسرحية "ولما بابا ينام" هي واحدة من الأعمال الكوميدية البارزة التي قدمها علاء ولي الدين، تتناول مجموعة من المواقف الكوميدية التي تحدث عندما ينام الأب بينما يحاول الأطفال الصغار القيام بأنشطتهم بشكل سرى، مسرحية "الابندا".
أشهر أعمال علاء ولي الدين التلفزيونيةشارك في مسلسلات: "زهرة والمجهول، وعلي الزبيق، والزينى بركات، ووإنت عامل اى، وفوازير أبيض وأسود، وطاش ما طاش، والدنيا حظوظ".
علاء ولي الدينآخر أعمال علاء ولي الدينآخر عرض له في السينما لعلاء ولي الدين كان "ابن عز"، لكن آخر فيلم قام بتصويره ولم يكتمل نتيجة لوفاته هو فيلم "عربي تعريفه" لحازم الحديدي.
فارق الحياة عن عمر يناهز 39 عاماً والذي وافق آنذاك أول أيام عيد الأضحى من جراء مضاعفات السكري الذي كان يعاني منه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: علاء ولي الدين الفنان علاء ولي الدين الراحل الفنان علاء ولي الدين شقيق علاء ولي الدين علاء ولی الدین
إقرأ أيضاً:
ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
سألني كثيرون عن عدم ذكر شرائح مجتمعية مهمة كان لها إسهام كبير في هزيمة مشروع حميدتي الانقلابي.
لكن القائمة التي أوردتها لم تكن حصرية لمصادر القوة الخفية الناعمة في الدولة السودانية، بل كانت مجرد نماذج، دون أن يعني ذلك امتيازها على الآخرين.
بدأت أشعر بالقلق من أن معارك جديدة ستنشب بعد الحرب الحالية، محورها: من صنع النصر؟ ومن كانت له اليد العليا فيه؟!
لا شك أن هناك من لعبوا أدوارًا مركزية في هزيمة مشروع الميليشيا بعيدًا عن الأضواء، وسيأتي ذكرهم في يوم ما.
بعض الأصدقاء والقراء لاموني على عدم ذكر مشاركة السلفيين وجماعة أنصار السنة، وآخرون تساءلوا عن عدم الإشارة إلى دور الشعراء وكبار المغنيين، مثل الرمز والقامة عاطف السماني.
أما اللوم الأكبر فجاء من عدد كبير من القراء، بسبب عدم التطرق لدور الإعلاميين، لا سيما في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
نعم، لم تكن الحرب التي اندلعت في السودان يوم 15 أبريل 2023 مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيش نظامي ومجموعة متمردة، بل كانت حربًا شاملة استهدفت الدولة والمجتمع معًا.
فبينما كانت الرصاصات والقذائف تحصد الأرواح، كانت هناك معركة أخرى، لا تقل ضراوة، تدور في ميدان الوعي والمعلومات، حيث لعب الإعلام الوطني الحر دورًا محوريًا في التصدي لهذا المشروع الغاشم.
في بدايات الحرب، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل، وغابت الأجهزة التنفيذية والإعلام الرسمي.
أما القوات المسلحة، فكانت محاصرة بين الهجمات الغادرة ومحاولات التمرد فرض واقع جديد بقوة السلاح.
وفي تلك اللحظة الحرجة، برز الإعلام كسلاح أمضى وأشد فتكًا من المدافع، يخوض معركة الوعي ضد التزييف والخداع، ويقاتل بالحجة والمنطق لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب.
راهن المتمردون ومناصروهم على التلاعب بالسردية الإعلامية، فملأوا الفضاء الرقمي بالدعاية والتضليل، محاولين قلب الحقائق وتقديم أنفسهم كقوة منتصرة تحمل رسالة الحرية والديمقراطية.
لكن الإعلام الوطني الحر كان لهم بالمرصاد، فكشف فظائعهم، وفضح انتهاكاتهم، وعرّى أكاذيبهم.
لم تعد جرائمهم مجرد روايات ظنية مبعثرة، بل حقائق موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مشروعهم القائم على النهب والدمار وإشاعة الفوضى.
لم يكتفِ الإعلام بتعرية التمرد، بل حمل لواء المقاومة الشعبية، فكان منبرًا لتحفيز السودانيين على الصمود، وحشد الطاقات، وبث روح الأمل.
اجتهد الإعلام الوطني في رفع معنويات الجيش، مؤكدًا أن هذه ليست نهاية السودان، وأن القوات المسلحة ستنهض مهما تكالبت عليها المحن، وأن الشعب ليس متفرجًا، بل شريك أصيل في الدفاع عن وطنه.
لم يكن هذا مجرد تفاعل إعلامي عابر، بل كان إعادة تشكيل للوعي الجمعي، وصناعة رأي عام مقاوم يحمي السودان من السقوط في مستنقع الفوضى.
ومع مرور الوقت، استعاد الجيش أنفاسه، وعاد أكثر تنظيمًا وقوة، والتحم بالمقاومة الشعبية التي بشّر بها الإعلام.
وهكذا، تحولت الحرب من مواجهة بين جيش ومتمردين إلى معركة وطنية كبرى ضد مشروع تدميري عابر للحدود.
لقد أثبت الإعلام الوطني أن الكلمة الصادقة، حين تكون في معركة عادلة، تملك من القوة ما يعادل ألف طلقة، وأن الوعي، حين يُدار بذكاء وصدق، يصبح درعًا لا يخترقه التضليل، وسيفًا يقطع أوهام الباطل من جذورها.
هكذا انتصر السودان في معركة الوعي، وهكذا هُزم التمرد قبل أن يُهزم في ميادين القتال.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب