رأى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى « إننا نواجه اليوم حالة من القلق على المصير، أفلا يرى أولو الأمر إزاء ذلك أن الواجب الوطني والأخلاقي يقضي بالترفع عن المناكفات، ترفعا عن مصلحة هنا ومصلحة هناك، وتلاقيا على المصلحة الوطنية العليا، رأفة بالشعب المعاني وحماية للدولة والدستور، وقبل أن يحصل الانهيار الكلي».



ودعا إلى «الاجتماع على كلمة سواء والترفع عن المقاصد الطائفية وازدواجية الولاء للخروج من نفق التجاذب الداخلي المظلم إلى التقارب الوطني المطلوب، ومن أتون الحرب المدمرة في فلسطين وجنوب لبنان إلى واحة الانتصار والأمن والسلام».

وأم أبي المنى الصلاة صبيحة عيد الأضحى المبارك في مجلس مقام المرحوم الشيخ أبي حسين شبلي أبي المنى في شانيه. وشدد في خطبة العيد على «مواجهة الواقع برؤية استشرافية وإرادة قوية وتعاون أخوي وإنساني صادق، بعيدا من التورية في الكلام والغموض في المواقف وخلط المفاهيم وتبديل الجلود وقلب الأدوار، ولتكن التقوى دليلكم وسلاحكم ونور بصائركم، بها تطردون الغفلة والفتنة، وبها تصدون جحافل التفلت والتفتت والضياع».

وأضاف: «الوطن لا يزدهر إلا بنهضة المؤسسات وتكاملها، ونحن جزء من الوطن، بل نحن الجزء الأساسي فيه، وإن قل العدد، لكنه يعوض بالتضامن والتماسك وصدق الانتماء وثبات الهوية والأخوة الوطنية والعمل الدؤوب المنظم».

وتابع: «للوطن علينا حق صونه ونهضته واحترام دستوره، ولنا على الدولة حق العيش الكريم بالعدل والمساواة.. للوطن علينا حق الدعاء والصلاة والعمل لأجله، ولنا على الدولة حق الحماية والرعاية.. للوطن علينا حق احترام التنوع فيه ولنا عليه حق صيانة العيش المشترك والإرث الثقافي والروحي لكل طائفة. للوطن علينا حق رعاية المغتربين من أبنائه كي لا يفقدوا هويتهم الوطنية والروحية، ولنا على لبنان الاغترابي حق الالتفات إلى الأهل ودعم صمودهم في أرضهم... وها نحن، ومع كل فجر جديد، نجدد الدعاء والنداء والدعوة إلى العمل، فكيف إذا كان الفجر فجر العيد، والصلاة صلاة الأضحى؟ فدعاؤنا الصاعد ونداؤنا الصارخ للجميع بأن يستلهموا من العيد معنى التضحية، وأن يقدموا القرابين على مذبح الوطن، تقربا وتواضعا وتناغما وعطاء، وأن يعملوا معا لكي يلتئم عقد الدولة وينتظم عقد المؤسسات ويعم الازدهار.

إننا نواجه اليوم حالة من القلق على المصير، أفلا يرى أولو الأمر إزاء ذلك أن الواجب الوطني والأخلاقي يقضي بالترفع عن المناكفات، ترفعا عن مصلحة هنا ومصلحة هناك، وتلاقيا على المصلحة الوطنية العليا، رأفة بالشعب المعاني وحماية للدولة والدستور، وقبل أن يحصل الانهيار الكلي. وليتيقن الجميع أن القوة الحقيقية ليست سوى قوة الولاء للوطن والتضامن لنهضة البلاد وحمايتها، وأن الأكثرية ليست سوى أكثرية الموالين للوطن من كل الفئات والجهات، والمتضامنين لإنقاذه وتحقيق ازدهاره، وقد تكون القوة أحيانا تراجعا عن موقف يعقد الحل وتخليا عن ارتباط يعيق التقدم، قد تكون قدرة على الحوار والتكيف مع الواقع، كما قد تكون أحيانا أخرى صلابة في الدفاع عن النفس والصمود بوجه المعتدين، إلا أنها لا تكون في مطلق الأحوال ضربا من ضروب الاستقواء أو التعطيل أو التمترس وراء أحلام طائفية أو فئوية طاغية.. أما الأكثرية الحقيقية فلا تتحقق إلا باجتماع التنوع اللبناني على كلمة سواء ومواطنة صادقة وقضية وطنية جامعة».

ومضى يقول: «إذا كنا نرتاح بين الحين والآخر لهذه المبادرة أو لذلك المسعى، ونطمئن بوجود قادة سياسيين وطنيين، ومسؤولين عقلاء ورجال فكر حكماء يسعون إلى رأب الصدع ومعالجة المشاكل العالقة والفراغ الحاصل في رئاسة الجمهورية، على الأخص، تمهيدا لمعالجة الخلل المستفحل في كل مفاصل الدولة، والدفع معا باتجاه استثمار طاقاتها المهدورة، إلا أننا نستغرب كيف ينتظر اللبنانيون حلولا سحرية من الخارج ولا يصنعون لدولتهم حلولا واقعية في الداخل، حلولا تأخذ بعين الاعتبار هواجس المكونات الأساسية ومطالب الشعب اللبناني على اختلاف توجهاته وموداته الداخلية والخارجية؟ هل أصبحنا عاجزين إلى هذا الحد من الضياع والتواني ومكبلين بأصفاد المواقف التقسيمية والولاءات الخارجية إلى هذا المستوى من احتقار الوطن ووحدته؟ أم هل تعطلت لغة الكلام والحوار وغابت الواقعية من حياتنا الوطنية؟ (…)».

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أبی المنى

إقرأ أيضاً:

مجلس الشباب المصري يناقش "قضايا المصريين بالخارج بين الحقوق والولاء للوطن"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم مجلس الشباب المصري حلقة نقاشية بعنوان "المصريون في الخارج بين الحقوق والولاء للوطن"، وذلك تحت مظلة البرنامج الوطني لتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان، بهدف تسليط الضوء على الدور المحوري للمصريين بالخارج في دعم مشروع الجمهورية الجديدة على المستويين السياسي والاقتصادي.

وشهدت الحلقة حضور ومشاركة نخبة من الشخصيات الوطنية والحقوقية، في مقدمتهم الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس الأمناء وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، الدكتور صلاح سلام، الخبير الحقوقي وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقًا، الدكتور يسري الكاشف، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في شمال أوروبا ورئيس اتحاد المصريين في هولندا، الدكتور عصام عبد الصمد، رئيس اتحاد المصريين في أوروبا، إلى جانب عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني المعنية بشؤون الجاليات المصرية.

صلاح سلام: المصريين بالخارج يشكلون امتدادًا وطنيًا حيويً

وفي كلمته، أكد الدكتور محمد ممدوح أن “المصريين بالخارج يشكلون امتدادًا وطنيًا حيويًا يجب دعمه وتفعيل دوره، مع ضرورة تعزيز ارتباطهم بالوطن الأم من خلال سياسات تشاركية ومبادرات مجتمعية شاملة”.

من جانبه، شدد الدكتور صلاح سلام على أن “الاهتمام بالجاليات المصرية في الخارج ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية تفرضها المتغيرات العالمية، ويجب أن يكون هناك تواصل مؤسسي دائم يترجم احتياجاتهم ويدعم مشاركتهم في بناء الوطن”.

أما الدكتور يسري الكاشف، فقد أشار إلى أن “المصريين بالخارج هم سفراء حقيقيون للدولة المصرية، ويمثلون قوة ناعمة لا يُستهان بها على الساحة الدولية، وينبغي أن تتضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لتفعيل دورهم في تعزيز صورة مصر في الخارج”.

في ذات السياق، أكد الدكتور عصام عبد الصمد أن “المصري في الخارج لا يزال مرتبطًا بوطنه الأم وجدانيًا وعمليًا، لكن لا بد من تيسير مشاركته السياسية والاقتصادية عبر أدوات وآليات حديثة تعكس التطورات التكنولوجية وتراعي خصوصية كل جالية”.

تفعيل الدور الوطني للمصريين بالخارج

وشهدت الحلقة نقاشًا مفتوحًا مع المشاركين، تخللته مداخلات ثرية حول سبل تفعيل الدور الوطني للمصريين بالخارج، وخلصت إلى عدد من التوصيات الرامية إلى تعميق مشاركتهم في مسارات التنمية وصناعة القرار، وتفعيل قنوات التواصل المؤسسي معهم، بما يعزز من شعورهم بالانتماء ويكرّس دورهم كركيزة أساسية في بناء الحاضر وصياغة مستقبل الوطن.

مقالات مشابهة

  • تحالف العمل الأهلي: قرار العفو الرئاسي يترجم الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • رئيس حزب الريادة: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى تحرير سيناء جاءت معبرة عن روح الوطنية
  • المشاط تبحث آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم الموازنة (MFA) بـ 4 مليارات يورو
  • برلمانية: ذكرى تحرير سيناء ستظل ملحمة وطنية راسخة في قلوب المصريين
  • قبلان: الدولة بسيادتها وعزّة نفسها الوطنية ومن لا سيادة له ولا عزّة لا دولة له
  • السيسي: شهداؤنا الأبرار ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن ودفاعًا عن المواطنين
  • «الإخوان».. خطوات متسارعة نحو الانهيار الشامل
  • «الجبهة الوطنية» تهنئ الرئيس والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء
  • وزير الأوقاف مُهنئًا الرئيس السيسي: «تحرير سيناء» سيبقى محطة مضيئة في الذاكرة الوطنية
  • مجلس الشباب المصري يناقش "قضايا المصريين بالخارج بين الحقوق والولاء للوطن"