لبنان ٢٤:
2025-02-12@12:54:59 GMT
أبي المنى في خطبة الأضحى: لحماية الدولة والدستور قبل الانهيار الكلي
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
رأى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى « إننا نواجه اليوم حالة من القلق على المصير، أفلا يرى أولو الأمر إزاء ذلك أن الواجب الوطني والأخلاقي يقضي بالترفع عن المناكفات، ترفعا عن مصلحة هنا ومصلحة هناك، وتلاقيا على المصلحة الوطنية العليا، رأفة بالشعب المعاني وحماية للدولة والدستور، وقبل أن يحصل الانهيار الكلي».
ودعا إلى «الاجتماع على كلمة سواء والترفع عن المقاصد الطائفية وازدواجية الولاء للخروج من نفق التجاذب الداخلي المظلم إلى التقارب الوطني المطلوب، ومن أتون الحرب المدمرة في فلسطين وجنوب لبنان إلى واحة الانتصار والأمن والسلام».
وأم أبي المنى الصلاة صبيحة عيد الأضحى المبارك في مجلس مقام المرحوم الشيخ أبي حسين شبلي أبي المنى في شانيه. وشدد في خطبة العيد على «مواجهة الواقع برؤية استشرافية وإرادة قوية وتعاون أخوي وإنساني صادق، بعيدا من التورية في الكلام والغموض في المواقف وخلط المفاهيم وتبديل الجلود وقلب الأدوار، ولتكن التقوى دليلكم وسلاحكم ونور بصائركم، بها تطردون الغفلة والفتنة، وبها تصدون جحافل التفلت والتفتت والضياع».
وأضاف: «الوطن لا يزدهر إلا بنهضة المؤسسات وتكاملها، ونحن جزء من الوطن، بل نحن الجزء الأساسي فيه، وإن قل العدد، لكنه يعوض بالتضامن والتماسك وصدق الانتماء وثبات الهوية والأخوة الوطنية والعمل الدؤوب المنظم».
وتابع: «للوطن علينا حق صونه ونهضته واحترام دستوره، ولنا على الدولة حق العيش الكريم بالعدل والمساواة.. للوطن علينا حق الدعاء والصلاة والعمل لأجله، ولنا على الدولة حق الحماية والرعاية.. للوطن علينا حق احترام التنوع فيه ولنا عليه حق صيانة العيش المشترك والإرث الثقافي والروحي لكل طائفة. للوطن علينا حق رعاية المغتربين من أبنائه كي لا يفقدوا هويتهم الوطنية والروحية، ولنا على لبنان الاغترابي حق الالتفات إلى الأهل ودعم صمودهم في أرضهم... وها نحن، ومع كل فجر جديد، نجدد الدعاء والنداء والدعوة إلى العمل، فكيف إذا كان الفجر فجر العيد، والصلاة صلاة الأضحى؟ فدعاؤنا الصاعد ونداؤنا الصارخ للجميع بأن يستلهموا من العيد معنى التضحية، وأن يقدموا القرابين على مذبح الوطن، تقربا وتواضعا وتناغما وعطاء، وأن يعملوا معا لكي يلتئم عقد الدولة وينتظم عقد المؤسسات ويعم الازدهار.
إننا نواجه اليوم حالة من القلق على المصير، أفلا يرى أولو الأمر إزاء ذلك أن الواجب الوطني والأخلاقي يقضي بالترفع عن المناكفات، ترفعا عن مصلحة هنا ومصلحة هناك، وتلاقيا على المصلحة الوطنية العليا، رأفة بالشعب المعاني وحماية للدولة والدستور، وقبل أن يحصل الانهيار الكلي. وليتيقن الجميع أن القوة الحقيقية ليست سوى قوة الولاء للوطن والتضامن لنهضة البلاد وحمايتها، وأن الأكثرية ليست سوى أكثرية الموالين للوطن من كل الفئات والجهات، والمتضامنين لإنقاذه وتحقيق ازدهاره، وقد تكون القوة أحيانا تراجعا عن موقف يعقد الحل وتخليا عن ارتباط يعيق التقدم، قد تكون قدرة على الحوار والتكيف مع الواقع، كما قد تكون أحيانا أخرى صلابة في الدفاع عن النفس والصمود بوجه المعتدين، إلا أنها لا تكون في مطلق الأحوال ضربا من ضروب الاستقواء أو التعطيل أو التمترس وراء أحلام طائفية أو فئوية طاغية.. أما الأكثرية الحقيقية فلا تتحقق إلا باجتماع التنوع اللبناني على كلمة سواء ومواطنة صادقة وقضية وطنية جامعة».
ومضى يقول: «إذا كنا نرتاح بين الحين والآخر لهذه المبادرة أو لذلك المسعى، ونطمئن بوجود قادة سياسيين وطنيين، ومسؤولين عقلاء ورجال فكر حكماء يسعون إلى رأب الصدع ومعالجة المشاكل العالقة والفراغ الحاصل في رئاسة الجمهورية، على الأخص، تمهيدا لمعالجة الخلل المستفحل في كل مفاصل الدولة، والدفع معا باتجاه استثمار طاقاتها المهدورة، إلا أننا نستغرب كيف ينتظر اللبنانيون حلولا سحرية من الخارج ولا يصنعون لدولتهم حلولا واقعية في الداخل، حلولا تأخذ بعين الاعتبار هواجس المكونات الأساسية ومطالب الشعب اللبناني على اختلاف توجهاته وموداته الداخلية والخارجية؟ هل أصبحنا عاجزين إلى هذا الحد من الضياع والتواني ومكبلين بأصفاد المواقف التقسيمية والولاءات الخارجية إلى هذا المستوى من احتقار الوطن ووحدته؟ أم هل تعطلت لغة الكلام والحوار وغابت الواقعية من حياتنا الوطنية؟ (…)».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أبی المنى
إقرأ أيضاً:
شيخ العقل اتصل بالراعي مهنئا وأبرق للآغا هان الإسماعيلي وعقد سلسلة لقاءات
أجرى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى اتصالا هاتفيا بالبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مهنئاً لمناسبة عيد مار مارون، آملا ان تكون "اعياد اللبنانيين مساحة مشتركة لتعزيز التلاقي وتمتين أواصر الاخوّة، فيما يجمع بينهم من عناصر قوّة، تساهم بتضامنهم وتكاتفهم على النحو الذي يخدم الوطن ويصون مجتمعه".كما أبرق الشيخ أبي المنى الى الأمير رحيم الحسيني الآغان الخامس والإمام الخمسين للطائفة الإسماعيلية، معزّياً بوفاة الإمام التاسع والأربعين سموّ الأمير كريم آغا خان الرابع، وجاء في نص البرقية: "نتقدَّم من سموِّكم ومن طائفة الشيعة الاسماعيلية الكريمة ومن شبكة آغا خان للتنمية، بأحرّ التعازي لرحيل الإمام التاسع والأربعين سموّ الأمير كريم آغا خان الرابع، سليل الإمامة المكرَّمة وصاحب الإنجازات الثقافية والاجتماعية والإنسانية الجمَّة.
لروحه نسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة والغفران، ولكم طِيبَ البقاء والسلامة، ولطائفتكم الشقيقة عهدَ العطاء والرعاية المؤمَّل، مباركين تسميتكم لمهمة الإمامة الإسماعيلية الموقّرة ولرئاسة شبكة آغا خان للتنمية، ومتمنين لكم التوفيق في مسؤولياتكم الدينية والاجتماعية التي قُدِّر لكم حملها بأمانة وجدارة"
وكلّف الشيخ ابي المنى مستشاره الاعلامي الشيخ عامر زين الدين الذي قدّم التهنئة باسمه لسفير الجمهورية الاسلامية الايرانية مجتبى أماني وأركان السفارة، خلال حفل الاستقبال بمناسبة ذكرى العيد الوطني السادسة والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران.
وكان شيخ العقل استقبل في دارته في شانيه المحاميين نشأت هلال ونزار البراضعي، وجمعية جوليا برئاسة سلوى قيس، ووفداً من آل فياض - بشتفين، والشيخ خالد صافي عضو المجلس المذهبي ومشايخ من بلدة الماري، وقاضي المذهب نزيه ابو ابراهيم يرافقه المهندي ممدوح عامر وشقيقه، وآخرين.