العمانية-أثير

أدى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان ⁧‫هيثم بن طارق‬⁩ المعظم حفظهُ اللهُ ورعاهُ صلاة ⁧‫عيد الأضحى‬⁩ المبارك لعام ١٤٤٥هـ بجامع معسكر المرتفعة بمحافظة ⁧‫مسقط‬⁩.

وجاء نص الخطبة كالآتي:

اللهُ أكبر ما قصد الحجيجُ بيت الله العتيق. اللهُ أكبر ما اعتصم العبادُ والبلادُ بالعهد الوثيق. اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إلهَ إلا اللهُ والله أكبر”.

الحمد لله متمّم النِّعم، جزيل العطايا دقيق الحكم، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحابته ومن تبعهم من سائر الأمم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

أيها المؤمنون: أيام الحجّ تجديدٌ لإيمانيّة التوحيد وأخلاقية التعامل، إذ الإيمان تجرّدٌ في النفس، وجمالٌ في القلب، وسماحةٌ في الفعل: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ طهارة السلوك ترجمةٌ لإيمان القلب”.

في الحجّ روحُ الإيمان وتعزيزٌ لمحاسن الأخلاق والقيم في اليُسر والعُسر، والحبّ والكُره وفي الحرب والسّلام: ﴿الحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴾”.

أيها المؤمنون: مقامات الحجّ تعبيرٌ رمزيٌّ لمفارقات الحياة ووجودها، والتنوع جزءٌ من تجربة الإنسان؛ بين النور والظلام، والخير والشرّ، والحديث والقديم؛ تستمر الحياة في مجراها مُظهرة لنا أن التناقضات جزءٌ من سيرورتها وسرّها”.

ورحلةُ الحجّ إيجازٌ لرحلة الحياة في تنوّعها وتدافع من فيها؛ إذ تتجلى في الحجّ الحركة والسكون، متضادّان لكنهما يشكلان معًا صورة الحج المتكاملة، بل ملخّص العالم بأسره”.

“أما الطواف والسعي فيرمزان إلى حراك دائم؛ بطواف دائري حول الكعبة أو سعي مستقيم بين الصفا والمروة أو مشي إلى مِنى أو صعود إلى جبل الرحمة. وأما الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة والمُكث في مشعر مِنى فترمزُ إلى السّكون والهدأة والأناة، إلى التوقف برهة استعدادًا لمواصلة المسير”.

سُنّة الحياة حراكٌ وسكونٌ، في الحركة نستلهمُ معنى الوجود، وفي السّكون نتلمّس عمق الذات، الحراك ضرورة للكسب والمعاش، والسّكون للتفكير والتخطيط ولملمة الأفكار، بالحراك والسعي نتعرّف على العالم من حولنا وبالسّكون نستكشف عالمنا الداخلي”.

اللهُ أكبر اللهُ أكبر لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبر
‏أيها الناس: نقف بين يدي الحجّ فنعرف من هديه بناء الوطن، ونتأمّل مقامات الحجّ لنحقّق طموح الرؤية والرؤيا، رفع إبراهيم عليه السـّلام قواعد البيت العتيق لنرفع نحن اليوم أركان الوطن بشموخ منجزاته؛ ونعمل في وطننا على بسط الأمن ومتانة الاقتصاد تأسّيًا بدعوة إبراهيم لوطنه ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾، ورأى الرؤيا فصَدَقَ في تحقيقها، لنُنجز نحن الرؤية بالإحسان والصّدق: ﴿وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾”.

وبين الحركة والسكون في الحج تدافعٌ محمودٌ وتوازنٌ طيّبٌ، وتكاملٌ لازمٌ نترجمه نحن في ثنايا الوطن وترابه، ونعمل به في واقع أنفسنا وعلاقاتنا: نُحرم في الوطن بقسم الولاء والطّاعة، ونلبس ثوب الهُويّة والمُواطنة، ونطوف على عمرانه بالعمل والبناء، ونسعى في مصالحه وثوابته، ونقف على جبل حقوقه، ونمكثُ سهرًا لحراسة مبادئه، ونرتوي من زمزم ثمراته وبركة عطائه ومدَدِ أمنه واستقراره، ونروي بماء التحلّل شجرة الوطن وأفكار نهضته، بالحركة الدؤوبة في الوطن تتحقق الإنجازاتُ، وبالسّكون والسّكينة نحافظ عليها لأجيالنا المقبلة، بالسّكون نستمع إلى نداء الوطن، وبالحركة نترجم ذاك النداء بـالعمل والعطاء والإخلاص”.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

بعد النوم .. أكبر “حصة من الحياة” تقضيها البشرية على وسائل التواصل الاجتماعي

ستقضي البشرية ما مجموعه 500 مليون سنة على وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2024. وفقا لـ Visual Capitalist . ويوجد الآن أكثر من 5 مليارات “هوية” لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، ما يعادل 63.8 في المائة. وحسب تقديرات أحدث تحليل لـ “كيبيوس”، يقضي المستخدم العادي حوالي 2.5 ساعة يوميا على منصات التواصل الاجتماعي، أي ما يعادل أكثر من ثلث إجمالي وقته على الإنترنت. في حين تقضي النساء 16 دقيقة يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الرجال. ويتمتع “تيك توك” بأعلى متوسط وقت لكل مستخدم، بينما يمثل “يوتوب” أكبر حصة إجمالية من إجمالي وقت الوسائط الاجتماعية. ووجدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، إيرفين، أن الناس يتفحصون هواتفهم بمعدل 150 مرة في اليوم، مما يؤدي إلى خسارة كبيرة في الإنتاجية. وتكشف منصة أبحاث المستهلك GWI، أن مستخدم الإنترنت العادي يقضي الآن 6 ساعات و 36 دقيقة يوميا. يعني هذا أكثر من 46 ساعة في استخدام الإنترنت كل أسبوع، وهو ما يزيد بنسبة 15 في المائة عن أسبوع العمل “النموذجي” المكون من 40 ساعة.

مقالات مشابهة

  • «أنت عند الله غالٍ».. نص خطبة الجمعة غدا 22 نوفمبر 2024
  • "أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ" موضوع خطبة الجمعة.. غداً
  • بعد النوم .. أكبر “حصة من الحياة” تقضيها البشرية على وسائل التواصل الاجتماعي
  • عاجل .. جلالة السلطان يصدر مرسومين ساميين
  • العيد الوطني الرابع والخمسون نهضة لا تنتهي
  • بالصور.. جلالة السلطان يمنح عددا من الأوسمة بمناسبة العيد الوطني الـ 54 المجيد.. عاجل
  • جلالة السلطان يمنح عددا من الأوسمة
  • جلالة السلطان يهنئ أمير موناكو
  • نهضة راسخة وولاء يتجدد
  • جلالة السلطان يتلقى دعوة لحضور القمة الخليجية بالكويت