الغدر الإسرائيلي في مذبحة النصيرات وجريمة الغرب ضد الإنسانية
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
تحرير وعي أمتنا من أهم أسباب النصر وبناء المستقبل؛ لذلك يجب أن ينتفض المثقفون، ليبحثوا عن الحقائق التي تكشف للأمة طريق الكفاح للتحرر من الاستعمار الثقافي.
وهناك الكثير من الأحداث التي يمكن أن تسهم في اكتشاف أهداف الغرب ومخططاته، والأساليب التي يستخدمها في الخداع والتضليل وتزييف الوعي.
ومذبحة النصيرات التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي في غزة بالمشاركة مع الجيش الأمريكي من أهم الأحداث التي يجب أن نتوقف عندها طويلا، لنكشف الحقائق للعالم.
لكنني في هذا المقال سأضطر أن أعتمد على كاتب صحفي كبير هو جوناثان كوك، فهو يمتلك معرفة وخبرة تؤهله للاستماع إلى الحقائق التي يرويها. ومن أهمها أن جيش الاحتلال ارتكب جريمة غدر ضد سكان غزة. وأن أمريكا شاركت في المذبحة.
وبينما انشغلت وسائل الاعلام الغربية بتغطية احتفالات الاسرائيليين بعودة الأسرى الأربعة، حاولت اخفاء أن جيش الاحتلال الاسرائيلي ارتكب مذبحة، قتل فيها 270 فلسطينيا طبقا للعدد المعلن حتى الآن، فهناك الكثير من النساء والأطفال تحت الأنقاض، وهناك المئات من المصابين لا يجدون علاجا بعد أن دمر جيش الاحتلال المستشفيات، واختطف الطواقم الطبية، وقام بتعذيب الأطباء، وقتل الكثير منهم.
سلوك وسائل الإعلام الغربية يكشف عنصريتها وأنها تعمل لتحقيق الأهداف السياسية للدول الغربية
سلوك وسائل الإعلام الغربية يكشف عنصريتها، وأنها تعمل لتحقيق الأهداف السياسية للدول الغربية، وتتطابق تغطيتها مع تصريحات السياسيين الغربيين الذين أشادوا بالعملية، واعتبروها نجاحا. كما نقلت تلك الوسائل رقص الاسرائيليين في الشوارع، واحتفالات المنظمات اليهودية الأمريكية، بالرغم من أنه تم قتل ثلاثة أسرى اسرائيليين.
هذه العملية التي وصفها وزير الدفاع الاسرائيلي بأنها عملية بطولية تشكل جريمة ضد الانسانية انتهكت فيها اسرائيل القوانين الدولية، وفي الوقت نفسه تعتبر جريمة غدر، شاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم استخدام شاحنات الإغاثة الانسانية التي انطلقت من الرصيف العائم الذي أنشأته أمريكا على ساحل غزة، لكن بدلا من أن تنقل الشاحنات المساعدات لأهالي مخيم النصيرات، تم اخفاء الجنود الاسرائيليين في زي عمال الاغاثة، وحملت تلك الشاحنات الموت والدمار والمتفجرات.
يقول جوناثان كوك: كان يجب أن تدين إدارة بايدن هذه المذبحة، وتعلن براءتها من المشاركة فيها لكن جاك سوليفان مستشار الرئيس بايدن لشؤون الأمن القومي افتخر بالمذبحة، واعترف بأن الولايات المتحدة قدمت المساعدة لإسرائيل في تحديد موقع الأسري في غزة، ومساعدة الجيش الاسرائيلي على استعادتهم.
وأثارت تعليقات سوليفان الشكوك في طبيعة المساعدات التي قدمتها أمريكا لإسرائيل في هذه العملية وأنها لم تقتصر على العمليات المخابراتية بل تعدتها إلى تدمير الكثير من المواقع في غزة، وأنها شاركت بشكل مباشر في مذبحة النصيرات حيث شاركت وحدة الأسري التابعة للجيش الأمريكي في هذه العملية.
كما بدأ المراقبون يثيرون التساؤلات حول أهداف أمريكا من انشاء الرصيف العائم على ساحل غزة، وأن هدفه هو أن تستخدمه اسرائيل لشن غاراتها على وسط غزة ؛ ويرى جوناثان كوك أن هؤلاء المراقبين على حق حيث تم اصلاح هذا الرصيف قبل هذه العملية بيوم واحد، وهذا يؤكد مشاركة أمريكا في العملية، وتوفيرها الموقع الذي تم استخدامه في ارتكاب المذبحة، وهذا يعني أن أمريكا تورطت في ارتكاب جريمة إبادة.
يضيف جوناثان كوك: إن مشاركة الولايات المتحدة في مذبحة النصيرات ينفي عنها صفة الوسيط الأمين، ويثير الشكوك في أهداف جولات بلينكن المكوكية، وهذا ما أوضحه ماثيو ميلر المتحث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بقوله: إن هدف أمريكا هو اقناع حماس بحل نفسها، وهذا يعني الاستسلام مقابل وقف اطلاق النار، ووضع الشعب الفلسطيني أمام خيار الموت أو الاستسلام.
يشرح جوناثان كوك ما يطلق عليه هندسة الموت التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي والتي تقوم على التطهير العرقي والإبادة والتجويع.
لقد هندست اسرائيل مجاعة في غزة بهدف تجويع سكانها حتى الموت، ودفعهم للخروج منها، وقد تضمنت مذكرة الاعتقال التي أصدرها المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية اتهام نتنياهو بطرد السكان باستخدام المجاعة المخططة، وهذا يشكل جرائم ضد الانسانية.
ولقد شاركت أمريكا مع اسرائيل في منع وصول الإغاثة الانسانية، كجزء من خطة لتجويع السكان، هذه بعض الحقائق التي تشكل صدمة لكل صاحب ضمير: إنها هندسة المجاعة والموت والمذابح والإبادة والتطهير العرقي.
الشرق القطرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة وسائل الإعلام غزة الاحتلال وسائل الإعلام مجزرة النصيرات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مذبحة النصیرات جیش الاحتلال هذه العملیة الکثیر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
التنسيقية: ندعم الشعب اللبناني في أزمته الإنسانية نتيجة العدوان الإسرائيلي
في الذكرى الـ81 لاستقلال الدولة اللبنانية عن الانتداب الفرنسي، التي تحل علينا اليوم، قدمت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التهنئة للشعب اللبناني الشقيق بهذه المناسبة الوطنية النبيلة، التي تأتي في ظل ما تعانيه لبنان من أزمة إنسانية كبيرة؛ نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على بيروت، والغزو البري في الجنوب الذي يخالف كل القوانين والمواثيق الدولية.
أكدت التنسيقية في بيان دعمها الكامل للشعب اللبناني وصموده وبسالته أمام العدوان الإسرائيلي الغاشم، ودعت كل الأطراف الدولية المعنية على رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لبذل مزيد من الجهود لإيقاف الحرب ورفع المعاناة عن المواطنين اللبنانيين.
ودعت تنسيقية شباب الأحزاب و السياسيين تلك الأطراف لتطبيق القانون الدولي والقرارات الأممية ذات الصلة على رأسها قرار مجلس الأمن (1701)، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية للمنكوبين، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في كل أرجاء التراب اللبناني.
أكدت التنسيقية دعمها لدور الدولة المصرية، وتُشيد بموقفها الشجاع تجاه الأزمة، والتي برزت في تصريحات الرئيس السيسي، الذي أكد التزام مصر بتقديم كامل العون إلى الأشقاء في لبنان، وما جرى من مقابلات الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج في قلب بيروت مع قادة الدولة، أكد خلالها الرفض المصري لأي إملاءات خارجية على لبنان.