الولايات المتحدة تسحب رعاياها من مخيم شبابي في كوريا بسبب الموجة الحارة

أصيب المئات بالمرض في مخيم عالمي للكشافة في الهواء الطلق، والذي حضره أكثر من 40 ألف شاب من جميع أنحاء العالم، وسط حرارة تبلغ 35 درجة مئوية 95 فهرنهايت، وأكدت جمعية الكشافة أن المجموعة البريطانية المكونة من 4500 شخص، وهي الأكبر من حيث الحضور، انتقلوا من موقع المعسكر في سايمانجوم إلى سيول، نتيجة الطقس شديد الحرارة بالمعسكر.

سحب الفريقان الأمريكي والسنغافوري أعضائهما من المخيم

فيما سحب الفريقان الأمريكي والسنغافوري أعضاءهما من الحدث، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستأخذ مشاركيها إلى قاعدة عسكرية في معسكر همفريز في بيونجتايك، متعللة بمخاوف تتعلق بالسلام، وفقًا لشبكة الـ BBC البريطانية.

155 دولة بالعالم تشارك بالمخيم 

ويُوصف المخيم بأنه أكبر مخيم شبابي في العالم، ويجمع الكشافة من جميع أنحاء العالم كل أربع سنوات، في كل مرة في بلد مختلف، وهذا هو المخيم الأول منذ وباء كورونا وكان من المقرر أن يستمر حتى 12 أغسطس، وتتراوح أعمار معظم الحاضرين بين 14 و 18 عامًا، من 155 دولة حول العالم.

بعض الجنسيات فضلوا البقاء بالمخيم رغم الموجة الحارة 

ومن جهتها، أكدت حكومة كوريا الجنوبية على أنها سترسل 60 طبيبا إضافيا و700 عامل خدمة لصيانة المراحيض والاستحمام، مع بقاء العديد من الشباب من مختلف الدول مثل إسبانيا وبلجيكا وفرنسا في موقع المعسكر حتى الأسبوع المقبل، في حين تم نقل الشباب البريطانيين إلى سيول على بعد 120 ميلًا، 197 كيلو مترًأ من موقع المخيم، لقضاء الاسبوع المتبقي في الفنادق، بحسب الشبكة البريطانية.

نقل المشاركين البريطانيين إلى الفنادق 

وقالت جمعية الكشافة البريطانية إن الشباب والمتطوعين البالغين بدأوا الاستقرار في أماكن إقامتهم، وستستمر تجربة المخيم في المدينة قبل العودة إلى المملكة المتحدة في 13 أغسطس كما هو مخطط، وكشفت الـ BBC، عن أن ظروف ليست هي الأفضل عانى منها الشباب من مختلف الجنسيات بالمعسكر المقام بكوريا الجنوبية، إذ أن بعض من شباب الكشافة يتشاركون خمسة في غرفة واحدة، بينما ينام ما يصل إلى 250 في قاعة الرقص في أحد فنادق سيول بسبب نقص أماكن الإقامة المتاحة.

إحباط من مستوى الخدمات المقدمة بالمخيم بالتزامن مع الموجة الحارة

وقال جان ماكينزي أحد الشباب المشاركين من المملكة المتحدة لمراسل بي بي سي في سيول، إن قرار الانسحاب لا يعتمد فقط على درجات الحرارة الشديدة، بل يرجع أيضًا إلى مستوى المرافق والطعام، بعد أن وصف المشاركين مراحيض المخيم بأنها خطر على الصحة، وقالوا إن احتياجات المراهقين الغذائية لم يتم تلبيتها على النحو المطلوب.

وأكد المشاركون في المعسكر في حديثهم على أن فريق المملكة المتحدة راقب الظروف لعدة أيام، لمنح المنظمين الفرصة لتحسينها، لكنهم فقدوا الثقة في قدرتهم على الحفاظ على سلامة الجميع، مما دفع أولياء امور الشباب المشاركين في إبداء استيائهم كون أبنائهم انظروا عدة سنوات للمشاركة بالحدث وقاموا بدفع آلاف الجنيهات مقابل ذلك، في حين انه لم يتم القيام بأي أنشطة بسبب الموجة الحارة، كما أنهم أصيبوا بخيبة أمل لأنهم اضطروا إلى المغادرة.

وقالت كريستين سايرز من ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة في حديثها لوكالة رويترز البريطانية، إنها دفعت 6500 دولار اي 5100 جنيه إسترليني، لابنها كوري البالغ من العمر 17 عامًا للذهاب إلى المخيم، لكنها قالت إن حلمه تحول إلى «كابوس»، خاصة مع التضحيات التي قامت بها الأسرة لتوفير المبلغ لإرساله والتي كانت يمكن أن تقوم بفعل الكثير من الأمور بهذه الأموال.

وقالت إحدى أمهات مشاركة بريطانية عمرها 16 عامًا من شمال شرق إنجلترا، إن ما كان من المفترض أن يكون «تجربة حياة رائعة» قد تحول إلى «مهمة بقاء»، خاصة مع إرتفاع درجات الحرارة وعدم تبريد الخيام، كما أن أبنتها أخبرتها بأن الحمامات والمراحيض كانت مروعة وغير آمنة، مع القمامة الطافية واللصقات التي تسد المصارف.

مطالب بإنهاء المعسكر مبكرًا

ومن المتوقع حدوث عواصف رعدية في المنطقة التي تحدث فيها، بينما ستشعر درجات الحرارة بأكثر من 40 درجة مئوية بسبب الرطوبة العالية ، وفقًا لـ AccuWeather.، ومن جانبها أعلنت المنظمة العالمية للحركة الكشفية WOSM، أكبر منظمة كشافة دولية، إنها طلبت من جمعية الكشافة الكورية، التي تستضيف الحدث ، النظر في الانتهاء مبكرًا من المعسكر.

أعلى تحذير من الطقس بالبلاد منذ 4 سنوات 

وكانت سلطات كوريا الجنوبية قد أصدرت أعلى تحذير من الطقس الحار في البلاد لأول مرة منذ أربع سنوات، وأعلن رئيس الوزراء الكوري الجنوبي هان دوك سو أنه تم إرسال المساعدة إلى الموقع وسط انتقادات من البعض بأن السلطات فشلت في التخطيط للحرارة الشديدة، وقال إن الحكومة ستستخدم كل مواردها لضمان انتهاء المخيم بأمان وسط موجة الحارة، مع إرسال  حافلات مكيفة وشاحنات مياه وطاقم طبي.

المصدر: الوطن