حرائق البحر الأبيض المتوسط تقدم دروسا وتحذيرات لأوروبا
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
قالت صحيفة أميركية إن حرائق البحر الأبيض المتوسط التي اشتدت حدتها مع تزايد ضراوة موجات الحرارة تقدم دروسا وتحذيرات لأوروبا.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن الجزائر شهدت مقتل 34 شخصا، الشهر الماضي. وفي اليونان، أجبر 19 ألف شخص على الإخلاء. وتعامل رجال الإطفاء الإيطاليون مع 1400 حريق في ثلاثة أيام فقط الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة إن الردود تباينت من دولة لأخرى، إذ اعتمد بعضها على أسطول طائرات مكافحة الحرائق المحلية. في حين طلبت أخرى المساعدة.
وكان لدى الدول الأكثر ثراء خطط إجلاء واستجابة أكثر تفصيلا من نظيراتها الأكثر فقرا في شمال أفريقيا.
وبالنسبة للخبراء، تقول الصحيفة، على الرغم من ذلك، فإن الحرائق تشير إلى واقع جديد مخيف: حرائق الغابات تزداد حدة ومتكررة ومستمرة، وتمتد على مساحة شاسعة للغاية بحيث لا يمكن احتواؤها دون تدابير وقائية قوية. والخطر آخذ في الانتشار.
ومع اشتداد حرائق الغابات، تخوض الدول المعرّضة للخطر سباقا لتوفير الموارد. ومع ذلك، يتفق الخبراء على أن هناك حدودا لتلك الجهود، وأنه لن يكون لدى أي دولة ما يكفي من الموارد لمكافحة الحرائق بمفردها.
ومناخ البحر الأبيض المتوسط يجعل أراضيها خصبة لحرائق الغابات، إذ أن الشتاء الرطب يسمح للنباتات بالنمو. والصيف الحار والجاف يحولها إلى صندوق للحرائق، بحسب تعبير الصحيفة.
نقص المواردوقد فرضت هذه الأحداث حسابات جديدة في المنطقة، ولكن الموارد لا تزال تتفاوت بشكل كبير، إذ حصلت الجزائر على أول طائرة لمكافحة الحرائق هذا العام، فيما إيطاليا لديها أسطول لا يقل عن 19.
وبعد الحرائق المميتة في الجزائر، عام 2021، ألقى المدنيون باللوم على الحكومة في ارتفاع عدد القتلى، وتتواجد في الجزائر مواقع شديدة الانحدار يصعب الوصول إليها مما يجعلها عرضة بشكل خاص للحرائق المميتة، كما قال أنطونيو خوسيه بينتو غونسالفيس، مدير برنامج الحماية المدنية وإدارة الأراضي في جامعة مينهو في البرتغال، للصحيفة.
وقال غونسالفيس إن الجزائر عززت قدراتها، لكنها لا تزال مجبرة على اتخاذ خيارات صعبة في مواجهة الحرائق واسعة النطاق.
وعملت تونس المجاورة على تحديث خطة استجابتها، بما في ذلك التعاون مع الخبراء على نظام جديد لمراقبة جفاف الغطاء النباتي واتجاهات الأرصاد الجوية، وفقا لفلوران مويو، الباحث في تغير المناخ والحرائق في معهد البحوث من أجل التنمية في فرنسا، ولكن "كل هذا له تكلفة صيانة يصعب على الاقتصاد الحالي تحملها"، بحسب ما ذكره للصحيفة.
وقال ثيودور جياناروس، خبير الأرصاد الجوية والباحث المساعد في المرصد الوطني في أثينا، إن "الطريقة بأكملها" التي تتعامل بها المنطقة مع الحرائق الشديدة تحتاج إلى تغيير.
وفي حديثه للصحيفة، يعتقد جياناروس أن التركيز يجب أن يكون بدلا من ذلك على تدابير التخفيف الوقائية، بما في ذلك أنظمة الإنذار المبكر التي تسمح بالتدخلات "قبل أن تكبر المشكلة".
لكن تمويل مثل هذه المبادرات يعد متخلفا، إذ "لا يزال الإنفاق على إخماد حرائق الغابات في العديد من الدول المعرضة لحرائق الغابات أعلى بستة أضعاف من الإنفاق المسجل على الوقاية من المخاطر" ، وفقا لتقرير عام 2023 الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وقد تأخر التشريع المقترح الذي يهدف إلى تطوير إطار لمراقبة الغابات على مستوى الاتحاد الأوروبي، حيث تجادل بعض الحكومات بأن إدارة الغابات مسألة محلية.
وقال جياناروس: "لدينا معرفة علمية متاحة، ولدينا خدمات وأدوات متاحة، ولكن للأسف لا يتم استغلالها إلى أقصى حد".
كما أنه قد تتاح الاستعانة بآلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي، يمكن للدول المحتاجة أن تطلب من الاتحاد طلب الدعم من الدول الأعضاء فيها. ولدى الاتحاد أسطوله الخاص من الطائرات التي يمكن استخدامها لدعم جهود مكافحة الحرائق، بحسب الصحيفة.
ولكن من بين 24 طائرة وأربع طائرات هليكوبتر متمركزة في جميع أنحاء القارة، هناك طائرتان فقط على رأس الخط. فيما يقوم الاتحاد بزيادة المشتريات لرفع عدد طائرات الهليكوبتر إلى 12، بحلول عام 2030.
كما أن المسؤولين الأوروبيين يعترفون بأن القوات على الأرض والطائرات في الجو لا يمكنها فعل الكثير.
ويقول الكابتن لوران ألفونسو، ضابط إطفاء كبير في الاتحاد من أجل المتوسط للصحيفة٬ "لن نكسب المعركة بمجرد بناء المزيد والمزيد من قدرات الاستجابة. ويتمثل التحدي الآن في التركيز على الوقاية"، مشيرا إلى أن الحرائق تزداد قوة كل عام.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حرائق الغابات
إقرأ أيضاً:
نوة الفيضة الصغرى تضرب عروس البحر المتوسط
ساعات قليلة وتضرب نوة الفيضة الفيضة الصغرى طقس الإسكندرية، وتستعد المحافظة لاستقبال نوة الفيضة الصغرى التي تُعد من أشد وأقسى نوات الشتاء على المدن الساحلية، يصاحبها طقس غير مستقر وأمطار غزيرة ورياح شديدة تؤثر على الحركة اليومية للحركة المرورية والمواطنين فى الشوارع .
وأعلنت الأجهزة التنفيذية في الإسكندرية رفع حالة الطوارئ القصوى للتعامل مع النوة المرتقبة، التي ستبدأ غدا الثلاثاء وتستمر لمدة 5 أيام.، يسود طقس شتوي بارد على الإسكندرية، والسواحل الشمالية الغربية للبلاد، مع استمرار عدم وجود فرص سقوط الأمطار وفقًا لتوقعات هيئة الأرصاد الجوية.
أشار بيان صادر عن هيئة الأرصاد الجوية، اليوم الإثنين، إلى أن درجات الحرارة بالإسكندرية، بلغت العظمى منها 20 درجة مئوية والصغرى 12 درجة، مع رياح معتدلة بلغت سرعتها 28 كم/ الساعة.
ووفقا لبيان صادر عن هيئة الأرصاد الجوية، تشهد محافظة الإسكندرية اليوم، استقرار في درجات الحرارة، حيث تسود أجوء شتوية باردة على مدار اليوم، مع عدم وجود أي فرص سقوط الأمطار بينما هدأت الرياح على مسطح البحر الأبيض المتوسط.
من جانب اخر رفعت الاجهزة التنفيذية بالاسكندرية درجة الاستعداد لمواجهة الآثار المتوقعة لنوة الفيضة الصغرى، اتخذت محافظة الإسكندرية 3 إجراءات أساسية تشمل تجنب تجمع مياه الأمطار في الشوارع. ،نشر فرق الطوارئ والمعدات في الأماكن الحيوية لمواجهة أي طارئ سريع. ،التنسيق مع هيئة الأرصاد الجوية لتحديث المواطنين أولًا بأول بحالة الطقس والتحذيرات اللازمة.
وفى سياق متصل بداءت اليوم شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، حالة الطوارئ ونشر فرق التعامل السريع بجميع الأحياء، لضمان تصريف مياه الأمطار المتجمعة خلال النوة. كما أهابت بالمواطنين الإبلاغ عن أي تجمع للمياه فور حدوثه.،الالتزام بتعليمات السلامة العامة أثناء التنقل في الشوارع.
الجدير بالذكر أن نوة الفيضة الصغرى كانت تُتوقع أن تهب في 19 ديسمبر، لكنها تأتي مبكرًا هذا العام بالتحديد مع 17 ديسمبر وتتميز هذه النوة بحدتها مقارنة بالنوات الأخرى، مما يجعلها من أبرز نوات الشتاء في الإسكندرية.