حزب الإصلاح في اليمن يوجه دعوه خاصة لأنصاره ويدعوهم لإنتزاع الفرحة من مخالب الواقع الصعب
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
وجه اليوم حزب التجمع اليمني للإصلاح اليمني كافة أنصاره إلى “الإسهام في بث روح التعاون والتكافل، ومواصلة دورهم الوطني الكبير في مد جسور التواصل وتمتين أواصر الإخاء والتلاحم مع كل القوى الوطنية”.
وأضاف الخزب مخاطباً أنصاره : "نذكّر بما عهدناه وعهده مجتمعكم منكم بأن تكونوا بلسما وعونا وسفراء للخير والتكافل الاجتماعي ومواساة كل ذي حاجة كائنا من كان، بحسب الاستطاعة والوسْع والجهد المتاح".
جاء ذلك، في تهنئة وجهتها الهيئة العليا والأمانة العامة للإصلاح إلى أنصار وجماهير الحزب، بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وقال الحزب في تهنئته: “ونحن في مواجهة عصابة عنصرية امتهنت انتهاك حقوق الإنسان اليمني وكرامته واستباحت دمه وماله وعرضه وضاعفت مآسي شعبنا، يفرض على الجميع أن يكونوا صفاً واحداً لعودة الحياة".
ولفت إلى أن “العيد مناسبة لاستجماع الذات وانتزاع الفرحة من مخالب الواقع الصعب، كسنة وهدي نبوي إسلامي واجتماعي، وتعظيم شعائر الله" .
وقال إن “معركة الشعب تتطلب اليوم أن نكون أكثر جلَدا وبأسا ووعيا، وأن نتصدى جميعا لمحاولات المليشيا تمزيق الكتلة الوطنية وحماية الوعي الجمعي ببصيرة وحِجاج مستنير وإعداد ما يلزم بلا كلل ولا ملل، واثقين بنصر الله وعونه".
وأكد الإصلاح أنه كان ولا يزال في الجانب الصحيح من تاريخ اليمن، واقفاً إلى جانب الجمهورية والدولة والمؤسسات الشرعية حفاظاً على مكتسبات اليمنيين وتضحياتهم ومتمسكا بروافع دولتهم، ودفع في سبيل ذلك أثمانا باهظة.
وأوضح أن “الإصلاح كحزب وطني حمل على عاتقه حلم اليمن الجمهوري الكبير الذي يعيش فيه جميع أبنائه بحرية وكرامة، مؤكداً أنه لن يطول الليل بفضل سواعد وعرق جبين الأبطال الشامخين وثباتهم وجهودهم مع كل القوى الخيرة في هذا البلد".
وخص الحزب بالتهنئة عائلات الشهداء والجرحى، وكذلك أُسر وزوجات وأبناء المختطفين والأسرى والمرابطين من أبناء المقاومة الشعبية إلى جانب الجيش الوطني، موجها في الوقت ذاته التحية والإجلال الشعب الفلسطيني الباسل في قطاع غزة وهم يتصدون بكل ثبات وبأس لآلة التوحش الإسرائيلية الغاشمة.
وجدد التضامن مع الشعب الفلسطيني، ومساندته لقضيتهم العادلة، وإدانة جرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة في قطاع غزة، داعياً كل أحرار العالم إلى سرعة فك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية ووقف حرب التجويع
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
الدولة اللبنانية والسّيادة: واقع وتطلّع: ورقة عمل في شراكة بين ملتقى التأثير المدني ومؤسَّسة كونراد آديناور
نشر "ملتقى التأثير المدني" ومؤسسة "كونراد آديناور - لبنان"، في إطار التعاون بينهما في مسار "لبنان وتحديات إصلاح السياسات: نحو رؤية متكاملة"، ورقة عمل بعنوان " الدولة اللبنانية والسيادة: واقع وتطلع". أعد الورقة الدكتور وجيه قانصو وصدرت باللغتين العربية والإنكليزية جاء فيها: "هذه السيادة، بالنسبة لبودان، هي جوهر خالص غير قابل للتجزئة، موجودة هناك دائماـ مثلما أن الله موجود. سلطة سامية أصيلة وأولى لا تأخذ شيئا من الغير ولا تخضع للغير بأي صلة تبعية. سلطة غير مسؤولة تجاه أي سلطة أخرى على وجه الأرض، ولا مفوضة من أي كان. سلطة لديها قوة سن القوانين للجميع، أي الأمر بما تريد أو النهي عنه دون أن يكون بالإمكان استئناف أوامرها أو حتى معارضتها. سلطة تمنع الآخرين من إقرار السلام وشن الحرب وجباية الضرائب وتأدية يمين الولاء بدون إذنها. سلطة تملك حق إكراه أي عضو من أعضاء الجسم السياسي، دون أن تكون قابلة للتعرض لأي إكراه إنساني خارجها. إنها سلطة تحتفظ لنفسها بالكلمة الأخيرة". أضاف: "لذلك، ورغم أن الدستور اللبناني مرتكز في خلفيته إلى الأصول النظرية لمفهومي الدولة والسيادة المتداولين في المجال الغربي، إلا أنه بهيكليته وصياغاته التشريعية مسكوب بذاتية لبنانية تشدد على الكيانية النهائية للبنان، وتتمسك بتركيبتها الاجتماعية، وتراعي هشاشة وحساسية مكوناتها الفرعية، وتتموضع في العالم على أساس الشرعية الدولية وموجبات الانتماء والهوية العربيين. كل هذا جعله دستوراـ يقوم على معادلة دقيقة وفي غاية الحساسية بين ذهنية شرق متروحن وذهنية غرب متعقلن، عقد اجتماعي وتضامنات عضوية، حداثة ليبرالية وأطر تقليدية صلبة، مبادئ كلية ومحددات جزئية". تابع: "ذكرت السيادة في موضعين في مقدمة الدستور، ما يجعلها تعبر عن روح الدستور ومبدأ أوليا ثابتا يشرط باقي نصوص الدستور ويفسرها . فقد نص الدستور على أن لبنان "دولة مستقلة ذات وحدة لا تتجزأ وسيادة تامة". هذا النص يستوفي كامل شروط السيادة، التي تشدد على أن الدولة كيان واحد لا يقبل التجزئة، وأن مساحة سلطته في إدارة شؤون الحياة العامة تامة وشاملة. كذلك فقد نص الدستور على أن "الشعب مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية". وهو نص لا يلغي النص الأول أو يعارضه، بل يقع في طريقه، لجهة أن الدولة هي الكيان الذي يجسد إرادة الشعب ويجعله ملموساـ وظاهراـ، ما يجعل السيادتين: سيادة الدولة وسيادة الشعب واحدة. ولذلك أكد النص أن الشعب يمارس سيادته عبر الدولة حصراـ، بحيث تنتفي صلاحية أو سيادة أية مؤسسة أو كيان مدني أو أمني ينشأ خارج الدولة وبموازاتها، ويدـعي لنفسه صلاحية تمثيل أو التعبير عن الشعب أو عن جزء منه". أضاف: "مدار فعلية السيادة هو الواقع السياسي نفسه، الذي يتجلى في التضامنات والتحالفات وموازين القوى من جهة، وفي الممارسات والتأويلات والخطاب من جهة أخرى. فإذا كان الدستور حاسماـ في مبدأ السيادة، فإنه يبقى افتراضياـ لا يتحقق إلا بالممارسة والتقيد الصارم به في جميع مجالات الحياة العامة. ورغم أن الدستور مرجعية لأي شرعية أو معنى سياسي، فقد كان عرضة لسوء التفسير، وقابلاـ للتعطيل مع وجود موازين قوى تنزع إلى فرض عرف سياسي وتقديم تفسيرات مشوهة للسيادة، تكون بمثابة دستور رديف غير مدون لتوزيع لسلطة وممارستها. لنكون بالتالي أمام فجوة لا يمكن ردمها بين السيادة المفترضة دستورياـ من جهة وبين مجريات الواقع من جهة أخرى. يمكن القول أن الواقع السياسي في لبنان، منذ اتفاق الطائف، شكل انتكاسة لسيادة الدولة، التي تعرضت إلى سوء تفسير حيناـ، وتعطيل متعمد حيناـ آخر، تمثل ذلك بمستويات ثلاث: وصاية خارجية، خارجي، فائض قوة داخلي، عرف سياسي رديف للدستور ". وختم: "أخطر مقوضات السيادة هو خلق عرف سياسي رديف للدستور، يقوم على تفسيرات استنسابية ومشوهة للدستور وتتنافى مع روحه وثوابته. هذا العرف يصبح مع تكرار ممارسته بمثابة قاعدة أصلية بعدما كانت ثانوية، وثابتة بعدما كانت موقتة. ليصبح هو المرجعية في ممارسة السلطة وتوزيع الموارد بدلا من النص الدستوري نفسه. وهو ما حصل زمن الوصاية السورية، وحصل أيضاـ حين فرضت قوى الأمر الواقع فائض قوتها على ترسيخ عرف سياسي يكون بمثابة دستور رديف غير مكتوب، وغايته ترسيخ قواعد لعبة تعكس موازين القوى وسلطات الأمر الواقع ".