اكتشف علماء السبب وراء فشل العلاج المستهدف لسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة لدى بعض المرضى، وخاصة أولئك الذين لم يدخنوا أبدا.
وأظهرت الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Communications، أن خلايا سرطان الرئة التي تحتوي على طفرتين جينيتين محددتين أكثر عرضة لمضاعفة جينومها، ما يساعدها على تحمل العلاج وتطوير المقاومة له.


ويعد سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (NSCLC)، النوع الأكثر شيوعا لسرطان الرئة بين المرضى الذين لم يدخنوا أبدا. كما أن سرطان الرئة غير المرتبط بالتدخين هو السبب الخامس الأكثر شيوعا للوفيات بالسرطان في العالم.

والطفرة الجينية الأكثر شيوعة الموجودة في سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة موجودة في جين مستقبلات عامل نمو البشرة (EGFR)، والذي يمكّن الخلايا السرطانية من النمو بشكل أسرع.

وتختلف معدلات البقاء على قيد الحياة عند المصابين بسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة اعتمادا على مدى تقدم السرطان، حيث يعيش نحو ثلث المرضى الذين يعانون من المرحلة الرابعة من هذا السرطان وطفرة EGFR لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
ويشار إلى أن علاجات سرطان الرئة التي تستهدف هذه الطفرة، والمعروفة باسم مثبطات EGFR، متاحة منذ أكثر من 15 عاما. ومع ذلك، في حين يرى بعض المرضى أن أورامهم السرطانية تتقلص مع مثبطات EGFR، فإن مرضى آخرين، وخاصة أولئك الذين لديهم طفرة إضافية في الجين p53 (الذي يلعب دورا في قمع الورم)، يفشلون في الاستجابة ويعانون من معدلات بقاء أسوأ بكثير. لكن العلماء والأطباء لم يتمكنوا حتى الآن من تفسير سبب حدوث ذلك.
وللعثور على الإجابة، أعاد الباحثون من كلية لندن الجامعية ومعهد فرانسيس كريك وشركة "أسترازينيكا"، تحليل البيانات من تجارب أحدث مثبط EGFR، أوسيميرتينيب الذي طورته شركة "أسترازينيكا".

ونظر الباحثون في فحوصات خط الأساس وفحوصات المتابعة الأولى التي تم إجراؤها بعد بضعة أشهر من العلاج للمرضى الذين يعانون من طفرات EGFR فقط أو مع طفرات EGFR وp53.

ووجدوا أنه بالنسبة للمرضى الذين لديهم طفرات EGFR فقط، أصبحت جميع الأورام أصغر استجابة للعلاج. ولكن بالنسبة للمرضى الذين يعانون من كلتا الطفرتين، فبينما تقلصت بعض الأورام، نمت أخرى، ما يوفر دليلا على المقاومة السريعة للأدوية.

ويُعرف نمط الاستجابة هذا، عندما تتقلص بعض مناطق السرطان، وليس كلها، استجابة للعلاج الدوائي داخل مريض فردي، باسم "الاستجابة المختلطة"، ويشكل تحديا لأطباء الأورام الذين يعتنون بمرضى السرطان.

وللتحقق من سبب كون بعض الأورام لدى هؤلاء المرضى أكثر عرضة لمقاومة الأدوية، قام الفريق بعد ذلك بدراسة نموذج فأر يحتوي على طفرة EGFR وp53. ووجدوا أنه ضمن الأورام المقاومة في هذه الفئران، ضاعفت أعداد أكبر بكثير من الخلايا السرطانية الجينوم الخاص بها، ما منحها نسخا إضافية من جميع الكروموسومات الخاصة بها.
وبعد ذلك، عالج الباحثون خلايا سرطان الرئة في المختبر، بعضها يحتوي على طفرة EGFR واحدة وبعضها يحتوي على الطفرتين، باستخدام مثبط EGFR. ووجدوا أنه في غضون خمسة أسابيع من التعرض للدواء، تضاعفت نسبة أعلى بكثير من الخلايا ذات الطفرة المزدوجة والجينومات المزدوجة إلى خلايا جديدة مقاومة للأدوية.

وقال البروفيسور تشارلز سوانتون، من معهد السرطان بكلية لندن الجامعية ومعهد فرانسيس كريك: "لقد أظهرنا لماذا يرتبط وجود طفرة p53 بسوء البقاء على قيد الحياة لدى المرضى الذين يعانون من سرطان الرئة غير المرتبط بالتدخين، وهو مزيج من طفرات EGFR وp53". ما يتيح مضاعفة الجينوم وهذا يزيد من خطر تطور الخلايا المقاومة للأدوية من خلال عدم الاستقرار.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سرطان العلاج الدراسة سرطان الرئة الذین یعانون من

إقرأ أيضاً:

زفيريف يعاني من مشاكل نفسية ونجوم التنس يتضامنون معه


لندن (د ب أ)
أبدى العديد من نجوم التنس البارزين تضامنهم مع النجم الألماني ألكسندر زفيريف بعد أن كشف المصنف الثالث عالميا عن مشاكل في صحته النفسية عقب خروجه من الدور الأول من منافسات فردي الرجال ببطولة إنجلترا المفتوحة (ويمبلدون)، ثالث بطولات (جراند سلام) الأربع الكبرى.
وودع زفيريف المسابقة المقامة على الملاعب العشبية بالعاصمة البريطانية لندن مبكرا، عقب خسارته أمام الفرنسي آرثر ريندركنيش الثلاثاء، قبل أن يكشف للصحفيين بأنه ربما يفكر في طلب مساعدة احترافية. وقال زفيريف «لم أشعر بهذا الفراغ من قبل. كنت أفتقر إلى المتعة، وإلى الفرح في كل ما أقوم به. الأمر لا يتعلق بالضرورة بالتنس، بل أفتقر إلى المتعة خارجه أيضا».
وصرحت النجمة البيلاروسية أرينا سابالينكا، المصنفة الأولى عالميا، بأنه من «الجنون» سماع هذا من شخص مثل زفيريف «لأنه محاط بعائلته». أوضحت سابالينكا أنها عملت مع معالج نفسي لمدة خمس سنوات، وهو ما لم يعد ضروريا بعدما أصبحت تستطيع الانفتاح على أعضاء فريقها، قالت سابالينكا: «إنهم يتقبلون ذلك. من المهم جدا التحدث بصراحة عن كل ما يدور في ذهنك. أعتقد أن هذه أفضل نصيحة يمكنني تقديمها».
أما الأميركية ماديسون كيز، الفائزة ببطولة أستراليا المفتوحة، فقالت إنها عملت مع أخصائي نفسي رياضي، ووصفته بأنه «مفيد جدا»، ولكنه ركز بشكل كبير للغاية على التنس. أشارت كيز «إنك لا تعتبر نفسك لاعب أو لاعبة تنس إلا منذ الصغر. ذلك قد يؤثر سلبا على نظرتك لنفسك كشخص خلال الفترات الصعبة في مشوارك».
أما الروسي أندريه روبليف، الذي عانى سابقا من القلق وتناول أدوية للاكتئاب، فأشار إلى أن التنس ليس سوى محفز لمشاكل أعمق. أكد روبليف: «هناك شيء ما في داخلك يتعين عليك مواجهته. من يعشق التنس يتأثر به. إذا طلبت من ساشا زفيريف أن يأخذ استراحة، فسيكون الأمر صعبا عليه للغاية».

أخبار ذات صلة ديوكوفيتش يُعيد السنوات للخلف في ويمبلدون قميص موراي على الجدار!

مقالات مشابهة

  • أزمة وقود خانقة في غزة تهدد حياة المرضى.. فيديو
  • مرضى السرطان بالسودان بين نيران الحرب ومرارة العلاج
  • «حسام موافي»: الشيشة قد تصيبك بمرض أخطر من السرطان
  • مرضى السكري والأمراض المزمنة بمستوصف تمصلوحت يشتكون من انقطاع الأدوية وغياب البدائل: وضع صحي كارثي يستدعي التدخل العاجل
  • استعادة بروتين معين في الخلايا يوقف الالتهاب المزمن
  • زفيريف يعاني من مشاكل نفسية ونجوم التنس يتضامنون معه
  • تلوث الهواء يسبب طفرات جينية مرتبطة بسرطان الرئة حتى لدى غير المدخنين
  • استجابة لشكاوى المرضى.. محافظ القليوبية يأمر بإصلاح فوري لتكييف مستشفى قها التخصصي
  • نشرة المرأة والمنوعات | ماذا يحدث لجسمك عند تناول الطماطم يوميا؟.. أعراض مبكرة قد تكشف عن سرطان القولون
  • الكركم يحارب سرطان القولون.. دراسة تكشف قدرته على وقف نمو الخلايا السرطانية