رغم الأزمات القضائية.. فرص ترامب قائمة في العودة إلى البيت الأبيض
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
دينا محمود (واشنطن، لندن)
أخبار ذات صلةقبل أقل من 5 أشهر على توجه الأميركيين إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيسهم الـ 47، يبدو دونالد ترامب في طريقه للمنافسة بقوة على الفوز بالانتخابات، وذلك بالرغم من المشكلات القضائية التي يواجهها، والتي بلغت ذروة جديدة، بعد إدانته من جانب هيئة محلفين في نيويورك، في قضية تتعلق بالتلاعب في سجلات مالية.
فتلك المشكلات لم تَحُلْ حتى الآن، دون أن تُظهر استطلاعات الرأي المختلفة، تقدم ترامب على منافسه الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الولايات الرئيسية المتأرجحة، والتي يُعتقد أنها ستلعب دوراً حاسماً، في تحديد هوية الفائز بانتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر المقبل.
ويقول محللون متابعون للسباق الانتخابي الأميركي، إنه على الرغم من أنه يصعب على الديمقراطيين - على ما يبدو - تصور أن الولايات المتحدة، تتجه الآن نحو فترة رئاسة ثانية لترامب، بفاصل 4 سنوات فحسب عن ولايته الأولى، فإن المؤشرات الحالية لا تستبعد إمكانية حدوث ذلك.
فشرائح معتبرة من الناخبين الأميركيين، ترى أن هناك دوافع سياسية، تقف وراء قضية السجلات المالية، التي أُدين ترامب في التهم الـ 34 الموجهة إليه على ذمتها.
فضلاً عن ذلك، كان المناوئون للرئيس السابق، يأملون في أن يُدان على خلفية اتهامه في قضايا أكثر أهمية، وعلى رأسها محاولة العمل على إلغاء نتائج انتخابات 2020، التي خسرها أمام بايدن. ولكن ذلك لا يُتوقع حدوثه قبل موعد الاقتراع الرئاسي.
وفي سياق آخر، يفيد تحليل نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، بأن أداء بايدن كمرشح يُضعف شعبيته ويقلص من نسبة تأييد حزبه في الشارع الأميركي، وذلك في وقت فات فيه الأوان، لأن يتنحى الرئيس الديمقراطي، لصالح مرشح آخر أصغر سناً، ربما يكون أكثر إقناعاً لعدد أكبر من الناخبين.
بجانب ذلك، قد لا يُجدي تعويل الحملة الديمقراطية، على كامالا هاريس، نائبة بايدن، التي سبق أن وُصِفَت بـ «النسخة النسائية» من الرئيس السابق باراك أوباما، في تعزيز فرص الديمقراطيين، بالاحتفاظ بالمنصب الرئاسي. فشعبية هذه المحامية والسياسة الأميركية المنحدرة من أصول أفريقية وآسيوية، لا تزال حتى الآن منخفضة، على غرار نسبة تأييد بايدن نفسه.
في الوقت ذاته، يشكل ملف الاقتصاد، وفقاً للمحللين، إحدى القضايا الشائكة التي قد تقوض مساعي الرئيس الديمقراطي، للبقاء في المكتب البيضاوي، لأربع سنوات أخرى، خاصة وأن مؤيديه يشعرون بخيبة الأمل، إزاء ما يعتبرونه إنكاراً من قبل الأميركيين لـ«إنجازات اقتصادية» تحققت خلال عهد بايدن.
ويقول هؤلاء المؤيدون، إنه من الإنصاف أن يُرجع الفضل لـ«بايدن»، في نمو اقتصاد الولايات المتحدة، بمعدل هو الأسرع من نوعه في الغرب، رغم أن معظم الاقتصاديين، كانوا يتوقعون حدوث ركود، خلال العام الجاري. ولكن هذا النمو، لم يفضِ إلى تغيير موقف عدد كبير من الناخبين الأميركيين من الإدارة الحالية، إذ يرى هؤلاء أنهم كانوا أفضل حالاً من الوجهة الاقتصادية، خلال عهد ترامب.
ويعني ذلك، كما قال المحللون في تصريحات نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية على موقعها الإلكتروني، أن الأميركيين سيتوجهون إلى مراكز الاقتراع في الخامس من نوفمبر، وهم يشعرون بأنهم أكثر فقراً مما ينبغي، ما سيؤثر على الأرجح على توجهاتهم التصويتية.
ويعتبر أنصار بايدن، أن هذه القناعة قد تكون ناجمة عن ضعف الرسائل الدعائية الموجهة من الحملة الديمقراطية، إلى جمهور الناخبين، ما حال دون استيعابهم لحقيقة الوضع الاقتصادي الراهن، وما شهده من تحسن خلال السنوات الثلاث الماضية، بما يقود في نهاية المطاف، إلى أن يواصل قطار حملة ترامب، سيره على الطريق المفضي لفوزه المحتمل بالانتخابات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الانتخابات الأميركية دونالد ترامب الولايات المتحدة نيويورك جو بايدن البيت الأبيض
إقرأ أيضاً:
سيجنال في البيت الأبيض.. فضيحة جديدة تهدد أمن ترامب القومي
كشفت مصادر إعلامية أن مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، وفريقه أنشأوا ما لا يقل عن 20 مجموعة محادثة عبر تطبيق "سيجنال" المشفر، لتنسيق أعمال حساسة تتعلق بالأمن القومي، وفقًا لما نقلته صحيفة "بوليتيكو" عن أربعة مصادر مطلعة.
ويأتي هذا الكشف وسط تدقيق متزايد بشأن تعامل إدارة دونالد ترامب مع المعلومات السرية، خاصة بعد أن نشرت مجلة "أتلانتيك" تسريبات لمحادثات تضمنت مشاركة وزير الدفاع، بيت هيجسيث، لتفاصيل عمليات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
ووفقًا للمصادر، تناولت محادثات "سيجنال" قضايا سياسية متنوعة، من بينها الصراع في أوكرانيا، وسياسات الصين، والأوضاع في غزة، والشرق الأوسط، وأفريقيا، وأوروبا. وأكدت جميع المصادر الأربع أنها شاهدت مناقشات لمعلومات حساسة، رغم عدم تأكيد تداول مواد مصنفة سرية.
كما أشارت تقارير أخرى إلى أن فريق والتز استخدم حسابات بريد إلكتروني شخصية على "جيميل" في إدارة شؤون حكومية، مما أثار المزيد من المخاوف بشأن أمن المعلومات في إدارة ترامب.
وفي دفاعه عن هذه الممارسات، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بريان هيوز، أن استخدام "سيجنال" ليس محظورًا على الأجهزة الحكومية، بل يتم تثبيته تلقائيًا على بعض الهواتف الرسمية، لكنه شدد على أن هذا التطبيق ليس الوسيلة الأساسية أو الثانوية للاتصالات الحكومية، نافياً بشدة مشاركة أي معلومات سرية عبره.
ورغم أن الإدارة نفت مشاركة معلومات سرية، إلا أن هذه الادعاءات تتناقض مع قواعد وزارة الدفاع الأمريكية بشأن التعامل مع المعلومات المصنفة. فوفقًا لخبراء قانونيين، فإن مشاركة تفاصيل الهجمات العسكرية في اليمن، مثل توقيت إطلاق صواريخ "توماهوك" وتحليق مقاتلات F-18، تعد معلومات غالبًا ما تكون سرية.
حذر مسؤولون في المؤسسات الأمنية من أن استخدام "سيجنال" قد ينتهك قوانين الأرشفة الفيدرالية، خصوصًا إذا تم حذف المحادثات تلقائيًا، مما قد يعقد أي محاولات لتتبع القرارات الحكومية أو التحقيق فيها مستقبلًا. كما أثيرت مخاوف من أن وقوع أحد هذه الهواتف في الأيدي الخطأ قد يؤدي إلى اختراق أمني خطير.
ورغم هذه الفضائح، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، يوم الاثنين، أن ترامب لا يزال يدعم مستشاره للأمن القومي بالكامل، كما أن التحقيق في حادثة إضافة صحفي بالخطأ إلى إحدى المحادثات الحساسة قد تم إغلاقه.