أعادت أجواء عيد الأضحى المبارك إلى الواجهة مسألة التضامن مع الأسر المتضررة من الزلزال، التي تواجه غالبيتها صعوبات في تأمين أسعار الأضاحي الملتهبة هذه السنة، إذ بادرت هيئات وفعاليات قليلة إلى توزيع بعض الأكباش على الأسر المحتاجة بالمناطق المتضررة.

غير أن منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية، عبر ممثليها في المغرب، أعلنت اقتناء أزيد من 530 خروفا، سيجري توزيعها على الأسر المتضررة من الزلزال.

وفي هذا السياق قال توفيق عاطفي، مسؤول منظمة الإغاثة الإسلامية الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، إن المنظمة وفرت 530 أضحية بشروط جيدة لفائدة الأسر المتضررة من زلزال الحوز، مؤكدا أن العملية تجري بسلاسة وبتنسيق مع السلطات المحلية.

وأضاف عاطفي، في تصريح صحفي، أن “عملية الإعداد بدأت منذ أسبوعين بشكل محكم وبتنسيق مع السلطات المحلية والإقليمية لجرد الأسر وإعداد قوائم المستفيدين على مستوى أقاليم تارودانت والحوز وشيشاوة”.

وأكد المتحدث ذاته أن “عملية توزيع الأضاحي بإقليم تارودانت انطلقت أمس، فيما بدأت اليوم الجمعة على مستوى إقليمي شيشاوة والحوز، وهي مستمرة”، معتبرا أن العملية تسير بـ”نجاح وتعاون مع جمعيات المجتمع المدني المحلي بالمناطق المتضررة”، وزاد: “استهدفنا بالأساس الأيتام والأرامل الذين يصعب عليهم تأمين الأضحية”.

في الصدد ذاته سجلت فعاليات محلية بمناطق الزلزال أن منسوب التضامن وتوزيع الأضاحي على الفئات المتضررة من الزلزال “ضعيف ومتراجع”، مبينة أن بعض المناطق “لم يصلها شيء في هذا السياق”.

وقال محمد بلحسن، رئيس جمعية شباب أوفور للتنمية بإقليم شيشاوة، إن “المبادرات الخاصة بتوفير الأضاحي للأسر الفقيرة بمناطق الزلزال قليلة جدا”، مردفا: “لدينا العديد من الأسر التي لن تضحي هذه السنة”.

وأضاف بلحسن في تصريح للصحافة: “سمعنا عن توزيع 15 أضحية على أرامل بإدونيت، وهي غير كافية”، مناشدا المحسنين “القيام باللازم وتفقد المناطق التي مازالت ترزح تحت الفقر والخصاص منذ الزلزال”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “قلة المبادرات ترجع أساسا إلى غلاء أسعار الأضاحي”، متابعا: “في السنوات السابقة كنا نلاحظ وجود نشاط في هذا الجانب، إلا أن توفير الأضاحي أصبح ضعيفا، لأن السعر تضاعف”؛ كما أكد أن “الرأس الذي كان يكلف 1500 درهم أصبح سعره اليوم ما بين 2900 و3000 درهم”.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: المتضررة من

إقرأ أيضاً:

الحوز في طريق التعافي بإنجاز مئات المنازل لإيواء العائلات ضحايا الزلزال المدمر

زنقة 20. الحوز

وسط جماعة أمغراس الجبلية، الواقعة ضمن النفوذ الترابي لإقليم الحوز، يمر أحمد، الذي كان يعمل فلاحا قبل وقوع الزلزال. اليوم، يبدو أكثر نشاطا، إذ عاد لتربية المواشي وزراعة الأرض التي طالما أحبها.

يقول أحمد، الذي كان من بين الأشخاص الذين فقدوا منازلهم بالكامل بدوار “أكني”، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “رغم أن الزلزال دمر جزءا كبيرا من الأرض والمنزل، إلا أن الأمل لم يفارقنا. بدأت أشعر بأننا نتعافى، وبفضل تسارع جهود إعادة الإعمار، نعود للحياة شيئا فشيئا”.

فبعد أشهر على زلزال الحوز، عاد سكان جماعة أمغراس، على غرار باقي الجماعات الترابية المتضررة بالإقليم، إلى حياتهم اليومية، كما عادت المحلات التجارية الصغيرة إلى العمل، واستأنف الفلاحون أنشطتهم الفلاحية مجددا، وبدأت العائلات تستعيد روتينها المعتاد داخل منازلها المبنية حديثا.

وكما هو الحال بالنسبة لأحمد، تحدثت عائشة، إحدى ساكنة دوار “تفغاغت” بنفس الجماعة، عن عودتها رفقة أسرتها، منذ 5 أشهر، إلى منزلهم الجديد الذي أصبح أكثر متانة في مواجهة الكوارث، مؤكدة أن “مواجهة الحياة اليومية كانت صعبة، لكن الآن بفضل الدعم الذي حصلنا عليه، عدنا إلى منازلنا وبدأنا نعيش كأي عائلة أخرى، والأهم من ذلك أننا عدنا إلى حياتنا الطبيعية”.

بدوره، يشكل رشيد، رجل في الخمسينيات من عمره، كان يعمل في المجال الحرفي قبل الزلزال، مثالا لقدرة ساكنة الجماعة القروية على التكيف والصمود. اليوم، أصبح رشيد واحدا من بين العاملين الذين يساهمون في إعادة إعمار دوار “آيت ترغيت” عبر توظيف خبرته الحرفية في مجال البناء وطلاء الواجهات.

وتتغير الحياة في جماعة أمغراس الجبلية بسرعة رغم الجراح التي خلفها الزلزال، بالموازاة مع تسريع عجلة إعادة الإعمار، حيث تحرص لجنة اليقظة والتتبع المحدثة على مستوى عمالة الإقليم على تنفيذ برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية، بما يضمن تحسين ظروف عيش الساكنة المتضررة، وتمكينها من السكن في ظروف تحفظ الكرامة الإنسانية، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وبالمناسبة، أوضح منسق برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة جراء الزلزال، حسن إيغيغي، أن الأشغال بلغت مستويات إنجاز جد متقدمة، حيث انتهت عملية البناء بالنسبة لأكثر من 15 ألف و100 سكن أعيد بناؤه وتأهيله للسكن، أي بنسبة 60 في المائة، في أفق أن تصل نسبة تقدم الأشغال في غضون الشهرين القادمين إلى 80 في المائة.

وأكد السيد إيغيغي، في تصريح مماثل، أن “هذه المعطيات تجسد حصيلة إيجابية، لا سيما إذا استحضرنا أنه لم تمر بعد على بداية أشغال البناء والإعمار سنة كاملة، حيث لم تبدأ هذه العملية مباشرة بعد 8 شتنبر 2023، نظرا لقيام لجنة قيادة وتتبع عملية إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة بعمليات أخرى ضرورية لفتح المجال أمام عملية البناء”.

وأشار إلى أن أكثر من 10 في المائة من الأسر المعنية بإعادة الإعمار التي لم تباشر بعد عملية البناء، تدخل في إطار مشاكل بين الورثة، أو عدم مباشرة المستفيدين لعملية البناء رغم توصلهم بالدفعة الأولى من الدعم المرصود من طرف الدولة، حيث باشرت السلطات المحلية إشعارهم، وإنذارهم، وحثهم على بدء الأشغال أسوة بالمستفيدين الآخرين الذين أنهوا البناء وعادوا إلى منازلهم.

وسجل أنه فيما يرتبط بالمساكن التي تقع في المناطق ممنوعة البناء أو تستلزم تدابير خاصة، فقد تم تنفيذ حلول بديلة، وبدأ المستفيدون منها في أشغال البناء، مشيرا إلى أنه رغم كل الإكراهات والصعوبات الميدانية المطروحة، خاصة أن إعادة الإعمار تتم بمناطق جبلية صعبة الولوج، قامت لجنة القيادة والتتبع بتنزيل برنامج إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة بعمل إيجابي يمنح ساكنة الإقليم إمكانية السكن والعيش في ظروف لائقة.

من جانبه، أبرز مدير وكالة العمران الحوز، أمين بويه، الدور الذي تضطلع به مجموعة العمران في عملية إعادة الإعمار، لاسيما المواكبة التقنية لعملية إعادة البناء عبر وضع رهن إشارة المتضررين مهندسين معماريين وطبوغرافيين ومهندسين بمكاتب الدارسات، وكذلك مختبر من أجل تتبع عملية إعادة الإعمار.

وأضاف السيد بويه، في تصريح مماثل، أن عملية من هذا الحجم تضم أزيد من 26 ألف و253 مستفيد من عملية إعادة البناء، لا تخلو من مجموعة الإكراهات والتحديات الموضوعية التي تتمثل، بالخصوص، في قلة اليد العاملة المتخصصة في البناء، وصعوبة التضاريس نظرا للطبيعة الجبلية للإقليم، والتكلفة العالية لنقل مواد البناء خاصة في بعض المناطق النائية بالإقليم.

والأكيد أن عودة الحياة إلى طبيعتها في جماعة أمغراس بعد الزلزال، تمثل رمزا للتحدي والإرادة التي لا تنكسر، بالموازاة مع عملية إعادة الإعمار، التي تمضي بوتيرة متسارعة بباقي الجماعات الترابية لإقليم الحوز، حيث يظل الأمل قويا في قلوب الساكنة المحلية سعيا منها لكتابة فصول جديدة من التعافي والعودة إلى حياتها الطبيعية.

زلزال الحوز

مقالات مشابهة

  • ضمن برنامج هدية خادم الحرمين.. “الشؤون الإسلامية” توزع 4 أطنان من التمور الفاخرة في البرتغال وألمانيا 
  • الحوز في طريق التعافي بإنجاز مئات المنازل لإيواء العائلات ضحايا الزلزال المدمر
  • بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين.. “الشؤون الإسلامية” توزع 5 أطنان من التمور الفاخرة في جزر القمر
  • الولايات المتحدة تطرد سفير جنوب إفريقيا لأنه “يكره” ترامب
  • كوارث طبيعية وشيكة تهدد الولايات المتحدة
  • “السودان والصومال” ترامب لم يتراجع.. الولايات المتحدة تقترح تهجير سكان غزة إلى أفريقيا
  • الحوز: تقدم كبير في إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال
  • الولايات المتحدة تعتزم إلغاء عقودها مع وكالات الأنباء العالمية الكبرى
  • «التجارة العالمية»: كندا تشتكي الولايات المتحدة بشأن الرسوم على الصلب والألمنيوم
  • مسؤولان كبار في مجال الإغاثة لمجلس الأمن الدولي: المتحاربون في السودان يذكون أزمة المساعدات “الأشد تدميرا” في العالم