حل أول أيام عيد الأضحى هذا العام، في محاولة من أطفال قطاع غزة اقتناص لحظات من الفرح والسعادة وسط الدمار والركام الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة.

ووسط الدمار والركام، تتجلى ابتسامات بريئة على وجوه الأطفال، إذ يسعون ببساطتهم إلى تحويل أيام العيد إلى فسحة من الأمل واللعب، رغم الحرب المستمرة التي تفرض قسوتها على القطاع.

AFP

وحل عيد الأضحى هذا العام فيما تواصل إسرائيل، منذ 7 أكتوبر الماضي، قصفها لقطاع غزة، مخلفة أكثر من 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح.

AFP

ورغم حالة الفرحة المنقوصة لدى الأطفال، يخيم الحزن العميق على الكثير من الذين فقدوا آباءهم وأبناءهم بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل، حيث يجدون في لحظات اللعب والضحك بعض الراحة من واقعهم المؤلم والمأساوي.

AFP

ومنذ ساعات الصباح الباكر، سارع الأطفال في مخيمات النزوح والإيواء في وسط وجنوبي قطاع غزة إلى قضاء أوقاتهم في اللعب والهواء، رغم مرارة الواقع وآلام الحرب المستمرة للشهر التاسع على التوالي.

AFP

ومن غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، قال الطفل الفلسطيني مصطفى قاسم (15 عاما): "هذا العيد مختلف تماما عن باقي الأعياد، لم نشتر ملابس وحلوى العيد، فالأوضاع صعبة".

AFP

وأضاف: "لم يأت أحد لمعايدتنا بسبب الحرب والقصف المتواصل، لكن والدي قرر أن يسعدنا وأهدانا بعض العيدية النقدية حتى نتمكن من اللعب ".

ولم يختلف حال الطفلة رانيا العرعير (16 عاما)، نازحة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، عن سابقها، حيث استثمرت الوقت في اللعب مع صديقاتها رغم حرارة الشمس المرتفعة وأصوات القصف المتقطعة.

وتقول العرعير، وهي تركض وراء صديقاتها في شوارع مدينة خان يونس: " في هذا العيد لم نتمكن من شراء الملابس الجديدة ولا الأضحية ولا الحلوى، ولا يوجد أحد يقدم لنا العيدية (مبلغ مالي يقدم للأطفال من أقاربهم)".

وتضيف: "نفرح ونحن خائفون من صوت القصف، وأيضا نحن بعيدون عن بيوتنا التي دمرها الجيش الإسرائيلي، وفقدنا شقيقي محمد، وشقيقتي سحر، بسبب القصف".

وفي بلدة الزوايدة وسط القطاع، تقوم الفنانة التشكيلية الفلسطينية شيماء نصار برسم خارطة فلسطين بألوان العلم الفلسطيني الزاهية والجميلة على وجه الطفلة سناء أحمد.

وتنعكس الفرحة بوضوح على وجه الطفلة سناء، النازحة من مدينة غزة، التي تعيش حالة نفسية صعبة جراء الحرب المستمرة.

وبمجرد أن انتهت الفنانة نصار من رسم وجه سناء، انطلقت الطفلة بفرح لترقص، وطلبت من شقيقتها الأكبر أن تلتقط صورة لها بالجوال لتخليد هذه اللحظة الجميلة.

وقالت الطفلة سناء: "نحن سعداء بالعيد، لكننا نشعر بالخوف والقلق بسبب الحرب.. أردت أن ترسم خريطة فلسطين على وجهي لأني أحبها، و نحن نحب غزة وأتمنى انتهاء الحرب ونعود للعب في بيتي".

وذكرت الفنانة الفلسطينية نصار أنها "قررت تنظيم هذه المبادرة الفردية في أول أيام عيد الأضحى المبارك، في بلدة الزوايدة، بهدف رسم البسمة على وجوه الأطفال من خلال الرسم على وجوههم".

وأضافت: "أطفال قطاع غزة يعيشون حياة صعبة وقاسية للغاية ولا يمكن تحملها، بسبب القصف والدمار والجوع والعطش والأزمات الإنسانية والكوارث الصحية والبيئية، والحرمان من أدنى الحقوق التي كفلتها المعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية".

إقرأ المزيد نادي الأسير: إسرائيل تعتقل أكثر من 9300 فلسطيني بينهم 75 امرأة و250 طفلا

ويعاني سكان غزة البالغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة من ظروف اقتصادية خانقة، حيث يفتقرون إلى المال لشراء الملابس وهدايا العيد للأطفال، مما حرمهم أجواء العيد والفرح التي يتمتع بها أقرانهم حول العالم.

هذا وقالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن أطفال غزة يدفعون ثمنا باهظا بسبب فرض السلطات الإسرائيلية قيودا إضافية على وصول المساعدات الإنسانية للقطاع.

المصدر: RT + وسائل إعلام

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اطفال الأمم المتحدة الأونروا الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية جرائم جرائم حرب جرائم ضد الانسانية رفح عيد الأضحى قطاع غزة نساء هجمات إسرائيلية عید الأضحى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حلوى وزغاريد.. «زفة العيد» في شوارع غيط العنب احتفالا بـ«مارجرجس»

«بعودة يا مارجرجس»، عبارة ترددت على ألسنة آلاف الحضور لعشية «عيد مارجرجس» في كنيسته بغيط العنب والشوارع المحيطة بها، إذ اعتلت الأضواء الشوارع وبأعلى حجم شيدت صورة أشهر شهداء المسيحية في عصر الاستشهاد بين جوانب الطريق، في مشهد مفرح، زاده بهجة أصوات زغاريد النساء وقرع طبول الكشافة وخروج «الزفة الروحية» من الكنيسة لتجوب الشوارع.

خروج الزفة، التي ترأسها الأنبا إيلاريون، أسقف عام كنائس غرب الإسكندرية، وتبعه الآباء الكهنة والشمامسة، كان بصعوبة وسط الجموع الغفيرة التي أتت احتفالاً بالعيد، أو كما يطلق عليه شعبياً «مولد مارجرجس» نظراً لبيع الحلوى والأجواء الفلكلورية الشعبية المحيطة به.

«أنا بقالي 30 سنة بحضر هنا ولازم أجيب إخواتي وأسرتي ونحتفل ليلة العيد»، هكذا تحدثت نادية شوقي، إحدى الزائرات، التي تصدرت مشهد الزغاريد وقت خروج الزفة.

تسعد سهام على، إحدى السيدات المسلمات التي وجدت في الشوارع وقت الزفة، بهذه الأجواء: «إحنا طول عمرنا متربيين في غيط العنب وبنحب أجواء مولد مارجرجس لأنها فرحة لينا كلنا مش بنحسها مقتصرة على دين».

استمرت أجواء الاحتفال على مدار أسبوعين بدءاً من أول نوفمبر حتى يوم 16 من الشهر ذاته، ليحكى القمص داود بطرس، راعى الكنيسة، أن كنيسة مارجرجس بغيط العنب تعد واحدة من أقدم الكنائس في الإسكندرية، حيث يعود افتتاحها إلى 15 نوفمبر 1938. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الكنيسة مركزاً للأنشطة الروحية والاجتماعية لسكان المنطقة والمناطق المجاورة.

ويعتبر راعى الكنيسة، لـ«الوطن»، أن الأجواء الاحتفالية في شوارع غيط العنب تعكس وحدة وتماسك المجتمع السكندرى، حيث تجمع الكبار والصغار معاً للمشاركة في هذه المناسبة السنوية، نافيًا صحة مصطلح «المولد»، إذ إنه عيد تكريس الكنيسة، إلا أنه لفظ شعبي نتيجة للفلكلور المصاحب للعيد.

مقالات مشابهة

  • حلوى وزغاريد.. «زفة العيد» في شوارع غيط العنب احتفالا بـ«مارجرجس»
  • بالمزمار.. أهالي طهطا يستقبلون وفد الطب البيطري بسوهاج لتحصين الماشية من الحمى القلاعية
  • شاهد بالفيديو.. أحد أفراد الدعم السريع يحكي قصته مع صديقه الذي ساعده على الخروج مع أسرته وتفاجأ به بعد أيام وهو يشمت في زميله المقتول “انجغم”
  • كأس «العيد الوطني» للجودو 23 نوفمبر
  • نبيه بري يطلب مهلة 3 أيام للرد على المقترح الأمريكي لوقف الحرب
  • إليك بعض فوائد النسيان التي أثبتها العلم
  • الأمم المتحدة: أطفال لبنان يواجهون أكثر فترات الحرب دموية
  • عاجل | زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لرويترز: على حزب_الله التخلي عن سلاحه لإنهاء الحرب وتجنيب لبنان الدمار
  • خسائر كبيرة جدّاً... كم منزل تضرّر في لبنان بسبب الحرب؟
  • بعد مرور 405 أيام - حصيلة شهداء وجرحى الحرب على غزة