الإفتاء: زيارة المقامات والأضرحة مشروعة بأدلة من الكتاب والسنة.. وهي من أقرب القربات وأرجى الطاعات
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
حكم زيارة المقامات والأضرحة.. أوضحت دار الإفتاء المصرية، حكم زيارة المقامات والأضرحة، سواء كانت في مصر أو في الأراضي المقدسة، ومدى موافقة هذه الزيارة للشرع من عدمه.
افتتاح مسجد السيدة زينب بعد التطويرحكم زيارة المقامات والأضرحةوأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن زيارة مقامات آل بيت النبوة والصحابة والشهداء والصالحين، في الأراضي المقدسة من أقرب القربات، مشيرةً إلى أن زيارة القبور على جهة العموم مندوب إليها شرعًا، فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ» أخرجه مسلم.
وأكدت دار الإفتاء، أن أَوْلى القبور بالزيارة بعد روض سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هي أضرحة آل البيت النبوي الكريم والصحابة، فقد قال الله تعالى: {قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًا إِلَّا ٱلۡمَوَدَّةَ فِي ٱلۡقُرۡبَىٰ} [الشورى: 23].
والمودة لا تتحقق إلا بالزيارة.
مقام وضريح السيدة زينب بعد تطويرهزيارة مقامات وأضرحة آل البيت والأولياء والصالحينوتابعت دار الإفتاء، أن زيارة مقامات آل البيت والأولياء والصالحين هي من أقرب القربات وأرجى الطاعات، ومشروعة بالأدلة من الكتاب والسنة، مثل قول الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: 23]، وما روى مسلمٌ أن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام يَوْمًا خَطِيبًا، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، وكان فيما قال: «وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ الله، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ الله وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ» فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ الله وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِي أَهْلِ بَيْتِي».
وشددت دار الإفتاء، عاى أن زيارة الإنسان لمقامات وأضرحة آل البيت الكرام آكد وأولى من زيارة أقربائه مِن الموتى، كما قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فيما رواه البخاري: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي"، وقال أيضًا: "ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ".
مقام وضريح السيدة زينب بعد تطويرهوأشارت دار الإفتاء، إلى أن أن زيارة مقامات آل البيت والأولياء والصالحين هي من أقرب القربات وأرجى الطاعات، وعلى هذا إجماع الفقهاء وعمل الأمة سلفًا وخلفًا بلا نكير، والقول بأنها بدعة أو شرك قول مرذول، وكذب على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وطعن في الدين وحَمَلَتِه، وتجهيل لسلف الأمة وخلفها.
اقرأ أيضاًدار الإفتاء: التضحية بالشاة المغصوبة صحيحة شرعا إذا تحقق هذا الشرط
حكم وقوف الرجال بجوار النساء أثناء صلاة العيد.. الأزهر والإفتاء يحسمان الجدل
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دار الإفتاء المصرية مسجد السيدة زينب الأراضي المقدسة صلى الله علیه وآله وسلم من أقرب القربات زیارة مقامات دار الإفتاء أن زیارة آل البیت
إقرأ أيضاً:
بعد إنكار شريف مدكور لـ عذاب القبر.. الإفتاء ترد
أثار الإعلامي شريف مدكور، الجدل بمنشور حديث على فيس بوك، تحدث فيه عن عذاب القبر وأنه غير موجود أصلا.
وقال شريف مدكور في منشوره (قال تعالى: "كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة"، قال يوم القيامة ولم يقل وإنما توفون أجوركم في القـ ـبر، أو يقول وإنما توفون بعض أجوركم في القـ ـ بر، أو يقول وإنما ستتعرفون على مقاماتكم في القــ ـ ـبر، هذه الآية الكريمة الصريحة والواضحة تأكد وتبين لكل من يتدبر القرآن أنه لا يوجد أي شيء في القـ ـ ـبر.)
حقيقة عذاب القبروأكدت دار الإفتاء المصرية، أن عذاب القبر ثابتٌ بالنصوص المتكاثرة من الكتاب والسنة؛ منها قولُه تعالى في حَالِ آلِ فرعون: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ [غافر: 46] أي: في القبر، وقولُه صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ» رواه الترمذي، وغيرُ ذلك كثير، فلا يجوز إنكاره، وعلى ذلك إجماعُ المسلمين.
فوائد قراءة سورة الملك قبل النوم.. تقي من عذاب القبر ودخول الناروقالت دار الإفتاء إنه من المقرر عقيدةً أن عذاب القبر ونعيمه حقٌّ؛ فقد أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ»، وهذا ثابت في الإسلام بأدلة متكاثرة، منها قول الله عز وجل عن آل فرعون: ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ • النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 45، 46]؛ أي إن العذاب السيئ يحيق بآل فرعون، وهو أنهم يعرضون على النار في قبورهم صباحًا ومساءً قبل قيام الساعة، وهي القيامة، فإذا قامت القيامة قيل لملائكة العذاب: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46]، وهو عذاب النار الأليم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ» رواه الترمذي؛ فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ» دليل على أن عذاب القبر ثابت.
وروى زِرُّ بن حُبَيش عن علي رضي الله عنه قال:" كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت هذه السورة: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ • حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ • كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [التكاثر: 1- 3] يعني: في القبور".
وشددت دار الإفتاء أن عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة والإجماع، ولا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينكر عذاب القبر ونعيمه.
الإيمان بعذاب القبروقال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن المؤمن يؤمن بما يتعلق بيوم القيامة من غيبيات، فيؤمن بالجنة دار النعيم، ويؤمن بالنار دار الجحيم، ويؤمن بالحساب، ويؤمن بالبعث، وقبل ذلك يؤمن بالبرزخ.
واستدل علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بقوله تعالى : ﴿وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾، ويؤمن بالقبر وما فيه من نعيم وعذاب، قال سبحانه: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًا وَعَشِيًا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ﴾ ، والنار المذكورة في الآية هي نار يعذب بها آل فرعون في حياة البرزخ قبل يوم القيامة بدليل إضافة قوله تعالى بعد ذلك « ويوم تقوم الساعة أدخلوا ...».
وروى عن كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم : كان يتعوذ من عذاب القبر»، وما ثبت عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت : « دخلت على عجوزان من عُجُز يهود المدينة فقالتا لي : إن أهل القبور يعذبون فى قبورهم، فكذبتهما ، ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا. ودخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : له يا رسول الله، إن عجوزين وذكرت له، فقال : « صدقتا ، إنهم يعذبون عذابا تسمعه البهائم كلها » . فما رأيته بعد فى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر ».
وشدد علي جمعة: ينبغي على المسلم أن يؤمن أن عذاب القبر ونعيمه حق نطق به الوحي الشريف، كما ينبغي للمسلم ألا يشغل باله بكيفية هذا العذاب وأشكاله، فلكل عالم قوانين تحكمه، ونحن في عالم الحياة الدنيا لا نستطيع أن نتخيل أو نتوقع القوانين التي تحكم العوالم الأخرى كعالم الأرواح، وعالم الجن مثلاً.
وقد اختلف العلماء في نعيم القبر وعذابه في الحياة البرزخية، هل يقع على الروح فقط أم على الجسد أم على كليهما ؟ فذهب ابن هبيرة والغزالي إلى أن التنعيم والتعذيب إنما هو على الروح وحدها. وقال جمهور أهل السنة والجماعة من المتكلمين والفقهاء : هو على الروح والجسد. قال النووي : النعيم والعذاب للجسد بعينه أو بعضه بعد إعادة الروح إليه أو إلى جزء منه، وذهب ابن جرير إلى أن الميت يعذب في قبره من غير أن ترد الروح إليه، ويحس بالألم وإن كان غير حي.