ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازر في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، وواصلت قوات الاحتلال استهداف المدنيين في مواقع مختلفة من القطاع، في حين أوقعت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- قوة إسرائيلية متوغلة بأحد أحياء رفح في كمين محكم وفجرت آلية عسكرية وقتلت أفرادها.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن مجازر الاحتلال في الساعات الماضية أسفرت عن 41 شهيدا وإصابات بلغت 102، وأشارت إلى أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

وأكدت الوزارة ارتفاع العدد الإجمالي إلى 37 ألفا و337 شهيدا و85 ألفا و299 مصابا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، أكد مراسل الجزيرة استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمخيم البريج وسط القطاع.

وأفاد المراسل باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في قصف طائرات الاحتلال تجمعا للمواطنين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

وأكد إصابة 3 فلسطينيين نتيجة إطلاق مسيرات الاحتلال النار على مواطنين في مناطق مختلفة من مدينة غزة.

وأشار المراسل إلى أن قوات الاحتلال تواصل نسف مبان سكنية في منطقة المغراقة شمال المحافظة الوسطى، وأضاف أن أصوات الانفجارات تسمع بين الحين والآخر، بينما يتصاعد الدخان الكثيف من الأماكن التي تعرضت لعمليات النسف.

جنوبا في رفح، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطينيين اثنين بنيران الاحتلال في حي تل السلطان. ووثقت كاميرا الجزيرة استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمد لسيارات الإسعاف والطواقم الطبية أثناء محاولتها انتشال جثامين الشهداء في الحي.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفت بشكل مكثف مخيم الشابورة وسط رفح، وأضافت أن دبابات الاحتلال جددت إطلاق النار وقذائف المدفعية في المناطق الشرقية لحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.

 

كمين لسرايا القدس

من جانب آخر، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- أنها أوقعت قوة إسرائيلية متوغلة بالحي السعودي برفح في كمين محكم وفجرت آلية عسكرية وقتلت أفرادها.

وبثت سرايا القدس صورا من قصف مقاتليها  لمدن إسرائيلية وبلدات في غلاف غزة برشقات صاروخية، وقالت إن العملية رد على جرائم العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

وأعلن جيش الاحتلال اليوم مقتل ضابطين من اللواء الثامن في معارك شمالي القطاع، كما أعلن مقتل جندي من الفرقة 601 من سلاح المهندسين خلال المعارك في قطاع غزة.

وكان جيش الاحتلال أعلن أمس مقتل 8 جنود في رفح في كمين لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أحدهم الضابط برتبة نقيب وسيم محمود، وهو نائب قائد سرية في كتيبة الهندسة 601.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

صواريخ إسرائيلية تحول مربعا سكنيا بغزة لمقبرة

في لحظة خاطفة، تحولت إحدى حارات حي الشجاعية شرق مدينة غزة إلى ركام مشتعل، وبقايا منازل وأحلام، بعدما نسف صاروخ إسرائيلي عدة مبان سكنية على رؤوس ساكنيها.

امتزجت صرخات طلب النجدة بدخان القصف، وارتفع الغبار محملا بصرخات وأنين الأطفال تحت الأنقاض وهم ينادون أمهاتهم، بينما وقف أهالي الحي مذهولين يبحثون عن أحبّتهم بين الردم والركام.

تسبب القصف العنيف في استشهاد 38 شخصا وإصابة 85 آخرين، وحول المنطقة إلى ساحة من الركام والنيران، وخلف مشهدا مأساويا تقشعر له الأبدان، وتعجز عن وصفه الكلمات.

وبينما تكافح طواقم الدفاع المدني بأقل الإمكانيات لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة، تتعالى صرخات ذوي الضحايا من هول المشهد والفقد.

وبوجه يملؤه الغبار، يقول محمد سالم، أحد أفراد الدفاع المدني، الذي وصل المكان مسرعا مع رفاقه "لا نملك شيئا.. فقط نعمل بأيدينا وإرادتنا. نرفع الركام حجرا حجرا بحثا عن ناجين وسط هذا الركام".

ويضيف سالم مندهشا "هنا منازل مليئة بالأطفال والنساء.. أين حقوق الإنسان؟!"

وعلى الجانب الآخر، كان المسعفون يحملون الضحايا والجرحى مستخدمين العربات البدائية في ظل نقص المركبات المخصصة والوقود بفعل الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 18 شهرا.

عدد من جثامين الشهداء الذين قضوا في العدوان الإسرائيلي (وكالة الأناضول)  فاجعة

من بين الشهداء، كان أحمد صلاح البلبيسي، أحد الوجوه التي عرفها سكان الشجاعية، في حين ارتقت 4 شقيقات من عائلة رجب، غادرن الحياة معا تحت ركام المنزل الذي وُلدن فيه، وكأن القصف أراد محو العائلة دفعة واحدة.

إعلان

وتقول المسنة أم سامي رجب (67 عامًا)، جدة الشقيقات الأربعة، "كنت جالسة معهم في الغرفة، كن يلعبن، وأنا أوزع عليهن تمرا وماء".

وتضيف أم سامي، لمراسل الأناضول: "في غمضة عين، الدنيا انقلبت. صوت مثل يوم القيامة، كل شيء وقع فوقنا. أفقت وأنا بالمستشفى، ولم أجد البنات. قالوا لي: راحوا (قتلن)".

وتبكي المسنة حفيداتها وتقول "أخذوا حبيباتي الأربعة من حضني، لم أودعهن، ولم أشبع منهن، كانوا نور البيت. ماذا بقي لي بعدهم؟".

ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، قتلت إسرائيل 1482 فلسطينيا وأصابت 3688 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع أمس.

هول الفاجعة يسيطر على الصغار والكبار (وكالة الأناضول) صدمة وذهول

وقف الشاب محمد أبو العطا (34 عاما)، أحد سكان المنطقة، مذهولا أمام ما تبقى من منزله، وقال للأناضول: "كنت جالسا في الغرفة مع أطفالي، وفجأة دوى الانفجار.. ارتجّت الأرض، وتطايرت الجدران من حولنا. خرجت مسرعا، ولم أرَ سوى الدخان، والجميع من حولي كان يبحث عن أفراد عائلته بين الركام".

ويضيف أبو العطا، لمراسل الأناضول: "العمارة راحت، وأهلها كأنهم ما كانوا. البيت كان مليئا بالحياة، فيه ضحكات أطفال، والآن أصبح قبرا كبيرا. فما ذنب هؤلاء الأبرياء؟!".

وفي وصف ما جرى، قالت حماس إنها "واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية"، مؤكدة أنها "وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، الذي يقف عاجزا وصامتا أمام أبشع فصول القتل الجماعي والإبادة المنظّمة".

ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، يمنع الجيش الإسرائيلي دخول الإمدادات الأساسية من غذاء ومياه وأغذية لقطاع غزة عقب إغلاقه للمعابر، مما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة والعطش.

لوحة أخرى

وفي مستشفى المعمداني، كانت الطفلة جوري، ترقد على سرير بارد، وجهها مغطى بالدماء، وملامحها تعكس الصدمة والخوف.

إعلان

وبصوت مرتجف قالت جوري لمراسل الأناضول: "كنا نلعب أنا وشقيقاتي… فجأة سمعنا صوتا قويا، وصرنا نصرخ، لم أعرف ما حدث، ولما فتحت عيوني كنت بالإسعاف والدم على وجهي".

وتتساءل الطفلة باستغراب "لماذا قصفونا؟!.. نحن لم نفعل أي شيء"، وتضيف باكية "أريد الرجوع إلى بيتنا، لكن بابا قال: البيت راح (تدمر)".

صراخ الأطفال في المستشفى، ونداءات الأمهات اللواتي يبحثن عن أبنائهن بين الجرحى، واكتظاظ الممرات بالجثامين، كلها رسمت لوحة أخرى من لوحات الموت اليومية في غزة.

‎وعصر أمس الأربعاء، قال الدفاع المدني الفلسطيني بغزة إن حصيلة المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بقصف مربع سكني مأهول بلغت 23 شهيدا، بينهم 8 أطفال، وأكثر من 60 مصابا، إضافة إلى نحو 34 مفقوداً.

ولاحقا في ساعات المساء، تم الإعلان عن انتشال جثامين 15 شهيدا، إضافة إلى 25 مصابا آخرين من تحت الأنقاض.

يذكر أن المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل انتهت في الأول من مارس /آذار الماضي، والذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • محادثات تركية إسرائيلية لتجنب الصراع العسكري في سوريا
  • "الانتهاكات المستمرة في غزة".. مجازر الاحتلال وآثارها على المدنيين
  • صواريخ إسرائيلية تحول مربعا سكنيا بغزة لمقبرة
  • سرايا القدس تسيطر على مسيرتين صهيونيتين بغزة
  • سرايا القدس تعلن السيطرة على مسيرتين للاحتلال بغزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يشن غارة جديدة على حي الشجاعية في غزة
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحة المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • اليمن.. قتلى وجرحى بضربات أمريكية جديدة على الحديدة وعمران
  • فضيحة جديدة تهز جيش الاحتلال الإسرائيلي .. هذا ما فعله الجنود بالقنابل والوقود وعلاقتهم المشبوهة بالعصابات
  • 55 عاما على أعنف مجازر الاحتلال.. «بحر البقر» شاهد على تاريخ إسرائيل الدموي