الموقع بوست:
2025-01-31@04:00:58 GMT

عيد الأضحى... لا أفراح لأطفالك يا غزة

تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT

عيد الأضحى... لا أفراح لأطفالك يا غزة

يحلّ عيد الأضحى على قطاع غزة وسط مأساة أكبر، خصوصاً بعد العملية العسكرية في رفح وتهجير أكثر من مليون غزي، ما حرم الأهالي الحد الأدنى من البهجة.

 

يستقبل الغزيون عيد الأضحى كما استقبلوا عيد الفطر الذي حلّ عليهم في إبريل/ نيسان الماضي. إنها حالة الحزن نفسها، هم الذين يستمرون في توديع ودفن شهدائهم وسط حنين إلى الأعياد السابقة، حين كانوا قادرين على الفرح رغم الحصار والحروب المتكررة.

ويبدو أن عيد الأضحى هذا العام يأتي وسط ظروف أشد قسوة بالمقارنة مع عيد الفطر، في ظل زيادة نسبة التهجير والجوع والعطش.

 

خلال عيد الفطر الماضي، كان الغزيون يترقبون الأخبار التي كانت تشير إلى وجود ضغوط دولية للتوصل إلى هدنة، الأمر الذي لم يتحقق. وحل العيدان وسط استمرار القصف الإسرائيلي. وانسحب الحال على الأيام الماضية في ظل الحديث عن استمرار المفاوضات، لكن هذه المرة لم يكن لديهم أمل في توقف العدوان قبل عيد الأضحى.

 

ويوم عرفة، حرص البعض على تشغيل التلفزيون والاستماع إلى الأدعية، ومنهم من اختار الصيام تماشياً مع السنة النبوية في العشر الأوائل في شهر ذي الحجة، على الرغم من الجوع والعطش ونقص المساعدات الغذائية. عمدت مريم حمدان (40 عاماً) إلى متابعة مناسك الحج عبر هاتفها، وتعرب عن حسرة كبيرة كونها المرة الأولى التي لن تقوم فيها بإعداد كعك العيد، أو المشاركة في ذبح الأضاحي مع عائلتها في بلدة بيت حانون شمال شرقي قطاع غزة، التي هجّروا منها. وتشير إلى أنها منذ طفولتها وحتى عيد الفطر الماضي، لم تتوقف يوماً عن إعداد الكعك. 

 

خلال عيد الفطر الماضي، أعدّت حمدان وعشرات النساء داخل مدرسة في مدينة رفح كعك العيد عندما جمع مبادرون الدقيق والسميد والعجوة وغيرها من لوازم الكعك، الذي وزع على الأطفال والعائلات. ولا تزال تتذكر جيداً تلك اللحظات التي كان الجميع فيها يتابعون الأخبار على هواتفهم أو يستمعون إلى الراديو أملاً في تحقق الهدنة خلال أيام العيد. لكن النساء تابعن إعداد الكعك وتوزيعه رغم الخذلان. إلا أن الخذلان هذه المرة أكبر، إذ إن المفاوضات لم تحقق شيئاً ملموساً ولا يزال العدوان مستمراً.

 

وعقب التهجير من مدينة رفح إلى منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، بعد أكثر من شهر على بدء العمليات العسكرية فيها، أضاعت حمدان ثياب العيد التي كانت قد جهزتها لأطفالها. كانت قد اشترت فستاناً أحمر لطفلتها الصغرى نادين. شعرت بحسرة كبيرة بعد فقدان الفستان الأحمر، حتى إن حزنها فاق ما خسرته من أغراض جراء العدوان. وتذكر أن هذا الفستان كانت قد ارتدته طفلتها في عيد الفطر الماضي. 

 

هذا العيد، لن يرتدي أطفال حمدان ثياب العيد، حالهم حال الكثير من الأطفال. تقول إن العيد الحالي لا يعني لهم شيئاً. تتابع بحسرة مناسك الحج واكتفاء الحجاج بالدعاء للغزيين والترحم على الشهداء، في الوقت الذي فشلت فيه الدول العربية والأجنبية في إيقاف الاحتلال الاسرائيلي عن الاستمرار في عدوانه على القطاع. وهذا لسان حال الكثير من المهجرين في منطقة المواصي.

 

تقول حمدان لـ "العربي الجديد": "يحل العيد بعدما تأكدنا من تدمير منزلنا ومنزل أعمامي ووالد زوجي وغيرها من المنازل في بلدة بيت حانون. ننتظر الموت أو الانفراجة، لكننا لا نعلم مصيرنا بعد الحرب. لذلك، لا قيمة للعيد في الوقت الحالي. منذ كنت طفلة، كانت جدتي تقول إن المسلم يشعر بالمسلم ولا يمكن أن يفرح إلا في فرح أخيه المسلم. لكن هذا ليس حقيقياً لأننا رأينا عكس ذلك". تضيف: "خلال السنوات التي سبقت العدوان الحالي، كنا نعيش ظروفاً اقتصادية صعبة في بعض الأحيان. لكننا كنا نحاول إسعاد أطفالنا بأي ثمن. في بعض الأشهر، كنا نضطر للاستدانة لشراء ملابس العيد للأطفال. لكن هذا العيد، نحكي لأطفالنا عن تمنيات بظروف أفضل خلال العيد المقبل، على أمل أن تكون الظروف قد تحسنت".

 

يحل عيد الأضحى وقد تجاوز عدد شهداء جراء العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وحتى منتصف يونيو/ حزيران الجاري أكثر من 37 ألفاً، وأكثر من 85 ألف جريح، بحسب وزارة الصحة في غزة، علماً أن عدد الشهداء قبل عيد الفطر في العاشر من إبريل/ نيسان الماضي كان حوالي 33 ألف شهيد، ما يعني مقتل حوالي 5000 غزي بين العيدين. وقالت الوزارة في بيان إن 30 شخصاً على الأقل قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، مشيرة إلى أن إجمالي عدد المصابين في الحرب بلغ 85197 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

 

حلول العيد من دون حرب والعودة إلى الحياة الطبيعية أضحى مجرد حلم لا يبدو أنه سيتحقق قريباً. يقول الكثير من الغزيين إنهم يتمنّون العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على الرغم من أن قطاع غزة كان يعيش تحت حصار إسرائيلي اشتد خلال الأيام الأخيرة التي سبقت العدوان، وقد منع الاحتلال بضائع كثيرة من دخول القطاع. 

 

أمل في المستقبل

 

تمكن عدد قليل من الأمهات والآباء من حمل ملابس أطفالهم خلال التهجير. وكانوا يتمسكون بها، وخصوصاً خلال التهجير الأخير من مدينة رفح، حتى يرتديها أطفالهم في العيد. فيما قرر آخرون أن يُلبسوا أطفالهم ثياب العيد قبل حلوله، خوفاً من إضاعتها خلال الانتقال من مكان إلى آخر. ويزيد الحرص لدى العائلات التي لديها أبناء من الأشخاص ذوي الإعاقة أو المرضى أو الجرحى، وذلك رغبة في إدخال الفرحة إلى قلوبهم وسط المعاناة الكبيرة، وهذا حال أحمد كحيل (36 عاماً). في المقابل، رفض آخرون الأمر حتى لا يحصل تمييز بين أطفالهم، على غرار شقيق كحيل.

 

يقول كحيل لـ"العربي الجديد": "أصيب طفلي في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، وهو يبلغ من العمر خمس سنوات. لا يعرف معنى الفرح ولا يزال يعالج جراء التشوّهات في ساقه. لذلك، فإن الفرحة بالنسبة إليه منقوصة، وخصوصاً أنه يعاني صعوبة من الحركة بسبب إصابته". يتابع: "أريد فقط أن ينعم بالقليل من السعادة بحلول العيد وبأي ثمن. أريد أن أزرع لديه الأمل بأن المستقبل سيكون أفضل. خسرت والدتي واثنين من أعمامي وأبناء عمي. ولحسن حظي، فإن ابني لا يزال على قيد الحياة".

 

أمنية أهالي غزة في عيد الأضحى... توقف الحرب

 

من جهته، يقول شقيقه الأكبر محمد كحيل (42 عاماً)، لـ "العربي الجديد": "لا قيمة للعيد. لا أريد أن يغار أطفالي الأربعة من بعضهم البعض. لدي أربعة أبناء، اثنان منهم مراهقان، بالإضافة إلى فتاتين. لن يرتدوا ملابس جميلة، علماً أنهم يمتلكونها. بعض الأطفال يشترون ملابس العيد، فيما يعجز آخرون عن تأمينها. أحاول البقاء في الخيمة وسرد الحكايات لأطفالي بدلاً من الخروج منها". يضيف: "الأصعب أننا نقف أمام أطفال يريدون أن يفرحوا. في الوقت نفسه، لا يملكون الملابس والطعام والسكاكر وكعك العيد. حتى إن الكثير من الأطفال خسروا آباءهم وأمهاتهم خلال محاولتهم تأمين الطعام والشراب لهم. هذا العيد جعلنا أكثر قسوة على أنفسنا، وها نحن نحرم أطفالنا من الفرح حفاظاً على مشاعر أطفال آخرين".

 

ويحاول عدد من الناشطين الشباب إطلاق مبادرات ونشاطات ومسابقات ترفيهية في أيام العيد الأربعة من أجل الأطفال. وتقول بيسان الحايك إنها وفريقاً من المبادرين الاجتماعيين حصلوا على بعض الألعاب من المتاجر التي دمرت، لا بل أخرجوها من تحت الركام، حتى يشاركوها مع الأطفال في ألعاب جماعية. ويلاحظ هؤلاء أن غالبية الأطفال لن يرتدوا أية أزياء جديدة أو مرتبة.

 

وتقول الحايك لـ "العربي الجديد": "لاحظنا أن الكثير من الأطفال يرتدون ملابس مهترئة. حرصنا على إقامة بعض الألعاب وسرد حكايات تهدف إلى التخفيف من التمييز بين الأطفال. كما أن هناك ألعاباً جماعية تعتمد على النشاط الذهني والجسدي والتفكير والحسابات، حتى يكون هناك تكافؤ بالتفكير والتحليل والنشاط الجسدي، وهكذا نحاول أن نساوي في ما بينهم".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة حماس الكيان الصهيوني عید الفطر الماضی العربی الجدید عید الأضحى الکثیر من أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزارة الداخلية تستعرض بمؤتمر صحفي الإنجازات المحققة خلال العام الماضي 2024م

شمسان بوست / الإعلام الأمني: عدن

استعرضت وزارة الداخلية،خلال مؤتمر صحفي، عقد اليوم، بالعاصمة المؤقتة عدن، الإنجازات التي حققتها خلال العام الماضي 2024م،في مختلف القطاعات والمصالح والإدارات وشرط المحافظات المحررة.

واوضح مدير مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية النقيب هيثم الجرادي، خلال المؤتمر، بان الإنجازات شملت كافة المجالات الأمنية والشرطية والخدمية والانسانية انعكاساً لرؤية أمنية استراتيجية ومتكاملة وضعتها وزارة والداخلية بقيادة معالي وزير الداخلية اللواء الركن ابراهيم حيدان.
مبيناً بان الوزارة عملت وعلى مواصلة عملية التطوير والتحديث للاجهزة الامنية والاهتمام بتدريب الكادر البشري وتأهيله لضمان الكفاءة والجاهزية في مختلف الظروف فضلاً على تعزيز الابتكار للاساليب الأمنية بما يواكب التهديدات المتجددة في مكافحة الجريمة المنظمة والارهاب والجرائم العابرة للحدود اضافة الى عملية تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين وتحسين وتبسيط الاجراءات في المصالح الخدمية.

واشار مدير المركز الاعلامي، الى ان الوزارة بذلت جهود من أجل رقمنة العديد من الخدمات واستخدام التكنولوجيا الحديثة وتقنيات متطورة لمواكبة بلادنا للتطور التكنولوجي.
لافتاً الى تدشين وزارة الداخلية مشروع البطاقة الالكترونية الذكية عند نهاية العام 2023م وجرى خلال العام 2024م استكمال تفعيل المشروع في كافة المحافظات المحررة كواحد من أهم المشاريع الاستراتيجية لاهميته في مكافحة الفساد والازدواج الوظيفي في مؤسسات الدولة .
متطرقاً الى ان الاجهزة الأمنية، سجلت فيما يخص مكافحة الجريمة عدد 20 الف و641 جريمة جنائية منها 13 الف و619 جريمة تم ضبطها و7 آلاف و22  جريمة ضُمنت في قائمة الجرائم المدورة خلال العام 2025م ومازال البحث والتحري مستمرين لضبطها في حين بلغت الحوادث الغير جنائية الف و108 حادثاً غير جنائي.

ولفت النقيب الجرادي خلال الموتمر الصحفي، الى ان اجمالي تحركات الوحدات الأمنية خلال العام الماضي وصل 728 الف و436 تحركاً امنياً تم خلالها ضبط الف و386 مطلوباً امنياً ومخالفاً وكذا ضبط 21 الف و796قطعة سلاح.
مشيراً الى انه تم تسجيل عدد 4 الف و190 حادثاً  مرورياً بنسبة زيادة عن العام الماضي تصل 12بالمائة تم ضبطها بالكامل فيما أدت الحوادث الى وفاة 492 شخصاً واصابة 3 الف و292 أخرين وبلغت الخسائر المادية من الحوادث خمسة مليارو 571 مليوناً و675 الف ريال في حين بلغت عدد المخالفات المرورية في المحافظات المحررة35 الف و444 مخالفة.

وبخصوص اجمال الواصلين والمغادرين عبر المنافذ البحرية والبرية والجوية ،بين مدير مركز الاعلام الامني، بانه بلغ 3 ملايين و366 الف و793 مسافراً خلال 2024م موزعين على عدد الواصلين مليون و551 الف و313 مسافراً منهم مليون و355 الف و669 يمنياً و119 الف و516 عربياً و76 الف و128 اجنبياً فيما بلغ عدد المغادرين مليون و 612 الف و123 مسافراً يمنياً و127 الف و784 مسافراً عربياً و75 الف و573 مسافراً اجنبياً .
مستعرضاً مجالات الخدمات الشرطية المدنية حيث أصدرت مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني عدد344 الف و421 بطاقة شخصية إلكترونية ذكية وعدد66 الف  و 12 الف و873 بطاقة عائلية وعدد 154 الف و938 شهادة ميلاد منها 301 شهادة ميلاد لأجانب وعدد11 الف و880 شهادة وفاة منها 37 شهادة وفاة لأجانب اضافة الى اخماد مصلحة الدفاع المدني عدد 226 حريقاً في المحافظات المحررة نجم عنها 10وفيات.

واكد مدير مركز الاعلام الأمني، ان وزارة الداخلية اولت اهتماماً كبيراً بتوطيد العلاقة بين رجال الأمن والمواطنين من خلال تنفيذ مجموعة من البرامج التوعوية الفعالة وتعزيز الوعي المجتمعي من خلال البرامج التلفزيونية امنية وحملات إعلامية وطنية وتغطيات كافة الانشطة الأمنية ..

مستعرضاً الجهود الحثيثة التي بذلتها الادارة العامة لتوجية المعنوي والعلاقات العامة من تنظيم هذا الموتمر الصحفي الى جانب تنفيذ العديد من البرامج التوعوية والتخصصية النوعية الهادفة لرفع مستوى الوعي الأمني والشرطوي والروح المعنوية والجاهزية الأمنية وكذا تعزيز الوعي القانوني الشرطي والتعامل الراقي مع المواطنين من قبل رجال الأمن في عموم المحافظات المحررة.

واشاد الموتمر الصحفي في الختام ، بجهود كافة منتسبي قطاعات ومصالح وإدارات واجهزة وزارة الداخلية.

شاكراً كل من ساهم بتحقيق هذه الانجازات وبمقدمتهم شهداء الواجب الذين رووا تراب الوطن بدمائهم الزكية وهم يؤدون واجبهم المقدس دفاعاً عن الوطن وصون مقدراته ومكتسباته من اجل ينعم المواطن بالامن والاستقرار في ربوع المحافظات المحررة..داعياً بالشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى والمختطفين .

مؤكدا في نهاية المؤتمر الصحفي على أهمية نجاح الحملة التوجيهية التعبوية للربع الاول من العام الجاري لتعزيز الجاهزية الأمنية  والاستعداد لدحر مليشيا الحوثي الإرهابية وانهاء الانقلاب الحوثي حيث أن الوقت اصبح متاحاً وان الحوثي يشعر بنهايته الماساوية القريبة جدا.

مقالات مشابهة

  • أجمل ما قيل عن العيد الوطني الكويتي 2025
  • 20 مليار دولار صادرات تركيا إلى أفريقيا العام الماضي
  • اجلاء أكثر من 560 مهاجرا افريقيا من اليمن إلى بلدانهم خلال ديسمبر الماضي
  • وزارة الداخلية تستعرض بمؤتمر صحفي الإنجازات المحققة خلال العام الماضي 2024م
  • إشاعة إلغاء عيد الأضحى تُربك السوق وتؤدي إلى تراجع كبير في أسعار الخرفان
  • اقتصاد إسبانيا ينمو بقوة في نهاية العام الماضي
  • «دبي العطاء»: 116 مليون مستفيد في 60 بلداً نامياً العام الماضي
  • مدبولي: الدولة حققت نمو صادرات وصلت إلى 15% خلال العام الماضي
  • مدبولي: الدولة حققت نمو صادرات 15% بالعام الماضي رغم التحديات
  • بوشكيان مثّل الرئيسين عون وبري في احتفال العيد الوطني للهند