صحيفة عبرية تحدد شريان حياة وحيد لإسرائيل بعد حرب غزة معلق بيد دولة عربية
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
ذكر الكاتب الإسرائيلي بريان بلوم في مقال رأي نشره على أعمدة صحيفة "جيروزاليم بوست" أن السعودية شريان الحياة الوحيد لإسرائيل بعد الحرب لتحقق شيئا من أجل حفظ ماء وجهها.
إقرأ المزيد التطبيع السعودي-الإسرائيلي مفتاح الوصول إلى الصفقة الكبرىوأكد الكاتب في مقاله أن النصر الكامل في قطاع غزة لا وجود له وأنه على إسرائيل أن تفعل شيئا ما "يحفظ ماء وجهها".
ويقول إن إسرائيل تخسر الحرب مع حماس في غزة وهذا هو الاستنتاج الوحيد الذي يمكن استخلاصه بعد ثمانية أشهر من هجوم 7 أكتوبر الماضي إذ لا تزال كتائب حماس موجودة على الأرض ولا يزال الرهائن محتجزين والحركة قادرة على إطلاق صواريخ حتى مسافة بعيدة قد تصل إلى تل أبيب.
ويضيف أن هذا هو ما يعتقده معظم الإسرائيليين حاليا مستشهدا باستطلاع رأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي قبل عملية 8 يونيو في النصيرات، وهو استطلاع أظهر أن 34 في المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع يشعرون بتفاؤل حيال مستقبل الأمن القومي.
كما رصد معهد سياسة الشعب اليهودي في شهر مايو الماضي أن 38 في المئة فقط من الإسرائيليين أعربوا عن "ثقة عالية" بإمكانية تحقيق النصر بينما قال عدد أكبر حوالي 41 في المئة، أن لديهم "ثقة قليلة" بتحقيق إسرائيل النصر.
إقرأ المزيد هل تبرم السعودية معاهدة أمنية مع الولايات المتحدة وتطبّع علاقاتها مع إسرائيل؟ويعود جزء كبير من ذلك إلى انعدام الثقة في رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشركائه في الائتلاف الانخراط في مناقشة خطة "اليوم التالي" لحرب غزة.
ويطرح الكاتب تساؤلا عن كيفية تغيير الواقع في حالة عدم تحقيق نصر، حيث قال "إذا لم نتمكن من الفوز أو إذا فقد عامة الناس ثقتهم فكيف نستطيع أن نغير الواقع؟، مؤكدا أن الأمر يتطلب تفكيرا خارج الصندوق ومن حسن الحظ أن الصندوق أصبح مطروحا على الطاولة لو أن حكومتنا تتمتع بالشجاعة الكافية لفتحه فالجواب يكمن في الشرق لدى السعودية والإمارات.
ويقول الكاتب إن السعودية تشير على نطاق واسع إلى رغبتها في تطبيع العلاقات مع إسرائيل كما يتضح من عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار الإسرائيلي على ثلاث مراحل واقتراح إطلاق سراح الرهائن، وفي ظل رغبة نتنياهو في عدم السماح بوجود موطىء قدم للسلطة الفلسطينية في غزة، فيمكن للسعوديين والإماراتيين القيام بهذه المهمة.
ويضيف أن السعودية لديها بعض المطالب الكبيرة من إسرائيل بما في ذلك المسار الموثوق لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يعارضه العديد من الإسرائيليين والحكومة الحالية بشدة، إذ لا يمكن للجانب الإسرائيلي الاعتماد على حماس للموافقة على الخطة المقترحة ولكن إذا لم تتمكن إسرائيل من كسب الحرب ضد حماس فربما حان الوقت لاغتنام الفرصة نحو نهج مختلف.
إقرأ المزيد بلينكن يحذر نتنياهو من خسارة فرصة التطبيع مع السعوديةويرى الكاتب أن نتنياهو إذا تبنى التطبيع مع السعودية فسوف يغير المنطقة برمتها، وهو ما يضمن مكانة إسرائيل في وسط تحالف عربي ضد إيران ووكلائها، فضلا عن إصلاح صورة نتنياهو المشوهة بالفعل من المرجح أن ينهار ائتلافه، لكنه قد يتقاعد بعد إبرام صفقات لم يكن من الممكن تصورها في السابق مع خصوم عرب سابقين.
ويلفت الكاتب إلى أن إبرام صفقة مع السعودية وإنهاء الحرب في غزة يمكن أن يخففا من موقف محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية تجاه إسرائيل وقادتها، وقد يدفع ذلك القضاة الإسرائيليين الذين ينظرون في محاكمة نتنياهو بتهم الفساد والرشوة إلى التوصل إلى صفقة اعتراف أكثر ملاءمة، فبدون اتخاذ مثل هذه الخطوة قد ينتهي الأمر بنتنياهو إلى السجن في إسرائيل أو خارجها إذا وطأت قدمه واحدة من 120 دولة تعهدت باحتجازه إذا قررت المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بشأنه.
ويختتم بريان بلوم مقاله مشيرا إلى أن إسرائيل يمكنها أن تغير قواعد اللعبة وتحسين وضعية البلد المنبوذ في ظل حكومة جديدة لا تضم متطرفين يمينيين مثل بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير وهي خطوة يمكن أن تعيدها إلى الحكم الرشيد.
المصدر: "جيروزاليم بوست"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية إيتمار بن غفير اتفاق السلام مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الرياض الشرق الأوسط القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو تل أبيب رفح صواريخ طائرة بدون طيار طوفان الأقصى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة أمريكية: جنرال أبلغ نتنياهو بتحضير مسلحين لهجوم يوم 7 أكتوبر
نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024 ، عن مصادر تأكيدها أن جنرالا إسرائيليا أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأن مئات المسلحين يبدو أنهم يستعدون للغزو، وفق وصفها.
كما نقلت عن مصادر تأكيدها أن تحقيقا يجري مع مساعدي نتنياهو بسبب تغيير تفاصيل مكالمة الجنرال معه في ذلك اليوم. وينظر المحققون في ما إذا كان مساعدو نتنياهو قد زوّروا سجلات المكالمات.
في صباح اليوم الذي بدأت فيه حماس هجومها العام الماضي، اتصل جنرال إسرائيلي رفيع المستوى بنتنياهو، ليبلغه بأن مئات من المسلحين يبدو أنهم يستعدون للاقتحام. والآن، يخضع مساعدو رئيس الوزراء للتحقيق بشأن تغيير تفاصيل تلك المكالمة في السجل الرسمي لأنشطة نتنياهو في ذلك اليوم، حسبما أفاد به 4 مسؤولين مطلعين على التحقيق.
وينظر إلى هذا التحقيق على أنه شديد الحساسية في إسرائيل، إذ يُتوقع أن يلعب دورا رئيسيا في التقييمات بعد الحرب حول دور القادة السياسيين والعسكريين في واحدة من أسوأ حالات الفشل العسكري في تاريخ إسرائيل.
تعد هذه التهمة واحدة فقط من عدة اتهامات وجهت لمساعدي نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة. وعلى الرغم من أن نتنياهو نفسه ليس موضع تحقيق من قبل الشرطة، فإن مسؤولين في مكتبه يخضعون للتحقيق بتهمة محاولة تعزيز سمعته خلال الحرب الإسرائيلية على غزة عبر تسريب وثائق عسكرية سرية، وتغيير محاضر رسمية لمحادثاته، وترهيب أشخاص يتحكمون في الوصول إلى تلك السجلات.
وعلى الرغم من تعقيد الحالات وتنوعها، فقد أسهمت في تعزيز الانطباع لدى منتقدي نتنياهو بأن فريقه استخدم وسائل غير مشروعة لتحسين صورته على حساب الحقيقة أو الأمن القومي، أو كليهما. وقد نفى نتنياهو ومكتبه هذه الاتهامات، مؤكدين أن المتهمين هم من يقوضون إسرائيل بنشر الأكاذيب في وقت تواجه فيه البلاد خطرا وطنيا.
لم يتم الكشف عن المدى الكامل للاتهامات الجديدة لأن معظمها خاضع لأمر حظر النشر. وقد تحدث المسؤولون الذين أبلغوا صحيفة نيويورك تايمز عن التحقيقات بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لأنهم ممنوعون من التحدث علنا عن الموضوع.
وحسب صحيفة نيويورك تايمز، يتركز التحقيق على المعلومات التي كان يعرفها نتنياهو عن الهجوم الذي شنته كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتوقيت تلقيه التحذيرات.
أبرز الاتهامات
1. التلاعب بسجلات المكالمات: وبدأ التحقيق بعد أن اشتكى الجنرال آفي جيل في رسالة إلى المدعي العام من أن النصوص الرسمية للمكالمات التي أجراها ذلك الصباح مع نتنياهو قد تم تعديلها، وفقا لمسؤولين. وقال جيل في شكواه إن مساعدا كبيرا لرئيس الوزراء طلب تعديل سجلات المكالمات لتغيير توقيتاتها.
وقال 3 مسؤولين مطلعين على التحقيق إن جيل أخبر نتنياهو في إحدى المحادثات، التي جرت في وقت مبكر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن "المئات من عناصر حماس بدؤوا يتصرفون بطريقة توحي بأنهم ربما كانوا على وشك غزو إسرائيل". ويعد توقيت تلك المكالمة من التفاصيل التي قيل إنه تم تغييرها في المحاضر الرسمية.
في المقابل، أنكر نتنياهو علمه المسبق بالهجوم وتجنب تشكيل لجنة تحقيق حكومية لتقييم مسؤولية القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين، بمن فيهم هو نفسه، عن فشلهم في التصدي لعملية "طوفان الأقصى".
2. الابتزاز بالفيديو: تتضمن التحقيقات كذلك اتهامات ضد مساعد لنتنياهو -وهو المساعد نفسه المتهم بتعديل سجلات المكالمات- باستخدامه مقطع فيديو يُظهر ضابطا عسكريا في وضع محرج كوسيلة للضغط عليه وإسكاته، وفقا لـ4 مسؤولين مطلعين على الحادثة.
وقال المسؤولون إن الضابط تم تصويره على كاميرا مراقبة مثبتة في مقر رئيس الوزراء وهو يرتكب فعلا قد يسبب له إحراجا شخصيا. وبعد الحادثة، اقترب مساعد كبير لنتنياهو من الضابط وأخبره أنه حصل على فيديو. وكبير المساعدين هو الشخص نفسه المتهم بإصدار الأوامر للتلاعب في سجلات محادثات نتنياهو، وفقا للمسؤولين.
وقال المسؤولون إن الضابط أخبر قادته عن حواره مع كبير المساعدين، قائلا إنه يخشى أن يستخدم المساعد الفيديو لابتزازه في المستقبل.
3. تسريب وثيقة سرية: نُشرت الوثيقة مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك بالتزامن مع تعرض نتنياهو لضغوط من قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس للإفراج عن الأسرى. وقد عارض نتنياهو الهدنة بحجة أن شروط الاتفاق ستسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها.
ولتعزيز موقفه في الثامن من سبتمبر/أيلول الماضي، أدلى نتنياهو ببيان في الاجتماع الأسبوعي لحكومته مستشهدا بمقال نُشر قبل أيام في صحيفة "بيلد" الألمانية. وكان المقال عبارة عن سرد لمذكرة كتبها ضابط مخابرات تابع لحماس وحصل عليها الجيش الإسرائيلي لاحقا، وتم تسريبها إلى الصحيفة.
وقالت بيلد إن الوثيقة أظهرت أن حماس سعت إلى التلاعب بعائلات "الرهائن" لإقناع نتنياهو بالتنازل في محادثات الهدنة والموافقة على شروط أقل مواتاة لإسرائيل. واستشهد نتنياهو بتقرير بيلد ليقول إن حماس سعت إلى "زرع الشقاق بيننا، واستخدام الحرب النفسية على عائلات الرهائن".
وغالبا ما يعطي المسؤولون الإسرائيليون وثائق للصحفيين، لكن جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي (الشاباك) يفحص هذا التسريب بالذات لأن الوثيقة أخذت من قاعدة بيانات استخباراتية عسكرية سرية للغاية، وفقا للمسؤولين الستة الذين تم إطلاعهم على القضية.
وتم اعتقال إيلي فلدشتاين، أحد مساعدي نتنياهو، ضمن التحقيق، إلى جانب 4 ضباط -لم يتم الكشف عن أسمائهم- بتهمة المساعدة في الحصول على الوثيقة. وقد اعتقل الخمسة جميعا من خلال بند قانوني نادر مخصص للاستخدام فقط في الحالات التي تنطوي على تهديدات شديدة للأمن القومي.
رد نتنياهو
نفى مكتب نتنياهو جميع الاتهامات، مشيرا إلى أنها جزء من "حملة اضطهاد" تهدف للإساءة إليه وإلى المحيطين به، على غرار دفاعه في القضايا السابقة المتعلقة بالرشوة والاحتيال.
وجاء في بيان صادر عن مكتبه: "كما هي الحال مع المحاولات السابقة لتضخيم الاتهامات ضد رئيس الوزراء والمحيطين به، فإن الأمر الحالي لن يسفر عن أي شيء على الإطلاق، ولكنه سيؤدي بالتأكيد إلى أسئلة صعبة في ما يتعلق بالتنفيذ التعسفي".
وفي بيان لاحق، رفع مكتب رئيس الوزراء من حدة اللهجة، وانتقد بشدة ظروف احتجاز الأشخاص قيد التحقيق. وقال المكتب: "في بلد ديمقراطي، لا يتم احتجاز الأشخاص في الحبس الانفرادي لمدة 20 يوما، دون السماح لهم بالاتصال بمحامٍ لفترات طويلة، فقط لانتزاع تصريحات كاذبة ضد رئيس الوزراء".
المصدر : وكالة سوا